الفتاة المراهقة: السلوك والنزعات
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفتاة المراهقة: السلوك والنزعات
تبدأ مرحلة المراهقة بعد اجتياز
مرحلة الطفولة، والتي تمثل كما وصفها البعض بأنها الحد الفاصل ما بين
الطفولة والشباب، وهي مرحلة على الرغم من قصر مدتها الزمنية عموماً،
تكتسب أهمية وحساسية متزايدة، وقد اختلفت وجهات نظر العلماء في تحديد
بداياتها ونهاياتها.
فقد ذكر البعض أنها تبدأ في سني
(9،10،11) واختلفوا في تحديد سنّ اجتيازها، وتراوحت الآراء بهذا الشأن
بين سن الـ(16،19،20،21) حتى قيل أنها تنتهي في سن الـ(24)، إلا إن الذي
يتفق بشأنه معظم علماء النفس هو أنها تنتهي ويتم اجيتازها بين سن الـ(12
ـ 18).
يقول موريس دبس:
الواقع هو أن الإنسان يجتاز ما
بين سن 12 ـ 18، وبحسب رأي آخرين إلى سن الـ 20، في دورة كاملة من حياته
منفصلة عن مرحلتي الطفولة والنضوج، وهذه المرحلة بذاتها لها معاييرها
الخاصة بها، وتلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان.
ويلاحظ في الكتابات الإسلامية أنه
قد تم التعبير عن الإنسان في هذه المرحلة العمرية بلفظة (الحدث)، يقول
الإمام علي (عليه السلام):
(وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية)
والحدث بمعنى(الجديد)،أي نقيض
القديم،
وجمعه (أحداث).
وهو لفظ يوصف به الإنسان اليافعأو
الصبي قليل السن، وقدر ورد وصفه بالشاب.
إلا إن أفضل تعبير لوصف الشخص في
هذه المرحلة العمرية هو اصطلاح (المراهق) الذي يستخدمه علماء النفس
والتربية، وهو ـ كما يرى الكثيرون ـ أنسب تعبير وفي محله، لأن الشخص في
هذه السن لا هو طفل قاصر تماماً وذو رغبات وخصال طفولية من جهة، ولا هو
شاب ناضج ومكتمل وبإمكانه أن يكوّن رأياً وكياناً مستقلين في الحياة من
جهة أخرى.
التجاهل والمسؤولية خطر على
المراهق
يقول أحد علماء النفس الروس:
عندما يبلغ الأطفال درجة جادة من النمو أي البلوغ الجنسي، تبدأ حينذاك
الاضطرابات النفسية المختلفة لديهم، ففي هذه المرحلة عادة تتنازع نفسيات
الأحداث اطباع متناقضة ففي الوقت الذي تطبع سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين
الوداعة والحلم تجدهم في ذات الوقت حادّي الطباع ويغضبون عند أدنى إثارة.
ومن هنا فإن مرحلة المراهقة هي
أكثر مراحل الحياة تأزماً، والتعامل معها أصعب وأشق بالنسبة لأولياء
الأمور.
إن كثير من المشاكل التي يتعرض
لها الناس تعود في أسبابها إلى عاملي الجهل والغفلة، ولا يخفى إن أغلب
أولياء الأمور، خصوصاً في بلدان العالم الثالث، لا يعرفون شيئاً عن
الحالات النفسية الخاصة بمراحل نمو أبنائهم، إن لم يكن الجهل بمجمل
العلوم النفسية، والنظر إليها بعين الخجل والحياء والإزدراء، لذا فإن
الآباء لا يستطيعون التعامل مع أبنائهم كما ينبغي أو كما تتطلبه الحالة،
فضلاً عن مساهمتهم في مضاعفة تعقيدات بعض المسائل في أحيان كثيرة.
وتبقى المشكلة الأهم هي تغافل
الآباء والأمهات للأشياء التي يعونها، ومن هنا فإن أولياء الأمور جميعاً
يدركون ضرر البيئات الاجتماعية المنحرفة، ويعرفون جيداً أن هناك أشخاصاً
فاسدين ومفسدين، وفي جميع المجتمعات، يتعرضون إلى الآخرين، ومع ذلك لا
تأخذ هذه المسألة موقعها الحقيقي من الاهتمام. علاوة على تجاهل الآباء
للأبناء أنفسهم، فلا يولوهم الاهتمام المطلوب، ويبرر هذا الإهمال
والتجاهل تحت عناوين مختلفة كصعوبة الحياة وظروف العمل القاسية وغيرها من
الأمور، والتي وإن كانت صحيحة إلا أنها لا يصح أن تكون مبرراً لتجاهل
الأبناء والتقصير في تربيتهم ورعايتهم وتنشئتهم النشأة السليمة والصالحة.
وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك في
(الظلم)، وذلك بأن يكون السبب لإهمال بعض الآباء لأبنائهم، لكونهم من جنس
معين أو قبح أشكالهم، أو لنقص عضوي فيهم، لذا ترى أن العلاقة التي تربط
أولياء أمورهم بهم لا تتجاوز حدود توفير الطعام واللباس دون أن يلتفت
هؤلاء مثلاً إلى إن إنجاب الذكور أو الأناث هو أمر خارج عن إرادة
الزوجين، وهو قدر إلهي مقدّر، وقد أشار النبي (صلى الله عليه وآله) لذلك
في الحديث القدسي:
(من لم يرض بقضائي ولا يؤمن
بقدري، فليبحث له عن إله غيره).
ومن ذلك، تبرز المسؤولية الكبرى
على الآباء والمربين تجاه الاهتمام بهذا الجيل والاهتمام بتربيته ومن عدة
زوايا:
1 ـ
إن تربية الأبناء حق وواجب على الآباء لأبنائهم.
2 ـ
إن تربية الأبناء وتنشئتهم النشأة الصالحة تقع تحت عنوان الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.
3 ـ
إن تربية الأبناء هو مطلب اجتماعي مشترك، فآثار نتائجه (سلباً إو
إيجاباً) ستكون على مستوى المجتمع وإن كان الأثر على مستوى الفرد.
4 ـ
إن تربية الأبناء هو استجابة لدعوة الإسلام ووصايا النبي الأكرم (صلى
الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) والتي تقول:
(عليكم بالأحداث فإنهم أسرع إلى
كل خير).
لذا فإن تربية الجيل الجديد
وإعطاءه الاهتمام المطلوب وخلق الجيل الصالح منه وحفظ المجتمع وبناء
الحضارة، هو مسؤولية الجميع، ولعل الأخص في ذلك المطلب الفتيات اللاتي هن
أمهات الغد ومربيات الرجال، والنساء في المستقبل من حياة المجتمع،
وبالأصل أن الناس ـ كما يرى الإسلام ـ أمانات بأيدي بعضهم.. فالولد أمانة
الله بيد الوالدين، والزوجة أمانة بيد الزوج.
العاطفة عند المراهِقة
ولأن الله الخالق والمدبر
قد جعل كل شيء في ميزان، فإن الإنسان وكسائر المخلوقات (الإنسان،
النبات، الحيوان) وفي كل مراحل (النمو) يكون ما عنده من غرائز وقوى
وملكات بصورة موزونة وبكل دقة، فلا إفراط ولا تفريط، ولا ظلم ولا
عبث، تعالى الله عما يصفون.
ومن هنا، فإن النمو العضوي
المتسارع لدى الفتاة في هذه المرحلة من العمر، يرافقه نشاط فطري
وغريزي من نوع آخر، فتتحرك العواطف والمشاعر في مجال جديد يترك
آثاره على طبيعتها وسلوكها بشكل يضع أولياء الأمور أمام واقع جديد.
فإن الفتاة في مرحلة المراهقة،
تمر بدور التفتح والنشاط العاطفي الخاص، حيث تغادر الفتاة تعلقها
بوالديها، وتتجه بعواطفها واهتماماتها إلى بنات سنها، وإلى أبناء الجنس
الآخر، وإلى الحياة الزوجية.
ومن العلامات البارزة في مرحلة
المراهقة، سرعة التبدل العاطفي، حيث أنها قلقة وغير مستقرة على حال أو
لون معين، ففي الوقت الذي يكون فيه أعضاء هذه الفئة العمرية مسرورين
ومنبسطين، يمكن أن تتغير هذه الحالة ليحل محلها الغم والهم لأتفه
الأسباب، فتارة يحبون بشدة وأخرى يكرهون بشدة.
كما إنه وقبل أن تتمركز عواطف
الفتاة وتستقر حول الجنس الآخر فإنها تتعرض إلى نوع من القلق والاضطراب
الممزوج بالحيرة.
يرى موريس دبس، إن الإناث تنجذب
إلى الحب مبكراً، وإن عاطفة الحب لدى الإناث هي أخصب مما لدى الذكور
بكثير إلا إنهن مختلفات عن الذكور في مجال الاستمتاع الجنسي.
كما إن الإناث يرغبن في أن يكن
محور ومركز الجذب في الحب وليس العكس، وهذه الحالة هي واحدة من الفوارق
العاطفية بين الجنسين.
وفي ذات الوقت، فإن الإناث في
مرحلة المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الإخلاص والصدق، وبميل عاطفي شديد
إلى التضحية من أجل ما يحببن، وإن الخطر الذي يكمن هنا هو تغلّب الشعور
العاطفي الطافح على المنطق والتفكير السليم الأمر الذي تدعو إلى إعمال
الرقابة عليه وترشيده باستمرار.
حياء المراهِقة
يكتسب الجمال العضوي لدى الفتيات
أهمية استثنائية وكلما كان هذا الجمال منسجماً مع نظرتهن إليه، كلما زاد
تعلقهن واستمتاعهن به إلى درجة يتحول معها الاهتمام بهذا الجانب عند بعض
المراهقات، إلى نوع من العبودية والهيام المفرط بالجسد.
ولا يقتصر اهتمام الفتاة المراهقة
بالجمال عند الجانب العضوي وحسب، بل يتجاوزه إلى الاهتمام بالكمالات
الأخرى أيضاً، إنهن يسعين إلى بلوغ حد الكمال في مجالات العلم، والأخلاق،
والأدب، وحتى العبادة، وخصوصاً عندما يتلبسن بلباس أصحاب القيم والمبادئ
ويحاولن مجاراة الكبار في السلوك.
وكما تمتاز الفتاة في مرحلة
المراهقة بالكبرياء والغرور، تمتاز بخصلة الحياء والخجل أيضاً، وهذه
الأخيرة تعدّ نعمة كبيرة لهن، وصيانة من كثير من حالات السقوط والانحراف.
فإذا قل الحياء قل التورع عن ارتكاب المعاصي والذنوب، وقد أشار الإمام
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى هذا المعنى بقوله:
(من قل حياؤه قل ورعه).
إن الفتاة المراهقة تقع تحت
قوتين: قوة التوجه والرغبة بالاستمتاع بالجديد من اللذائذ من جهة، وحالة
الحياء والخجل التي تحول دون اطلاق العنان لرغباتها من جهة أخرى، وإذا
قدر لهذا الحياء أن يزول بنحو أو آخر، فإن حصن الفتاة يكون قد إنهار على
رأسها، ولدينا في الإسلام روايات وأحاديث تشير إلى هذا المعنى، وتفيد بأن
اللمسة الأولى تزيل ثلث الحياء، وأول ارتباط جنسي يزيل الثلث الثاني...
وهكذا، وبالتالي يجب أن ندرك حقيقة أن الحياء حصن الفتاة، و(لا إيمان
كالحياء والصبر).
يقول العلماء: إن سن المراهقة هي
سن الحساسية المفرطة والتأثر السريع بالأشياء ، حيث ينثار وينزعج بشدة
لأبسط المسائل التي لا تتوافق مع ميوله ورغباته، وتصبح الأوضاع بنظره
جحيماً لا يطاق إذا ما شعر بأدنى ظلم أو تمييز بحقه، وهو ما يلفت انتباه
أولياء الأمور والمربين إليه بشدة.
وفيما يخص أسباب هذه الحالة فقد
أرجعها البعض إلى صحة ونشاط الغريزة.
ويقول فريق آخر إنها ناتجة عن
ظروف نفسية متأزمة،.
وذهب الآخرون إلى اعتبارها ناشئة
عن دقة العاطفة، وحب التفوق الذي غالباً ما تواجهه عقبات.
سلوك الفتاة المراهِقة
يرى فريق من المتخصصين مرحلة
المراهقة بأنها واحدة من أكثر مراحل الحياة تأزماً، وقد شبهوها بالعاصفة
العاتية، وقالوا:
إن هذه العاصفة تهز المراهق هزاً
عنيفاً إلى درجة يمكن معها القول إنه يعيش خلالها حالة من القلق
والاضطراب والحيرة الشديدة، وما أكثر المراهقين والمراهقات الذين يتعرضون
إلى صدمات نفسية وأخلاقية كبيرة إثر هذه العاصفة، ويتسببون في مشكلات
واحراجات عديدة لأسرهم وللقائمين على أمور التربية.
ولذلك، فإن التوجه أو السلوك الذي
يتحرك بدوافع العواطف والأحاسيس، وخاصة فيما إذا كانت تلك التصرفات
السلوكية غير منضبطة وليس لها إطاراً محدداً، هو السبب الحقيقي في حصول
الكثير من المشاكل ا
مرحلة الطفولة، والتي تمثل كما وصفها البعض بأنها الحد الفاصل ما بين
الطفولة والشباب، وهي مرحلة على الرغم من قصر مدتها الزمنية عموماً،
تكتسب أهمية وحساسية متزايدة، وقد اختلفت وجهات نظر العلماء في تحديد
بداياتها ونهاياتها.
فقد ذكر البعض أنها تبدأ في سني
(9،10،11) واختلفوا في تحديد سنّ اجتيازها، وتراوحت الآراء بهذا الشأن
بين سن الـ(16،19،20،21) حتى قيل أنها تنتهي في سن الـ(24)، إلا إن الذي
يتفق بشأنه معظم علماء النفس هو أنها تنتهي ويتم اجيتازها بين سن الـ(12
ـ 18).
يقول موريس دبس:
الواقع هو أن الإنسان يجتاز ما
بين سن 12 ـ 18، وبحسب رأي آخرين إلى سن الـ 20، في دورة كاملة من حياته
منفصلة عن مرحلتي الطفولة والنضوج، وهذه المرحلة بذاتها لها معاييرها
الخاصة بها، وتلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان.
ويلاحظ في الكتابات الإسلامية أنه
قد تم التعبير عن الإنسان في هذه المرحلة العمرية بلفظة (الحدث)، يقول
الإمام علي (عليه السلام):
(وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية)
والحدث بمعنى(الجديد)،أي نقيض
القديم،
وجمعه (أحداث).
وهو لفظ يوصف به الإنسان اليافعأو
الصبي قليل السن، وقدر ورد وصفه بالشاب.
إلا إن أفضل تعبير لوصف الشخص في
هذه المرحلة العمرية هو اصطلاح (المراهق) الذي يستخدمه علماء النفس
والتربية، وهو ـ كما يرى الكثيرون ـ أنسب تعبير وفي محله، لأن الشخص في
هذه السن لا هو طفل قاصر تماماً وذو رغبات وخصال طفولية من جهة، ولا هو
شاب ناضج ومكتمل وبإمكانه أن يكوّن رأياً وكياناً مستقلين في الحياة من
جهة أخرى.
التجاهل والمسؤولية خطر على
المراهق
يقول أحد علماء النفس الروس:
عندما يبلغ الأطفال درجة جادة من النمو أي البلوغ الجنسي، تبدأ حينذاك
الاضطرابات النفسية المختلفة لديهم، ففي هذه المرحلة عادة تتنازع نفسيات
الأحداث اطباع متناقضة ففي الوقت الذي تطبع سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين
الوداعة والحلم تجدهم في ذات الوقت حادّي الطباع ويغضبون عند أدنى إثارة.
ومن هنا فإن مرحلة المراهقة هي
أكثر مراحل الحياة تأزماً، والتعامل معها أصعب وأشق بالنسبة لأولياء
الأمور.
إن كثير من المشاكل التي يتعرض
لها الناس تعود في أسبابها إلى عاملي الجهل والغفلة، ولا يخفى إن أغلب
أولياء الأمور، خصوصاً في بلدان العالم الثالث، لا يعرفون شيئاً عن
الحالات النفسية الخاصة بمراحل نمو أبنائهم، إن لم يكن الجهل بمجمل
العلوم النفسية، والنظر إليها بعين الخجل والحياء والإزدراء، لذا فإن
الآباء لا يستطيعون التعامل مع أبنائهم كما ينبغي أو كما تتطلبه الحالة،
فضلاً عن مساهمتهم في مضاعفة تعقيدات بعض المسائل في أحيان كثيرة.
وتبقى المشكلة الأهم هي تغافل
الآباء والأمهات للأشياء التي يعونها، ومن هنا فإن أولياء الأمور جميعاً
يدركون ضرر البيئات الاجتماعية المنحرفة، ويعرفون جيداً أن هناك أشخاصاً
فاسدين ومفسدين، وفي جميع المجتمعات، يتعرضون إلى الآخرين، ومع ذلك لا
تأخذ هذه المسألة موقعها الحقيقي من الاهتمام. علاوة على تجاهل الآباء
للأبناء أنفسهم، فلا يولوهم الاهتمام المطلوب، ويبرر هذا الإهمال
والتجاهل تحت عناوين مختلفة كصعوبة الحياة وظروف العمل القاسية وغيرها من
الأمور، والتي وإن كانت صحيحة إلا أنها لا يصح أن تكون مبرراً لتجاهل
الأبناء والتقصير في تربيتهم ورعايتهم وتنشئتهم النشأة السليمة والصالحة.
وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك في
(الظلم)، وذلك بأن يكون السبب لإهمال بعض الآباء لأبنائهم، لكونهم من جنس
معين أو قبح أشكالهم، أو لنقص عضوي فيهم، لذا ترى أن العلاقة التي تربط
أولياء أمورهم بهم لا تتجاوز حدود توفير الطعام واللباس دون أن يلتفت
هؤلاء مثلاً إلى إن إنجاب الذكور أو الأناث هو أمر خارج عن إرادة
الزوجين، وهو قدر إلهي مقدّر، وقد أشار النبي (صلى الله عليه وآله) لذلك
في الحديث القدسي:
(من لم يرض بقضائي ولا يؤمن
بقدري، فليبحث له عن إله غيره).
ومن ذلك، تبرز المسؤولية الكبرى
على الآباء والمربين تجاه الاهتمام بهذا الجيل والاهتمام بتربيته ومن عدة
زوايا:
1 ـ
إن تربية الأبناء حق وواجب على الآباء لأبنائهم.
2 ـ
إن تربية الأبناء وتنشئتهم النشأة الصالحة تقع تحت عنوان الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.
3 ـ
إن تربية الأبناء هو مطلب اجتماعي مشترك، فآثار نتائجه (سلباً إو
إيجاباً) ستكون على مستوى المجتمع وإن كان الأثر على مستوى الفرد.
4 ـ
إن تربية الأبناء هو استجابة لدعوة الإسلام ووصايا النبي الأكرم (صلى
الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) والتي تقول:
(عليكم بالأحداث فإنهم أسرع إلى
كل خير).
لذا فإن تربية الجيل الجديد
وإعطاءه الاهتمام المطلوب وخلق الجيل الصالح منه وحفظ المجتمع وبناء
الحضارة، هو مسؤولية الجميع، ولعل الأخص في ذلك المطلب الفتيات اللاتي هن
أمهات الغد ومربيات الرجال، والنساء في المستقبل من حياة المجتمع،
وبالأصل أن الناس ـ كما يرى الإسلام ـ أمانات بأيدي بعضهم.. فالولد أمانة
الله بيد الوالدين، والزوجة أمانة بيد الزوج.
العاطفة عند المراهِقة
ولأن الله الخالق والمدبر
قد جعل كل شيء في ميزان، فإن الإنسان وكسائر المخلوقات (الإنسان،
النبات، الحيوان) وفي كل مراحل (النمو) يكون ما عنده من غرائز وقوى
وملكات بصورة موزونة وبكل دقة، فلا إفراط ولا تفريط، ولا ظلم ولا
عبث، تعالى الله عما يصفون.
ومن هنا، فإن النمو العضوي
المتسارع لدى الفتاة في هذه المرحلة من العمر، يرافقه نشاط فطري
وغريزي من نوع آخر، فتتحرك العواطف والمشاعر في مجال جديد يترك
آثاره على طبيعتها وسلوكها بشكل يضع أولياء الأمور أمام واقع جديد.
فإن الفتاة في مرحلة المراهقة،
تمر بدور التفتح والنشاط العاطفي الخاص، حيث تغادر الفتاة تعلقها
بوالديها، وتتجه بعواطفها واهتماماتها إلى بنات سنها، وإلى أبناء الجنس
الآخر، وإلى الحياة الزوجية.
ومن العلامات البارزة في مرحلة
المراهقة، سرعة التبدل العاطفي، حيث أنها قلقة وغير مستقرة على حال أو
لون معين، ففي الوقت الذي يكون فيه أعضاء هذه الفئة العمرية مسرورين
ومنبسطين، يمكن أن تتغير هذه الحالة ليحل محلها الغم والهم لأتفه
الأسباب، فتارة يحبون بشدة وأخرى يكرهون بشدة.
كما إنه وقبل أن تتمركز عواطف
الفتاة وتستقر حول الجنس الآخر فإنها تتعرض إلى نوع من القلق والاضطراب
الممزوج بالحيرة.
يرى موريس دبس، إن الإناث تنجذب
إلى الحب مبكراً، وإن عاطفة الحب لدى الإناث هي أخصب مما لدى الذكور
بكثير إلا إنهن مختلفات عن الذكور في مجال الاستمتاع الجنسي.
كما إن الإناث يرغبن في أن يكن
محور ومركز الجذب في الحب وليس العكس، وهذه الحالة هي واحدة من الفوارق
العاطفية بين الجنسين.
وفي ذات الوقت، فإن الإناث في
مرحلة المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الإخلاص والصدق، وبميل عاطفي شديد
إلى التضحية من أجل ما يحببن، وإن الخطر الذي يكمن هنا هو تغلّب الشعور
العاطفي الطافح على المنطق والتفكير السليم الأمر الذي تدعو إلى إعمال
الرقابة عليه وترشيده باستمرار.
حياء المراهِقة
يكتسب الجمال العضوي لدى الفتيات
أهمية استثنائية وكلما كان هذا الجمال منسجماً مع نظرتهن إليه، كلما زاد
تعلقهن واستمتاعهن به إلى درجة يتحول معها الاهتمام بهذا الجانب عند بعض
المراهقات، إلى نوع من العبودية والهيام المفرط بالجسد.
ولا يقتصر اهتمام الفتاة المراهقة
بالجمال عند الجانب العضوي وحسب، بل يتجاوزه إلى الاهتمام بالكمالات
الأخرى أيضاً، إنهن يسعين إلى بلوغ حد الكمال في مجالات العلم، والأخلاق،
والأدب، وحتى العبادة، وخصوصاً عندما يتلبسن بلباس أصحاب القيم والمبادئ
ويحاولن مجاراة الكبار في السلوك.
وكما تمتاز الفتاة في مرحلة
المراهقة بالكبرياء والغرور، تمتاز بخصلة الحياء والخجل أيضاً، وهذه
الأخيرة تعدّ نعمة كبيرة لهن، وصيانة من كثير من حالات السقوط والانحراف.
فإذا قل الحياء قل التورع عن ارتكاب المعاصي والذنوب، وقد أشار الإمام
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى هذا المعنى بقوله:
(من قل حياؤه قل ورعه).
إن الفتاة المراهقة تقع تحت
قوتين: قوة التوجه والرغبة بالاستمتاع بالجديد من اللذائذ من جهة، وحالة
الحياء والخجل التي تحول دون اطلاق العنان لرغباتها من جهة أخرى، وإذا
قدر لهذا الحياء أن يزول بنحو أو آخر، فإن حصن الفتاة يكون قد إنهار على
رأسها، ولدينا في الإسلام روايات وأحاديث تشير إلى هذا المعنى، وتفيد بأن
اللمسة الأولى تزيل ثلث الحياء، وأول ارتباط جنسي يزيل الثلث الثاني...
وهكذا، وبالتالي يجب أن ندرك حقيقة أن الحياء حصن الفتاة، و(لا إيمان
كالحياء والصبر).
يقول العلماء: إن سن المراهقة هي
سن الحساسية المفرطة والتأثر السريع بالأشياء ، حيث ينثار وينزعج بشدة
لأبسط المسائل التي لا تتوافق مع ميوله ورغباته، وتصبح الأوضاع بنظره
جحيماً لا يطاق إذا ما شعر بأدنى ظلم أو تمييز بحقه، وهو ما يلفت انتباه
أولياء الأمور والمربين إليه بشدة.
وفيما يخص أسباب هذه الحالة فقد
أرجعها البعض إلى صحة ونشاط الغريزة.
ويقول فريق آخر إنها ناتجة عن
ظروف نفسية متأزمة،.
وذهب الآخرون إلى اعتبارها ناشئة
عن دقة العاطفة، وحب التفوق الذي غالباً ما تواجهه عقبات.
سلوك الفتاة المراهِقة
يرى فريق من المتخصصين مرحلة
المراهقة بأنها واحدة من أكثر مراحل الحياة تأزماً، وقد شبهوها بالعاصفة
العاتية، وقالوا:
إن هذه العاصفة تهز المراهق هزاً
عنيفاً إلى درجة يمكن معها القول إنه يعيش خلالها حالة من القلق
والاضطراب والحيرة الشديدة، وما أكثر المراهقين والمراهقات الذين يتعرضون
إلى صدمات نفسية وأخلاقية كبيرة إثر هذه العاصفة، ويتسببون في مشكلات
واحراجات عديدة لأسرهم وللقائمين على أمور التربية.
ولذلك، فإن التوجه أو السلوك الذي
يتحرك بدوافع العواطف والأحاسيس، وخاصة فيما إذا كانت تلك التصرفات
السلوكية غير منضبطة وليس لها إطاراً محدداً، هو السبب الحقيقي في حصول
الكثير من المشاكل ا
souad2007- مشرفة دهبية
- عدد الرسائل : 2766
العمر : 64
التقييم : 38
نقاط : 1955
تاريخ التسجيل : 04/05/2007
رد: الفتاة المراهقة: السلوك والنزعات
بارك الله فيكم تسلمولي مووووووووووووووووووووواه
souad2007- مشرفة دهبية
- عدد الرسائل : 2766
العمر : 64
التقييم : 38
نقاط : 1955
تاريخ التسجيل : 04/05/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى