أحوال العرب قبل الإسلام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أحوال العرب قبل الإسلام
أحوال العرب قبل الإسلام
كان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يعبدون الأصنام من دون الله ، ويقدمون لها
القرابين ، ويسجدون لها ويتوسلون بها ، وهي أحجار لا تضر ولا تنفع ، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً .
وفي ذلك الزمان كانت تحدث أشياء غريبة وعجيبة، فالناس يطوفون عرايا حول
الكعبة، وقد تجردوا من ملابسهم بلا حياء، يصفقون ويصفرون ويصيحون بلا نظام،
وقد وصف الله -عز وجل- صلاتهم فقال: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} [الأنفال:35].
وكانت
الحروب تقوم بينهم لأتفه الأسباب، وتستمر مشتعلة أعوامًا طويلة فهذان
رجلان يقتتلان، فيجتمع الناس حولهما، وتناصر كل قبيلة صاحبها دون النظر من
الظالم ومن المظلوم ، وتقوم الحرب في لمح البصر ، ولا تنتهي حتى يموت
الرجال ، وانتشرت بينهم العادات السيئة مثل : شرب الخمر، وقطع الطرق
والزنا والعياذ بالله .
وكانت بعض القبائل تهين المرأة ، وينظرون إليها
باحتقار، فهي في اعتقادهم عار كبير عليهم أن يتخلصوا منها فكان الرجل
منهم إذا ولدت له أنثى؛ حزن حزنًا شديدًا. قال تعالى: {وإذا
بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر
به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} _[النحل: 58-59] وقد يصل به الأمر إلى أن يدفنها وهي حية ، وهي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات .
فهذا
رجل يحمل طفلته ويسير بها إلى الصحراء فوق الرمال المحرقة ، ويحفر حفرة
ثم يضع ابنته فيها وهي حية ، ولا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها
بل تناديه: أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها ولا ضعفها ، ولا يستجيب
لندائها.. بل يهيل عليها الرمال، ثم يمشي رافعًا رأسه كأنه لم يفعل شيئًا
!! قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} [التكوير: 7-8] وليس هذا الأمر عامًا بين العرب ، فقد كانت بعض القبائل تمنع وأد البنات.
وكان
الظلم ينتشر في المجتمع ؛ فالقوى لا يرحم الضعيف ، والغني لا يعطف على
الفقير، بل يُسخره لخدمته ، وإن أقرضه مالا؛ فإنه يقرضه بالربا ، فإذا
اقترض الفقير دينارًا؛ يرده دينارين، فيزداد فقرًا، ويزداد الغني ثراء،
وكانت القبائل متفرقة، لكل قبيلة رئيس، وهم لا يخضعون لقانون منظم،
ومع
كل هذا الجهل والظلام في ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي، كانت هناك بعض
الصفات الطيبة والنبيلة؛ كإكرام الضيف، فإذا جاء ضيف على أحدهم بذل له كل
ما عنده ، ولم يبخل عليه بشىء، فها هو ذا حاتم الطائي لم يجد ما يطعم به
ضيوفه؛ فذبح فرسه - وقد كانوا يأكلون لحم الخيل - وأطعمهم قبل أن يأكل هو.
وكانوا
ينصرون المستغيث فإذا نادى إنسان، وقال: إني مظلوم اجتمعوا حوله وردوا
إليه حقه، وقد حدث ذات مرة أن جاء رجل يستغيث، وينادي بأعلى صوته في زعماء
قريش أن ينصروه على العاص بن وائل الذي اشترى منه بضاعته، ورفض أن يعطيه
ثمنها؛ فتجمع زعماء قريش في دار عبدالله بن جدعان وتحالفوا على أن ينصروا
المظلوم، ويأخذوا حقه من الظالم، وسموا ذلك الاتفاق حلف الفضول، وذهبوا إلى
العاص بن وائل، وأخذوا منه ثمن البضاعة، وأعطوه لصاحبه.
وفي
هذا المجتمع ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أسرة كريمة المعدن، نبيلة
النسب، جمعت ما في العرب من فضائل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
نفسه: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة واصطفي
من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)
من العادات السيئة عند العرب في الجاهلية
1. القمار والمعروف بالميسر،
وهذه عادة سكان المدن في الجزيرة كمكة, والطائف, وصنعاء, وهجر, ويثرب,
ودومة الجندل وغيرها, وقد حرمه الإسلام بآية سورة المائدة فقال تعالى : {
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل
الشيطان فاجتنبوه } المائدة: الآية:90
2. شرب الخمر والاجتماع عليها
والمباهاة بتعتيقها وغلاء ثمنها، وكان هذا عادة أهل المدن من أغنياء،
وكبراء وأدباء شعراء، ولما كانت هذه العادة متأصلة فيهم متمكنة من نفوسهم
حرمها الله-تعالى-عليهم بالتدريج شيئاً فشيئاً وذلك من-رحمة الله تعالى-
بعباده فله الحمد وله المنة.
3. نكاح الاستبضاع
وهو أن تحيض امرأة الرجل منهم فتطهر فيطلب لها أشراف الرجال وخيارهم
نسباً وأدباً ليطؤوها من أجل أن تنجب ولداً يرث صفات الكمال التي يحملها
أولئك الواطئون لها.
4. وأد البنات وهي أن
يدفن الرجل ابنته بعد ولادتها حية في التراب خوف العار. وجاء في القرآن
الكريم التنديد بهذا العمل وتقبيحه وذلك بذكر توبيخ فاعله يوم القيامة .
قال تعالى من سورة التكوير : { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت }؟
التكوير،الآية:9
5. قتل الأولاد مطلقاً ذكوراً أو إناثاً،
وذلك في عند وجود فقر وحالة مجاعة ، أو لمجرد توقع فقر شديد عند ما تلوح
في الأفق آثاره لوجود مَحْل وقحط بانقطاع المطر أو قِلّته. فحرم الإسلام
هذه العادة السيئة القبيحة بقوله تعالى : {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ
خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ
خِطْءًا كَبِيرًا} {(31) سورة الإسراء}. والإملاق شدة الفقر وعِظمه.
6. تبرّجُ النساء بخروج المرأة كاشفة عن محاسنها مارّة بالرجال الأجانب متغنَّجة في مشيتها متكسِّرة كأنها تعرض نفسها وتُغري بها غيرها.
7. اتخاذ الحرائر من النساء الأخدان من الرجال
وذلك بالاتصال بهم وتبادل الحب معهم في السر وهم أجانب عنهن، فحرم الإسلام
هذه العادة بقوله تعالى : {وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} (5) سورة المائدة.
8. العصبية القبلية وهي
مبدأ : "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" فجاء الإسلام فأمر بنصرة المسلم
قريباً كان أو بعيداً، إذ الأخوة المعتبرة هنا هي أخوة الإسلام. ونصرته إذا
كان مظلوماً بدفع الظلم عنه، ونصرته إذا كان ظالماً بمنعه من الظلم وحجزه
عنه ، قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في رواية البخاري : (
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، فقيل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً:
فكيف أنصره إذا كان ظالماً ؟ قال : ( تحجزه عن الظلم) البخاري، الفتح،
رقم(6552)،كتاب الإكراه...
9. شن الغارات والحروب عل بعضهم بعضاً للسلب والنهب فالقبيلة القوية تغير على الضعيفة ليسلُبها مالها ؛ إذ لم يكن لهم حكم ولا شرع يرجعون إليه في أغلب الأوقات وفي أكثر البلاد.
ومن أشهر حروبهم حرب داحس والغبراء التي وقعت بين عَبْس من جهة, وذبيان
وفزارة من جهة أخرى. وحرب البسوس حتى قيل: أشأم من حرب البسوس التي دامت
كذا سنة وكانت بين بكر وتغلب. وحرب بُعاث التي وقعت بين الأوس والخزرج
بالمدينة النبوية قبيل الإسلام. وحرب الفِجار التي دارت بين قيس عيلان من
جهة وبين كنانة وقريش من جهة مقابلة، وسميت حرب الفِجار لأنها وقعت في
الأشهر الحرم. هذه معظم العادات السيئة التي كانت في المجتمع العربي قبل
الإسلام وهي كما مرَّت تحيل المجتمع إلى مجتمع ساقط هابط لا سعادة فيه ولا
هناء إلا أنه إزاء ذلك كانت فيه كمالات نوردها تحت عنوان :
من العادات الحسنة عند العرب في الجاهلية :
1. الصدق والمراد به صدق الحديث وهو خلق كريم عُرف به العرب في الجاهلية قبل الإسلام فزاده الإسلام تقريراً وتمتيناً.
2. قِرى أو إكرام الضيف وهو
إطعامه، وهو من الكرم الذي يحمد صاحبه عليه ، ويحمد له ويثنى به عليه فجاء
الإسلام بتقريره وتأكيده إذ قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ-:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ). البخاري،
الفتح،رقم(5672) كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر .
3. الوفاء بالعهود
وعدم نكثها ومهما كلفت من ثمن وهو خلق سام شريف وجاء الإسلام بتقريره
وتأكيده قال تعالى :{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}(177) سورة البقرة. في
بيان صفات المؤمنين من سورة البقرة .
4. احترام الجوار
وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها، وعدم خفره مهما كانت الأحوال، وفي الحديث :
( أجَرْنا منْ أجَرتْ يا أم هانئ). أحمد(6/423). وأجار المسلمون أبا
العاص بن الربيع وهو مشرك حتى دخل المدينة واسترد ودائعه وأمواله وعاد إلى
مكة ثم أسلم بعد.
5. الصبر والتحمل . حتى
قالوا : (( تجوع الحُرَّة ولا تأكل بثديها )) وجاء الإسلام فزاد هذا الخلق
قوة ومتانة وفي القرآن : {اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ}(200) سورة
آل عمران.وفي الحديث : (من صبر ظفر).
6. الشجاعة والنجدة والأنفه وعدم قبول الذل والمهانة وهي خصال امتاز بها العرب نساءً ورجالاً، وفي أشعارهم وأقاصيصهم شواهد ذلك.
7. احترام الحرم والأشهر الحرم ، ولو كانوا ذوي سوابق في الشر.
8. تحريمهم نكاح الأمهات والبنات.
9. اغتسالهم من الجنابة.
10. المداومة على المضمضة والاستنشاق.
11. السواك والاستنجاء، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط.
12. الختان للأطفال. والخفاف للبنات.
13. قطعهم يد السارق اليمنى.
14. الحج والعمرة.
فهذه
جملة من العادات الحسنة الحميدة التي عُرف بها العرب في الجاهلية قبل
الإسلام. وإنها وإن لم تكن عامة في كل فرد فإنها الطابع العام على غالبيتهم
ولولا إرادة الاختصار، وثقة القارئ فيما أقدمه له لذكرت شواهد ذلك من
كلامهم ووقائعهم نظماً ونثراً، وحسبنا من ذلك أن أبا سفيان بن حرب لما حضر
عند هرقل ملك الروم بالشام وسأله عن النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ-لم يكتمه شيئاً مم سأله عنه، مع العلم بأنه مازال مشركاً وفي حرب
مع الإسلام والمسلمين.
والله ولى التوفيق
كان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يعبدون الأصنام من دون الله ، ويقدمون لها
القرابين ، ويسجدون لها ويتوسلون بها ، وهي أحجار لا تضر ولا تنفع ، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً .
وفي ذلك الزمان كانت تحدث أشياء غريبة وعجيبة، فالناس يطوفون عرايا حول
الكعبة، وقد تجردوا من ملابسهم بلا حياء، يصفقون ويصفرون ويصيحون بلا نظام،
وقد وصف الله -عز وجل- صلاتهم فقال: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} [الأنفال:35].
وكانت
الحروب تقوم بينهم لأتفه الأسباب، وتستمر مشتعلة أعوامًا طويلة فهذان
رجلان يقتتلان، فيجتمع الناس حولهما، وتناصر كل قبيلة صاحبها دون النظر من
الظالم ومن المظلوم ، وتقوم الحرب في لمح البصر ، ولا تنتهي حتى يموت
الرجال ، وانتشرت بينهم العادات السيئة مثل : شرب الخمر، وقطع الطرق
والزنا والعياذ بالله .
وكانت بعض القبائل تهين المرأة ، وينظرون إليها
باحتقار، فهي في اعتقادهم عار كبير عليهم أن يتخلصوا منها فكان الرجل
منهم إذا ولدت له أنثى؛ حزن حزنًا شديدًا. قال تعالى: {وإذا
بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر
به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} _[النحل: 58-59] وقد يصل به الأمر إلى أن يدفنها وهي حية ، وهي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات .
فهذا
رجل يحمل طفلته ويسير بها إلى الصحراء فوق الرمال المحرقة ، ويحفر حفرة
ثم يضع ابنته فيها وهي حية ، ولا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها
بل تناديه: أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها ولا ضعفها ، ولا يستجيب
لندائها.. بل يهيل عليها الرمال، ثم يمشي رافعًا رأسه كأنه لم يفعل شيئًا
!! قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} [التكوير: 7-8] وليس هذا الأمر عامًا بين العرب ، فقد كانت بعض القبائل تمنع وأد البنات.
وكان
الظلم ينتشر في المجتمع ؛ فالقوى لا يرحم الضعيف ، والغني لا يعطف على
الفقير، بل يُسخره لخدمته ، وإن أقرضه مالا؛ فإنه يقرضه بالربا ، فإذا
اقترض الفقير دينارًا؛ يرده دينارين، فيزداد فقرًا، ويزداد الغني ثراء،
وكانت القبائل متفرقة، لكل قبيلة رئيس، وهم لا يخضعون لقانون منظم،
ومع
كل هذا الجهل والظلام في ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي، كانت هناك بعض
الصفات الطيبة والنبيلة؛ كإكرام الضيف، فإذا جاء ضيف على أحدهم بذل له كل
ما عنده ، ولم يبخل عليه بشىء، فها هو ذا حاتم الطائي لم يجد ما يطعم به
ضيوفه؛ فذبح فرسه - وقد كانوا يأكلون لحم الخيل - وأطعمهم قبل أن يأكل هو.
وكانوا
ينصرون المستغيث فإذا نادى إنسان، وقال: إني مظلوم اجتمعوا حوله وردوا
إليه حقه، وقد حدث ذات مرة أن جاء رجل يستغيث، وينادي بأعلى صوته في زعماء
قريش أن ينصروه على العاص بن وائل الذي اشترى منه بضاعته، ورفض أن يعطيه
ثمنها؛ فتجمع زعماء قريش في دار عبدالله بن جدعان وتحالفوا على أن ينصروا
المظلوم، ويأخذوا حقه من الظالم، وسموا ذلك الاتفاق حلف الفضول، وذهبوا إلى
العاص بن وائل، وأخذوا منه ثمن البضاعة، وأعطوه لصاحبه.
وفي
هذا المجتمع ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أسرة كريمة المعدن، نبيلة
النسب، جمعت ما في العرب من فضائل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
نفسه: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة واصطفي
من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)
من العادات السيئة عند العرب في الجاهلية
1. القمار والمعروف بالميسر،
وهذه عادة سكان المدن في الجزيرة كمكة, والطائف, وصنعاء, وهجر, ويثرب,
ودومة الجندل وغيرها, وقد حرمه الإسلام بآية سورة المائدة فقال تعالى : {
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل
الشيطان فاجتنبوه } المائدة: الآية:90
2. شرب الخمر والاجتماع عليها
والمباهاة بتعتيقها وغلاء ثمنها، وكان هذا عادة أهل المدن من أغنياء،
وكبراء وأدباء شعراء، ولما كانت هذه العادة متأصلة فيهم متمكنة من نفوسهم
حرمها الله-تعالى-عليهم بالتدريج شيئاً فشيئاً وذلك من-رحمة الله تعالى-
بعباده فله الحمد وله المنة.
3. نكاح الاستبضاع
وهو أن تحيض امرأة الرجل منهم فتطهر فيطلب لها أشراف الرجال وخيارهم
نسباً وأدباً ليطؤوها من أجل أن تنجب ولداً يرث صفات الكمال التي يحملها
أولئك الواطئون لها.
4. وأد البنات وهي أن
يدفن الرجل ابنته بعد ولادتها حية في التراب خوف العار. وجاء في القرآن
الكريم التنديد بهذا العمل وتقبيحه وذلك بذكر توبيخ فاعله يوم القيامة .
قال تعالى من سورة التكوير : { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت }؟
التكوير،الآية:9
5. قتل الأولاد مطلقاً ذكوراً أو إناثاً،
وذلك في عند وجود فقر وحالة مجاعة ، أو لمجرد توقع فقر شديد عند ما تلوح
في الأفق آثاره لوجود مَحْل وقحط بانقطاع المطر أو قِلّته. فحرم الإسلام
هذه العادة السيئة القبيحة بقوله تعالى : {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ
خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ
خِطْءًا كَبِيرًا} {(31) سورة الإسراء}. والإملاق شدة الفقر وعِظمه.
6. تبرّجُ النساء بخروج المرأة كاشفة عن محاسنها مارّة بالرجال الأجانب متغنَّجة في مشيتها متكسِّرة كأنها تعرض نفسها وتُغري بها غيرها.
7. اتخاذ الحرائر من النساء الأخدان من الرجال
وذلك بالاتصال بهم وتبادل الحب معهم في السر وهم أجانب عنهن، فحرم الإسلام
هذه العادة بقوله تعالى : {وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} (5) سورة المائدة.
8. العصبية القبلية وهي
مبدأ : "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" فجاء الإسلام فأمر بنصرة المسلم
قريباً كان أو بعيداً، إذ الأخوة المعتبرة هنا هي أخوة الإسلام. ونصرته إذا
كان مظلوماً بدفع الظلم عنه، ونصرته إذا كان ظالماً بمنعه من الظلم وحجزه
عنه ، قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في رواية البخاري : (
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، فقيل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً:
فكيف أنصره إذا كان ظالماً ؟ قال : ( تحجزه عن الظلم) البخاري، الفتح،
رقم(6552)،كتاب الإكراه...
9. شن الغارات والحروب عل بعضهم بعضاً للسلب والنهب فالقبيلة القوية تغير على الضعيفة ليسلُبها مالها ؛ إذ لم يكن لهم حكم ولا شرع يرجعون إليه في أغلب الأوقات وفي أكثر البلاد.
ومن أشهر حروبهم حرب داحس والغبراء التي وقعت بين عَبْس من جهة, وذبيان
وفزارة من جهة أخرى. وحرب البسوس حتى قيل: أشأم من حرب البسوس التي دامت
كذا سنة وكانت بين بكر وتغلب. وحرب بُعاث التي وقعت بين الأوس والخزرج
بالمدينة النبوية قبيل الإسلام. وحرب الفِجار التي دارت بين قيس عيلان من
جهة وبين كنانة وقريش من جهة مقابلة، وسميت حرب الفِجار لأنها وقعت في
الأشهر الحرم. هذه معظم العادات السيئة التي كانت في المجتمع العربي قبل
الإسلام وهي كما مرَّت تحيل المجتمع إلى مجتمع ساقط هابط لا سعادة فيه ولا
هناء إلا أنه إزاء ذلك كانت فيه كمالات نوردها تحت عنوان :
من العادات الحسنة عند العرب في الجاهلية :
1. الصدق والمراد به صدق الحديث وهو خلق كريم عُرف به العرب في الجاهلية قبل الإسلام فزاده الإسلام تقريراً وتمتيناً.
2. قِرى أو إكرام الضيف وهو
إطعامه، وهو من الكرم الذي يحمد صاحبه عليه ، ويحمد له ويثنى به عليه فجاء
الإسلام بتقريره وتأكيده إذ قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ-:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ). البخاري،
الفتح،رقم(5672) كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر .
3. الوفاء بالعهود
وعدم نكثها ومهما كلفت من ثمن وهو خلق سام شريف وجاء الإسلام بتقريره
وتأكيده قال تعالى :{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}(177) سورة البقرة. في
بيان صفات المؤمنين من سورة البقرة .
4. احترام الجوار
وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها، وعدم خفره مهما كانت الأحوال، وفي الحديث :
( أجَرْنا منْ أجَرتْ يا أم هانئ). أحمد(6/423). وأجار المسلمون أبا
العاص بن الربيع وهو مشرك حتى دخل المدينة واسترد ودائعه وأمواله وعاد إلى
مكة ثم أسلم بعد.
5. الصبر والتحمل . حتى
قالوا : (( تجوع الحُرَّة ولا تأكل بثديها )) وجاء الإسلام فزاد هذا الخلق
قوة ومتانة وفي القرآن : {اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ}(200) سورة
آل عمران.وفي الحديث : (من صبر ظفر).
6. الشجاعة والنجدة والأنفه وعدم قبول الذل والمهانة وهي خصال امتاز بها العرب نساءً ورجالاً، وفي أشعارهم وأقاصيصهم شواهد ذلك.
7. احترام الحرم والأشهر الحرم ، ولو كانوا ذوي سوابق في الشر.
8. تحريمهم نكاح الأمهات والبنات.
9. اغتسالهم من الجنابة.
10. المداومة على المضمضة والاستنشاق.
11. السواك والاستنجاء، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط.
12. الختان للأطفال. والخفاف للبنات.
13. قطعهم يد السارق اليمنى.
14. الحج والعمرة.
فهذه
جملة من العادات الحسنة الحميدة التي عُرف بها العرب في الجاهلية قبل
الإسلام. وإنها وإن لم تكن عامة في كل فرد فإنها الطابع العام على غالبيتهم
ولولا إرادة الاختصار، وثقة القارئ فيما أقدمه له لذكرت شواهد ذلك من
كلامهم ووقائعهم نظماً ونثراً، وحسبنا من ذلك أن أبا سفيان بن حرب لما حضر
عند هرقل ملك الروم بالشام وسأله عن النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ-لم يكتمه شيئاً مم سأله عنه، مع العلم بأنه مازال مشركاً وفي حرب
مع الإسلام والمسلمين.
والله ولى التوفيق
رد: أحوال العرب قبل الإسلام
شكرا على المعلومات وبارك الله فيك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
souad2007- مشرفة دهبية
- عدد الرسائل : 2766
العمر : 64
التقييم : 38
نقاط : 1955
تاريخ التسجيل : 04/05/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى