حقوق المراة في الاسلام
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حقوق المراة في الاسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة في الإسلام
تقديم: عمار الفرحان
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين وبعد,
أحببت بعد أن رأيت ما نعانيه اليوم أن أقدم هذا البحث بين يدي القارئ [ة] الكريم [ة] لأوضح الكثير من الحقائق عن المرأة في الإسلام وأُخرس كل الأفواه التي تقول أن الإسلام لم يعطي المرأة حقوقها أو استهان بها ... الخ من الكلام التافه الذي لا يصدر إلا من قليلي العقول وأدوات الحاقدين على الإسلام من بعض المنظمات التي تستتر بستار الإسلام نفاقاً وكذباً وبهتاناً, وليس هدفي فقط تبيين مكانة المرأة في الإسلام للمسلمات بل لجميع نساء الأرض ليروا كيف أن في الإسلام أفضل القوانين لرفع مكانة المرأة إلى المستوى الذي تستحقه, وبعد أن سمعت الكثير من الأقوال التافهة التي لا تدخل في العقل ولا المنطق, فسمعت عن امرأة في قناة مصرية تقول أنها استعانت بصديق لكي تفقد عذريتها وتنصح النساء العرب أن يفعلنَ مثلها, كما تضيف وتقول أن هناك بعض الدول المتخلفة التي فيها إذا فقدت المرأة عذريتها لا يتزوجها أحد, ومثل هذه المرأة عديمة العقل لا أريد حتى أن أنزل بعقلي وحكمتي إلى هذا المستوى الدنيء الذي يبرأ منه كل عقل ومنطق فإذا عوى الكلب لا يرد عليه الإنسان لأن الإنسان زيّنه الله بالعقل ولكنّي سأرد على هذا الكلام وأقول أن المرأة ليست الوحيدة التي لا يتزوجها أحد إن فقدت عذريتها فالرجل أيضاً لن يقبل أحد أن يزوّجه ابنته وهو يعلم أن هذا الرجل سافل فكيف يزوّجه ابنته؟!! ثم انظري أختي المسلمة لأي مستوً يريدون أن يهينوا كرامتكِ التي حفظها لكِ الإسلام تطالب النساء بأن يفقدوا عذريتهم حتى ينتشر الزنا والفواحش ونتحول نحن البشر إلى حيوانات فالفرق بين الإنسان والحيوانات العقل الذي يجعل الإنسان يتحمّل الشهوات لكي لا ينتشر المرض أو تضيع الأنساب أو يدمّر عقل الإنسان ولا يعود يفكر بشيء غير الشهوات فيصبح كما قال تعالى في كتابه الكريم: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}[الفرقان - 44]
وفي بحثي أحب أن أوضح مكانة المرأة في الإسلام والأشياء التي أباحها للمرأة والأشياء التي منعها عن المرأة وسبب منعها وهدفي أن أوضح أن الإسلام فيه القانون الأفضل الذي يعطي جميع البشر حقوقهم ولا يظلم أحد كيف لا وهو نظام الله تعالى في الناس. وقد يأمر الإسلام المرأة بأشياء تتعبها قليلاً كالحجاب واللباس الإسلامي ولكن عليها أن تتحمل لأجل بقية البشر وليست المرأة هي الوحيدة التي أُمرت بأشياء تتعبها فالرجل أيضاً أُمر بأشياء تتعبه فالإسلام أمر الرجل أن يعمل وينفق على بيته رغماً عنه فهذا حق بيته عليه وهذا حق امرأته عليه وهو حق المجتمع عليه وحجاب المرأة أيضاً هو حق المجتمع عليها وحق الرجال عليها أن تستتر لتقتل الفتنة وأي حكم في الإسلام إذا نظرنا إليه من جميع الزوايا سنجد أنه الحكم الأنسب.
المرأة عند نشأة الإسلام
كانت المرأة قبل الإسلام كما نعلم لا قيمة لها كالمتاع تباع وتشترى وتورث ويمكن للرجل التزوج بما يشاء من النساء ولا يعاقب الرجل على قتل المرأة فهي من أملاكه ولا يعاقب الرجل إذا أتلف شيء من أملاكه ويرث الرجل زوجة أبيه ويجمع بين الأختين, كما كان الرجل يدفن ابنته حية فلا يريد خلفة البنات.
ذلك الوضع الذي كانت المرأة عليه عندما جاء الإسلام فأعاد لها كرامتها وإنسانيتها فهي إنسان كما أن الرجل إنسان, وبدونها سينقرض الجنس البشري فالرجل والمرأة مترابطان ولا يمكن لأحدهما العيش بدون الآخر, فهكذا خلقهما الله.
فمن أوائل ما دعا الإسلام إليه إيقاف وأد البنات قال تعالى: {وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ {8} بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ {9}} [التكوير] كما وضع الإسلام قواعد دقيقة لمعاملة المرأة بالحسنى ثم أعطاها الحق في الميراث, وفي بعض الأحيان فضلها على الرجل كما سيأتي إن شاء الله, وطبعاً لم يعطي الإسلام المرأة أكثر مما تستحقه ولم ينقص لها شيء من حقها فالإسلام دين العدل فأعطاها حقوقها التي لن تتناقض مع واجباتها.
مبدأ المساواة المفترى
لا يقوم الإسلام على مبدأ المساواة أبداً ولكنه يقوم على مبدأ العدل فكما أعطى الإسلام للناس حقوقاً وضع عليهم واجبات, كما أن الإنسان إذا أراد حقوقه فعليه أن يقوم بواجباته, قال رسول الله r: "كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته" [رواه الشيخان]. فالحقوق توفر بالواجبات فالمرأة لها حقوق هي واجبات على زوجها وأبيها وأمها وأولادها وإخوانها وأخواتها والمجتمع... الخ وكما أن لها هذه الحقوق فعليها واجبات نحو المذكورين وغيرهم فإذا أرادت حقوقها فعليها تنفيذ واجباتها.
ولنفكر قليلاً, لو كان مبدأ المساواة صحيح فلماذا خلق الله ذكر وأنثى لماذا لم يجعل الإنسان شكلاً واحداً كالملائكة, ففي هذه الحالة كل من يطالب بالمساواة يعتقد أن الله ظلم المرأة بخلقها هكذا –حاشاه–, والكل يعلم أن الله أعلم من البشر أجمعين, وهو العليم لم يساوي بين الرجل والمرأة فكيف نحن البشر نريد أن نساوي بينهما ولم يساوي الخالق بينهما, فالخالق سبحانه وتعالى أعطى لكل من الرجل والمرأة مهام ليقوم بها وخلقه ليكون ملائماً أكثر لهذه المهام وليكمل بعضهما بعضاً, ولا أقصد عندما أقول أن الإسلام لا يساوي بين الرجل والمرأة أن لأحدهما أفضلية على الآخر ولكن لكلٍّ منهما وظائف وواجبات عليه احترامها.
ولنحاول تصور أن عمل المرأة يعد مساواة ونرى هل يمكن تطبيق المساواة في العمل, فإذا كان الواجب أن تعمل المرأة إتباعاً لمبدأ المساواة ونحن نعلم أن المرأة ضعيفة ولا يمكنها أن تعمل إلا في المجالات الإدارية التي لا تحتاج إلا للجلوس على كرسي والتحدث بالهاتف وهذه الأشياء البسيطة, كما نعلم أيضاً أن أغلب الرجال الذين يعملون يعملون في مجالات تحتاج لجهد عضلي ووقوف في الشمس الحارقة لساعات طويلة كالبناء والوِرش وما إلى ذلك فإذا أرادت النساء أن تعمل فسيعملون كمديرات للرجال فهل هذه مساواة؟!! هل العدل في رأيكم أن تدير المرأة شؤون العالم والرجال يعملون تحت إمرتهم, إذا أردتم المساواة فعلى النساء أن تعمل في البناء أيضاً في حمل الأثقال والوقوف في الشمس لأوقات طويلة والوِرش ونحن نعلم أن المرأة غير قادرة على ذلك ولكن بافتراض أن النساء قاموا بذلك فعلاً فهل المرأة التي تعمل في الحمل والوِرش هذه ستبقي على أنوثتها, طبعاً لا فهذه لم تعد امرأة, فمع ما تقدم نجد أن المساواة مبدأ فاشل كلياً ففيه إما أن يظلم الرجل وإما أن تنفى صفة الأنوثة عن المرأة ولكن من يقولون هذا الكلام ينطبق عليهم قوله تعالى: {خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة - 7].
جوانب ساوى بها الإسلام بين الرجل والمرأة
صحيح أن مبدأ المساواة فاشل لأنه يريد المساواة الكلية بين الرجل والمرأة ولكن هناك بعض الأمور التي تساوى فيها الرجل والمرأة في الإسلام ليس فقط للمساواة وإنما للعدل ومنها:
-الأوامر الشرعية من صيام وصلاة وزكاة وحج وما إلى ذلك.
-الأمور المحرمة من سرقة وزنا وغش وكفر وشرب الخمر وما إلى ذلك ففي الزنا مثلاً قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ} [النور - 2].
وفي السرقة قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة 38].
والملاحظ في الآيتين السابقتين أن الله تعالى قدم الرجل في الذكر عن المرأة في حد السرقة لأن أغلب عمليات السرقة يقوم بها الرجال, أما في الزنا فقد قدم المرأة في الذكر لأنها تكون السبب الرئيسي في هذه الجريمة فالمرأة العفيفة لا يمكن أن تقوم بذلك الفعل ولا يتجرأ الرجال على طلب ذلك منها وذلك الترتيب في الآيتين لأن الإسلام يقوم على مبدأ العدل.
-التكريم: ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في التكريم فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء - 70].
كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ {6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ {7} فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ {8}} [الانفطار]
ففي الآيات السابقة قال تعالى بني آدم والإنسان والمقصود الذكر والأنثى.
-التكليف: قال تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء - 124]
فلا ينظر الله تعالى إلى الشخص عندما يعمل صالحاً إذا كان ذكراً أو أنثى فلا فرق بينهما هنا.
-الحقوق والواجبات القضائية: فللرجال والنساء سواء أن يطالبوا بحقوقهم في القضاء وعليهم أن يطيعوا أمر القضاء في الحدود مثلاً كحد السرقة والغش وغيرهما.
-طلب العلم: فعلى الرجل والمرأة طلب العلم قال رسول الله r: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه ابن ماجه
جوانب تفضيل الإسلام للرجل على المرأة والسبب في ذلك
فضل الإسلام الرجل على المرأة في العديد من الجوانب ولكن كان ذلك للعدل وليس للإقلال من شأن المرأة فقد فضل الإسلام الرجل في الآتي مثلاً:
-في الميراث: فضل الإسلام الرجل على المرأة من ناحية الميراث فقال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} [النساء - 11] وبالمقابل جعل النفقة على الرجل فالمرأة لا تحتاج للمال كما يحتاج إليه الرجل فالمرأة في الإسلام لا تنفق على نفسها فإذا كانت في بيت أبيها فعلى أبيها النفقة وإذا كانت مع أخوها فالنفقة عليه وفي بيت زوجها النفقة على الزوج وإذا تطلقت فتعود النفقة على أبيها وإذا لم يكن لها أحد فالنفقة على بيت مال المسلمين, فلا تكون المرأة بحاجة المال كما هو الرجل؛ فالرجل عليه أن ينفق على بيته عاجلاً أو آجلاً.
-في الشهادة: جعل الإسلام شهادة الرجل بشهادة اثنتين من النساء فقال تعالى: {...وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى...} [البقرة - 282] وفي هذا حكمة فقد خلق الله تعالى المرأة لا تستطيع التفكير عند التكلم فإما تفكر أو تتكلم ولكن يمكن للرجل التكلم والتفكير في نفس الوقت فطلب الإسلام اثنتين من النساء لكي تتذكر إحداهما وتتكلم الأخرى, ولكن لم يطلب الإسلام شهادة اثنتين من النساء واكتفى بشهادة واحدة في بعض الأمور لاسيما النسائية كالبكارة والثيوبة والولادة والمواضيع النسائيّة بشكل عام.
-القوامة: قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء - 34] فقد جعل الله القوامة للرجل وهناك اختلاف بين العلماء على معنى القوامة ولكن هي بشكل عام النفقة والرأي فالرجل هو الذي ينفق على المنزل فمن حقه أن يتخذ القرارات فيه وتكون على المرأة الطاعة فيما يتوافق مع الدين والعقل, ولأن الله خلق الرجل أحكم من المرأة, والقوامة ليست سيطرة ونفوذ واستبداد لكنها رعاية قائمة على المحبة والمودة والنصح والإرشاد, وذُكر في ابن كثير: "يقول تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: الرجل قَيّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي: لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة؛ ولهذَا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك المُلْك الأعظم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يُفلِح قومٌ وَلَّوا أمْرَهُم امرأة" رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك.
{ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } أي: من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهنَّ في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قَيّما عليها، كما قال الله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228].".
-الطلاق: ومعروف أن الطلاق هو إنهاء الحياة الزوجية وقد جعله الإسلام بيد الرجل فهو الذي ينهيه لأن الرجل أحرص من المرأة على استمرار الحياة الزوجية بحكم ما أنفق من الأموال وبحكم التكوين العاطفي للمرأة فلا تملك المرأة نفسها عند الغضب كالرجل وفي بعض الأحيان تحتاج المرأة لإنهاء الحياة الزوجية بسبب فساد في زوجها فيمكنها أن تجعله يطلقها إذا كان الحق معها أما إذا أرادت المرأة إنهاء حياتها الزوجية بدون سبب مقنع فقد أعطاها الإسلام الحق في "الخُلع" وهو أن تنهي علاقتها بزوجها مع إرجاعها لكل ما أخذته منه وهذا هو العدل فقد أعطى الرجل المرأة مهراً وأنفق عليها على أساس أنه سيعيش معها لبقية عمره فبعد أن تأخذ أمواله كيف تتركه وتذهب؟, كما أن الإسلام يحرّم إجبار المرأة على الزواج من أي أحد فالرأي في اختيار الزوج رأيها, أما رأي والداها فلا يتعدى كونه مشورة ونصح وإرشاد, فبهذا لم يكن هناك ما أجبرها على الزواج من هذا الرجل الذي تريد أن تنهي زواجها به, لا يظلم الإسلام أحداً في أي شيء لا المرأة ولا الرجل.
الحكم والسياسة: فضل الإسلام الرجل على المرأة في هذا المجال وسيتم عرض هذا المجال في قسم "المرأة والسياسة في الإسلام"
جوانب فضل الإسلام فيها المرأة على الرجل
كما فضل الإسلام الرجل في بعض الأمور فضل المرأة في بعض الأمور الأخرى وذلك بسبب الطبيعة التي خلق بها كلٍّ منهما فالمرأة خلقت أحن من الرجل والرجل خلق أحكم وأقوى من المرأة ونذكر بعض الأمور التي فضل فيها الإسلام المرأة:
-جعل الإسلام الإنفاق على الرجل فبذلك من حق المرأة على الرجل أن ينفق عليها دون أن تعمل فعملها هي أن تربي أولادها تربية صالحة وتقوم بأمور المنزل والرجل عليه أن يوفر لها جميع احتياجاتها من توفير الأمان والراحة وغيرهما.
-الحب: ورد في الحديث عن رسول الله r: " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ"[رواه الشيخان وغيرهما].
فقد أوجب الإسلام حب الأم أكثر من الأب وذلك بسبب التكوين العاطفي لها فهي دائماً أحن على أولادها وصحيح أن الإسلام قال بأن النساء "ناقصات عقل ودين" ولكنه أيضاً قال أن المرأة ثلاثة أضعاف الرجل في الحنان وللمزيد عن هذا القول انظر قسم تفسير حديث "ناقصات عقل ودين"
-الجهاد: لم يفرض الإسلام على المرأة القتال فهي بتكوينها العاطفي والجسدي غير قادرة على ذلك فأوجب الإسلام القتال على الرجل دون المرأة للحفاظ على أنوثتها فلا تستطيع المرأة القتل أو رؤية منظر الدماء أو احتمال مشاق الحرب والسفر وما إلى ذلك, كما أوجب الجهاد على الرجل لحماية المرأة, ولكن عند الحاجة والإمكانية فلا مانع من جهاد المرأة بشرط عدم مس كرامتها.
-الدية: لا يوجب الإسلام على المرأة أن تدفع الدية مع القوم فإذا أراد المسلمون دفع دية على شيء ما فعلى الرجال فقط التشارك في دفعها لأن المرأة لا تعمل فكيف تدفع الدية إلا في حال كانت امرأة هي التي قتلت أو اشتركت في القتل فهنا عليها المشاركة في دفع الدية
-التعامل: أوجب الإسلام معاملة المرأة بالحسنى فقد قال رسول الله r في حجة الوداع: "استوصوا بالنساء خيراً" وكان رسول الله r دائماً ما يوصي بالمرأة وهناك الكثير من الأحاديث في هذا المجال.
وهناك الكثير من المجالات الأخرى في التفضيل بين الرجل والمرأة في الإسلام بحكم تكوينهما ولكن هذا ما جمعته وأرجو أن أكون قد وُفقت.
عمل المرأة في الإسلام
لا يحرّم الإسلام عمل المرأة بل هو فرض عليها ولكنه فرض كفاية فيحتاج المجتمع للطبيبات والداعيات والمعلمات ولكن لا يجوِّز الإسلام العمل للمرأة دائماً فالأولوية للمرأة بيتها وأولادها وهذا عملها الحقيقيّ فلا خير في امرأة تركت أولادها دون تربية وذهبت لتعمل كما أنه لا حاجة للمرأة أن تعمل إن كان الزوج يعمل فهو مجبور أن ينفق عليها, وعندما يكون الزوج في حالة لا تمكنه من العمل فتستطيع المرأة تشجيعه وإشعاره بالأمان حتى تعيده للعمل وإن لم يكن هناك حل إلا العمل فيمكن للمرأة أن تعمل لأن هذا من الضرورة, والحكمة من هذا أن المرأة لا تتحمل العمل كالرجل, والمعروف أن العمل في أغلب الأحيان يحتاج لجهد عضليّ وهذا الجهد صعب التحمل على المرأة كما سبق وأن ذكرت في قسم "مبدأ المساواة المفترى".
فلنقارن أخي\أختي القارئ [ة] بين المرأة العاملة والمرأة غير العاملة...
فبالنسبة للمرأة العاملة ستذهب لتعمل وقد تكون مفيدة للمجتمع وتبقى تفيده من جانب عملها ولكنها تترك أولادها دون تربية أو قد لا تنجب لأن المرأة العاملة في أغلب الأحيان لا تحب الإنجاب فإذا كانت قد أنجبت فتجعل من أبنائها أبناء يعيشون في حالات نفسية معقدة وقد تخلق منهم مجرمين لأنهم لم يجدوا الحنان في أقرب الناس إليهم ويمكنكم التماس هذا الواقع في المجتمعات الغربية التي تكثر فيها حالات الانتحار والجنون والأمراض النفسية, أما تلك التي لا تنجب فتعيش حتى يتقدم بها العمر ثم تتوقف عن العمل فتعيش وحيدة دون أولاد لا يسأل عنها أحد وتموت وحيدة, فكما نرى النوع الأول (التي تنجب) قد تفيد المجتمع بشكل مباشر ولكنها تضره أيضاً بابن أو اثنين مجرمين أو مرضى نفسيين أما النوع الثاني فقد تفيد المجتمع لفترة قصيرة تنتهي بموتها وحيدةً ذليلةً.
أما بالنسبة للمرأة غير العاملة فصحيح أنها لن تفيد المجتمع بشكل مباشر ولكنها تربي أبنائها تربية حسنة وتعلمهم وتوجههم فإذا أنجبت خمسة أبناء فسيكون كل واحد من هؤلاء ذا فائدة عظيمة للمجتمع فبدلاً من أن تفيد المجتمع لوحدها بشكل مباشر تفيد المجتمع بخمسة أفراد بشكل غير مباشر وهؤلاء الأبناء سينجبون أيضاً ويعلمون أبنائهم القيم التي ربتهم أمهم عليها فلا تتوقف الفائدة للمجتمع من هذه المرأة حتى قيام الساعة ومن ثم عندما تكبر سيكون لديها الكثير من الأبناء والأحفاد المستعدين لفعل أي شيء لخدمتها ويتسابقون في ذلك فتعيش عزيزة حتى آخر عمرها وتفيد المجتمع فائدة عظيمة. فأي المرأتين أفضل؟.
عند ضرورة عمل المرأة
تحتاج المرأة إلى العمل في بعض الأحيان فالمرأة التي لا تنجب مثلاً قد تعمل لتسد أوقات فراغها, وبعض الأرامل مثلاً يحتاجون للعمل ففي هذه الحالة يمكن للمرأة أن تعمل ولكن عليها الالتزام بما يحفظ لها كرامتها وإنسانيتها فلا تعمل في مجال محرم ولا تعمل في أماكن مغلقة مع الرجال كأن تكون سكرتيرة أو ما شابه وأن تلتزم بحجابها وعفتها لكي لا تبقي سبباً لضعاف النفوس لفعل أي شيء سيء لها, ووضعت كل هذه القواعد لرفع مكانة المرأة حتى لا تكون -كما كانت في جاهلية قبل الإسلام وكما هي الآن في الجاهلية الحديثة- وسيلة لإشباع رغبات الرجال.
المرأة والسياسة في الإسلام
لم يعطِ الإسلام المرأة الحق بالمشاركة في حكم الدولة لأنها خلقت غير مؤهلة لذلك والدليل على ذلك أن جميع الأنبياء والرسل كانوا رجالاً, والمرأة عاطفتها تسبق عقلها فإن حكمت بين الناس مثلاً فرأت مجرماً يبكي سامحته, ولن تتخذ قراراً بالحرب حتى وإن كان ذلك ضرورياً, والمعروف حتى بين السياسيين غير المسلمين أنه لا مكان للعاطفة في السياسة, فالسياسة تحتاج لعقل فطن وقلب مستعد لفعل أي شيء حتى يقيم العدل وهذا المبدأ متوفر عند الرجال بكثرة ولكنه قليل جداً عند النساء, فالحكم بالعاطفة حكم فاشل ولذلك قال رسول الله r: "لن يُفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة" [رواه البخاري] ولم يقصد رسول الله r هنا الانتقاص من المرأة ولكنه قصد أن المرأة تسبق عاطفتها عقلها وهذا يؤدي إلى الهلاك في كثير من الأحيان.
لبس المرأة في الإسلام
لا يحق للمرأة التبرج في الإسلام وقد أعطاها لباساً لا يقلل من كرامتها ولا يمسها بل على العكس تماماً فاللباس الإسلامي يصون المرأة, ولن أذكر تفاصيل عن لباس المرأة في الإسلام فهنالك الكثير من الآراء التفصيلية للعلماء في هذا المجال, فهنالك من حرّم كشف الوجه وهنالك من أباحه وهنالك الكثير من التفصيلات الأخرى في هذا المجال ولست أريد أن أكتب رأيي في هذا الموضوع ولكن وضعت هذا القسم لتوضيح سبب لباس المرأة في الإسلام.
وكما ذكرت وكررت وأكرر هنا أنه في الإسلام توجد حقوق وواجبات فمن واجبات المرأة ألّا تثير الفتنة بين الرجال بإظهار جمالها, فالكثير من الرجال لا يستطيع التحكم بشهوته أمام إغراء النساء فوُضع هذا اللباس للمرأة لقتل الفتنة قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء - 32], لم يقل الله تعالى: "لا تزنوا" ولكن قال "لا تقربوا الزنا", فهنا حرّم الله تعالى علينا الاقتراب من الزنا بأي شكل من الأشكال, والتبرج أحد أشكال التقرّب إلى الزنا, فوُضع اللباس الإسلامي لإبعاد الناس عن الزنا كما وُضعت الكثير من الأشياء الأخرى لنفس الغرض كغضُّ البصر فالرجل عليه أن يغض بصره ولا ينظر إلى النساء ولا حتى في صور وهذا أيضاً صعب على الرجل ولا يقل صعوبة عن الحجاب ولكن على الطرفين احتمال ذلك.
الأثر السلبي لجمعيات حقوق المرأة على المرأة المسلمة
نسمع هذه المؤسسات تهذي وتتكلم بكلام ما أنزل الله به من سلطان, ويقولون أنهم يدافعون عن المرأة, كما في افترائهم وقولهم أن من حق المرأة أن تعمل في أي مجال تريده, ولكن إذا كان الإسلام كرَّه عمل المرأة فهل هذه المؤسسات أعلم من الله, لا والله إن هذه المؤسسات أجهل المؤسسات في العالم, فماذا تريد هل تريد أن تجعل المرأة تعمل؟, ثم ماذا؟ سيضيع الأطفال ويمتلئوا بالحالات النفسية ومحاولات الانتحار!, هل تريد هذه المؤسسات تدمير المجتمع كما دُمِّرت المجتمعات الأجنبيّة, أم تريد تطبيق مبدأ المساواة الفاشل الذي ما أنزل الله به من سلطان؟.
أختي المسلمة إيّاكِ ثم إيّاكِ الاستماع لهذه المؤسسات الفاشلة التي لا تريد إلا تدمير المجتمع, والمضحك في هذه المؤسسات أنها تدّعي أنها مؤسسات إسلامية, انظروا إلى جميع العاملات في هذه المؤسسات ستجدون أنّهن متبرِّجات ولا يلتزمن بأبسط واجباتهنّ كالحجاب, فيا أختي المسلمة هل تقودكِ نساء كهؤلاء, هل تريدي أن تكوني مثلهنّ بلا كرامة.
تقول بعض هذه المؤسسات أنها تريد "تحويل المرأة من فرد مستهلك إلى فرد منتج" وهذا كذب واضح, فهل يعنون بذلك أن المرأة المسلمة غير منتجة؟, سبق وأن وضحت أن المرأة التي تجلس في بيتها وتربّي أبنائها أكثر إنتاجاً من المرأة التي تعمل وتزاحم الرجال في قسم "عمل المرأة في الإسلام".
تعدد الزوجات وفوائده للمجتمع
شُرِّع تعدد الزوجات في الإسلام لحكمة بليغة لا تحب النساء أن تعقلها, ولا يكون التعدد هو الخيار الأمثل دائماً ولكنه الخيار الأفضل في بعض الأحيان وقد يكون واجباً في بعض الأحيان, فهنالك من النساء من لا تستطيع الإنجاب فتتزوّج فبدلاً من أن يطلّقها الرجل لكي ينجب أطفالاً يتزوج زوجة أخرى فهنا التعدد هو الخيار الأفضل, وفي بعض الأحيان كما في العراق مثلاً نسبة الرجال 25% فقط بسبب الحروب التي حصلت هناك فيجب على كل رجل الزواج بثلاث نساء هناك حتى يسد النقص فإذا اكتفى كل رجل بزوجة واحدة سيصبح بين كل 3 نساء 2 لا يتزوجوا وتنتشر الفاحشة والرذيلة في هذه الحالة وسيكون حظ النساء قليل, ففي مجتمع كالعراق يجب على المرأة أن تتفهّم إذا تزوج زوجها أخريات وأن تضع نفسها مكان ذلك العدد الكبير من النساء العنّس وتحمد الله أنها ليست منهنّ, ونحن نعلم وبحكم التكوين العاطفي للمرأة أن المرأة لا تستطيع تتحمّل أن تُشارك في زوجها, ولكن نعلم بالمقابل الألم الذي ستعانيه إذا لم تتزوّج, فستكون أنانيّة إذا أرادت زوجها لها فقط في مجتمع مثل العراق مثلاً.
أما في المجتمعات الأخرى وفي الغالب نسبة الرجال إلى النساء 1:1 فإذا تزوَج كل رجل بامرأة واحدة سيُسد النقص, وفي هذه الحالة لا أرى داعٍ للتعدد ولكنّه يبقى رخصةً للرجل, فإن مكّنه الله منه فلا مانع, ولكن على الرجال استخدام هذه الرخصة استخداماً حسناً فيستخدمه في تزوج الأرامل واللاتي لا يستطعن الولادة. وعلى حد اعتقادي أنه لا تتعدى نسبة الذين يستطيعون العدل بين النساء 5% من الرجال, فإذا شكّ الرجل ولو بنسبة قليلة أنّه لن يستطيع العدل بين نسائه إن تزوج بأكثر من واحدة فليكتفي بواحدة.
كما أقول للرجال أن التعدد مسؤولية كبيرة لا يقدر على تحملها إلا القليل القليل من الرجال فلا أحبذ القيام به إلا بعد التأكد من أنه باستطاعة الرجل العدل وتحمّل المسؤولية –وهذه فقط وجهة نظري–.
والرجل منعه الإسلام من أن ينظر لأي امرأة سوى زوجته ولهذا سيراها فعلاً أجمل امرأة في العالم لأنه لا يرى غيرها وهناك من يقول أن الإسلام يجعل الرجال يعاملوا النساء كأنهن ملك لهم ولكن ذلك خطأ كبير وأرد على من يقول هذا الشيء أن الإسلام يمنع الرجل حتى من النظر إلى النساء الأخريات فترك له مجالاً صغيراً وهو تعدد الزوجات فالإسلام يغير على الزوجة كثيراً ويريد الزوج أن يكون أكثر وفاءاً لها لدرجة أنه يمنع الرجل أن ينظر إلى امرأة أخرى غيرها ووضع عليها مهراً أيضاً وجعله عندما يتزوج يحس أنه تعب كثيراً لكي يحصل على المرأة أما الرجل الأجنبي فيتزوج بسهولة ويحس أنه لم يفعل أي شيء فالزواج سهل جداً ولذلك يسهل على الرجل الأجنبي أن يفرط بامرأته فما أخذ بسهولة يضيع بسهولة, أما الرجل المسلم فلا يفرط بامرأته أبداً لأنه يعلم أن المرأة شيء يصعب عليه الوصول إليه فهي ليست لعبة بيده وليست لعبة بيد أحد.
ولا يظن أحداً أن الإسلام أباح التعدد بشكل سهل فمن السهل على الرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة فقد وضع عليه الإسلام شرطاً تعجيزيّاً تقريباً فشرط العدل بين النساء شرطاً تعجيزيّاً ويصعب على أغلب الرجال العدل بين نسائهن.
وأقول للمرأة المسلمة أنها أكثر النساء حظاً إذا حصلت على رجل مؤمن فالرجل المؤمن لا ينظر لامرأة غيرها ولا يرى مفاتن غيرها فهي تملكه لها وحدها وأغلب الرجال مع أن لديهم رخصة تعدد الزوجات إلا أنه لا يستخدمها ويبقى متزوجاً بواحدة ومع ذلك لا ينظر لغيرها سرّاً أو علانيةً.
المرأة في المجتمعات غير الإسلاميّة
بعد أن تحقق المبدأ الفاشل في المجتمعات الغربية (مبدأ المساواة) أُهينت المرأة أكثر مما رُفعت وأُفسدت الكثير من الأشياء المهمة, فأصبحت المرأة تبحث عن حقوق ولا تراعي واجبات فأخذت ما تريد بدعوة أن هذه حقوقها وأهملت كل واجباتها, فانتشرت بذلك الحالات النفسية للأبناء كما أصبح الإنسان مهدداً بالانقراض لأن أغلب النساء آثروا العمل على الإنجاب لأن الرجال لم يعودوا يحترمونهنّ وليس على الرجال أن يصرفوا على أحد غير أنفسهم, فأصبحت أكثر النساء يعملنَ في مجالات الرقص والدعارة والنصب والإجرام لأن هذه أفضل المجالات عائداً في مجتمعات كتلك المجتمعات الأجنبيّة, فعادت المرأة إلى ما كانت عليه في الجاهليّة أداة لإشباع رغبات الرجال لا قيمة لها ولكن هذه المرة أسوأ من الجاهليّة ففي الجاهلية كان معروفاً أن المرأة مهانة, ولكن الآن هي مهانة ولا أحد يعترف بأنها مهانة بل يعتبرون أن المرأة يجب أن تكون هكذا, فيا أختي المسلمة اعلمي أنكِ لن تجدي أفضل من الإسلام لتأخذي المكانة التي تستحقينها فأنتِ لم تُخلقي لتعملي وإنما خُلقتِ لتربي, واذكري قول أمير المؤمنين أبي حفص: "نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله" وبدلاً من أن تتبعي المنظمات الفاسدة وتنادي بالمساواة نادي بتطبيق شرع الله في المرأة بدلاً من ذلك فلو طُبّق شرع الله الإسلامي في مجتمع واحد ستحسُده جميع النساء في جميع المجتمعات, فإيّاكِ أن تسمعي لأي منظمة تريد جعلك كنساء المجتمعات الأخرى لا قيمة لكِ.
الخلاصة
خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى فلم يساوي بينهما لأنه جعل لكلٍّ منهما وظيفة ليقوم بها فخلق الرجل حكيماً وقوياً لكي يستطيع العمل وإدارة بيته واتخاذ القرارات, كما خلق المرأة حنونة لكي تكون مؤهلة لرعاية أبنائها وتدبير منزلها ونشر حنانها في أرجائه حتى يعيش المجتمع حياة كريمة, ولو تأملنا لوجدنا أن الإسلام أفضل نظام للمجتمع فقد نظّمه بشكل دقيق ومفصّل, فقد أعطى لكلٍّ دوره فلم يعطِ الرجل دور التربية لأنه غير مؤهل لذلك فليست لديه العاطفة والحنان المطلوبين لهذه المهمة, كما لم يعط المرأة دور العمل لأنها غير مؤهلة لذلك, كما لم يشرك الرجل والمرأة في دوري العمل والرعاية بل أعطى لكلٍّ مهمة واحدة هو أفضل في أدائها, وهذا هو النظام الصحيح الذي لو اتبعه الغرب مثلاً لانتهت محاولات الانتحار والحالات النفسية ولتقدّموا أكثر بكثير مما هم عليه, وهذا النظام الذي لو طبّقه العرب بشكل صحيح لسادوا على الأرض كما كانوا من قبل في العصر الأموي والعباسي والعثماني فلم يرتفعوا إلا لأنهم طبّقوا تعاليم الإسلام ولم نُذل الآن إلا لأننا تركنا الإسلام وبدأنا نلاحق جمعيات ومنظمات تافهة لا تريد إلا أذية مجتمعنا الإسلامي وإبقائه مجتمعاً جاهلاً كما هو, فلا تريده أن يعود إلى الإسلام لأنه لو عاد لساد على الأرض, وطبعاً نحن نعلم أن هناك بعض العادات السيئة التي لا تمد إلى الإسلام بصلة ولكنها عادات جاهليّة تنتقص من المرأة كبعض المتخلّفين من الرجال الذين يقولون كلاماً سيئاً عن النساء أو يؤذونهنّ فهذا النوع من الرجال أيضاً كالحيوانات يستخدمون مبدأ القوي يأكل الضعيف وهذه التصرفات بعيدة كل البعد عن الرجولة فالإسلام يأمرنا أن نحترم المرأة لا أن نهينها كما قال رسول الله r: "استوصوا بالنساء خيراً".
يقال أن المرأة نصف المجتمع وهذا الكلام غير صحيح لأن معنى هذا الكلام أن المرأة إذا ذهبت يبقى نصف المجتمع الآخر, أما في الإسلام فالمرأة المجتمع فبدون المرأة لن يكون هناك مجتمع لأنه لن يكون هناك حنان وحب وعطف وبدون هذه الأشياء ليس هناك مجتمع أبداً.
المرأة في الإسلام
تقديم: عمار الفرحان
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين وبعد,
أحببت بعد أن رأيت ما نعانيه اليوم أن أقدم هذا البحث بين يدي القارئ [ة] الكريم [ة] لأوضح الكثير من الحقائق عن المرأة في الإسلام وأُخرس كل الأفواه التي تقول أن الإسلام لم يعطي المرأة حقوقها أو استهان بها ... الخ من الكلام التافه الذي لا يصدر إلا من قليلي العقول وأدوات الحاقدين على الإسلام من بعض المنظمات التي تستتر بستار الإسلام نفاقاً وكذباً وبهتاناً, وليس هدفي فقط تبيين مكانة المرأة في الإسلام للمسلمات بل لجميع نساء الأرض ليروا كيف أن في الإسلام أفضل القوانين لرفع مكانة المرأة إلى المستوى الذي تستحقه, وبعد أن سمعت الكثير من الأقوال التافهة التي لا تدخل في العقل ولا المنطق, فسمعت عن امرأة في قناة مصرية تقول أنها استعانت بصديق لكي تفقد عذريتها وتنصح النساء العرب أن يفعلنَ مثلها, كما تضيف وتقول أن هناك بعض الدول المتخلفة التي فيها إذا فقدت المرأة عذريتها لا يتزوجها أحد, ومثل هذه المرأة عديمة العقل لا أريد حتى أن أنزل بعقلي وحكمتي إلى هذا المستوى الدنيء الذي يبرأ منه كل عقل ومنطق فإذا عوى الكلب لا يرد عليه الإنسان لأن الإنسان زيّنه الله بالعقل ولكنّي سأرد على هذا الكلام وأقول أن المرأة ليست الوحيدة التي لا يتزوجها أحد إن فقدت عذريتها فالرجل أيضاً لن يقبل أحد أن يزوّجه ابنته وهو يعلم أن هذا الرجل سافل فكيف يزوّجه ابنته؟!! ثم انظري أختي المسلمة لأي مستوً يريدون أن يهينوا كرامتكِ التي حفظها لكِ الإسلام تطالب النساء بأن يفقدوا عذريتهم حتى ينتشر الزنا والفواحش ونتحول نحن البشر إلى حيوانات فالفرق بين الإنسان والحيوانات العقل الذي يجعل الإنسان يتحمّل الشهوات لكي لا ينتشر المرض أو تضيع الأنساب أو يدمّر عقل الإنسان ولا يعود يفكر بشيء غير الشهوات فيصبح كما قال تعالى في كتابه الكريم: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}[الفرقان - 44]
وفي بحثي أحب أن أوضح مكانة المرأة في الإسلام والأشياء التي أباحها للمرأة والأشياء التي منعها عن المرأة وسبب منعها وهدفي أن أوضح أن الإسلام فيه القانون الأفضل الذي يعطي جميع البشر حقوقهم ولا يظلم أحد كيف لا وهو نظام الله تعالى في الناس. وقد يأمر الإسلام المرأة بأشياء تتعبها قليلاً كالحجاب واللباس الإسلامي ولكن عليها أن تتحمل لأجل بقية البشر وليست المرأة هي الوحيدة التي أُمرت بأشياء تتعبها فالرجل أيضاً أُمر بأشياء تتعبه فالإسلام أمر الرجل أن يعمل وينفق على بيته رغماً عنه فهذا حق بيته عليه وهذا حق امرأته عليه وهو حق المجتمع عليه وحجاب المرأة أيضاً هو حق المجتمع عليها وحق الرجال عليها أن تستتر لتقتل الفتنة وأي حكم في الإسلام إذا نظرنا إليه من جميع الزوايا سنجد أنه الحكم الأنسب.
المرأة عند نشأة الإسلام
كانت المرأة قبل الإسلام كما نعلم لا قيمة لها كالمتاع تباع وتشترى وتورث ويمكن للرجل التزوج بما يشاء من النساء ولا يعاقب الرجل على قتل المرأة فهي من أملاكه ولا يعاقب الرجل إذا أتلف شيء من أملاكه ويرث الرجل زوجة أبيه ويجمع بين الأختين, كما كان الرجل يدفن ابنته حية فلا يريد خلفة البنات.
ذلك الوضع الذي كانت المرأة عليه عندما جاء الإسلام فأعاد لها كرامتها وإنسانيتها فهي إنسان كما أن الرجل إنسان, وبدونها سينقرض الجنس البشري فالرجل والمرأة مترابطان ولا يمكن لأحدهما العيش بدون الآخر, فهكذا خلقهما الله.
فمن أوائل ما دعا الإسلام إليه إيقاف وأد البنات قال تعالى: {وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ {8} بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ {9}} [التكوير] كما وضع الإسلام قواعد دقيقة لمعاملة المرأة بالحسنى ثم أعطاها الحق في الميراث, وفي بعض الأحيان فضلها على الرجل كما سيأتي إن شاء الله, وطبعاً لم يعطي الإسلام المرأة أكثر مما تستحقه ولم ينقص لها شيء من حقها فالإسلام دين العدل فأعطاها حقوقها التي لن تتناقض مع واجباتها.
مبدأ المساواة المفترى
لا يقوم الإسلام على مبدأ المساواة أبداً ولكنه يقوم على مبدأ العدل فكما أعطى الإسلام للناس حقوقاً وضع عليهم واجبات, كما أن الإنسان إذا أراد حقوقه فعليه أن يقوم بواجباته, قال رسول الله r: "كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته" [رواه الشيخان]. فالحقوق توفر بالواجبات فالمرأة لها حقوق هي واجبات على زوجها وأبيها وأمها وأولادها وإخوانها وأخواتها والمجتمع... الخ وكما أن لها هذه الحقوق فعليها واجبات نحو المذكورين وغيرهم فإذا أرادت حقوقها فعليها تنفيذ واجباتها.
ولنفكر قليلاً, لو كان مبدأ المساواة صحيح فلماذا خلق الله ذكر وأنثى لماذا لم يجعل الإنسان شكلاً واحداً كالملائكة, ففي هذه الحالة كل من يطالب بالمساواة يعتقد أن الله ظلم المرأة بخلقها هكذا –حاشاه–, والكل يعلم أن الله أعلم من البشر أجمعين, وهو العليم لم يساوي بين الرجل والمرأة فكيف نحن البشر نريد أن نساوي بينهما ولم يساوي الخالق بينهما, فالخالق سبحانه وتعالى أعطى لكل من الرجل والمرأة مهام ليقوم بها وخلقه ليكون ملائماً أكثر لهذه المهام وليكمل بعضهما بعضاً, ولا أقصد عندما أقول أن الإسلام لا يساوي بين الرجل والمرأة أن لأحدهما أفضلية على الآخر ولكن لكلٍّ منهما وظائف وواجبات عليه احترامها.
ولنحاول تصور أن عمل المرأة يعد مساواة ونرى هل يمكن تطبيق المساواة في العمل, فإذا كان الواجب أن تعمل المرأة إتباعاً لمبدأ المساواة ونحن نعلم أن المرأة ضعيفة ولا يمكنها أن تعمل إلا في المجالات الإدارية التي لا تحتاج إلا للجلوس على كرسي والتحدث بالهاتف وهذه الأشياء البسيطة, كما نعلم أيضاً أن أغلب الرجال الذين يعملون يعملون في مجالات تحتاج لجهد عضلي ووقوف في الشمس الحارقة لساعات طويلة كالبناء والوِرش وما إلى ذلك فإذا أرادت النساء أن تعمل فسيعملون كمديرات للرجال فهل هذه مساواة؟!! هل العدل في رأيكم أن تدير المرأة شؤون العالم والرجال يعملون تحت إمرتهم, إذا أردتم المساواة فعلى النساء أن تعمل في البناء أيضاً في حمل الأثقال والوقوف في الشمس لأوقات طويلة والوِرش ونحن نعلم أن المرأة غير قادرة على ذلك ولكن بافتراض أن النساء قاموا بذلك فعلاً فهل المرأة التي تعمل في الحمل والوِرش هذه ستبقي على أنوثتها, طبعاً لا فهذه لم تعد امرأة, فمع ما تقدم نجد أن المساواة مبدأ فاشل كلياً ففيه إما أن يظلم الرجل وإما أن تنفى صفة الأنوثة عن المرأة ولكن من يقولون هذا الكلام ينطبق عليهم قوله تعالى: {خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة - 7].
جوانب ساوى بها الإسلام بين الرجل والمرأة
صحيح أن مبدأ المساواة فاشل لأنه يريد المساواة الكلية بين الرجل والمرأة ولكن هناك بعض الأمور التي تساوى فيها الرجل والمرأة في الإسلام ليس فقط للمساواة وإنما للعدل ومنها:
-الأوامر الشرعية من صيام وصلاة وزكاة وحج وما إلى ذلك.
-الأمور المحرمة من سرقة وزنا وغش وكفر وشرب الخمر وما إلى ذلك ففي الزنا مثلاً قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ} [النور - 2].
وفي السرقة قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة 38].
والملاحظ في الآيتين السابقتين أن الله تعالى قدم الرجل في الذكر عن المرأة في حد السرقة لأن أغلب عمليات السرقة يقوم بها الرجال, أما في الزنا فقد قدم المرأة في الذكر لأنها تكون السبب الرئيسي في هذه الجريمة فالمرأة العفيفة لا يمكن أن تقوم بذلك الفعل ولا يتجرأ الرجال على طلب ذلك منها وذلك الترتيب في الآيتين لأن الإسلام يقوم على مبدأ العدل.
-التكريم: ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في التكريم فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء - 70].
كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ {6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ {7} فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ {8}} [الانفطار]
ففي الآيات السابقة قال تعالى بني آدم والإنسان والمقصود الذكر والأنثى.
-التكليف: قال تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء - 124]
فلا ينظر الله تعالى إلى الشخص عندما يعمل صالحاً إذا كان ذكراً أو أنثى فلا فرق بينهما هنا.
-الحقوق والواجبات القضائية: فللرجال والنساء سواء أن يطالبوا بحقوقهم في القضاء وعليهم أن يطيعوا أمر القضاء في الحدود مثلاً كحد السرقة والغش وغيرهما.
-طلب العلم: فعلى الرجل والمرأة طلب العلم قال رسول الله r: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه ابن ماجه
جوانب تفضيل الإسلام للرجل على المرأة والسبب في ذلك
فضل الإسلام الرجل على المرأة في العديد من الجوانب ولكن كان ذلك للعدل وليس للإقلال من شأن المرأة فقد فضل الإسلام الرجل في الآتي مثلاً:
-في الميراث: فضل الإسلام الرجل على المرأة من ناحية الميراث فقال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} [النساء - 11] وبالمقابل جعل النفقة على الرجل فالمرأة لا تحتاج للمال كما يحتاج إليه الرجل فالمرأة في الإسلام لا تنفق على نفسها فإذا كانت في بيت أبيها فعلى أبيها النفقة وإذا كانت مع أخوها فالنفقة عليه وفي بيت زوجها النفقة على الزوج وإذا تطلقت فتعود النفقة على أبيها وإذا لم يكن لها أحد فالنفقة على بيت مال المسلمين, فلا تكون المرأة بحاجة المال كما هو الرجل؛ فالرجل عليه أن ينفق على بيته عاجلاً أو آجلاً.
-في الشهادة: جعل الإسلام شهادة الرجل بشهادة اثنتين من النساء فقال تعالى: {...وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى...} [البقرة - 282] وفي هذا حكمة فقد خلق الله تعالى المرأة لا تستطيع التفكير عند التكلم فإما تفكر أو تتكلم ولكن يمكن للرجل التكلم والتفكير في نفس الوقت فطلب الإسلام اثنتين من النساء لكي تتذكر إحداهما وتتكلم الأخرى, ولكن لم يطلب الإسلام شهادة اثنتين من النساء واكتفى بشهادة واحدة في بعض الأمور لاسيما النسائية كالبكارة والثيوبة والولادة والمواضيع النسائيّة بشكل عام.
-القوامة: قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء - 34] فقد جعل الله القوامة للرجل وهناك اختلاف بين العلماء على معنى القوامة ولكن هي بشكل عام النفقة والرأي فالرجل هو الذي ينفق على المنزل فمن حقه أن يتخذ القرارات فيه وتكون على المرأة الطاعة فيما يتوافق مع الدين والعقل, ولأن الله خلق الرجل أحكم من المرأة, والقوامة ليست سيطرة ونفوذ واستبداد لكنها رعاية قائمة على المحبة والمودة والنصح والإرشاد, وذُكر في ابن كثير: "يقول تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: الرجل قَيّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي: لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة؛ ولهذَا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك المُلْك الأعظم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يُفلِح قومٌ وَلَّوا أمْرَهُم امرأة" رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه وكذا منصب القضاء وغير ذلك.
{ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } أي: من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهنَّ في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قَيّما عليها، كما قال الله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228].".
-الطلاق: ومعروف أن الطلاق هو إنهاء الحياة الزوجية وقد جعله الإسلام بيد الرجل فهو الذي ينهيه لأن الرجل أحرص من المرأة على استمرار الحياة الزوجية بحكم ما أنفق من الأموال وبحكم التكوين العاطفي للمرأة فلا تملك المرأة نفسها عند الغضب كالرجل وفي بعض الأحيان تحتاج المرأة لإنهاء الحياة الزوجية بسبب فساد في زوجها فيمكنها أن تجعله يطلقها إذا كان الحق معها أما إذا أرادت المرأة إنهاء حياتها الزوجية بدون سبب مقنع فقد أعطاها الإسلام الحق في "الخُلع" وهو أن تنهي علاقتها بزوجها مع إرجاعها لكل ما أخذته منه وهذا هو العدل فقد أعطى الرجل المرأة مهراً وأنفق عليها على أساس أنه سيعيش معها لبقية عمره فبعد أن تأخذ أمواله كيف تتركه وتذهب؟, كما أن الإسلام يحرّم إجبار المرأة على الزواج من أي أحد فالرأي في اختيار الزوج رأيها, أما رأي والداها فلا يتعدى كونه مشورة ونصح وإرشاد, فبهذا لم يكن هناك ما أجبرها على الزواج من هذا الرجل الذي تريد أن تنهي زواجها به, لا يظلم الإسلام أحداً في أي شيء لا المرأة ولا الرجل.
الحكم والسياسة: فضل الإسلام الرجل على المرأة في هذا المجال وسيتم عرض هذا المجال في قسم "المرأة والسياسة في الإسلام"
جوانب فضل الإسلام فيها المرأة على الرجل
كما فضل الإسلام الرجل في بعض الأمور فضل المرأة في بعض الأمور الأخرى وذلك بسبب الطبيعة التي خلق بها كلٍّ منهما فالمرأة خلقت أحن من الرجل والرجل خلق أحكم وأقوى من المرأة ونذكر بعض الأمور التي فضل فيها الإسلام المرأة:
-جعل الإسلام الإنفاق على الرجل فبذلك من حق المرأة على الرجل أن ينفق عليها دون أن تعمل فعملها هي أن تربي أولادها تربية صالحة وتقوم بأمور المنزل والرجل عليه أن يوفر لها جميع احتياجاتها من توفير الأمان والراحة وغيرهما.
-الحب: ورد في الحديث عن رسول الله r: " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ"[رواه الشيخان وغيرهما].
فقد أوجب الإسلام حب الأم أكثر من الأب وذلك بسبب التكوين العاطفي لها فهي دائماً أحن على أولادها وصحيح أن الإسلام قال بأن النساء "ناقصات عقل ودين" ولكنه أيضاً قال أن المرأة ثلاثة أضعاف الرجل في الحنان وللمزيد عن هذا القول انظر قسم تفسير حديث "ناقصات عقل ودين"
-الجهاد: لم يفرض الإسلام على المرأة القتال فهي بتكوينها العاطفي والجسدي غير قادرة على ذلك فأوجب الإسلام القتال على الرجل دون المرأة للحفاظ على أنوثتها فلا تستطيع المرأة القتل أو رؤية منظر الدماء أو احتمال مشاق الحرب والسفر وما إلى ذلك, كما أوجب الجهاد على الرجل لحماية المرأة, ولكن عند الحاجة والإمكانية فلا مانع من جهاد المرأة بشرط عدم مس كرامتها.
-الدية: لا يوجب الإسلام على المرأة أن تدفع الدية مع القوم فإذا أراد المسلمون دفع دية على شيء ما فعلى الرجال فقط التشارك في دفعها لأن المرأة لا تعمل فكيف تدفع الدية إلا في حال كانت امرأة هي التي قتلت أو اشتركت في القتل فهنا عليها المشاركة في دفع الدية
-التعامل: أوجب الإسلام معاملة المرأة بالحسنى فقد قال رسول الله r في حجة الوداع: "استوصوا بالنساء خيراً" وكان رسول الله r دائماً ما يوصي بالمرأة وهناك الكثير من الأحاديث في هذا المجال.
وهناك الكثير من المجالات الأخرى في التفضيل بين الرجل والمرأة في الإسلام بحكم تكوينهما ولكن هذا ما جمعته وأرجو أن أكون قد وُفقت.
عمل المرأة في الإسلام
لا يحرّم الإسلام عمل المرأة بل هو فرض عليها ولكنه فرض كفاية فيحتاج المجتمع للطبيبات والداعيات والمعلمات ولكن لا يجوِّز الإسلام العمل للمرأة دائماً فالأولوية للمرأة بيتها وأولادها وهذا عملها الحقيقيّ فلا خير في امرأة تركت أولادها دون تربية وذهبت لتعمل كما أنه لا حاجة للمرأة أن تعمل إن كان الزوج يعمل فهو مجبور أن ينفق عليها, وعندما يكون الزوج في حالة لا تمكنه من العمل فتستطيع المرأة تشجيعه وإشعاره بالأمان حتى تعيده للعمل وإن لم يكن هناك حل إلا العمل فيمكن للمرأة أن تعمل لأن هذا من الضرورة, والحكمة من هذا أن المرأة لا تتحمل العمل كالرجل, والمعروف أن العمل في أغلب الأحيان يحتاج لجهد عضليّ وهذا الجهد صعب التحمل على المرأة كما سبق وأن ذكرت في قسم "مبدأ المساواة المفترى".
فلنقارن أخي\أختي القارئ [ة] بين المرأة العاملة والمرأة غير العاملة...
فبالنسبة للمرأة العاملة ستذهب لتعمل وقد تكون مفيدة للمجتمع وتبقى تفيده من جانب عملها ولكنها تترك أولادها دون تربية أو قد لا تنجب لأن المرأة العاملة في أغلب الأحيان لا تحب الإنجاب فإذا كانت قد أنجبت فتجعل من أبنائها أبناء يعيشون في حالات نفسية معقدة وقد تخلق منهم مجرمين لأنهم لم يجدوا الحنان في أقرب الناس إليهم ويمكنكم التماس هذا الواقع في المجتمعات الغربية التي تكثر فيها حالات الانتحار والجنون والأمراض النفسية, أما تلك التي لا تنجب فتعيش حتى يتقدم بها العمر ثم تتوقف عن العمل فتعيش وحيدة دون أولاد لا يسأل عنها أحد وتموت وحيدة, فكما نرى النوع الأول (التي تنجب) قد تفيد المجتمع بشكل مباشر ولكنها تضره أيضاً بابن أو اثنين مجرمين أو مرضى نفسيين أما النوع الثاني فقد تفيد المجتمع لفترة قصيرة تنتهي بموتها وحيدةً ذليلةً.
أما بالنسبة للمرأة غير العاملة فصحيح أنها لن تفيد المجتمع بشكل مباشر ولكنها تربي أبنائها تربية حسنة وتعلمهم وتوجههم فإذا أنجبت خمسة أبناء فسيكون كل واحد من هؤلاء ذا فائدة عظيمة للمجتمع فبدلاً من أن تفيد المجتمع لوحدها بشكل مباشر تفيد المجتمع بخمسة أفراد بشكل غير مباشر وهؤلاء الأبناء سينجبون أيضاً ويعلمون أبنائهم القيم التي ربتهم أمهم عليها فلا تتوقف الفائدة للمجتمع من هذه المرأة حتى قيام الساعة ومن ثم عندما تكبر سيكون لديها الكثير من الأبناء والأحفاد المستعدين لفعل أي شيء لخدمتها ويتسابقون في ذلك فتعيش عزيزة حتى آخر عمرها وتفيد المجتمع فائدة عظيمة. فأي المرأتين أفضل؟.
عند ضرورة عمل المرأة
تحتاج المرأة إلى العمل في بعض الأحيان فالمرأة التي لا تنجب مثلاً قد تعمل لتسد أوقات فراغها, وبعض الأرامل مثلاً يحتاجون للعمل ففي هذه الحالة يمكن للمرأة أن تعمل ولكن عليها الالتزام بما يحفظ لها كرامتها وإنسانيتها فلا تعمل في مجال محرم ولا تعمل في أماكن مغلقة مع الرجال كأن تكون سكرتيرة أو ما شابه وأن تلتزم بحجابها وعفتها لكي لا تبقي سبباً لضعاف النفوس لفعل أي شيء سيء لها, ووضعت كل هذه القواعد لرفع مكانة المرأة حتى لا تكون -كما كانت في جاهلية قبل الإسلام وكما هي الآن في الجاهلية الحديثة- وسيلة لإشباع رغبات الرجال.
المرأة والسياسة في الإسلام
لم يعطِ الإسلام المرأة الحق بالمشاركة في حكم الدولة لأنها خلقت غير مؤهلة لذلك والدليل على ذلك أن جميع الأنبياء والرسل كانوا رجالاً, والمرأة عاطفتها تسبق عقلها فإن حكمت بين الناس مثلاً فرأت مجرماً يبكي سامحته, ولن تتخذ قراراً بالحرب حتى وإن كان ذلك ضرورياً, والمعروف حتى بين السياسيين غير المسلمين أنه لا مكان للعاطفة في السياسة, فالسياسة تحتاج لعقل فطن وقلب مستعد لفعل أي شيء حتى يقيم العدل وهذا المبدأ متوفر عند الرجال بكثرة ولكنه قليل جداً عند النساء, فالحكم بالعاطفة حكم فاشل ولذلك قال رسول الله r: "لن يُفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة" [رواه البخاري] ولم يقصد رسول الله r هنا الانتقاص من المرأة ولكنه قصد أن المرأة تسبق عاطفتها عقلها وهذا يؤدي إلى الهلاك في كثير من الأحيان.
لبس المرأة في الإسلام
لا يحق للمرأة التبرج في الإسلام وقد أعطاها لباساً لا يقلل من كرامتها ولا يمسها بل على العكس تماماً فاللباس الإسلامي يصون المرأة, ولن أذكر تفاصيل عن لباس المرأة في الإسلام فهنالك الكثير من الآراء التفصيلية للعلماء في هذا المجال, فهنالك من حرّم كشف الوجه وهنالك من أباحه وهنالك الكثير من التفصيلات الأخرى في هذا المجال ولست أريد أن أكتب رأيي في هذا الموضوع ولكن وضعت هذا القسم لتوضيح سبب لباس المرأة في الإسلام.
وكما ذكرت وكررت وأكرر هنا أنه في الإسلام توجد حقوق وواجبات فمن واجبات المرأة ألّا تثير الفتنة بين الرجال بإظهار جمالها, فالكثير من الرجال لا يستطيع التحكم بشهوته أمام إغراء النساء فوُضع هذا اللباس للمرأة لقتل الفتنة قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء - 32], لم يقل الله تعالى: "لا تزنوا" ولكن قال "لا تقربوا الزنا", فهنا حرّم الله تعالى علينا الاقتراب من الزنا بأي شكل من الأشكال, والتبرج أحد أشكال التقرّب إلى الزنا, فوُضع اللباس الإسلامي لإبعاد الناس عن الزنا كما وُضعت الكثير من الأشياء الأخرى لنفس الغرض كغضُّ البصر فالرجل عليه أن يغض بصره ولا ينظر إلى النساء ولا حتى في صور وهذا أيضاً صعب على الرجل ولا يقل صعوبة عن الحجاب ولكن على الطرفين احتمال ذلك.
الأثر السلبي لجمعيات حقوق المرأة على المرأة المسلمة
نسمع هذه المؤسسات تهذي وتتكلم بكلام ما أنزل الله به من سلطان, ويقولون أنهم يدافعون عن المرأة, كما في افترائهم وقولهم أن من حق المرأة أن تعمل في أي مجال تريده, ولكن إذا كان الإسلام كرَّه عمل المرأة فهل هذه المؤسسات أعلم من الله, لا والله إن هذه المؤسسات أجهل المؤسسات في العالم, فماذا تريد هل تريد أن تجعل المرأة تعمل؟, ثم ماذا؟ سيضيع الأطفال ويمتلئوا بالحالات النفسية ومحاولات الانتحار!, هل تريد هذه المؤسسات تدمير المجتمع كما دُمِّرت المجتمعات الأجنبيّة, أم تريد تطبيق مبدأ المساواة الفاشل الذي ما أنزل الله به من سلطان؟.
أختي المسلمة إيّاكِ ثم إيّاكِ الاستماع لهذه المؤسسات الفاشلة التي لا تريد إلا تدمير المجتمع, والمضحك في هذه المؤسسات أنها تدّعي أنها مؤسسات إسلامية, انظروا إلى جميع العاملات في هذه المؤسسات ستجدون أنّهن متبرِّجات ولا يلتزمن بأبسط واجباتهنّ كالحجاب, فيا أختي المسلمة هل تقودكِ نساء كهؤلاء, هل تريدي أن تكوني مثلهنّ بلا كرامة.
تقول بعض هذه المؤسسات أنها تريد "تحويل المرأة من فرد مستهلك إلى فرد منتج" وهذا كذب واضح, فهل يعنون بذلك أن المرأة المسلمة غير منتجة؟, سبق وأن وضحت أن المرأة التي تجلس في بيتها وتربّي أبنائها أكثر إنتاجاً من المرأة التي تعمل وتزاحم الرجال في قسم "عمل المرأة في الإسلام".
تعدد الزوجات وفوائده للمجتمع
شُرِّع تعدد الزوجات في الإسلام لحكمة بليغة لا تحب النساء أن تعقلها, ولا يكون التعدد هو الخيار الأمثل دائماً ولكنه الخيار الأفضل في بعض الأحيان وقد يكون واجباً في بعض الأحيان, فهنالك من النساء من لا تستطيع الإنجاب فتتزوّج فبدلاً من أن يطلّقها الرجل لكي ينجب أطفالاً يتزوج زوجة أخرى فهنا التعدد هو الخيار الأفضل, وفي بعض الأحيان كما في العراق مثلاً نسبة الرجال 25% فقط بسبب الحروب التي حصلت هناك فيجب على كل رجل الزواج بثلاث نساء هناك حتى يسد النقص فإذا اكتفى كل رجل بزوجة واحدة سيصبح بين كل 3 نساء 2 لا يتزوجوا وتنتشر الفاحشة والرذيلة في هذه الحالة وسيكون حظ النساء قليل, ففي مجتمع كالعراق يجب على المرأة أن تتفهّم إذا تزوج زوجها أخريات وأن تضع نفسها مكان ذلك العدد الكبير من النساء العنّس وتحمد الله أنها ليست منهنّ, ونحن نعلم وبحكم التكوين العاطفي للمرأة أن المرأة لا تستطيع تتحمّل أن تُشارك في زوجها, ولكن نعلم بالمقابل الألم الذي ستعانيه إذا لم تتزوّج, فستكون أنانيّة إذا أرادت زوجها لها فقط في مجتمع مثل العراق مثلاً.
أما في المجتمعات الأخرى وفي الغالب نسبة الرجال إلى النساء 1:1 فإذا تزوَج كل رجل بامرأة واحدة سيُسد النقص, وفي هذه الحالة لا أرى داعٍ للتعدد ولكنّه يبقى رخصةً للرجل, فإن مكّنه الله منه فلا مانع, ولكن على الرجال استخدام هذه الرخصة استخداماً حسناً فيستخدمه في تزوج الأرامل واللاتي لا يستطعن الولادة. وعلى حد اعتقادي أنه لا تتعدى نسبة الذين يستطيعون العدل بين النساء 5% من الرجال, فإذا شكّ الرجل ولو بنسبة قليلة أنّه لن يستطيع العدل بين نسائه إن تزوج بأكثر من واحدة فليكتفي بواحدة.
كما أقول للرجال أن التعدد مسؤولية كبيرة لا يقدر على تحملها إلا القليل القليل من الرجال فلا أحبذ القيام به إلا بعد التأكد من أنه باستطاعة الرجل العدل وتحمّل المسؤولية –وهذه فقط وجهة نظري–.
والرجل منعه الإسلام من أن ينظر لأي امرأة سوى زوجته ولهذا سيراها فعلاً أجمل امرأة في العالم لأنه لا يرى غيرها وهناك من يقول أن الإسلام يجعل الرجال يعاملوا النساء كأنهن ملك لهم ولكن ذلك خطأ كبير وأرد على من يقول هذا الشيء أن الإسلام يمنع الرجل حتى من النظر إلى النساء الأخريات فترك له مجالاً صغيراً وهو تعدد الزوجات فالإسلام يغير على الزوجة كثيراً ويريد الزوج أن يكون أكثر وفاءاً لها لدرجة أنه يمنع الرجل أن ينظر إلى امرأة أخرى غيرها ووضع عليها مهراً أيضاً وجعله عندما يتزوج يحس أنه تعب كثيراً لكي يحصل على المرأة أما الرجل الأجنبي فيتزوج بسهولة ويحس أنه لم يفعل أي شيء فالزواج سهل جداً ولذلك يسهل على الرجل الأجنبي أن يفرط بامرأته فما أخذ بسهولة يضيع بسهولة, أما الرجل المسلم فلا يفرط بامرأته أبداً لأنه يعلم أن المرأة شيء يصعب عليه الوصول إليه فهي ليست لعبة بيده وليست لعبة بيد أحد.
ولا يظن أحداً أن الإسلام أباح التعدد بشكل سهل فمن السهل على الرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة فقد وضع عليه الإسلام شرطاً تعجيزيّاً تقريباً فشرط العدل بين النساء شرطاً تعجيزيّاً ويصعب على أغلب الرجال العدل بين نسائهن.
وأقول للمرأة المسلمة أنها أكثر النساء حظاً إذا حصلت على رجل مؤمن فالرجل المؤمن لا ينظر لامرأة غيرها ولا يرى مفاتن غيرها فهي تملكه لها وحدها وأغلب الرجال مع أن لديهم رخصة تعدد الزوجات إلا أنه لا يستخدمها ويبقى متزوجاً بواحدة ومع ذلك لا ينظر لغيرها سرّاً أو علانيةً.
المرأة في المجتمعات غير الإسلاميّة
بعد أن تحقق المبدأ الفاشل في المجتمعات الغربية (مبدأ المساواة) أُهينت المرأة أكثر مما رُفعت وأُفسدت الكثير من الأشياء المهمة, فأصبحت المرأة تبحث عن حقوق ولا تراعي واجبات فأخذت ما تريد بدعوة أن هذه حقوقها وأهملت كل واجباتها, فانتشرت بذلك الحالات النفسية للأبناء كما أصبح الإنسان مهدداً بالانقراض لأن أغلب النساء آثروا العمل على الإنجاب لأن الرجال لم يعودوا يحترمونهنّ وليس على الرجال أن يصرفوا على أحد غير أنفسهم, فأصبحت أكثر النساء يعملنَ في مجالات الرقص والدعارة والنصب والإجرام لأن هذه أفضل المجالات عائداً في مجتمعات كتلك المجتمعات الأجنبيّة, فعادت المرأة إلى ما كانت عليه في الجاهليّة أداة لإشباع رغبات الرجال لا قيمة لها ولكن هذه المرة أسوأ من الجاهليّة ففي الجاهلية كان معروفاً أن المرأة مهانة, ولكن الآن هي مهانة ولا أحد يعترف بأنها مهانة بل يعتبرون أن المرأة يجب أن تكون هكذا, فيا أختي المسلمة اعلمي أنكِ لن تجدي أفضل من الإسلام لتأخذي المكانة التي تستحقينها فأنتِ لم تُخلقي لتعملي وإنما خُلقتِ لتربي, واذكري قول أمير المؤمنين أبي حفص: "نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله" وبدلاً من أن تتبعي المنظمات الفاسدة وتنادي بالمساواة نادي بتطبيق شرع الله في المرأة بدلاً من ذلك فلو طُبّق شرع الله الإسلامي في مجتمع واحد ستحسُده جميع النساء في جميع المجتمعات, فإيّاكِ أن تسمعي لأي منظمة تريد جعلك كنساء المجتمعات الأخرى لا قيمة لكِ.
الخلاصة
خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى فلم يساوي بينهما لأنه جعل لكلٍّ منهما وظيفة ليقوم بها فخلق الرجل حكيماً وقوياً لكي يستطيع العمل وإدارة بيته واتخاذ القرارات, كما خلق المرأة حنونة لكي تكون مؤهلة لرعاية أبنائها وتدبير منزلها ونشر حنانها في أرجائه حتى يعيش المجتمع حياة كريمة, ولو تأملنا لوجدنا أن الإسلام أفضل نظام للمجتمع فقد نظّمه بشكل دقيق ومفصّل, فقد أعطى لكلٍّ دوره فلم يعطِ الرجل دور التربية لأنه غير مؤهل لذلك فليست لديه العاطفة والحنان المطلوبين لهذه المهمة, كما لم يعط المرأة دور العمل لأنها غير مؤهلة لذلك, كما لم يشرك الرجل والمرأة في دوري العمل والرعاية بل أعطى لكلٍّ مهمة واحدة هو أفضل في أدائها, وهذا هو النظام الصحيح الذي لو اتبعه الغرب مثلاً لانتهت محاولات الانتحار والحالات النفسية ولتقدّموا أكثر بكثير مما هم عليه, وهذا النظام الذي لو طبّقه العرب بشكل صحيح لسادوا على الأرض كما كانوا من قبل في العصر الأموي والعباسي والعثماني فلم يرتفعوا إلا لأنهم طبّقوا تعاليم الإسلام ولم نُذل الآن إلا لأننا تركنا الإسلام وبدأنا نلاحق جمعيات ومنظمات تافهة لا تريد إلا أذية مجتمعنا الإسلامي وإبقائه مجتمعاً جاهلاً كما هو, فلا تريده أن يعود إلى الإسلام لأنه لو عاد لساد على الأرض, وطبعاً نحن نعلم أن هناك بعض العادات السيئة التي لا تمد إلى الإسلام بصلة ولكنها عادات جاهليّة تنتقص من المرأة كبعض المتخلّفين من الرجال الذين يقولون كلاماً سيئاً عن النساء أو يؤذونهنّ فهذا النوع من الرجال أيضاً كالحيوانات يستخدمون مبدأ القوي يأكل الضعيف وهذه التصرفات بعيدة كل البعد عن الرجولة فالإسلام يأمرنا أن نحترم المرأة لا أن نهينها كما قال رسول الله r: "استوصوا بالنساء خيراً".
يقال أن المرأة نصف المجتمع وهذا الكلام غير صحيح لأن معنى هذا الكلام أن المرأة إذا ذهبت يبقى نصف المجتمع الآخر, أما في الإسلام فالمرأة المجتمع فبدون المرأة لن يكون هناك مجتمع لأنه لن يكون هناك حنان وحب وعطف وبدون هذه الأشياء ليس هناك مجتمع أبداً.
rihane- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1725
العمر : 34
المكان : alger
المهنة : طالبة
Loisirs : الانترنت
التقييم : 40
نقاط : 2560
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: حقوق المراة في الاسلام
وفيك البركة عزيزتي
rihane- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1725
العمر : 34
المكان : alger
المهنة : طالبة
Loisirs : الانترنت
التقييم : 40
نقاط : 2560
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: حقوق المراة في الاسلام
بوركتي حبوبة علىالموضوع القيم والمميز
arabia- عضوة برونزية
- عدد الرسائل : 1321
العمر : 34
التقييم : 29
نقاط : 1614
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
رد: حقوق المراة في الاسلام
وفيك البركة عزيزتي سكرا لك على المرور العطر
rihane- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1725
العمر : 34
المكان : alger
المهنة : طالبة
Loisirs : الانترنت
التقييم : 40
نقاط : 2560
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: حقوق المراة في الاسلام
بارك الله فيك
oum ramy- عضوة برونزية
- عدد الرسائل : 1456
العمر : 53
المكان : algerie
المهنة : ربة بيت
Loisirs : انترنت
التقييم : 27
نقاط : 1774
تاريخ التسجيل : 01/04/2010
رد: حقوق المراة في الاسلام
يعطيك الصحة ريحانة على الموضوع المميز
souad2007- مشرفة دهبية
- عدد الرسائل : 2766
العمر : 64
التقييم : 38
نقاط : 1955
تاريخ التسجيل : 04/05/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى