من علامات إيمان المرء ، حسن الظن بالله
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من علامات إيمان المرء ، حسن الظن بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ورد في الحديث القدسي الصحيح: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه أنه قال: ((يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تَظّالموا، يا عبادي، كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم، يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم، يا عبادي، كُلُّكم عار إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم, وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، [كانوا] على أفجرِ قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، وسألني كل واحد منكم مسألته، ما نقص ذلك في ملكي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا غمس في مياه البحرَ؛ ذلك لأن عطائي كلام وعذابي كلام -كن فيكون, زل فيزول-، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَه))
[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي إدريس الخولاني]
هذا من أصح الأحاديث القدسية: (إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي): أخواننا الكرام, حسن الظن بالله ثمن الجنة, هناك أفكار شائعة بين الناس كثيرة, مفادها: أن الله ليس بحكيم, وأن الله ظالم, يقول لك: خلقه كافراً, وقدر عليه الكفر, وقدر عليه شرب الخمر, وجعله في جهنم إلى الأبد, أشد أنواع الظلم هذا, ليس له إرادة -أبداً- بمعاصيه.
كل من يؤمن بالجبر؛ أي أن الله أجبرنا على المعصية, فعقيدته فاسدة, وهذه العقيدة: تبعده عن الله عز وجل؛ ليس له جريرة, وليس له ذنب, الله قدر عليه الكفر, خلقه كافراً, وأجبره على المعاصي والآثام, ثم حاسبه حساباً عسيراً, وجعله في جهنم إلى أبد الآبدين:
﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾
[سورة الأنعام الآية:148]
هذا كلام المشركين:
﴿وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾
[سورة الأنعام الآية:148]
كل من يدعي: أن الله أجبر العاصي على المعصية, فعقيدته عقيدة أهل الشرك, الصواب:
﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾
[سورة الإنسان الآية:3]
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾
[سورة البقرة الآية:148]
الصواب:
﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾
[سورة الكهف الآية:29]
﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾
[سورة الشورى الآية:30]
اقرأ القرآن الكريم كله, كله طافح؛ لأن الإنسان مخير, وليس مسيراً.
فالله عز وجل قال: (إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي): من الذي يظلم؟ -هو- الضعيف, القوي: لا يظلم.
(لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم،
[كانوا]
على أفجرِ قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً):
﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾
[سورة الزمر الآية:7]
أيها الأخوة, الحديث: (كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه): العين البشرية: لا يمكن أن ترى إلا من خلال وسيط: هو الضوء؛ لو إنسان يملك عينين حادتي النظر, ودخل إلى غرفة مظلمة (ظلام دامس), هل يرى بعينيه؟ لا يرى شيئاً, ما قيمة العين من دون ضوء؟
الآن: العقل يحتاج إلى وحي, العين تحتاج إلى نور, والعقل يحتاج إلى وحي, فإنسان إذا ابتعد عن الوحي, ابتعد عن القرآن, لا يمكن إلا أن يكون ضالاً, والدليل:
﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾
[سورة يونس الآية:32]
إما أن تكون على الحق؛ على منهج صحيح, على منهج الله, على صراطه المستقيم, وليس بعد هذه الحالة إلا حالة ضلال؛ لأن الحق لا يتعدد, والدليل: أن الله عز وجل يقول:
﴿يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾
[سورة البقرة الآية:257]
الظلمات: جمع, أما النور: مفرد.
دليل آخر:
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾
[سورة الأنعام الآية:153]
الحق واحد, والحق لا يتعدد:
﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾
[سورة يونس الآية:32]
فلذلك: (كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه):
﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾
[سورة البقرة الآية:120]
كل إنسان ابتعد عن القرآن, فهو في ضلال مبين, لكنه في الحياة الدنيا مخدر.
(الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا), أما عند الموت يصحو.
الله عز وجل قال:
﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾
[سورة ق الآية:22]
هذه الرؤية لا بد من أن تحدث لكل مخلوق, أما المؤمن رآها قبل فوات الأوان.
-يعني- ما جاء به الأنبياء سيراه كل الناس, حتى أكفر كفارهم, والدليل: فرعون حينما أدركه الغرق قال:
﴿آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾
[سورة يونس الآية:90]
معنى ذلك: أن خيارك مع الإيمان خيار وقت, في أشياء كثيرة جداً: خيارك معها خيار قبول أو رفض, إلا مع الدين: خيار وقت؛ إما أن تؤمن في الوقت المناسب فتنتفع بإيمانك, وإما أن تؤمن بعد فوات الأوان, وعندئذ:
﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾
[سورة ص الآية:3]
يقول الإنسان:
﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
[سورة الفجر الآية:24]
﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾
[سورة الفجر الآية:25]
﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾
[سورة الفجر الآية:26]
أيها الأخوة, الإنسان يندم بقدر ضعف عقله, وكلما نما عقله لا يندم, على مستوى التجارة الذي يعطل عقله, يخطأ خطأ كبيراً, ويندم.
فالإنسان: حينما يأتيه ملك الموت, وهو على حالة لا ترضي, معنى ذلك: كان عقله معطلاً؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام-....
إنسان وصف النبي قال: ((ما قال شيئاً, وقال العقل خلافه –أبداً-, ما أمر بشيء إلا كان أول سابق له –كان سباقاً إليه-, وما نهى عن شيء إلا كان أول تارك له, وما أمر بشيء, والعقل يقول: لا, أو نهى عن شيء, والعقل يقول: نعم)).
العقل: مقياس أودعه الله فينا, والوحي: من عند الله عز وجل, فالعقل والوحي: متحدا المصدر؛ فكل شيء جاء به الشرع, يقبله العقل, ويقره, وكل شيء يراه العقل الصريح, المنزه عن كل غرض, يتوافق مع الدين.
(كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم): اطلبوا الهدى من الله عز وجل.
(يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ): -يعني- كل إنسان له حرفة, لو نقطة دم تخثرت في أحد شرايين الدماغ؛ فقد ذاكرته, انتهت حرفته.....
أعرف رجلاً, وصل إلى مستوى –يعني- قريب معاون وزير صناعة, رجل درس في فرنسا؛ بحبوحة كبيرة, وشاب في أول حياته, فقد بصره, تحملوه شهراً, شهرين, قبع في بيته, يأتي المستخدم يعرض له المعاملات؛ هذه وقعها, هذه لا توقعها, زاره صديق لي قال: والله أتمنى أن أقبع على الرصيف أتسول, وليس على كتفي إلا ثوب واحد, وأن يرد لي بصري, -كلمته حفظتها حرفاً-.
فالإنسان: لما كف بصره, ضعف رزقه, عزل من وظيفته.
الإنسان: خثرة دم بالدماغ, تنهي له كل عمله, وكل محله التجاري, وكل ذكائه, وكل ميزاته, كله انتهى.
(كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم كُلُّكم عار إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ كلكم ضال وكلكم جائع وكلكم عار).
الآن: (لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم, وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم): لو أن البشر جميعاً, كانوا كسيدنا محمد, الله عز وجل: غني عنا, لا تنفعه طاعتنا, ولا تضره معصيتنا, غني عنا, خلقنا ليسعدنا, الله عز وجل: معطي, -يعني- عطاؤه مطلق, ما في إنسان يعطي إلا مقابل شيء؛ مقابل ثناء, مقابل مديح, مقابل كلمة طيبة, وبالعمل التجاري: تعطي وتأخذ, أما الإله: عطاء مطلق, والأنبياء العظام: عطاء –أيضاً-, أعطى ولم يأخذ النبي, أعداء الله: أخذ من دون عطاء.
في النملة في جهازها الهضمي؛ جهاز نص, وجهاز ضخ, النملة: إذا التقت بنملة جائعة, تعطيها بجهاز الضخ من خلاصاتها الغذائية, عندها خلاصة غذائية بالمعدة, -يعني- طعام مهضوم, فإذا التقت بجائعة, تعطيها عن طريق جهاز الضخ من خلاصتها الغذائية.
فهناك أناس كثيرون لا يرقون إلى مستوى النملة, يعمل جهاز النص -فقط -, الضخ معطل لا يعطي؛ فأعداء الله: يأخذون ولا يعطون –أبداً- يأخذ, المؤمن يعطي.
وقالوا: ((إن أردت أن تعرف ما إذا كنت من أهل الدنيا, أم من أهل الآخرة, انظر إلى نفسك: أتفرح بالعطاء أم بالأخذ؟)).
المؤمن: يفرح لما يعطي, أما المبلغ لأسرة مستورة, حفظ لها ماء وجهها, الدنيا على عيد؛ معها شيء تلبس, معها شيء تشتري به الطعام....
فالمؤمن: كلما ارتقى إيمانه, يسعد بالعطاء, بالمناسبة: الذكاء فرض, الذكاء مثل الضريبة, إذا كان دفعت ضريبة, هل يعطوك وسام شرف في الدولة؟ لا, ضريبة, أما لو قدمت لهم بناء مستوصف هدية, يمكن أن يعملوا احتفالاً يقدروك فيه, أما الضريبة من دون تقدير؛ لأنها ضريبة.
فالله عز وجل قال:
﴿وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ﴾
[سورة البقرة الآية:177]
دققوا:
﴿وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ﴾
[سورة البقرة الآية:177]
معنى: (إيتاء الزكاة) غير (وآتى المال على حبه)؛ الزكاة: فرض, أما المال: دفع, في عقوبات, أما الصدقات: أساسها محبة الله عز وجل:
﴿وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّه﴾
[سورة البقرة الآية:177]
إما على حب المال, أو على حب الله عز وجل, كلاهما يصح المعنى.
فلذلك الحديث القدسي: (لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، وسألني كل واحد منكم مسألته): يا رب مئة مليون, هذا يا رب, مئة مليون دولار -مثلاً-, يا رب, أريد قصراً مساحته ثمانمئة متر, مطل برأس برزة, تفضل خذ, يا رب, سيارة أحدث موديل –مثلاً-, يا رب, زوجة شابة –مثلاً- خذ......
(ما نقص ذلك في ملكي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا غمس في مياه البحرَ): اذهب إلى طرطوس, واركب قارباً, وأمسك إبرة, واغمسها بالبحر, واسحبها بم رجعت؟ والنبي قال: ((اللهم ما أخذت الدنيا من الآخرة, إلا كما يأخذ المخيط إذا غمس في مياه البحر)).
كل النزاع, والصراع, والتهافت على قطرة الماء, التي تعلق بالمخيط, والبحر كله بالآخرة؛ لذلك: ((أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر)).
فالذي يتعلق بالدنيا –فقط-, وينسى الآخرة: أكبر خاسر.
لذلك: (لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، وسألني كل واحد منكم مسألته، ما نقص ذلك في ملكي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا غمس في مياه البحرَ؛ ذلك لأن عطائي كلام, وعذابي كلام): سؤال الآن: لماذا الفقر في العالم؟ لماذا هناك -مثلاً- سنوات عجفاء ما في أمطار؟ لماذا هناك مجاعات في العالم هناك فقر؟ يجب أن نعتقد اعتقاداً جازماً, أن التقنين الإلهي: تقنين تأديب, لا تقنين عجز, والدليل:
﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاء﴾
[سورة الشورى الآية:27]
مررنا بحرب النفط انتهت, جاء بعدها حرب القمح انتهت, جاء بعدها حرب المياه.
كنت بالعمرة من سنة, أطالع مجلة علمية, فوجدت في بعض الدول الأوروبية, عندها مرصد عملاق, يعمل في الأشعة تحت الحمراء, رصدوا سحابة في الفضاء الخارجي, يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة في اليوم من المياه العذبة, لو جفت كل المحيطات (محيط بلا ماء), هذه السحابة وحدها تملؤه ستين مرة باليوم الواحد, قال تعالى:
﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُه﴾
[سورة الحجر الآية:21]
فإذا الله قنن, تقنين تأديب, لا تقنين عجز. هذه الآية....
(فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ): لا تسب إبليس, إبليس ليس له دخل:
﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ﴾
[سورة إبراهيم الآية:22]
هذا الحديث -أخواننا الكرام-: أصل في قضية العطاء, والمنع, والمصيبة, البحبوحة: ( فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَه)
والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الدكتور النابلسي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ورد في الحديث القدسي الصحيح: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه أنه قال: ((يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تَظّالموا، يا عبادي، كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم، يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم، يا عبادي، كُلُّكم عار إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم, وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، [كانوا] على أفجرِ قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، وسألني كل واحد منكم مسألته، ما نقص ذلك في ملكي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا غمس في مياه البحرَ؛ ذلك لأن عطائي كلام وعذابي كلام -كن فيكون, زل فيزول-، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَه))
[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي إدريس الخولاني]
هذا من أصح الأحاديث القدسية: (إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي): أخواننا الكرام, حسن الظن بالله ثمن الجنة, هناك أفكار شائعة بين الناس كثيرة, مفادها: أن الله ليس بحكيم, وأن الله ظالم, يقول لك: خلقه كافراً, وقدر عليه الكفر, وقدر عليه شرب الخمر, وجعله في جهنم إلى الأبد, أشد أنواع الظلم هذا, ليس له إرادة -أبداً- بمعاصيه.
كل من يؤمن بالجبر؛ أي أن الله أجبرنا على المعصية, فعقيدته فاسدة, وهذه العقيدة: تبعده عن الله عز وجل؛ ليس له جريرة, وليس له ذنب, الله قدر عليه الكفر, خلقه كافراً, وأجبره على المعاصي والآثام, ثم حاسبه حساباً عسيراً, وجعله في جهنم إلى أبد الآبدين:
﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾
[سورة الأنعام الآية:148]
هذا كلام المشركين:
﴿وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾
[سورة الأنعام الآية:148]
كل من يدعي: أن الله أجبر العاصي على المعصية, فعقيدته عقيدة أهل الشرك, الصواب:
﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾
[سورة الإنسان الآية:3]
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾
[سورة البقرة الآية:148]
الصواب:
﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾
[سورة الكهف الآية:29]
﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾
[سورة الشورى الآية:30]
اقرأ القرآن الكريم كله, كله طافح؛ لأن الإنسان مخير, وليس مسيراً.
فالله عز وجل قال: (إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي): من الذي يظلم؟ -هو- الضعيف, القوي: لا يظلم.
(لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم،
[كانوا]
على أفجرِ قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً):
﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾
[سورة الزمر الآية:7]
أيها الأخوة, الحديث: (كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه): العين البشرية: لا يمكن أن ترى إلا من خلال وسيط: هو الضوء؛ لو إنسان يملك عينين حادتي النظر, ودخل إلى غرفة مظلمة (ظلام دامس), هل يرى بعينيه؟ لا يرى شيئاً, ما قيمة العين من دون ضوء؟
الآن: العقل يحتاج إلى وحي, العين تحتاج إلى نور, والعقل يحتاج إلى وحي, فإنسان إذا ابتعد عن الوحي, ابتعد عن القرآن, لا يمكن إلا أن يكون ضالاً, والدليل:
﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾
[سورة يونس الآية:32]
إما أن تكون على الحق؛ على منهج صحيح, على منهج الله, على صراطه المستقيم, وليس بعد هذه الحالة إلا حالة ضلال؛ لأن الحق لا يتعدد, والدليل: أن الله عز وجل يقول:
﴿يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾
[سورة البقرة الآية:257]
الظلمات: جمع, أما النور: مفرد.
دليل آخر:
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾
[سورة الأنعام الآية:153]
الحق واحد, والحق لا يتعدد:
﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾
[سورة يونس الآية:32]
فلذلك: (كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه):
﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾
[سورة البقرة الآية:120]
كل إنسان ابتعد عن القرآن, فهو في ضلال مبين, لكنه في الحياة الدنيا مخدر.
(الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا), أما عند الموت يصحو.
الله عز وجل قال:
﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾
[سورة ق الآية:22]
هذه الرؤية لا بد من أن تحدث لكل مخلوق, أما المؤمن رآها قبل فوات الأوان.
-يعني- ما جاء به الأنبياء سيراه كل الناس, حتى أكفر كفارهم, والدليل: فرعون حينما أدركه الغرق قال:
﴿آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾
[سورة يونس الآية:90]
معنى ذلك: أن خيارك مع الإيمان خيار وقت, في أشياء كثيرة جداً: خيارك معها خيار قبول أو رفض, إلا مع الدين: خيار وقت؛ إما أن تؤمن في الوقت المناسب فتنتفع بإيمانك, وإما أن تؤمن بعد فوات الأوان, وعندئذ:
﴿وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾
[سورة ص الآية:3]
يقول الإنسان:
﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
[سورة الفجر الآية:24]
﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾
[سورة الفجر الآية:25]
﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾
[سورة الفجر الآية:26]
أيها الأخوة, الإنسان يندم بقدر ضعف عقله, وكلما نما عقله لا يندم, على مستوى التجارة الذي يعطل عقله, يخطأ خطأ كبيراً, ويندم.
فالإنسان: حينما يأتيه ملك الموت, وهو على حالة لا ترضي, معنى ذلك: كان عقله معطلاً؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام-....
إنسان وصف النبي قال: ((ما قال شيئاً, وقال العقل خلافه –أبداً-, ما أمر بشيء إلا كان أول سابق له –كان سباقاً إليه-, وما نهى عن شيء إلا كان أول تارك له, وما أمر بشيء, والعقل يقول: لا, أو نهى عن شيء, والعقل يقول: نعم)).
العقل: مقياس أودعه الله فينا, والوحي: من عند الله عز وجل, فالعقل والوحي: متحدا المصدر؛ فكل شيء جاء به الشرع, يقبله العقل, ويقره, وكل شيء يراه العقل الصريح, المنزه عن كل غرض, يتوافق مع الدين.
(كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم): اطلبوا الهدى من الله عز وجل.
(يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ): -يعني- كل إنسان له حرفة, لو نقطة دم تخثرت في أحد شرايين الدماغ؛ فقد ذاكرته, انتهت حرفته.....
أعرف رجلاً, وصل إلى مستوى –يعني- قريب معاون وزير صناعة, رجل درس في فرنسا؛ بحبوحة كبيرة, وشاب في أول حياته, فقد بصره, تحملوه شهراً, شهرين, قبع في بيته, يأتي المستخدم يعرض له المعاملات؛ هذه وقعها, هذه لا توقعها, زاره صديق لي قال: والله أتمنى أن أقبع على الرصيف أتسول, وليس على كتفي إلا ثوب واحد, وأن يرد لي بصري, -كلمته حفظتها حرفاً-.
فالإنسان: لما كف بصره, ضعف رزقه, عزل من وظيفته.
الإنسان: خثرة دم بالدماغ, تنهي له كل عمله, وكل محله التجاري, وكل ذكائه, وكل ميزاته, كله انتهى.
(كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم كُلُّكم عار إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ كلكم ضال وكلكم جائع وكلكم عار).
الآن: (لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم, وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم): لو أن البشر جميعاً, كانوا كسيدنا محمد, الله عز وجل: غني عنا, لا تنفعه طاعتنا, ولا تضره معصيتنا, غني عنا, خلقنا ليسعدنا, الله عز وجل: معطي, -يعني- عطاؤه مطلق, ما في إنسان يعطي إلا مقابل شيء؛ مقابل ثناء, مقابل مديح, مقابل كلمة طيبة, وبالعمل التجاري: تعطي وتأخذ, أما الإله: عطاء مطلق, والأنبياء العظام: عطاء –أيضاً-, أعطى ولم يأخذ النبي, أعداء الله: أخذ من دون عطاء.
في النملة في جهازها الهضمي؛ جهاز نص, وجهاز ضخ, النملة: إذا التقت بنملة جائعة, تعطيها بجهاز الضخ من خلاصاتها الغذائية, عندها خلاصة غذائية بالمعدة, -يعني- طعام مهضوم, فإذا التقت بجائعة, تعطيها عن طريق جهاز الضخ من خلاصتها الغذائية.
فهناك أناس كثيرون لا يرقون إلى مستوى النملة, يعمل جهاز النص -فقط -, الضخ معطل لا يعطي؛ فأعداء الله: يأخذون ولا يعطون –أبداً- يأخذ, المؤمن يعطي.
وقالوا: ((إن أردت أن تعرف ما إذا كنت من أهل الدنيا, أم من أهل الآخرة, انظر إلى نفسك: أتفرح بالعطاء أم بالأخذ؟)).
المؤمن: يفرح لما يعطي, أما المبلغ لأسرة مستورة, حفظ لها ماء وجهها, الدنيا على عيد؛ معها شيء تلبس, معها شيء تشتري به الطعام....
فالمؤمن: كلما ارتقى إيمانه, يسعد بالعطاء, بالمناسبة: الذكاء فرض, الذكاء مثل الضريبة, إذا كان دفعت ضريبة, هل يعطوك وسام شرف في الدولة؟ لا, ضريبة, أما لو قدمت لهم بناء مستوصف هدية, يمكن أن يعملوا احتفالاً يقدروك فيه, أما الضريبة من دون تقدير؛ لأنها ضريبة.
فالله عز وجل قال:
﴿وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ﴾
[سورة البقرة الآية:177]
دققوا:
﴿وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ﴾
[سورة البقرة الآية:177]
معنى: (إيتاء الزكاة) غير (وآتى المال على حبه)؛ الزكاة: فرض, أما المال: دفع, في عقوبات, أما الصدقات: أساسها محبة الله عز وجل:
﴿وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّه﴾
[سورة البقرة الآية:177]
إما على حب المال, أو على حب الله عز وجل, كلاهما يصح المعنى.
فلذلك الحديث القدسي: (لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، وسألني كل واحد منكم مسألته): يا رب مئة مليون, هذا يا رب, مئة مليون دولار -مثلاً-, يا رب, أريد قصراً مساحته ثمانمئة متر, مطل برأس برزة, تفضل خذ, يا رب, سيارة أحدث موديل –مثلاً-, يا رب, زوجة شابة –مثلاً- خذ......
(ما نقص ذلك في ملكي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا غمس في مياه البحرَ): اذهب إلى طرطوس, واركب قارباً, وأمسك إبرة, واغمسها بالبحر, واسحبها بم رجعت؟ والنبي قال: ((اللهم ما أخذت الدنيا من الآخرة, إلا كما يأخذ المخيط إذا غمس في مياه البحر)).
كل النزاع, والصراع, والتهافت على قطرة الماء, التي تعلق بالمخيط, والبحر كله بالآخرة؛ لذلك: ((أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر)).
فالذي يتعلق بالدنيا –فقط-, وينسى الآخرة: أكبر خاسر.
لذلك: (لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، وسألني كل واحد منكم مسألته، ما نقص ذلك في ملكي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا غمس في مياه البحرَ؛ ذلك لأن عطائي كلام, وعذابي كلام): سؤال الآن: لماذا الفقر في العالم؟ لماذا هناك -مثلاً- سنوات عجفاء ما في أمطار؟ لماذا هناك مجاعات في العالم هناك فقر؟ يجب أن نعتقد اعتقاداً جازماً, أن التقنين الإلهي: تقنين تأديب, لا تقنين عجز, والدليل:
﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاء﴾
[سورة الشورى الآية:27]
مررنا بحرب النفط انتهت, جاء بعدها حرب القمح انتهت, جاء بعدها حرب المياه.
كنت بالعمرة من سنة, أطالع مجلة علمية, فوجدت في بعض الدول الأوروبية, عندها مرصد عملاق, يعمل في الأشعة تحت الحمراء, رصدوا سحابة في الفضاء الخارجي, يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة في اليوم من المياه العذبة, لو جفت كل المحيطات (محيط بلا ماء), هذه السحابة وحدها تملؤه ستين مرة باليوم الواحد, قال تعالى:
﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُه﴾
[سورة الحجر الآية:21]
فإذا الله قنن, تقنين تأديب, لا تقنين عجز. هذه الآية....
(فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ): لا تسب إبليس, إبليس ليس له دخل:
﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ﴾
[سورة إبراهيم الآية:22]
هذا الحديث -أخواننا الكرام-: أصل في قضية العطاء, والمنع, والمصيبة, البحبوحة: ( فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَه)
والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الدكتور النابلسي
rihane- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1725
العمر : 34
المكان : alger
المهنة : طالبة
Loisirs : الانترنت
التقييم : 40
نقاط : 2560
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
rihane- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1725
العمر : 34
المكان : alger
المهنة : طالبة
Loisirs : الانترنت
التقييم : 40
نقاط : 2560
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: من علامات إيمان المرء ، حسن الظن بالله
بارك الله فيك وجزاك الجنة
souad2007- مشرفة دهبية
- عدد الرسائل : 2766
العمر : 64
التقييم : 38
نقاط : 1955
تاريخ التسجيل : 04/05/2007
رد: من علامات إيمان المرء ، حسن الظن بالله
وفيك البركة عزيزتي مشكورة على المرور العطر
rihane- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1725
العمر : 34
المكان : alger
المهنة : طالبة
Loisirs : الانترنت
التقييم : 40
نقاط : 2560
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
رد: من علامات إيمان المرء ، حسن الظن بالله
بوركتي عزيزتي على الموضوع القيم
oum ramy- عضوة برونزية
- عدد الرسائل : 1456
العمر : 53
المكان : algerie
المهنة : ربة بيت
Loisirs : انترنت
التقييم : 27
نقاط : 1774
تاريخ التسجيل : 01/04/2010
رد: من علامات إيمان المرء ، حسن الظن بالله
وفيك البركة عزيزتي
rihane- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1725
العمر : 34
المكان : alger
المهنة : طالبة
Loisirs : الانترنت
التقييم : 40
نقاط : 2560
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى