موقف من مواقف يوم القيامة

الحمد لله

الحمد لله رب العالمين

حمد الشاكرين

حمد المستغفرين

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد

و على آله و أصحابه أجمعين

و أشهد أن لا اله إلا اله

و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله

اللهم يارب و أنت القادر و أنت المقتدر و أنت الفعال لما تريد

اللهم هيء لنا من أمرنا رشدا

و أعنا لنسعى إليك مخلصين لك الدين

حتى نلقاك يا ربنا و أنت راضٍ عنا

فيكون لنا بفضل منك و رحمة جنات النعيم

مع الأنبياء و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا

يا رب إن الأمر بيدك و إنك على كل شيء قدير

فاستجب يا ربنا

دعائنا و رجائنا فإنك أنت السميع العليم

إخوة الإسلام و الإيمان

و نحن نستقبل شهراً عظيما من أشهر السنة

ونحن نستقبل شهراً نبدأ به

و يأتي ما بعده ثم يأتي ما بعدهما

و يكون بإذن الله و يكون لنا

و لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

بإذن الله و توفيق منه عطاءات لا تحصى ولا تعد

نسأل الله أن يكون من بين هذه العطاءات

أن ينصرنا على أنفسنا و على أعدائنا

إن الله سميع مجيب

إخوة الإسلام والإيمان

لقد ابتدأ شهر رجب

و يأتي من بعده شعبان ومن ثم رمضان

فاخلصوا أعمالكم لله و انتبهوا لأنفسكم

فالموقف بين يدي الله عصيب

وإنه و الله لقريب مهما طالت بنا الأعمار

فلا بد من موقف بين يدي العزيز الحكيم و ما بعده

إما إلى جنة عرضها السموات و الأرض

أو إلى نار وقودها الناس و الحجارة

فانتبه لنفسك انتبه لهذا الموقف القادم ستراه ولا بد أن تراه

و أنا أحدثك عن هذا الموقف تذكرة لي و لك

عسى الله أن يرقق قلوبنا و يهذب نفوسنا

فنتطلع إلى ربنا سبحانه و تعالى

نناديه يا رب اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار

إخوة الإسلام

إن الله تبارك و تعالى أرسل الرسل ليقتدى بهم

و وصفهم لنعلم صفاتهم

فقال تبارك و تعالى في سورة الأنبياء :

(( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ))

ووصف أهل الإيمان فقال في سورة المؤمنون :

(( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ

وَالَّذِينَ هُمْ بآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ

وَالَّذِينَ هُمْ برَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ

أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ

أولئك يُسَارِعُونَ في الْخَيْرَاتِ وهُمْ لَهَا سَابِقُون ))

و حتى تكون يا أخي مقتدياً بأنبياء الله

إنهم كانوا يسارعون في الخيرات

و حتى تكون من أهل الإيمان بإذن الله

أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون

و حتى لا تفكر إلا بالخير و لقاء الله قريب

أحدثك00 أذكرك00

عن موقف لا بد أن تراه

وصفه الله تبارك و تعالى في كتابه الكريم

فقال سبحانه في سورة الفجر

(( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بجَهَنَّمَ

يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى

يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ))

يقول يا ليتني قدمت لحياتي

وحتى لا تكون من النادمين الذين يقولون يا ليتني

اسمع يا أخي و فكر و تدبر نفسك

و الموت قريب و لا بد من موقف بين يدي الله

اسمع إذ انقل لك هذا الموقف

و أبدأ أولاً فأذكرك بقول الله تبارك و تعالى

(( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ))

و يبعث من في القبور و الله يقول

(( وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ))

فالنفخ في الصور قادم و البعث من القبور لا بد له

و انه يوم القيامة

ذاك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون

إلا من اتى الله بقلب سليم

فابدأ بنفسك

ذاك اليوم و جيء يومئذ بجهنم يقودها تسعة عشر خازناً

من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم

و يفعلون ما يؤمرون ومع كل ملك سبعون ألف ملك

يجرون جهنم و لجهنم شهيق و زفير

و توضع جهنم توضع بين المجشر و الجنة

و لن ينتقل عبد من المحشر

إلا على قناطر إلا على جسور تنصب على جهنم

لكن إما أن تأخذه النار فيكبكب فيها أو ينجو

و إنه عملك يا ابن ادم

و إنه عملك يا ابن ادم