امراض القلوب مرض البعد عن الله
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
امراض القلوب مرض البعد عن الله
أما الطمع لغة: فهو الشره, وهو الاستحواذ على ما فوق الحاجة.
والطمع اصطلاحا: الحصول على ما لا يحق لك ـحذه دون عناء أو مجهود, وفي المثل العامي: عالبارد المستريج, وهذا الأمر في قانون الله عزوجل مرفوض جملة وتفصيلا, اذ لا بدّ من العمل الجاد المخلص للحصول على ما تريد النفس وتبغى, لقوله تعالى في سورة المعارج: أيطمع كل امريء منهم أن يدخل جنة نعيم
انّ جنة الله تبارك وتعالى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم سلعتها غالية جدا وهي بغض كل ما تتوق اليه النفس البشرية من شهوات وغيرها, لأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام :
الجنة حفّت بالمكاره وانار حفّت بالشهوات
هل يطمع كل عباد الله أن يدخلون جنات النعيم ؟ والتي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر؟ والحال هذا منهم فرارا من الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, ونفورهم عن الحق الذي جاء به القرآن والسنة؟
لقد أقسم الله تبارك بعزة نفسه الكريمة ب كلا! أي فلن يكون لمن كفر وجحد ومات على الكفر ذلك, بل مأواهم جهنم وبئس المصير لأنهم عصوا أوامره وأومر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم, واذا عدنا للوراء قليلا بالآيات الكريمات لوجدناها تتحدّث عن أهم عبادة فرضها الله علين: ألا وهي الصلاة التي ا هي الفيصل بين الكفر والايمان, والله تبارك وتعالى بدأ الأيات بالصلاة وأنهاها بالصلاة, ليُبين لعباده أهمية هذه الفريضة والتي أمرنا عزوجل باقامتها وليس بآداءها, لم يقل الله عزوجل لعباده: صلوا, وانما قال عزوجل في كتابه الكريم: وأقيموا الصلاة, ويقيمون الصلاة, أقم الصلاة, وللأسغ هناك الكثير الكثير من المسلمين ر يدركون معنى اقامة الصلاة الى الآن, ولو أنهم أدركوا معنى اقامتها الحقيقي كما كان يقيمها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم باحسان, لما اتسعت المساجد من كثرة عُمّارها وروّادها على مدار الصلوات الخمس المفروضة .
ولعلّ الطمع وشدة الحرص , هاتان الآفتان اللتين ابتليت بهما مسلموا هذه الأيام من تعوقهم من اقامة الصلاة كما أمر لها ان تـُقام. ذلك ان الطمع وشدة الحرص يمنعان كثير من المسلمين من ارتياد المساجد واعمارها, و المقصود بالحرص هو الحرص على المال لأنّ المال هو سبب كل مصيبة في الدنيا وسبب كل شرّ ومعصية, وسبب كل فتنة, ذلك أنه كلما كثر المال مع ابن آدم كلما أبعده عن ذكر الله وعن الصلاة, وليس هذا فحسب أيضا جعله بخيلا في الانفاق أواخراج ما عليه من الزكاة نتيجة حرصه على المال من النقصان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما نقص مال من صدقة.. فالذين يبيخلون في الانفاق نسب الله عزوجل اليهم صفة الشح, كما في قوله عزوجل: ولا تحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم, بل هو شرّ لهم , سيطوقون بما بخلوا يوم القيامة , ولو تتبعنا آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الحياة الدنيا ومباهجها لوجدنا كيف أنّ الله عزوجل قدّم المال على أي شيء آخر, لأن الشراهة في حب المال والاستحواذ عليه بأي وسيلة حتى وان كان من مصدر حرام يلجأ اليه معظم الدنيويون, , وشهوة المال دوما تتجلى في الاستحواذ عليه وشدة طلبه , ولو استنفذ كل جهد الانسان, ولو على حساب عمره الشريف الذي يُمكنه أن ينفقه في مرضاة الله سبحانه وتعالى , تحقيقا لقوله عزوجل في سورة الذاريات: وما خلقت الجنّ والانس الا ليعبدون
ورحم الله من قال: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة, والنفس طماعة عوّدها القناعة
ولأنّ الحرص والطمع من أساسيات التشبث في الحياة الدنيا , فقد أسهب القرآن الكريم في الحديث عن هذه الحياة التي لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء, أو كما قال عليه الصلاة والسلام, ولو عاينا الآخرة بمنظور الايمان الحقيقي والعقل لما هنأ أحدنا لا بشربة ماء ولما تلذذ أدما بحليلته على الفراش.
ذات يوم دخل النبي صلى الله عليه المسجد ليجد صحابته يضحكون, فقال عليه الصلاة والسلام:
لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم كثيرا وما تلذذ أحدكم على الفرش
ومن أصدق الله حديثا, ومن أصدق من الله قولا ليصف لنا حقيقة الحياة الدنيا؟
ويقول المولى عزوجل في سورة العنكبوت 64:
وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب , وانّ الدار الآخرة لهي الحيوان
وأيضا في سورة الحديد 20 يخبرنا الله عزوجل عن حقيقة دنيا الفناء , ما هي الا تنافس وتفاخر في المال والأولاد والأحساب والأنساب:
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد
.
وكذلك في سورة الكهف يضرب الله عزوجل لنا مثلا في الحياة الدنيا على أنها كماء منهمر من السماء, ابتعلته الأرض فارتوى منه النبات , ثم اذا جفّ وبات عيدان يابسة , هبت عليه ريح قوية فتطاير في الهواء وكأنه شيئا لم يكن:
لا يـُنكر أحدنا أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا, وزحرفها وملاذها, وهذه حقيقة قرآنية بحتة, ولكن هناك ما هو أفضل من المال والأولاد, هناك ذكر الله عزوجل, هناك الباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا جول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) التي هم غرس ثمار الجنة, كما في قوله عزوجل في سورة الكهف 45- 46: واضرب لهم مثل الحياة كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح, وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا.
هل بعد كلام الله هناك حديث وقول؟ وهل هناك أدنى شك بأنّ الحياة الدنيا تافهة ولا تساوي عند الله الكريم جناح بعوضة؟ لم لا نأخذ بنصيحة الامام علي رضي الله عنه ونتعامل مع الدنيا تعامل العقلاء الحكماء كما رضي الله عنه تعامل معها, حين طلقهابالثلاث طلاقا بائنا لا رجعة فيه, يقول رضي الله عنه: يا دنيا غرّي غيري فقد بتتك ثلاثا, وعلى هذا النهج سار السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والذين تخرجوا من جامعة المصطفى وعميدها محمد الانسان عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه. عليه.
اقرؤوا الآيات الكريمات التالية لندرك جميعا كم تساوي الحياة الدنيا أمام الآخرة, ة يقول المولى تبارك وتعالى يصف أصحاب الشقاء في الآخرة: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشيّة أو ضحاها. وهذا موافق لقوله تعالى في سورة الروم 55: ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون أنهم مالبثوا غير ساعة , كذلك كانوا يؤفكون , , وكذلك قوله تعالى في آية عظيمة ختم بها سورة الأحقاف بقوله عزوجل :
فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم , كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار, فهل يهلك الا القوم الفاسقون
وكقوله عزوجل: وبوم نحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من نهار يتعارفون بينهم
لماذا اقسم المجرمون الكفرة هذا القسم؟ فعلوا ذلك مقياسا للأحقاب والدهور التي سيقضونها في الجحيم, كما جاء في سورة النبأ: لابثين فيها احقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * الا حميما وغساقا * جزاء وفاقا... فالعقاب دائما يكون من جنس العمل, خاصة ونحن نتعامل مع ربّ كريم لا يظلم مثقال من ذرة ولا أقل من ذلك, ربّ كريم عادل قد حرّم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه علينا نحن عباده, كما في قوله تعالى في الحديث القدسي الجليل : هذه أعمالكم أحصيها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ الا نفسه... ولا يهلك الا هالك, وهذا من تمام عدله تبارك وتعالى, انه لا يعذب الا من يستحق العذاب والله وحده أعلم.
وبعد كل تلك الآيات البينات والدلالات الواضحات عن الحياة الدنيا هل لا زال لدينا أدنى شك بأن الدنيا ما هي الا لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر في الأموال والأولاد؟ هل استوعبنا الدرس جيدا وعدنا وأوبـْنا وتبنا؟ أم سنبقى نتشبث بوهم اسمه طول الأمل يـُلهينا ويـُبعدناعن بيوت الله أطهر البقاع في الأرض؟
ويقول الله عزوجل في الحديث القدسي الجليل: وعزتي وجلالي اني لأهمّ بأهل الأرض عذابا, فاذا نظرت الى عُمّار بيوتي , والى المتحابين فيّ, والى المستغفرين بالأسحار, صرفت ذلك عنهم
ان النفس البشرية لو علمت حقيقتها ومآلها ومصيرها، لأبغضتها، ولآثرت عليها الآخرة التي هي خير وأبقى , فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا* فانّ الجحيم هي المأوى* وأما من خاف مقام ربه , ونهى النفس عن الهوى* فانّ الجنة هي المأوى* سنة خالدة لا تتغيّر ولا تتبدل, واحد + واحد = اثنان, تقوى+ خوف من الله = جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين... على حين دنيا + عصيان لله عزوجل = جحيم مقيم لابثين فيها أحقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا* الا حميما وغساقا... لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا... , ولا مقام ثالث بينهما, اما جنة واما نار, والسعيد من اعتبر وعمل لما بعد الموت وخالف هواه, وسلعة الله عزوجل : الجنة, نعم الجنة سلعتها غالية الثمن ولا يستطيع دفع ثمنها الا التقي المخلص لله في عبادته الذي يخشى الله ويخاف عذابه ولا يأمن انتقامه, فلا يأمن مكر الله الا القوم الكافرون.
وعلى ما تقدم من آيات قرآنية كريمة يمكننا القول بأن الحياة الدنيا تافهة ولا قيمة لها ولا وزن حين لا يكون وراءها غاية أكرم وأبقى.. حين نعيشها لذاتها مقطوعة عن منهج الله تعالى فيها. ذلك المنهج الذي يجعلنا نتوق للآخرة ؛ ويجعل إحسان الخلافة فيها هو الذي يستحق وراثة الدار الباقية. فالإيمان والتقوى في الحياة الدنيا هو الذي يخرجها عن أن تكون لعبًا ولهوًا، ويطبعها بطابع الجِّد، ويرفعها عن مستوى المتاع الحيواني إلى مستوى الخلافة الراشدة، المتصلة بالملأ الأعلى. ويومئذ لن يكون ما يبذله المؤمن المتقي من عرض هذه الحياة الدنيا ضائعًا، ولا مقطوعًا.
عن أبي بكر رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يدفع عن نفسه شيئًا، ولم أرَ معه أحدًا، فقلت : يا رسول الله ! ما الذي تدفع عن نفسك ؟ قال: هذه الدنيا، مُثِّلت لي، فقلت لها : إليكِ عنِّي، ثم رجعَت، فقالَت : إن أفلتَّ منِّي، فلن ينفلت منِّي مَنْ بعدك. ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول : الدنيا خضرة حلوة، فاتقوها .
والدنيا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعمت الدار الدنيا لمن تزوّد منها لآخرته، وبئست لمن صدّته عن آخرته، وقصرت به عن رضا ربه. فإذا قال العبد : قبّح الله الدنيا، قالت الدنيا : قبّح الله أعصانا لربه .
وأما سيد قطب طيّب الله ثراه فهو يصف لنا الحياة الدنيا كلعبة من لعب الاطفال, لعب بها الطفل مدة ثم ملّها فرماها جانبا, يقول رحمه الله: حين تقاس بمقاييسها هي، وتوزن بموازينها، تبدو في العين وفي الحِسِّ أمرًا عظيمًا هائلاً، ولكنها حين تقاس بمقاييس الوجود، وتوزَن بميزان الآخرة، تبدو شيئًا زهيدًا تافهًا، لا قيمة له..
وعن كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه.
وهذا مثل عظيم ضربه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان فساد دين المرء مع حرصه على المال والشرف (الرفعة في الدنيا)، وأن فساد الدين بذلك ليس بأقل من فساد الغنم التي غاب عنها راعيها , وأرسل فيها ذئبان جائعان.
بقي أن نذكر امرا مهما وهو أنّ الحياة الدنيا التي ذمّها المولى تبارك وتعالى انما للحياة الدنيا التي تلهي عن واجب أو عن ذكر الله عزوجل خاصة الصلاة المفروضة والتي عليها يعلق أعمال البرّ كلها, فان صلحت صلح سائر العمل, وان فسدت فسد سائر العمل والعياذ بالله, لذا كان حريّ بنا أن نتطرّق الى الصلاة بتفصيل أكثر نظرا لأهميتها ولتوقف قبول باقي أعمال البرّ على قبولها.
انّ الحياة الدنيا في حقيقة الأمر ما هي الا أساسات مبنى حياة الآخرة, وبذور نبات الآخرة, ومنها زاد الجنة , ومنها اكتسبت النفوس الإيمان ومعرفة الله تعالى، ومحبته وذكره ؛ ابتغاءَ مرضاته. وخيرُ عيش سيناله أهل الجنة في الجنة ؛ إنما يكون مما زرعوه في الحياة الدنيا من أعمال البر والإحسان، فإن لم تكن كذلك، فهي مذمومة ملعونة ؛ كما جاء في الحديث الذي رواه التِّرمِذِيُّ عن أبي هريرة، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما والاه، وعالم، أو متعلم
[center]وفي هذا البحث القيّم , بحث مرض القلوب كان لا بدّ لنا من ذكر روائع الحكمة ورأي الامام عليّ رضي الله عنه بالحياة الدنيا, الامام والصحابي الجليل وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب زوج البتول الطاهرة المطهرة فاطمة الزهراء ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم ووالد السبطين الشهيدين سيدا شباب أهل الجنة: أبي محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين وجدتهما خديجة الكبرى رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وصلى الله وسلم وبارك على من ربّاهم
[size=16]يقول لامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه يصف لنا حقارة الحياة الدنيا بأسطر قليلة ومعان جليلة لو استوعبناها حق الاستيعاب لبكينا على أنفسنا وما رأيناها الا كما أخبرنا عنها مولانا عزوجل, ومن ثم نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم, وصحابته الكرام من بعده رضوان الله عنهم أجمعين.
والسلام عليكم
والطمع اصطلاحا: الحصول على ما لا يحق لك ـحذه دون عناء أو مجهود, وفي المثل العامي: عالبارد المستريج, وهذا الأمر في قانون الله عزوجل مرفوض جملة وتفصيلا, اذ لا بدّ من العمل الجاد المخلص للحصول على ما تريد النفس وتبغى, لقوله تعالى في سورة المعارج: أيطمع كل امريء منهم أن يدخل جنة نعيم
انّ جنة الله تبارك وتعالى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم سلعتها غالية جدا وهي بغض كل ما تتوق اليه النفس البشرية من شهوات وغيرها, لأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام :
الجنة حفّت بالمكاره وانار حفّت بالشهوات
هل يطمع كل عباد الله أن يدخلون جنات النعيم ؟ والتي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر؟ والحال هذا منهم فرارا من الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, ونفورهم عن الحق الذي جاء به القرآن والسنة؟
لقد أقسم الله تبارك بعزة نفسه الكريمة ب كلا! أي فلن يكون لمن كفر وجحد ومات على الكفر ذلك, بل مأواهم جهنم وبئس المصير لأنهم عصوا أوامره وأومر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم, واذا عدنا للوراء قليلا بالآيات الكريمات لوجدناها تتحدّث عن أهم عبادة فرضها الله علين: ألا وهي الصلاة التي ا هي الفيصل بين الكفر والايمان, والله تبارك وتعالى بدأ الأيات بالصلاة وأنهاها بالصلاة, ليُبين لعباده أهمية هذه الفريضة والتي أمرنا عزوجل باقامتها وليس بآداءها, لم يقل الله عزوجل لعباده: صلوا, وانما قال عزوجل في كتابه الكريم: وأقيموا الصلاة, ويقيمون الصلاة, أقم الصلاة, وللأسغ هناك الكثير الكثير من المسلمين ر يدركون معنى اقامة الصلاة الى الآن, ولو أنهم أدركوا معنى اقامتها الحقيقي كما كان يقيمها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم باحسان, لما اتسعت المساجد من كثرة عُمّارها وروّادها على مدار الصلوات الخمس المفروضة .
ولعلّ الطمع وشدة الحرص , هاتان الآفتان اللتين ابتليت بهما مسلموا هذه الأيام من تعوقهم من اقامة الصلاة كما أمر لها ان تـُقام. ذلك ان الطمع وشدة الحرص يمنعان كثير من المسلمين من ارتياد المساجد واعمارها, و المقصود بالحرص هو الحرص على المال لأنّ المال هو سبب كل مصيبة في الدنيا وسبب كل شرّ ومعصية, وسبب كل فتنة, ذلك أنه كلما كثر المال مع ابن آدم كلما أبعده عن ذكر الله وعن الصلاة, وليس هذا فحسب أيضا جعله بخيلا في الانفاق أواخراج ما عليه من الزكاة نتيجة حرصه على المال من النقصان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما نقص مال من صدقة.. فالذين يبيخلون في الانفاق نسب الله عزوجل اليهم صفة الشح, كما في قوله عزوجل: ولا تحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم, بل هو شرّ لهم , سيطوقون بما بخلوا يوم القيامة , ولو تتبعنا آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الحياة الدنيا ومباهجها لوجدنا كيف أنّ الله عزوجل قدّم المال على أي شيء آخر, لأن الشراهة في حب المال والاستحواذ عليه بأي وسيلة حتى وان كان من مصدر حرام يلجأ اليه معظم الدنيويون, , وشهوة المال دوما تتجلى في الاستحواذ عليه وشدة طلبه , ولو استنفذ كل جهد الانسان, ولو على حساب عمره الشريف الذي يُمكنه أن ينفقه في مرضاة الله سبحانه وتعالى , تحقيقا لقوله عزوجل في سورة الذاريات: وما خلقت الجنّ والانس الا ليعبدون
ورحم الله من قال: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة, والنفس طماعة عوّدها القناعة
ولأنّ الحرص والطمع من أساسيات التشبث في الحياة الدنيا , فقد أسهب القرآن الكريم في الحديث عن هذه الحياة التي لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء, أو كما قال عليه الصلاة والسلام, ولو عاينا الآخرة بمنظور الايمان الحقيقي والعقل لما هنأ أحدنا لا بشربة ماء ولما تلذذ أدما بحليلته على الفراش.
ذات يوم دخل النبي صلى الله عليه المسجد ليجد صحابته يضحكون, فقال عليه الصلاة والسلام:
لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم كثيرا وما تلذذ أحدكم على الفرش
ومن أصدق الله حديثا, ومن أصدق من الله قولا ليصف لنا حقيقة الحياة الدنيا؟
ويقول المولى عزوجل في سورة العنكبوت 64:
وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب , وانّ الدار الآخرة لهي الحيوان
وأيضا في سورة الحديد 20 يخبرنا الله عزوجل عن حقيقة دنيا الفناء , ما هي الا تنافس وتفاخر في المال والأولاد والأحساب والأنساب:
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد
.
وكذلك في سورة الكهف يضرب الله عزوجل لنا مثلا في الحياة الدنيا على أنها كماء منهمر من السماء, ابتعلته الأرض فارتوى منه النبات , ثم اذا جفّ وبات عيدان يابسة , هبت عليه ريح قوية فتطاير في الهواء وكأنه شيئا لم يكن:
لا يـُنكر أحدنا أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا, وزحرفها وملاذها, وهذه حقيقة قرآنية بحتة, ولكن هناك ما هو أفضل من المال والأولاد, هناك ذكر الله عزوجل, هناك الباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا جول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) التي هم غرس ثمار الجنة, كما في قوله عزوجل في سورة الكهف 45- 46: واضرب لهم مثل الحياة كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح, وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا.
هل بعد كلام الله هناك حديث وقول؟ وهل هناك أدنى شك بأنّ الحياة الدنيا تافهة ولا تساوي عند الله الكريم جناح بعوضة؟ لم لا نأخذ بنصيحة الامام علي رضي الله عنه ونتعامل مع الدنيا تعامل العقلاء الحكماء كما رضي الله عنه تعامل معها, حين طلقهابالثلاث طلاقا بائنا لا رجعة فيه, يقول رضي الله عنه: يا دنيا غرّي غيري فقد بتتك ثلاثا, وعلى هذا النهج سار السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والذين تخرجوا من جامعة المصطفى وعميدها محمد الانسان عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه. عليه.
اقرؤوا الآيات الكريمات التالية لندرك جميعا كم تساوي الحياة الدنيا أمام الآخرة, ة يقول المولى تبارك وتعالى يصف أصحاب الشقاء في الآخرة: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشيّة أو ضحاها. وهذا موافق لقوله تعالى في سورة الروم 55: ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون أنهم مالبثوا غير ساعة , كذلك كانوا يؤفكون , , وكذلك قوله تعالى في آية عظيمة ختم بها سورة الأحقاف بقوله عزوجل :
فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم , كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار, فهل يهلك الا القوم الفاسقون
وكقوله عزوجل: وبوم نحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من نهار يتعارفون بينهم
لماذا اقسم المجرمون الكفرة هذا القسم؟ فعلوا ذلك مقياسا للأحقاب والدهور التي سيقضونها في الجحيم, كما جاء في سورة النبأ: لابثين فيها احقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * الا حميما وغساقا * جزاء وفاقا... فالعقاب دائما يكون من جنس العمل, خاصة ونحن نتعامل مع ربّ كريم لا يظلم مثقال من ذرة ولا أقل من ذلك, ربّ كريم عادل قد حرّم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه علينا نحن عباده, كما في قوله تعالى في الحديث القدسي الجليل : هذه أعمالكم أحصيها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ الا نفسه... ولا يهلك الا هالك, وهذا من تمام عدله تبارك وتعالى, انه لا يعذب الا من يستحق العذاب والله وحده أعلم.
وبعد كل تلك الآيات البينات والدلالات الواضحات عن الحياة الدنيا هل لا زال لدينا أدنى شك بأن الدنيا ما هي الا لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر في الأموال والأولاد؟ هل استوعبنا الدرس جيدا وعدنا وأوبـْنا وتبنا؟ أم سنبقى نتشبث بوهم اسمه طول الأمل يـُلهينا ويـُبعدناعن بيوت الله أطهر البقاع في الأرض؟
ويقول الله عزوجل في الحديث القدسي الجليل: وعزتي وجلالي اني لأهمّ بأهل الأرض عذابا, فاذا نظرت الى عُمّار بيوتي , والى المتحابين فيّ, والى المستغفرين بالأسحار, صرفت ذلك عنهم
ان النفس البشرية لو علمت حقيقتها ومآلها ومصيرها، لأبغضتها، ولآثرت عليها الآخرة التي هي خير وأبقى , فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا* فانّ الجحيم هي المأوى* وأما من خاف مقام ربه , ونهى النفس عن الهوى* فانّ الجنة هي المأوى* سنة خالدة لا تتغيّر ولا تتبدل, واحد + واحد = اثنان, تقوى+ خوف من الله = جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين... على حين دنيا + عصيان لله عزوجل = جحيم مقيم لابثين فيها أحقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا* الا حميما وغساقا... لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا... , ولا مقام ثالث بينهما, اما جنة واما نار, والسعيد من اعتبر وعمل لما بعد الموت وخالف هواه, وسلعة الله عزوجل : الجنة, نعم الجنة سلعتها غالية الثمن ولا يستطيع دفع ثمنها الا التقي المخلص لله في عبادته الذي يخشى الله ويخاف عذابه ولا يأمن انتقامه, فلا يأمن مكر الله الا القوم الكافرون.
وعلى ما تقدم من آيات قرآنية كريمة يمكننا القول بأن الحياة الدنيا تافهة ولا قيمة لها ولا وزن حين لا يكون وراءها غاية أكرم وأبقى.. حين نعيشها لذاتها مقطوعة عن منهج الله تعالى فيها. ذلك المنهج الذي يجعلنا نتوق للآخرة ؛ ويجعل إحسان الخلافة فيها هو الذي يستحق وراثة الدار الباقية. فالإيمان والتقوى في الحياة الدنيا هو الذي يخرجها عن أن تكون لعبًا ولهوًا، ويطبعها بطابع الجِّد، ويرفعها عن مستوى المتاع الحيواني إلى مستوى الخلافة الراشدة، المتصلة بالملأ الأعلى. ويومئذ لن يكون ما يبذله المؤمن المتقي من عرض هذه الحياة الدنيا ضائعًا، ولا مقطوعًا.
عن أبي بكر رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يدفع عن نفسه شيئًا، ولم أرَ معه أحدًا، فقلت : يا رسول الله ! ما الذي تدفع عن نفسك ؟ قال: هذه الدنيا، مُثِّلت لي، فقلت لها : إليكِ عنِّي، ثم رجعَت، فقالَت : إن أفلتَّ منِّي، فلن ينفلت منِّي مَنْ بعدك. ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول : الدنيا خضرة حلوة، فاتقوها .
والدنيا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعمت الدار الدنيا لمن تزوّد منها لآخرته، وبئست لمن صدّته عن آخرته، وقصرت به عن رضا ربه. فإذا قال العبد : قبّح الله الدنيا، قالت الدنيا : قبّح الله أعصانا لربه .
وأما سيد قطب طيّب الله ثراه فهو يصف لنا الحياة الدنيا كلعبة من لعب الاطفال, لعب بها الطفل مدة ثم ملّها فرماها جانبا, يقول رحمه الله: حين تقاس بمقاييسها هي، وتوزن بموازينها، تبدو في العين وفي الحِسِّ أمرًا عظيمًا هائلاً، ولكنها حين تقاس بمقاييس الوجود، وتوزَن بميزان الآخرة، تبدو شيئًا زهيدًا تافهًا، لا قيمة له..
وعن كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه.
وهذا مثل عظيم ضربه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان فساد دين المرء مع حرصه على المال والشرف (الرفعة في الدنيا)، وأن فساد الدين بذلك ليس بأقل من فساد الغنم التي غاب عنها راعيها , وأرسل فيها ذئبان جائعان.
بقي أن نذكر امرا مهما وهو أنّ الحياة الدنيا التي ذمّها المولى تبارك وتعالى انما للحياة الدنيا التي تلهي عن واجب أو عن ذكر الله عزوجل خاصة الصلاة المفروضة والتي عليها يعلق أعمال البرّ كلها, فان صلحت صلح سائر العمل, وان فسدت فسد سائر العمل والعياذ بالله, لذا كان حريّ بنا أن نتطرّق الى الصلاة بتفصيل أكثر نظرا لأهميتها ولتوقف قبول باقي أعمال البرّ على قبولها.
انّ الحياة الدنيا في حقيقة الأمر ما هي الا أساسات مبنى حياة الآخرة, وبذور نبات الآخرة, ومنها زاد الجنة , ومنها اكتسبت النفوس الإيمان ومعرفة الله تعالى، ومحبته وذكره ؛ ابتغاءَ مرضاته. وخيرُ عيش سيناله أهل الجنة في الجنة ؛ إنما يكون مما زرعوه في الحياة الدنيا من أعمال البر والإحسان، فإن لم تكن كذلك، فهي مذمومة ملعونة ؛ كما جاء في الحديث الذي رواه التِّرمِذِيُّ عن أبي هريرة، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما والاه، وعالم، أو متعلم
[center]وفي هذا البحث القيّم , بحث مرض القلوب كان لا بدّ لنا من ذكر روائع الحكمة ورأي الامام عليّ رضي الله عنه بالحياة الدنيا, الامام والصحابي الجليل وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب زوج البتول الطاهرة المطهرة فاطمة الزهراء ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم ووالد السبطين الشهيدين سيدا شباب أهل الجنة: أبي محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين وجدتهما خديجة الكبرى رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وصلى الله وسلم وبارك على من ربّاهم
[size=16]يقول لامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه يصف لنا حقارة الحياة الدنيا بأسطر قليلة ومعان جليلة لو استوعبناها حق الاستيعاب لبكينا على أنفسنا وما رأيناها الا كما أخبرنا عنها مولانا عزوجل, ومن ثم نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم, وصحابته الكرام من بعده رضوان الله عنهم أجمعين.
النفس تبكي على الدنيا و قد علمت
أن السلامـة فيهـا تـرك مـا فيهـا
لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا
إلا التي كان قبـل المـوت يبنيهـا
فـان بناهـا بخيـر طـاب مسكـنـه
وان بناهـا بشـر خـاب بانيـهـا
أموالنا لـذوي الميـراث نتركهـا
و دورنـا لخـراب الدهـر نبنيهـا
فكم مدائن في الآفـاق قـد بنيـت
أمست خرابا و أفنى الدهر أهليها
أين الملوك التـي كانـت مسلطنـة
حتى سقاها بكـأس المـوت ساقيهـا
إن المـكـارم أخــلاق مـطـهـرة
الديـن أولهـا و العـقـل ثانيـهـا
والعلـم ثالثهـا و الحلـم رابعـهـا
والجود خامسهـا و الفضـل باقيهـا
لا تركنـن إلى الدنيـا وزهرتهـا
فالمـوت لا شـك يفنينـا و يفنيهـا
و اعمل لدار غـدا رضـوان خازنهـا
و الجار أحمـد والرحمـن ناشيهـا
شرابها عسـل مصفـى و مـن لبـن
والخمر يجري رحيقـا فـي مجاريهـا
والطير تجري على الأغصان عاكفـة
تسبـح الله جهـرا فــي مغانيـهـا
فمن يشتري الدار بالفردوس يعمرها
بركعـة فـي ظـلام الليـل يحييهـا
أن السلامـة فيهـا تـرك مـا فيهـا
لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا
إلا التي كان قبـل المـوت يبنيهـا
فـان بناهـا بخيـر طـاب مسكـنـه
وان بناهـا بشـر خـاب بانيـهـا
أموالنا لـذوي الميـراث نتركهـا
و دورنـا لخـراب الدهـر نبنيهـا
فكم مدائن في الآفـاق قـد بنيـت
أمست خرابا و أفنى الدهر أهليها
أين الملوك التـي كانـت مسلطنـة
حتى سقاها بكـأس المـوت ساقيهـا
إن المـكـارم أخــلاق مـطـهـرة
الديـن أولهـا و العـقـل ثانيـهـا
والعلـم ثالثهـا و الحلـم رابعـهـا
والجود خامسهـا و الفضـل باقيهـا
لا تركنـن إلى الدنيـا وزهرتهـا
فالمـوت لا شـك يفنينـا و يفنيهـا
و اعمل لدار غـدا رضـوان خازنهـا
و الجار أحمـد والرحمـن ناشيهـا
شرابها عسـل مصفـى و مـن لبـن
والخمر يجري رحيقـا فـي مجاريهـا
والطير تجري على الأغصان عاكفـة
تسبـح الله جهـرا فــي مغانيـهـا
فمن يشتري الدار بالفردوس يعمرها
بركعـة فـي ظـلام الليـل يحييهـا
والسلام عليكم
عزيز- مبتدئ
- عدد الرسائل : 43
العمر : 54
التقييم : 2
نقاط : 107
تاريخ التسجيل : 22/03/2009
رد: امراض القلوب مرض البعد عن الله
بارك الله فيك
بنت الاوراس- عضوة برونزية
- عدد الرسائل : 1254
العمر : 54
التقييم : 6
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 16/06/2008
رد: امراض القلوب مرض البعد عن الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بحث ماتع نافع..
احييك على هذا المجهود
بحث ماتع نافع..
احييك على هذا المجهود
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى