تأخرات فادحة تربك مترشحي البكالوريا

وفي
ذات السياق، وردت مكالمات هاتفية لتلاميذ الأقسام النهائية، استقبلتها
قاعتنا للتحرير، تفيد بأن عددا من الدروس حددت في العتبة لم تدرس أصلا،
معددين ضمنها درس حساب الحجوم لمجسمات بسيطة لشعبتي علوم تجريبية ورياضيات -
المتوقفة في المتتاليات - ودرس فلسفة العلوم الإنسانية لشعبة تسيير
واقتصاد، وأشار هؤلاء إلى غموض في بعض الدروس بسبب الحشو، ومشكل في عتبة
اللغة الفرنسية لشعبة العلوم التجريبية.

وحسب
ردود متصفحي "الشروق أون لاين"، اشتكى بعض تلاميذ بالعاصمة من عدم دراسة
الوحدة السادسة للعلوم التجريبية فيزياء، وتساءلت التلميذة ليندة من تبسة
عن درس حساب حجوم لمجسمات بسيطة في برنامج الرياضيات، مثلما قالت شهيناز من
تلسمان، مضيفة أنه في الشريعة توقفوا عند حد الربا ولم يدرسوا مشاكل
التنمية والبيئة في الجغرافيا، فيما اعتبرت سارة من قسنيطنة أنهم في شعبة
تسيير واقتصاد لم يدرسوا فلسفة العلوم الإنسانية، وأضافت أخرى من العاصمة
"لم ندرس الوحدة السادسة في الفيزياء شعبة علوم تجريبية ثانوية عمراني
العابد"، وقال متمدرس من بجاية "فيما يخص التاريخ والجغرافيا لم ندرس تلك
الدروس الأخيرة وفي الفلسفة البرنامج كبير جدا لكنه لا ينفعنا كتلاميذ فلم
لم يحذف منه إلا الأخير؟ نفس الشيء بالنسبة للعلوم الطبيعية والعلوم
الإسلامية في شعبة الرياضيات".

وعكس
ذلك، أكد التلميذ محمد من تيبازة أن الوزير لم يتكلم عن حذف الفصل الثالث،
موضحا "في ولاية تيبازة أنهيت تقريبا كل البرنامج"، مضيفا "لأول مرة في
التاريخ العتبة تكون جميع الدروس". علما أن شائعة حذف الفصل الثالث أفقدت
صواب من طالع العتبة الرسمية وفي وقت تختلف كل الشعب في حجم الدروس يتساوى
الأدب العربي والإنجليزية في العتبة عند كل الشعب.

وأوضح
سفيان من وهران بأن "دروس التاريخ والجغرافيا الأخيرة لم ندرسها ولم
نفهمها وإنما حصلنا على مطبوعات، مضيفا بأن "الأسترة" التي تعتبر مادة
أساسية بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية الوحدة السادسة" مررنا عليها مرور
الكرام". وأفادت، مريم عمر من سطيف، أن القضية الفلسطينية سيكملون دراستها
فرديا، واعتبرت المتحدثة أنه "في مادة العلوم لا يوجد درس باسم بحث تحريات
ونقاش". وأضافت منال من العاصمة عدم دراسة القضية الفلسطينية لم تدرس في
التاريخ وكذا الحرية والمسؤولية في الفلسفة.

وقال
طلبة الأقسام العلمية بثانوية الجيلالي بونعامة بالشلف أنهم متأخرين في
مادة الفلسفة في الفصل الثالث توقف عند (انطباق الفكر مع الواقع) لغياب
الأستاذ وفي شهر أفريل قدمت أستاذة جديدة عوضت لهم دروس 4 أشهر في شهر دون
فهم أو محاولة كتابة مقالة. وتأخر في درس العلوم الإنسانية، "وفي مادة
التاريخ لم ندرس القضية الفلسطينية، الإنجليزية درسنا 3 وحدات فقط".

وفي
تصريح مع مسؤول بيداغوجيا بوزارة التربية الوطنية، تبين بأن وزير القطاع،
أبو بكر بن بوزيد، طلب من مديري التربية الإبقاء على المؤسسات التربوية
مفتوحة على مدار الشهر الفاصل لإجراء امتحان البكالوريا، مضيفا بأن الوزير
أمر باستدراك الدروس المتأخرة في ظرف أسبوعين، وقال محدثنا "عدد الدروس
المعنية محدود، ويمثل 1 ٪"، وأضاف "غدا - اليوم - تنشر العتبة بالثانويات
وسيتم تدارك الأمر بين الأساتذة ومديري الثانويات المعنية بذلك".

وأفاد
مدير التربية لولاية البويرة، في تصريح لـ"الشروق"، أن تلاميذ الأقسام
النهائية بالولاية أنهوا البرامج وفقا لعتبة الدروس المحددة، موضحا بأن
المؤسسة ستبقى مفتوحة والدراسة ممكنة في الشهر الفاصل عن دورة امتحان
البكالوريا، وفقا لتصريحات الوزير خلال اللقاء، والأساتذة متواجدون
للتدارك، مضيفا "العتبة وضعت من الميدان من المؤسسات".

وأكد،
مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي
والتقني، لـ "الشروق"، أن الأساتذة لم يرفعوا شكاويهم بشأن العتبة المعلنة،
موضحا "معناه عمل اللجان يعتمد على تقارير أساتذة الثانويات الشهرية،
وعليه العتبة تبنت المعلومات المرفوعة من قبل الولايات، بعض الولايات تقدمت
باستكمال البرامج بـ90 إلى 98 ٪"، موضحا أن درسا أو اثنين يمكن استدراكه".

هاجم،
أحمد خالد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ وزارة التربية الوطنية، معتبرا
سياستها في التعامل مع الأقسام النهائية "سياسية بدل بيداغوجية"، وقال
"نرفض امتحان بكالوريا سياسي.. هذا لا يرضينا ولا يخدم مستقبل البلاد"، في
رده على مدى تجاوب الوزارة مع مطالب التلاميذ بتحديد عتبة الدروس، وإهمال
السنوات الأولى والثانية ثانوي.

وقال
خالد أن تحديد العتبة شكل فوضى في أوساط التلاميذ، موضحا "وعند نشرها يوم
غد - اليوم - ممكن أن يقوم الأساتذة والإدارة والمفتشين بحملة توعية وتحسيس
للتلاميذ بالنسبة للعديد الذين لم يفهموا شيئا، حيث لا توجد الوحدة مثلا
54 وإنما الصفحة 54".

وأفاد
المتحدث "نحن ضد العتبة التي تعين في نهاية الفصل الثالث يجب التحديد في
بداية السنة الدراسية، وبدل تحديد عتبة الدروس يجب ضبط البرامج، والكارثة
كيف تحدد لآخر أستاذ ربما تغيب وضيع الوقت ولم يقدم سوى 15 درسا ونضحي
بالبرنامج والدروس المهمة".