الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
4 مشترك
صفحة 3 من اصل 3
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
الاسماك
الأسماك هي احدى طوائف شعبة الفقاريات ، ويصنف العلماء الأسماك إلى فئتين :
1-الأسماك العظمية : وتحوي في هياكلها عظماً حقيقياً .
2- الأسماك الغضروفية : كالقرش
ويوجد من الأسماك نحو 2500 نوع ، والأسماك حيوانات باردة الدم ، وهي خيشومية التنفس مما يساعدها على التنفس في الماء .
تندفع السمكة بحركات الذيل من جانب إلى آخر ، بينما تعمل الزعانف على ضبط الإتجاه، وهناك أنواع كثيرة من السمك تعيش في المياه العذبة وأخرى في المالحة .
ومعظم الأسماك لها حراشف تغطي ظهرها ومعظمها لها شكل انسيابي، وبعضها كالشفنين له شكل منبسط .
إن ما يحدد قوة ومهارة هواة تربية الأسماك يكمن في كيفية تكييف و إطعام الأسماك . ويعود السبب في ذلك أن الأسماك تعيش في بيئة دقيقة وموزونة بكل المواصفات التي تتكيف الأسماك معها من ناحية الغذاء ونواح أخرى ، يعد تكييف الأسماك في المربى للغذاء أمر في غاية المهارة حيث أن الأسماك في بيئتها تجد غذائها بصورة طبيعية ودقيقة ومنظمة ، فوجودها داخل المربى يخل هذا التوازن بشكل كبير ومباشر وقد يكون مفاجئ مما يحدث بعض الإرباك والخلل في تكيفها في عملية الغذاء( طريقة التغذية و نوع الغذاء)، ولذلك لا يكتفا فقط بتوفير الغذاء بل يجب مراعاة تكييف الأسماك في طريقة تغذيتها بكل دقة وحذر حيث يجب التعايش معها وملاحظة طريقة تغذيتها وتقبلها للغذاء وتعليمها علية ، ويتطلب في عملية التغذية أن يكون مناسبا لنوعية الأسماك كماً ونوعاً ومحتوى .
تغذية الأسماك خلال فترة العطلة
لا داعي للقلق على الأسماك في فترت غيابك في العطلة ، فهناك غذاء خاص يقوم بإطعام الأسماك في العطلة مزودة بجزئيات الطعام التي تنطلق آليا في الماء . لا تنحل هذه الأطعمة جيدا في المياه شديدة القلوية . وبما أن الأسماك تتغذى بشكل طبيعي أثناء النهار ينصح باستعمال مؤقت للإضاءة ، يجب أن يكون في حركة دوران مستمرة لضمان عمل الغذاء بشكل طبيعي .
العادات الغذائية للأسماك
تختلف عادات الأسماك في التغذية إلى عدة عوامل منها الأسماك التي تعيش في المياه العميقة تختلف في عاداتها وسلوكها عن الأسماك التي تعيش قرب الشواطئ أو داخل البحيرات ، وأيضا درجة حرارة الماء و مقدار الأكسجين المتوفر . كقاعدة عامة كلما ارتفعت درجة حرارة الماء زاد متطلبات الأسماك للغذاء وقل الأكسجين ومن ناحية أخرى نجد إن في البيئة المائية الواحدة أنواعا مختلفة من الأسماك تختلف في نوعية الغذاء الذي تعيش علية أو تفضله ، و الجدير ذكره أن هناك بعض الأسماك يختلف نوع غذائه على حسب مراحله العمرية .
ويجب ملاحظة مقدار الوجبة على ألا تزيد عن المقدار الذي تتناوله الأسماك خلال 5 دقائق . أما الوجبة التي تفوق حاجاتها فإنها تتجمع في قعر المربى المائي وتتخمه وتفسد الماء وتلوثه مما يسبب ذلك في كثير من الأمراض و المتاعب . لذا نفضل المقادير الصغيرة من الغذاء حتى لا يتحول إلى غذاء سلبي للمربى و الأسماك .
و أيضا ترتبط العادات الغذائية للأسماك بصفاتها التشريحية و الفسيولوجية .
تصنيف الاسماكتصنيف الأسماك
أسماك الجراح الأسماك الهازلة الأسماك الملائكية
أسماك الليروس أسماك الخطاف أسماك الفراش
ECHENEIDIDAE أسماك القط أسماك الأبراميس
CARDINAL FISH الأسماك السنجابية أسماك الأسد
يتكون جسم السمكة من ثلاثة أجزاء رئيسية :
1- الرأس :
ويشتمل على الأجزاء التالية :
العين :
بسيطة ذات عدسة دائرية ، لا تحتوي على غدد دمعية لوجودها بالماء ، وليس لهل جفن .
و يختلف وضع العين بالنسبة للرأس ، فأغلب الأسماك التي تعيش قرب القاع عيونها قريبة من أعلى الرأس ، في حين نجدها على جانبي الرأس في الوسط عند باقي الأسماك
لأنف
للسمكة فتحتين للأنف تقوم بوظيفة الشم عن طريق الماء الداخل إليها وما يحمله من رائحة.
الفم :
يختلف شكل الفم كثيراً في الأسماك ، وبشكل عام يقوم بوظيفيتين أساسيتين ، التغذية ، التنفس ، حيث يدخل الماء من فتحة الفم ليمر بالخياشيم التي تستخلص منه الأكسجين الذائب .
وفي بعض أنواع الأسماك يقوم الفم بوظيفة أخرى حيث تستخدمه السمكة في تحضين البيض لحين الفقس ، كما تستخدمه لحماية اليرقات بداخله عند الإحساس بالخطر. و تحورات الفم في الأسماك كثيرة ، فقد تحتوي على أسنان ذات أشكال متعددة ،أو لا يحتوي على أي أسنان .
و يعبر موضع الفم بالنسبة للرأس بدرجة كبيرة عن سلوكيات الأسماك ، فالأسماك التي تعيش في طبقة المياه السطحية لها فك سفلي أكبر من الفك العلوي ، والفم في الجهة العليا من الرأس ، على عكس الأسماك القاعية، حيث نجد الفم في الجهة السفلى من الرأس وقد يكون الفك العلوي أكبر من السفلي .
و الأسماك المفترسة التي تتغذى على الأسماك ذات فم كبير وأسنان قوية ،و هناك اسماك ذات فم ماص مثل سمكة " اللتش " التي تقوم بأكل الطحالب الملتصقة بجدران حوض الماء .
الخياشيم :
هي جهاز التنفس الخاص بالأسماك ،وهي عبارة عن طبقات من أغشية رقيقه تحتوي على عدد كبير جداً من الشعيرات الدموية ، مما يكسبها اللون الأحمر الداكن ، ويغطي الأغشية غطاء الخياشيم الذي ينغلق عند دخول الماء من الفم حاملا ً الأكسجين الذائب ، فتقوم الرقائق الخيشومية باستخلاصه ونقله إلى الأوعية الدموية عن طريق الشعيرات الدموية ، وينفتح الغطاء الخيشومي عند خروج الماء من الخياشيم محملاً بثاني أكسيد الكربون .
2 - الجسم :
يبدأ جسم الأسماك من خلف الغطاء الخيشومي وينتهي عند بداية الزعنفة الذيليه ، وهو الجزء الذي
يحتوي على اللحم والأعضاء الداخلية ، كما يحمل مجموعة الزعانف الرئيسة التالية :
الزعنفة الظهرية
تساعد الزعنفة الظهرية على حفظ توازن السمكة في المياه .كما تستخدم في الدفاع السلبي عن النفس لوجود أشعة شوكية بها تنفرد في حالة الإحساس بالخطر لتعطي السمكة حجماً أكبر من حجمها الطبيعي . كما تستخدم لدى ذكور الأسماك في التأثير على الأنثى في موسم التكاثر بألوانها الزاهية وفي كثير من الأسماك تنقسم الزعنفة الظهرية إلى جزاءين منفصلين ، الأمامي له أشعة شوكية غليظة ، ويسمى بالزعنفة الظهرية الأمامية والخلفي يتميز بالأشعة الشوكية الرقيقة كثيرة العدد ويسمى بالزعنفة الظهرية الخلفية.
الزعانف الصدرية :
توجد الزعانف الصدرية خلف الغطاء الخيشومي على جانبي السمكة ، وتعمل على ثبات الأسماك في المياه بتحريكها للزعانف الصدرية في حركه بطيئة ، كما تستخدمها الأسماك في حالة السباحة للخلف بتحريكها في حركة عكسية .
الزعانف البطنية :
توجد غالبا ًفي منطقة البطن، وتساعد على حفظ توازن الأسماك عند السباحة ، ولكنها تختلف كثيراً في أشكالها و قد تكون متصلة بالزعنفة الشرجية أو تشكل شكل شريطي .
الزعانف الشرجية :
توجد الزعانف الشرجية في المنطقة السفلى الخلفية من البطن بالقرب من الفتحات الشرجية والتناسلية وتعمل على توازن الأسماك أثناء السباحة .
تختلف كثيراً في أشكالها وأحجامها باختلاف أنواع الأسماك ، و تتحور إلى عضو تناسلي في ذكور مجموعة الأسماك الولادة ، حيث يقوم العضو الذكري في هذه الحالة بإخصاب البويضات وهي داخل بطن الأنثى .
جسم الأسماك
مغطى بالجلد الذي قد يحمل القشور أو يكون عار منها جزئياً أو كلياً ، وعلى الجلد طبقة مخاطية تعتبر خط الدفاع الأول ضد الأمراض لهذا السبب يوصى بعدم لمس الأسماك بالأيدي أو سقوطها على الأرض حيث يؤدي فقد الطبقة المخاطية إلى مهاجمة البكتريا والفطريات لجلد السمكة و غالباً ما تتمكن منها في هذه الحالة .
ويختلف شكل الجسم حسب نوع الأسماك ، فمنها الأسماك ذات الجسم الأسطواني
و الأسماك ذات الجسم الورقي الذي يشبه ورقة النبات العريضة ، ومنها ذات الجسم
الثعباني .
ويوجد على جسم السمكة من الجانبين خط جانبي يمتد من الخلف الغطاء الخيشومي
حتى نهاية الجسم يسمى الخط الوسيط، وهو جهاز الإحساس لدى الأسماك وعن
طريقة تحس الأسماك بأي اهتزاز بسيط في المياه .
3- الذيل :
يبدأ ذيل السمكة من نهاية الجسم ، وهو عبارة عن زعنفة كبيرة الحجم غالباً ، و تعتبر هي الزعنفة الرئيسية التي تساعد الأسماك على السباحة .
يختلف شكل الزعنفة الذيلية باختلاف أنواع الأسماك ، فقد تأخذ الشكل المروحي أو الشكل القلبي وفي بعض الأحيان يخرج من الزعنفة الذيلية زوائد عبارة عن استطالة في الأشعة الشوكية المكونة للزعنفة وغالباً ما تكون الزعنفة الذيلية لدى الذكور ذات ألوان زاهية تعمل على جذب الإناث .
التركيب الداخلي
يتكون جسم السمكة من عمود فقري ، عبارة عن سلسلة من الفقرات العظمية ، يخرج من
كل فقرة شوكتان طويلتان ، العليا تصل حتى الظهر ، و السفلى تشكل القفص الصدري الذي
يحمي الأعضاء الداخلية .
يغلف الهيكل العظمي من الخارج مجموعة من العضلات اللحمية تكون سميكة في منطقتي
الظهر ونهاية الجسم قرب الذيل .
تتكون الأعضاء الداخلية للسمكة من جهاز دوري عبارة عن قلب وأوعية دموية منتشرة في جميع أجزاء الجسم ،وجهاز هضمي يحتوي على المعدة و الأمعاء بالإضافة إلى الكبد والطحال وتتصل الأمعاء بفتحة الشرج عن طريق القولون .
الجهاز البولي للأسماك يتكون من كلية واحدة كبيرة الحجم أسفل السلسلة العظمية ومتصلة بالفتحة البولية كما يوجد الجهاز العصبي المتكون من المخ و الأحبال العصبية المتصلة بمراكز الحس المختلفة مثل العين والأنف و زوائد اللمس و الخط الجانبي الظاهر على جلد الأسماك من الخارج كما تتميز الأسماك عن باقي أفراد المملكة الحيوانية بوجود حوصلة هوائية عبارة عن كيس هوائي يشبه البالون يمتد أسفل الكلية ويساعد السمكة على الصعود والهبوط داخل المياه فعندما يمتلئ الكيس الهوائي بالهواء الذي يتم سحبه من الدم تقل كثافة السمكة فتطفو ، وعند تفريغه من الهواء جزئياً أو كلياً تزداد كثافة السمكة فتهبط إلى القاع .
الأسماك هي احدى طوائف شعبة الفقاريات ، ويصنف العلماء الأسماك إلى فئتين :
1-الأسماك العظمية : وتحوي في هياكلها عظماً حقيقياً .
2- الأسماك الغضروفية : كالقرش
ويوجد من الأسماك نحو 2500 نوع ، والأسماك حيوانات باردة الدم ، وهي خيشومية التنفس مما يساعدها على التنفس في الماء .
تندفع السمكة بحركات الذيل من جانب إلى آخر ، بينما تعمل الزعانف على ضبط الإتجاه، وهناك أنواع كثيرة من السمك تعيش في المياه العذبة وأخرى في المالحة .
ومعظم الأسماك لها حراشف تغطي ظهرها ومعظمها لها شكل انسيابي، وبعضها كالشفنين له شكل منبسط .
إن ما يحدد قوة ومهارة هواة تربية الأسماك يكمن في كيفية تكييف و إطعام الأسماك . ويعود السبب في ذلك أن الأسماك تعيش في بيئة دقيقة وموزونة بكل المواصفات التي تتكيف الأسماك معها من ناحية الغذاء ونواح أخرى ، يعد تكييف الأسماك في المربى للغذاء أمر في غاية المهارة حيث أن الأسماك في بيئتها تجد غذائها بصورة طبيعية ودقيقة ومنظمة ، فوجودها داخل المربى يخل هذا التوازن بشكل كبير ومباشر وقد يكون مفاجئ مما يحدث بعض الإرباك والخلل في تكيفها في عملية الغذاء( طريقة التغذية و نوع الغذاء)، ولذلك لا يكتفا فقط بتوفير الغذاء بل يجب مراعاة تكييف الأسماك في طريقة تغذيتها بكل دقة وحذر حيث يجب التعايش معها وملاحظة طريقة تغذيتها وتقبلها للغذاء وتعليمها علية ، ويتطلب في عملية التغذية أن يكون مناسبا لنوعية الأسماك كماً ونوعاً ومحتوى .
تغذية الأسماك خلال فترة العطلة
لا داعي للقلق على الأسماك في فترت غيابك في العطلة ، فهناك غذاء خاص يقوم بإطعام الأسماك في العطلة مزودة بجزئيات الطعام التي تنطلق آليا في الماء . لا تنحل هذه الأطعمة جيدا في المياه شديدة القلوية . وبما أن الأسماك تتغذى بشكل طبيعي أثناء النهار ينصح باستعمال مؤقت للإضاءة ، يجب أن يكون في حركة دوران مستمرة لضمان عمل الغذاء بشكل طبيعي .
العادات الغذائية للأسماك
تختلف عادات الأسماك في التغذية إلى عدة عوامل منها الأسماك التي تعيش في المياه العميقة تختلف في عاداتها وسلوكها عن الأسماك التي تعيش قرب الشواطئ أو داخل البحيرات ، وأيضا درجة حرارة الماء و مقدار الأكسجين المتوفر . كقاعدة عامة كلما ارتفعت درجة حرارة الماء زاد متطلبات الأسماك للغذاء وقل الأكسجين ومن ناحية أخرى نجد إن في البيئة المائية الواحدة أنواعا مختلفة من الأسماك تختلف في نوعية الغذاء الذي تعيش علية أو تفضله ، و الجدير ذكره أن هناك بعض الأسماك يختلف نوع غذائه على حسب مراحله العمرية .
ويجب ملاحظة مقدار الوجبة على ألا تزيد عن المقدار الذي تتناوله الأسماك خلال 5 دقائق . أما الوجبة التي تفوق حاجاتها فإنها تتجمع في قعر المربى المائي وتتخمه وتفسد الماء وتلوثه مما يسبب ذلك في كثير من الأمراض و المتاعب . لذا نفضل المقادير الصغيرة من الغذاء حتى لا يتحول إلى غذاء سلبي للمربى و الأسماك .
و أيضا ترتبط العادات الغذائية للأسماك بصفاتها التشريحية و الفسيولوجية .
تصنيف الاسماكتصنيف الأسماك
أسماك الجراح الأسماك الهازلة الأسماك الملائكية
أسماك الليروس أسماك الخطاف أسماك الفراش
ECHENEIDIDAE أسماك القط أسماك الأبراميس
CARDINAL FISH الأسماك السنجابية أسماك الأسد
يتكون جسم السمكة من ثلاثة أجزاء رئيسية :
1- الرأس :
ويشتمل على الأجزاء التالية :
العين :
بسيطة ذات عدسة دائرية ، لا تحتوي على غدد دمعية لوجودها بالماء ، وليس لهل جفن .
و يختلف وضع العين بالنسبة للرأس ، فأغلب الأسماك التي تعيش قرب القاع عيونها قريبة من أعلى الرأس ، في حين نجدها على جانبي الرأس في الوسط عند باقي الأسماك
لأنف
للسمكة فتحتين للأنف تقوم بوظيفة الشم عن طريق الماء الداخل إليها وما يحمله من رائحة.
الفم :
يختلف شكل الفم كثيراً في الأسماك ، وبشكل عام يقوم بوظيفيتين أساسيتين ، التغذية ، التنفس ، حيث يدخل الماء من فتحة الفم ليمر بالخياشيم التي تستخلص منه الأكسجين الذائب .
وفي بعض أنواع الأسماك يقوم الفم بوظيفة أخرى حيث تستخدمه السمكة في تحضين البيض لحين الفقس ، كما تستخدمه لحماية اليرقات بداخله عند الإحساس بالخطر. و تحورات الفم في الأسماك كثيرة ، فقد تحتوي على أسنان ذات أشكال متعددة ،أو لا يحتوي على أي أسنان .
و يعبر موضع الفم بالنسبة للرأس بدرجة كبيرة عن سلوكيات الأسماك ، فالأسماك التي تعيش في طبقة المياه السطحية لها فك سفلي أكبر من الفك العلوي ، والفم في الجهة العليا من الرأس ، على عكس الأسماك القاعية، حيث نجد الفم في الجهة السفلى من الرأس وقد يكون الفك العلوي أكبر من السفلي .
و الأسماك المفترسة التي تتغذى على الأسماك ذات فم كبير وأسنان قوية ،و هناك اسماك ذات فم ماص مثل سمكة " اللتش " التي تقوم بأكل الطحالب الملتصقة بجدران حوض الماء .
الخياشيم :
هي جهاز التنفس الخاص بالأسماك ،وهي عبارة عن طبقات من أغشية رقيقه تحتوي على عدد كبير جداً من الشعيرات الدموية ، مما يكسبها اللون الأحمر الداكن ، ويغطي الأغشية غطاء الخياشيم الذي ينغلق عند دخول الماء من الفم حاملا ً الأكسجين الذائب ، فتقوم الرقائق الخيشومية باستخلاصه ونقله إلى الأوعية الدموية عن طريق الشعيرات الدموية ، وينفتح الغطاء الخيشومي عند خروج الماء من الخياشيم محملاً بثاني أكسيد الكربون .
2 - الجسم :
يبدأ جسم الأسماك من خلف الغطاء الخيشومي وينتهي عند بداية الزعنفة الذيليه ، وهو الجزء الذي
يحتوي على اللحم والأعضاء الداخلية ، كما يحمل مجموعة الزعانف الرئيسة التالية :
الزعنفة الظهرية
تساعد الزعنفة الظهرية على حفظ توازن السمكة في المياه .كما تستخدم في الدفاع السلبي عن النفس لوجود أشعة شوكية بها تنفرد في حالة الإحساس بالخطر لتعطي السمكة حجماً أكبر من حجمها الطبيعي . كما تستخدم لدى ذكور الأسماك في التأثير على الأنثى في موسم التكاثر بألوانها الزاهية وفي كثير من الأسماك تنقسم الزعنفة الظهرية إلى جزاءين منفصلين ، الأمامي له أشعة شوكية غليظة ، ويسمى بالزعنفة الظهرية الأمامية والخلفي يتميز بالأشعة الشوكية الرقيقة كثيرة العدد ويسمى بالزعنفة الظهرية الخلفية.
الزعانف الصدرية :
توجد الزعانف الصدرية خلف الغطاء الخيشومي على جانبي السمكة ، وتعمل على ثبات الأسماك في المياه بتحريكها للزعانف الصدرية في حركه بطيئة ، كما تستخدمها الأسماك في حالة السباحة للخلف بتحريكها في حركة عكسية .
الزعانف البطنية :
توجد غالبا ًفي منطقة البطن، وتساعد على حفظ توازن الأسماك عند السباحة ، ولكنها تختلف كثيراً في أشكالها و قد تكون متصلة بالزعنفة الشرجية أو تشكل شكل شريطي .
الزعانف الشرجية :
توجد الزعانف الشرجية في المنطقة السفلى الخلفية من البطن بالقرب من الفتحات الشرجية والتناسلية وتعمل على توازن الأسماك أثناء السباحة .
تختلف كثيراً في أشكالها وأحجامها باختلاف أنواع الأسماك ، و تتحور إلى عضو تناسلي في ذكور مجموعة الأسماك الولادة ، حيث يقوم العضو الذكري في هذه الحالة بإخصاب البويضات وهي داخل بطن الأنثى .
جسم الأسماك
مغطى بالجلد الذي قد يحمل القشور أو يكون عار منها جزئياً أو كلياً ، وعلى الجلد طبقة مخاطية تعتبر خط الدفاع الأول ضد الأمراض لهذا السبب يوصى بعدم لمس الأسماك بالأيدي أو سقوطها على الأرض حيث يؤدي فقد الطبقة المخاطية إلى مهاجمة البكتريا والفطريات لجلد السمكة و غالباً ما تتمكن منها في هذه الحالة .
ويختلف شكل الجسم حسب نوع الأسماك ، فمنها الأسماك ذات الجسم الأسطواني
و الأسماك ذات الجسم الورقي الذي يشبه ورقة النبات العريضة ، ومنها ذات الجسم
الثعباني .
ويوجد على جسم السمكة من الجانبين خط جانبي يمتد من الخلف الغطاء الخيشومي
حتى نهاية الجسم يسمى الخط الوسيط، وهو جهاز الإحساس لدى الأسماك وعن
طريقة تحس الأسماك بأي اهتزاز بسيط في المياه .
3- الذيل :
يبدأ ذيل السمكة من نهاية الجسم ، وهو عبارة عن زعنفة كبيرة الحجم غالباً ، و تعتبر هي الزعنفة الرئيسية التي تساعد الأسماك على السباحة .
يختلف شكل الزعنفة الذيلية باختلاف أنواع الأسماك ، فقد تأخذ الشكل المروحي أو الشكل القلبي وفي بعض الأحيان يخرج من الزعنفة الذيلية زوائد عبارة عن استطالة في الأشعة الشوكية المكونة للزعنفة وغالباً ما تكون الزعنفة الذيلية لدى الذكور ذات ألوان زاهية تعمل على جذب الإناث .
التركيب الداخلي
يتكون جسم السمكة من عمود فقري ، عبارة عن سلسلة من الفقرات العظمية ، يخرج من
كل فقرة شوكتان طويلتان ، العليا تصل حتى الظهر ، و السفلى تشكل القفص الصدري الذي
يحمي الأعضاء الداخلية .
يغلف الهيكل العظمي من الخارج مجموعة من العضلات اللحمية تكون سميكة في منطقتي
الظهر ونهاية الجسم قرب الذيل .
تتكون الأعضاء الداخلية للسمكة من جهاز دوري عبارة عن قلب وأوعية دموية منتشرة في جميع أجزاء الجسم ،وجهاز هضمي يحتوي على المعدة و الأمعاء بالإضافة إلى الكبد والطحال وتتصل الأمعاء بفتحة الشرج عن طريق القولون .
الجهاز البولي للأسماك يتكون من كلية واحدة كبيرة الحجم أسفل السلسلة العظمية ومتصلة بالفتحة البولية كما يوجد الجهاز العصبي المتكون من المخ و الأحبال العصبية المتصلة بمراكز الحس المختلفة مثل العين والأنف و زوائد اللمس و الخط الجانبي الظاهر على جلد الأسماك من الخارج كما تتميز الأسماك عن باقي أفراد المملكة الحيوانية بوجود حوصلة هوائية عبارة عن كيس هوائي يشبه البالون يمتد أسفل الكلية ويساعد السمكة على الصعود والهبوط داخل المياه فعندما يمتلئ الكيس الهوائي بالهواء الذي يتم سحبه من الدم تقل كثافة السمكة فتطفو ، وعند تفريغه من الهواء جزئياً أو كلياً تزداد كثافة السمكة فتهبط إلى القاع .
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
التهجين
التهجين مصطلح ارتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الأحياء وبالذات في دروس الوراثة وموضوعات تحسين النسل ، وكما هو معروف فإن المقصود بالتهجين في علم الأحياء هو عملية تزاوج تتم بين سلالتين ذات صفات معينة للحصول على سلالة جديدة ذات صفات أكثر جودة .
أما التهجين في الكيمياء فيقصد به بالطبع شيء آخر _ وإن كان هناك تقارب في المفهوم العام _ وهو عملية الحصول على مجالات ذرية جديدة في ذرة عنصر ما نتيجة دمج مجالات ذرية معينة موجودة في مستوى طاقة معين .
ففي ذرة الكربون مثلاً يمكن أن يحدث ثلاثة أنواع من التهجين ، يتم في النوع الأول دمج مجال واحد من نوع S مع ثلاث مجالات من نوع P في مستوى الطاقة الرئيسي الثاني ليتكون أربع مجالات مهجنة جديدة من نوع SP3 .
وفي النوع الثاني يندمج مجال واحد من نوع S مع مجالين من نوع P ليتكون ثلاث مجالات مهجنة من نوع SP2 .
وفي النوع الثالث يندمج مجال واحد من نوع S مع مجال واحد من نوع P ليتكون مجالين مهجنين من نوع SP .
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن عملية التهجين هذه تتم داخل ذرة العنصر عند دخولها التفاعل الكيميائي وبإرادة الله عز وجل دون تدخل من الكيميائي الذي يقوم بإجراء التفاعل كما يتوهم البعض .
وقبل أن نبدأ في تفصيل ما أجمل سابقاً حول التهجين في ذرة الكربون من المهم أن نتعرف على بعض الحقائق التي اثبتتها دراسة أشعة X والتي تمت على بعض الجزيئات فعلى سبيل المثال وجد أن جميع الروابط التي تربط بين الكربون والهيدروجين في جزيء الميثان روابط متشابهة والزاوية بينهاتساوي 109.5 درجة ، بينما الزوايا في الايثيلين 120 درجة وفي الاسيتلين 180درجة .
وفيما يلي تفصيل لعملية التهجين في الكربون :
أولاً : التهجين في ذرة الكربون المشبعة ( في الالكانات ) .
من المعروف أن التوزيع الالكتروني العادي لذرة الكربون ذات الستة الكترونات هو :
1S2 2S2 2P2
ووفق قاعدة هند يصبح التوزيع الالكتروني للكربون كالتالي :
1S2 2S2 2Px1 2Py1
السؤال الآن هل يمكن لذرة الكربون في الميثان مثلاً أن ترتبط بالهيدروجين وفق هذا التوزيع ؟
الجواب بالطبع لا ... لأن ذرة الكربون هنا تحتوي على مجالين نصف ممتلئين فقط ولو ارتبطت بهذا التوزيع مع الهيدروجين لتكون لنا جزيء صيغته CH2 وهذا الجزيء لا وجودله .
ولكي ترتبط ذرة الكربون بأربعة ذرات هيدروجين وتكون جزيء الميثان يجب أن يكون هناك أربعة مجالات نصف ممتلئة يحوي كل مجال الكترون واحد .
هذا الكلام معقول إذاً المشكلة الآن هو لابد من توفر أربعة مجالات نصف ممتلئة بالالكترونات وهذا ممكن فبالامكان أن ينتقل الكترون من المجال 2S إلى المجال 2P لتتكون ذرة كربون مثارة بحيث تتوزع فيها الالكترونات كالتالي :
1S2 2S1 2Px1 2Py1 2Pz1
ولكن هذا التصور أيضاً غير صحيح فلو ارتبطت ذرة الكربون المثارة هذه بالهيدروجين فسيتكون فعلاً جزيء صيغته CH4 ولكن ستكون هناك رابطة واحدة مختلفة كما أن الزوايا الناتجة لن تكون 109.5 درجة بل ستكون 90درجة .
إذاً كيف ترتبط ذرة الكربون بالهيدروجين في الميثان ؟؟؟
الجواب عند نظرية التهجين التي تقول أنه لكي ترتبط ذرة الكربون بأربعة ذرات هيدروجين وتكون جزيء الميثان يجب أن يتوفر في ذرة الكربون أربعة مجالات متشابهة ونصف ممتلئة وتكون الزوايا بينها 109.5 درجة وهذايتأتى بدمج المجال S الموجود في مستوى الطاقة الثاني مع ثلاث مجالات من نوع P لتتكون أربعة مجالات جديدة من نوع SP3 بحيث تكون هذه المجالات الاربع في أركان هرم رباعي السطوح والزوايا بينها 109.5 درجة .
بحيث يكون التوزيع الالكتروني لذرة الكربون المشبعة كالتالي :
1S2 2( SP3)1 ( SP3)1 ( SP3)1 ( SP3)1
أربعة مجالات من نوع sp3 ناتجة من دمج مجال من نوع s مع ثلاث مجالات من نوع p .
وتكون في أركان هرم رباعي السطوح بزاوية 109.5 درجة .
وبهذا التصور يتكون جزيء الميثان CH4 الذي يتخذ شكل هرم رباعي السطوح منتظم في الفراغ وتكون جميع الروابط الاربعة متشابهة والزوايا بينها 109.5 درجة وهذا ما أشارت إليه دراسات أشعة X التي اجريت على جزيء الميثان .
ثانياً : التهجين في ذرة الكربون غيرالمشبعة ( في الالكينات) .
في ذرة الكربون التي ترتبط برابطة ثنائية فإنه يتم دمج مجال من نوع S مع مجالين فقط من P ليتكون ثلاث مجالات من نوع SP2 ويظل مجال من نوع P خارج عملية التهجين وتكون هذه المجالات الثلاث في أركان مثلث متساوي الاضلاع والزوايا بينها 120 درجة .
وعند تكوين جزيء الايثيلين مثلاً فإن أحدهذه المجالات الثلاث من نوع SP2 تكون رابطة من نوع سيجما بينما يدخل المجال P الذي لم يشارك في عملية التهجين في تكوين الرابطة باي .
وبهذا يصبح التوزيع الالكتروني لذرة الكربون غير المشبعة في الالكينات كالتالي :
1S2 2( SP2) 1( SP2) 1( SP2) 1 Pz1
ثالثاً : التهجين في ذرة الكربون غيرالمشبعة ( في الالكاينات ) .
في ذرة الكربون التي ترتبط برابطة ثلاثية فإنه يتم دمج مجال من نوع Sمع مجال واحد فقط من نوع P ليتكون مجالين من نوع SP ويظل مجالين من نوع P خارج عملية التهجين وتكون هذين المجالين في شكل مستقيم والزاوية بينها 180 درجة .
وعند تكوين جزيء الاسيتلين مثلاً فإن أحد هذين المجالين من نوع SP تكون رابطة من نوع سيجما بينما يدخل المجالين P الذين لم يدخلا في عملية التهجين في تكوين رابطتين من نوع باي .
التهجين مصطلح ارتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الأحياء وبالذات في دروس الوراثة وموضوعات تحسين النسل ، وكما هو معروف فإن المقصود بالتهجين في علم الأحياء هو عملية تزاوج تتم بين سلالتين ذات صفات معينة للحصول على سلالة جديدة ذات صفات أكثر جودة .
أما التهجين في الكيمياء فيقصد به بالطبع شيء آخر _ وإن كان هناك تقارب في المفهوم العام _ وهو عملية الحصول على مجالات ذرية جديدة في ذرة عنصر ما نتيجة دمج مجالات ذرية معينة موجودة في مستوى طاقة معين .
ففي ذرة الكربون مثلاً يمكن أن يحدث ثلاثة أنواع من التهجين ، يتم في النوع الأول دمج مجال واحد من نوع S مع ثلاث مجالات من نوع P في مستوى الطاقة الرئيسي الثاني ليتكون أربع مجالات مهجنة جديدة من نوع SP3 .
وفي النوع الثاني يندمج مجال واحد من نوع S مع مجالين من نوع P ليتكون ثلاث مجالات مهجنة من نوع SP2 .
وفي النوع الثالث يندمج مجال واحد من نوع S مع مجال واحد من نوع P ليتكون مجالين مهجنين من نوع SP .
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن عملية التهجين هذه تتم داخل ذرة العنصر عند دخولها التفاعل الكيميائي وبإرادة الله عز وجل دون تدخل من الكيميائي الذي يقوم بإجراء التفاعل كما يتوهم البعض .
وقبل أن نبدأ في تفصيل ما أجمل سابقاً حول التهجين في ذرة الكربون من المهم أن نتعرف على بعض الحقائق التي اثبتتها دراسة أشعة X والتي تمت على بعض الجزيئات فعلى سبيل المثال وجد أن جميع الروابط التي تربط بين الكربون والهيدروجين في جزيء الميثان روابط متشابهة والزاوية بينهاتساوي 109.5 درجة ، بينما الزوايا في الايثيلين 120 درجة وفي الاسيتلين 180درجة .
وفيما يلي تفصيل لعملية التهجين في الكربون :
أولاً : التهجين في ذرة الكربون المشبعة ( في الالكانات ) .
من المعروف أن التوزيع الالكتروني العادي لذرة الكربون ذات الستة الكترونات هو :
1S2 2S2 2P2
ووفق قاعدة هند يصبح التوزيع الالكتروني للكربون كالتالي :
1S2 2S2 2Px1 2Py1
السؤال الآن هل يمكن لذرة الكربون في الميثان مثلاً أن ترتبط بالهيدروجين وفق هذا التوزيع ؟
الجواب بالطبع لا ... لأن ذرة الكربون هنا تحتوي على مجالين نصف ممتلئين فقط ولو ارتبطت بهذا التوزيع مع الهيدروجين لتكون لنا جزيء صيغته CH2 وهذا الجزيء لا وجودله .
ولكي ترتبط ذرة الكربون بأربعة ذرات هيدروجين وتكون جزيء الميثان يجب أن يكون هناك أربعة مجالات نصف ممتلئة يحوي كل مجال الكترون واحد .
هذا الكلام معقول إذاً المشكلة الآن هو لابد من توفر أربعة مجالات نصف ممتلئة بالالكترونات وهذا ممكن فبالامكان أن ينتقل الكترون من المجال 2S إلى المجال 2P لتتكون ذرة كربون مثارة بحيث تتوزع فيها الالكترونات كالتالي :
1S2 2S1 2Px1 2Py1 2Pz1
ولكن هذا التصور أيضاً غير صحيح فلو ارتبطت ذرة الكربون المثارة هذه بالهيدروجين فسيتكون فعلاً جزيء صيغته CH4 ولكن ستكون هناك رابطة واحدة مختلفة كما أن الزوايا الناتجة لن تكون 109.5 درجة بل ستكون 90درجة .
إذاً كيف ترتبط ذرة الكربون بالهيدروجين في الميثان ؟؟؟
الجواب عند نظرية التهجين التي تقول أنه لكي ترتبط ذرة الكربون بأربعة ذرات هيدروجين وتكون جزيء الميثان يجب أن يتوفر في ذرة الكربون أربعة مجالات متشابهة ونصف ممتلئة وتكون الزوايا بينها 109.5 درجة وهذايتأتى بدمج المجال S الموجود في مستوى الطاقة الثاني مع ثلاث مجالات من نوع P لتتكون أربعة مجالات جديدة من نوع SP3 بحيث تكون هذه المجالات الاربع في أركان هرم رباعي السطوح والزوايا بينها 109.5 درجة .
بحيث يكون التوزيع الالكتروني لذرة الكربون المشبعة كالتالي :
1S2 2( SP3)1 ( SP3)1 ( SP3)1 ( SP3)1
أربعة مجالات من نوع sp3 ناتجة من دمج مجال من نوع s مع ثلاث مجالات من نوع p .
وتكون في أركان هرم رباعي السطوح بزاوية 109.5 درجة .
وبهذا التصور يتكون جزيء الميثان CH4 الذي يتخذ شكل هرم رباعي السطوح منتظم في الفراغ وتكون جميع الروابط الاربعة متشابهة والزوايا بينها 109.5 درجة وهذا ما أشارت إليه دراسات أشعة X التي اجريت على جزيء الميثان .
ثانياً : التهجين في ذرة الكربون غيرالمشبعة ( في الالكينات) .
في ذرة الكربون التي ترتبط برابطة ثنائية فإنه يتم دمج مجال من نوع S مع مجالين فقط من P ليتكون ثلاث مجالات من نوع SP2 ويظل مجال من نوع P خارج عملية التهجين وتكون هذه المجالات الثلاث في أركان مثلث متساوي الاضلاع والزوايا بينها 120 درجة .
وعند تكوين جزيء الايثيلين مثلاً فإن أحدهذه المجالات الثلاث من نوع SP2 تكون رابطة من نوع سيجما بينما يدخل المجال P الذي لم يشارك في عملية التهجين في تكوين الرابطة باي .
وبهذا يصبح التوزيع الالكتروني لذرة الكربون غير المشبعة في الالكينات كالتالي :
1S2 2( SP2) 1( SP2) 1( SP2) 1 Pz1
ثالثاً : التهجين في ذرة الكربون غيرالمشبعة ( في الالكاينات ) .
في ذرة الكربون التي ترتبط برابطة ثلاثية فإنه يتم دمج مجال من نوع Sمع مجال واحد فقط من نوع P ليتكون مجالين من نوع SP ويظل مجالين من نوع P خارج عملية التهجين وتكون هذين المجالين في شكل مستقيم والزاوية بينها 180 درجة .
وعند تكوين جزيء الاسيتلين مثلاً فإن أحد هذين المجالين من نوع SP تكون رابطة من نوع سيجما بينما يدخل المجالين P الذين لم يدخلا في عملية التهجين في تكوين رابطتين من نوع باي .
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
أسئلة وأجوبة حول الوطن العربي
س1: أذكر السمات العامة لموقع الوطن العربي ؟
1. امتداده كبير ومساحته هائلة .
2. معظمه يقع في نصف الكرة الشمالي .
3. يقع في قارتي آسيا وأفريقيا .
4. الموقع الفلكي : يمتد بين دائرتي عرض 2ْ جنوباً ، 37ْ شمالاً ( 39ْ عرضية ) ويمتد بين خطي طول 17ْ غرباً ، 60ْ شرقاً ( 77ْ طولية ).
س2: أكمل ما يلي :
1. يقع الوطن العربي في قارتي آسيا ، أفريقيا .
2. يقع معظم الوطن العربي في نصف الكرة الشمالي .
3. يمر خط العرض الرئيسي ( الاستواء ) في دولة عربية هي الصومال .
4. يمر خط الطول الرئيسي ( جرنيتش ) في دولة عربية هي الجزائر .
5. يمتد الوطن العربي بين دائرتي عرض 2ْ جنوباً ، 37ْ شمالاً يمتد الوطن العربي بين 39ْ درجة عرضية .
6. يمتد الوطن العربي بين خطي طول 17ْ غرباً ، 60ْ شرقاً
7. يمتد الوطن العربي بين 77ْ درجة طولية .
س3: علل: يعد البحر الأحمر عامل اتصال بين الدول العربية .
1. ضيق عرضه .
2. هدوء مياهه فعبرته الهجرات منذ القدم .
3. تشابه الظواهر الطبيعية والبشرية علي ساحليه .
س4: عرف ما يلي :
" الموقع الفلكي " : هو موقع المكان بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض .
مساحة الوطن العربي
س1: أكمل ما يلي :
1. تبلغ مساحة الوطن العربي حوالي 14 مليون كم2 .
2. تبلغ نسبة مساحة الوطن العربي بالنسبة للعالم 10.2% .
3. تبلغ نسبة الجناح الآسيوي 28% بينما تبلغ نسبة الجناح الأفريقي 72% .
4. أكبر الدول العربية مساحة دولة السودان .
5. ثاني الدول العربية مساحة الجزائر .
6. أصغر الدول العربية مساحة دولة البحرين .
7. أكبر الدول العربية الآسيوية مساحة دولة السعودية .
8. أصغر الدول العربية الأفريقية مساحة دولة جيبوتي .
9. أكبر دول بلاد الشام مساحة سوريا .
س2: أذكر مزايا اتساع الوطن العربي ؟
ما النتائج المترتبة علي اتساع مساحة الوطن العربي ؟
1. تنوع المناخ والنبات والحيوان .
2. تنوع الثروة المعدنية ومصادر
الطاقة .
3. حل مشكلات السكان .
س3: كون تعميمات جغرافية :
1. المفاهيم : المساحة – المناخ – الإنتاج الزراعي .
التعميم : اتساع المساحة يؤدي إلي تنوع المناخ والإنتاج الزراعي .
2. المفاهيم : أنواع الصخور – الثروة المعدنية – مصادر الطاقة .
التعميم : تنوع الصخور يؤدي إلي تنوع الثروة المعدنية ومصادر الطاقة
حدود الوطن العربي
س1: أذكر حدود الوطن العربي ؟
الحد الشمالي :
البحر المتوسط ، جبال طوروس وهضبة الأناضول .
الحد الشرقي :
الخليج العربي وخليج عمان ، وجبال زاجروس وكردستان .
الحد الغربي :
حد مائي فقط وهو المحيط الأطلنطي .
الحد الجنوبي :
المحيط الهندي و بحر العرب ، هضبة الحبشة وهضبة البحيرات وهضبة الصحراء الكبرى .
س2: أكمل ما يلي :
1. أقصي بعد للوطن العربي جهة الشرق يسمي رأس الحد وتقع في دولة عمان .
2. أقصي بعد للوطن العربي جهة الغرب يسمي رأس الأبيض ويقع في دولة موريتانيا.
3. تفصل جبال طوروس وهضبة الأناضول بين تركيا ودولتين عربيتين هما سوريا،العراق.
4. يفصل الخليج العربي بين دول مجلس التعاون العربي ودولة إيران .
5. يفصل البحر المتوسط بين قارة أوروبا وشمال قارة أفريقيا .
6. يضيق البحر المتوسط في منطقتين هما جبل طارق ، جزيرة صقلية .
7. يتصل البحر الأسود بالبحر المتوسط عبر مضيقي الدردنيل ، البسفور .
8. أقصي بعد للوطن العربي جهة الشمال يقع في دولة العراق .
سمات الحدود العربية
س1: عرف ما يلي :
الحدود الخارجية : هي الحدود التي تفصل الدول العربية عن الدول الأخرى.
الحدود الداخلية : هي التي تفصل الدول العربية بعضها عن بعض .
الحدود الطبيعية : هي الحدود التي تتماشى مع الظواهر الطبيعية مثل الجبال.
الحدود الهندسية : هي الحدود التي تتماشى مع خطوط الطول ودوائر العرض.
س2: أذكر سمات الحدود المائية ؟
1. يبلغ طولها 2/5 من مجموع حدود الوطن العربي .
2. تتضمن جزراً كثيرة مثل طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى .
3. تعد الحدود المائية أفضل الحدود .
س3: أذكر سمات الحدود البرية العربية ؟
1. أطول الحدود المائية ( 3/5 ) من مجموع حدود الوطن العربي .
2. تتصف في أفريقيا بالطول والاستقامة .
3. حدود حديثة من صنع الاستعمار وتسبب مشكلات عربية .
س4: علل : تعد الحدود المائية أفضل حدود الوطن العربي .
لأنها تعد واضحة ولا تسبب مشكلات بين العرب وجيرانهم .
س5: ما النتائج المترتبة علي الحدود التي صنعها الاستعمار ؟
1. تفتيت أرض الوطن العربي .
2. خلق مشكلات بين العرب بعضهم وبعض وبينهم وبين جيرانهم .
أهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي
س1: أذكر أهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي ؟
ما النتائج المترتبة علي الموقع الجغرافي للوطن العربي ؟
1.الوطن العربي موطن الإنسان الأول لاستواء سطحه واعتدال مناخه .
2.هبطت علي أرضه الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.
3.ظهرت فيه أقدم الحضارات في العالم مثل الفرعونية والفينيقية بسبب اعتدال مناخه وكثرة خيراته .
4.وقوع الوطن العربي بين دائرتي عرض 2ْ جنوباً ، 37ْ شمالاً جعله حلقة اتصال بين إقليمين مختلفين في المناخ .
5.إشرافه علي مسطحات مائية هامة ومضائق هامة جعله ذات مركز تجاري هام .
س1: أذكر السمات العامة لموقع الوطن العربي ؟
1. امتداده كبير ومساحته هائلة .
2. معظمه يقع في نصف الكرة الشمالي .
3. يقع في قارتي آسيا وأفريقيا .
4. الموقع الفلكي : يمتد بين دائرتي عرض 2ْ جنوباً ، 37ْ شمالاً ( 39ْ عرضية ) ويمتد بين خطي طول 17ْ غرباً ، 60ْ شرقاً ( 77ْ طولية ).
س2: أكمل ما يلي :
1. يقع الوطن العربي في قارتي آسيا ، أفريقيا .
2. يقع معظم الوطن العربي في نصف الكرة الشمالي .
3. يمر خط العرض الرئيسي ( الاستواء ) في دولة عربية هي الصومال .
4. يمر خط الطول الرئيسي ( جرنيتش ) في دولة عربية هي الجزائر .
5. يمتد الوطن العربي بين دائرتي عرض 2ْ جنوباً ، 37ْ شمالاً يمتد الوطن العربي بين 39ْ درجة عرضية .
6. يمتد الوطن العربي بين خطي طول 17ْ غرباً ، 60ْ شرقاً
7. يمتد الوطن العربي بين 77ْ درجة طولية .
س3: علل: يعد البحر الأحمر عامل اتصال بين الدول العربية .
1. ضيق عرضه .
2. هدوء مياهه فعبرته الهجرات منذ القدم .
3. تشابه الظواهر الطبيعية والبشرية علي ساحليه .
س4: عرف ما يلي :
" الموقع الفلكي " : هو موقع المكان بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض .
مساحة الوطن العربي
س1: أكمل ما يلي :
1. تبلغ مساحة الوطن العربي حوالي 14 مليون كم2 .
2. تبلغ نسبة مساحة الوطن العربي بالنسبة للعالم 10.2% .
3. تبلغ نسبة الجناح الآسيوي 28% بينما تبلغ نسبة الجناح الأفريقي 72% .
4. أكبر الدول العربية مساحة دولة السودان .
5. ثاني الدول العربية مساحة الجزائر .
6. أصغر الدول العربية مساحة دولة البحرين .
7. أكبر الدول العربية الآسيوية مساحة دولة السعودية .
8. أصغر الدول العربية الأفريقية مساحة دولة جيبوتي .
9. أكبر دول بلاد الشام مساحة سوريا .
س2: أذكر مزايا اتساع الوطن العربي ؟
ما النتائج المترتبة علي اتساع مساحة الوطن العربي ؟
1. تنوع المناخ والنبات والحيوان .
2. تنوع الثروة المعدنية ومصادر
الطاقة .
3. حل مشكلات السكان .
س3: كون تعميمات جغرافية :
1. المفاهيم : المساحة – المناخ – الإنتاج الزراعي .
التعميم : اتساع المساحة يؤدي إلي تنوع المناخ والإنتاج الزراعي .
2. المفاهيم : أنواع الصخور – الثروة المعدنية – مصادر الطاقة .
التعميم : تنوع الصخور يؤدي إلي تنوع الثروة المعدنية ومصادر الطاقة
حدود الوطن العربي
س1: أذكر حدود الوطن العربي ؟
الحد الشمالي :
البحر المتوسط ، جبال طوروس وهضبة الأناضول .
الحد الشرقي :
الخليج العربي وخليج عمان ، وجبال زاجروس وكردستان .
الحد الغربي :
حد مائي فقط وهو المحيط الأطلنطي .
الحد الجنوبي :
المحيط الهندي و بحر العرب ، هضبة الحبشة وهضبة البحيرات وهضبة الصحراء الكبرى .
س2: أكمل ما يلي :
1. أقصي بعد للوطن العربي جهة الشرق يسمي رأس الحد وتقع في دولة عمان .
2. أقصي بعد للوطن العربي جهة الغرب يسمي رأس الأبيض ويقع في دولة موريتانيا.
3. تفصل جبال طوروس وهضبة الأناضول بين تركيا ودولتين عربيتين هما سوريا،العراق.
4. يفصل الخليج العربي بين دول مجلس التعاون العربي ودولة إيران .
5. يفصل البحر المتوسط بين قارة أوروبا وشمال قارة أفريقيا .
6. يضيق البحر المتوسط في منطقتين هما جبل طارق ، جزيرة صقلية .
7. يتصل البحر الأسود بالبحر المتوسط عبر مضيقي الدردنيل ، البسفور .
8. أقصي بعد للوطن العربي جهة الشمال يقع في دولة العراق .
سمات الحدود العربية
س1: عرف ما يلي :
الحدود الخارجية : هي الحدود التي تفصل الدول العربية عن الدول الأخرى.
الحدود الداخلية : هي التي تفصل الدول العربية بعضها عن بعض .
الحدود الطبيعية : هي الحدود التي تتماشى مع الظواهر الطبيعية مثل الجبال.
الحدود الهندسية : هي الحدود التي تتماشى مع خطوط الطول ودوائر العرض.
س2: أذكر سمات الحدود المائية ؟
1. يبلغ طولها 2/5 من مجموع حدود الوطن العربي .
2. تتضمن جزراً كثيرة مثل طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى .
3. تعد الحدود المائية أفضل الحدود .
س3: أذكر سمات الحدود البرية العربية ؟
1. أطول الحدود المائية ( 3/5 ) من مجموع حدود الوطن العربي .
2. تتصف في أفريقيا بالطول والاستقامة .
3. حدود حديثة من صنع الاستعمار وتسبب مشكلات عربية .
س4: علل : تعد الحدود المائية أفضل حدود الوطن العربي .
لأنها تعد واضحة ولا تسبب مشكلات بين العرب وجيرانهم .
س5: ما النتائج المترتبة علي الحدود التي صنعها الاستعمار ؟
1. تفتيت أرض الوطن العربي .
2. خلق مشكلات بين العرب بعضهم وبعض وبينهم وبين جيرانهم .
أهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي
س1: أذكر أهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي ؟
ما النتائج المترتبة علي الموقع الجغرافي للوطن العربي ؟
1.الوطن العربي موطن الإنسان الأول لاستواء سطحه واعتدال مناخه .
2.هبطت علي أرضه الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.
3.ظهرت فيه أقدم الحضارات في العالم مثل الفرعونية والفينيقية بسبب اعتدال مناخه وكثرة خيراته .
4.وقوع الوطن العربي بين دائرتي عرض 2ْ جنوباً ، 37ْ شمالاً جعله حلقة اتصال بين إقليمين مختلفين في المناخ .
5.إشرافه علي مسطحات مائية هامة ومضائق هامة جعله ذات مركز تجاري هام .
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
أبو العَلاء المعّريّ (363 ـ 449هـ) (973 ـ 1057م)
أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمّد بن سليمان المعريّ، التنوخي، تنتهي سلسلة أجداده إلى النعمان بن عديّ، كنيته أبو العلاء، ولقب نفسه رهين المحبسين، الأول فقد بصره، والثاني ملازمته داره واعتزاله الناس. ولد بمعرّة النعمان، وهي مدينة شامية، تنسب إلى النعمان بن عدي. تولى أجداد أبي العلاء قضاء المعرّة، وضم إليها جدّه أبو الحسن سليمان قضاء حمص- أيضاً- وتوفى فتولى بعده ابنه أبو بكر بن محمّد بن سليمان عمّ أبي العلاء. فلما مات ولى القضاء بعده أخوه عبد الله بن سليمان والد أبي العلاء. جدته لأبيه أم سلمة بنت أبي سعيد الحسن بن إسحاق المعريّ، كانت تروي الأحاديث، وعدّت من شيوخ أبي العلاء.
وأمه من بيت معروف من بيوتات حلب وجدّه لأمه محمّد بن سبيكة، وخالاه أبو القاسم علي وأبو طاهر المشرف، وكانوا من ذوي الشرف والمروءة والكرم، ومن أرباب الأسفار طلباً للمجد والجاه.
أصيب المعريّ في آخر العام الثالث من عمره بالجدريّ، فعُمي في الرابعة من عمره، ولم يبق من ذكريات ما رآه إلا اللون الأحمر.
بدأ أبو العلاء صغيراً في تلقي العلم على أبيه، وأول ما بدأ به علوم اللسان والدين على دأب الناس في ذلك العصر. وبدأ يقرض الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. ثم ارتحل إلى حلب ليسمع اللغة والآداب من علمائها. ومن حلب توجه إلى إنطاكية، ثم سافر إلى طرابلس الشام، ومرّ في طريقه باللاذقيّة، ويقال أنه درس النصرانية واليهودية. ثم عاد إلى المعرّة، ورحل إلى بغداد، وأقام بها سنة وسبعة أشهر يطلب العلم، ويتردد في مكتباتها؛ ويحضر كثيراً من مجالس العلماء ويشترك في دروسهم ومناظراتهم. ثم رجع إلى المعرّة، وتوفيت أمه وهو في طريقه من بغداد راجعاً فرثاها بقصيدتين وكثير من النثر. وقرر المعريّ الانقطاع عن الدنيا ومفارقة لذائذها، فكان يصوم النهار، ويسرد الصيام سرداً لا يفطر إلا العيدين، ويقيم الليل، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة. ولا يتزوج، واكتفى من الثياب بما يستره، ومن الفراش بحصير من برديّ أو لباد. وكان يكلف نفسه أموراً شاقة زيادة في مجاهدتها، مثل الاغتسال شتاءاً بالماء البارد.
وقد التزم بقرار عزلته فلم يخرج من داره تسعاً وأربعين سنة إلا مرة واحدة، كما أنه لم يفتح داره لأحد من الناس مدة من الزمن، ثم فتح داره لطلاب العلم بعد إلحاح الناس، فصارت داره جامعة يؤمها الزائرون من شتى البقاع، وكاتبه العلماء والوزراء وأهل الأقدار.
كان المعريّ رغم عزلته ذا صلة حسنة بالناس، وكان مع فقره كريماً ذا مروءة يعين طلاب الحاجات وينفق على من يقصده من الطلاب، ويكرم زائريه. وكان رقيق القلب رحيماً عطوفاً على الضعفاء، وكان وفياً لأصدقائه وأهله. ومن أهم خصاله الحياء الذي كان يكلفه ضروباً من المشقة والأذى. وكان سيئ الظن بالناس، يعتقد فيهم الشرور والأسوأ، ويمقت فيهم خصال الكذب والنفاق والرياء.
تأثر المعريّ بمختلف الفلسفات التي سادت عصره، وأضاف إليها تجربته الشخصية وآراؤه التي استقاها واختارها لنفسه، وأكثر آرائه الفلسفية حول ديوانه (اللزوميات) سميت بذلك لأنه التزم فيها حرفاّ قبل حرف الرويّ. وقد تكلف في هذا التأليف ثلاث كلف: الأولى أن ينظم حروف المعجم عن آخرها. والثانية أن يجئ رويه بالحركات الثلاث وبالسكون، والثالثة أنه لزم مع كل روي فيه شئ لا يلزم. وقد جاء الديوان من أحد عشر ألف بيت، في مائة وثلاثة عشر فصلاً. وقد جاء الديوان مثقلاً بالغريب واستعمال المصطلحات.
أما ديوانه (سقط الزند) فيضم أكثر شعر صباه وشيئاً من شعر الكهولة. ويحوي الديوان أغراضاً مختلفة من أهمها المدح، والفخر، والوصف، والغزل، والرثاء. فمن شعره في الغزل:
يا ساهر البرق أيقظ راقد السَّمُرِ لعلَّ بالجزع أعواناً على السهر
وإن بخلت عن الأحياء كلهم فاسق المواطر حيناً من بني مطرِ
ويا أسيرة حجيلها أرى سفهاً حمل الجليّ لمن أعيا عن النظرا
ما سرت إلا وطيف منك يتبعني سرى أمامي وتأويباً على أثري.
ومن أجود ما قال في الرثاء الدالية التي أبّن بها أبا حمزة الفقيه الحنفي، ومنها:
غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باكِ ولا ترنّم شاد
وشبيه صوت النّعي إذا قيس بصوت البشير في كل ناد
أبكت تلكم الحمامة أم غنّت على فرع غصنها الميّاد
إنّ حزناً في ساعة الموت أضعاف سرور ساعة الميلاد
أما الدرعيات: فهي قصائد وصف بها المعري الدرع، طبعت ملحقة بسقط الزند، ومن أشهر هذه الدرعيات:
عليك السابغات فإنهنهّ يدافعن الصوارم والأسنّة
ومن شهد الوغى وعليه درعُ تلقاها بنفس مطمئنة
أبدى المعري ارتيابه في كثير مما يوجد في الأديان والفرق. فعاب على النصارى قولهم بصلب المسيح، وعلى اليهود كثرة الأكاذيب في التوراة، وعاب على المجوس عبادة ما لا يعقل.
ومدح النبيّ- صلى الله عليه وآله وسلم- بقصيدة في اللزوميات:
دعاكم إلى خير الأمور محمّد وليس العوالي في القنا كالسوافل
ألف أبو العلاء مؤلفات نثرية من اشهرها: "رسالة الغفران"، و"رسالة الملائكة"، و"الفصول والغايات".
توفي المعري عام 449هـ/1057م.
أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمّد بن سليمان المعريّ، التنوخي، تنتهي سلسلة أجداده إلى النعمان بن عديّ، كنيته أبو العلاء، ولقب نفسه رهين المحبسين، الأول فقد بصره، والثاني ملازمته داره واعتزاله الناس. ولد بمعرّة النعمان، وهي مدينة شامية، تنسب إلى النعمان بن عدي. تولى أجداد أبي العلاء قضاء المعرّة، وضم إليها جدّه أبو الحسن سليمان قضاء حمص- أيضاً- وتوفى فتولى بعده ابنه أبو بكر بن محمّد بن سليمان عمّ أبي العلاء. فلما مات ولى القضاء بعده أخوه عبد الله بن سليمان والد أبي العلاء. جدته لأبيه أم سلمة بنت أبي سعيد الحسن بن إسحاق المعريّ، كانت تروي الأحاديث، وعدّت من شيوخ أبي العلاء.
وأمه من بيت معروف من بيوتات حلب وجدّه لأمه محمّد بن سبيكة، وخالاه أبو القاسم علي وأبو طاهر المشرف، وكانوا من ذوي الشرف والمروءة والكرم، ومن أرباب الأسفار طلباً للمجد والجاه.
أصيب المعريّ في آخر العام الثالث من عمره بالجدريّ، فعُمي في الرابعة من عمره، ولم يبق من ذكريات ما رآه إلا اللون الأحمر.
بدأ أبو العلاء صغيراً في تلقي العلم على أبيه، وأول ما بدأ به علوم اللسان والدين على دأب الناس في ذلك العصر. وبدأ يقرض الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. ثم ارتحل إلى حلب ليسمع اللغة والآداب من علمائها. ومن حلب توجه إلى إنطاكية، ثم سافر إلى طرابلس الشام، ومرّ في طريقه باللاذقيّة، ويقال أنه درس النصرانية واليهودية. ثم عاد إلى المعرّة، ورحل إلى بغداد، وأقام بها سنة وسبعة أشهر يطلب العلم، ويتردد في مكتباتها؛ ويحضر كثيراً من مجالس العلماء ويشترك في دروسهم ومناظراتهم. ثم رجع إلى المعرّة، وتوفيت أمه وهو في طريقه من بغداد راجعاً فرثاها بقصيدتين وكثير من النثر. وقرر المعريّ الانقطاع عن الدنيا ومفارقة لذائذها، فكان يصوم النهار، ويسرد الصيام سرداً لا يفطر إلا العيدين، ويقيم الليل، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة. ولا يتزوج، واكتفى من الثياب بما يستره، ومن الفراش بحصير من برديّ أو لباد. وكان يكلف نفسه أموراً شاقة زيادة في مجاهدتها، مثل الاغتسال شتاءاً بالماء البارد.
وقد التزم بقرار عزلته فلم يخرج من داره تسعاً وأربعين سنة إلا مرة واحدة، كما أنه لم يفتح داره لأحد من الناس مدة من الزمن، ثم فتح داره لطلاب العلم بعد إلحاح الناس، فصارت داره جامعة يؤمها الزائرون من شتى البقاع، وكاتبه العلماء والوزراء وأهل الأقدار.
كان المعريّ رغم عزلته ذا صلة حسنة بالناس، وكان مع فقره كريماً ذا مروءة يعين طلاب الحاجات وينفق على من يقصده من الطلاب، ويكرم زائريه. وكان رقيق القلب رحيماً عطوفاً على الضعفاء، وكان وفياً لأصدقائه وأهله. ومن أهم خصاله الحياء الذي كان يكلفه ضروباً من المشقة والأذى. وكان سيئ الظن بالناس، يعتقد فيهم الشرور والأسوأ، ويمقت فيهم خصال الكذب والنفاق والرياء.
تأثر المعريّ بمختلف الفلسفات التي سادت عصره، وأضاف إليها تجربته الشخصية وآراؤه التي استقاها واختارها لنفسه، وأكثر آرائه الفلسفية حول ديوانه (اللزوميات) سميت بذلك لأنه التزم فيها حرفاّ قبل حرف الرويّ. وقد تكلف في هذا التأليف ثلاث كلف: الأولى أن ينظم حروف المعجم عن آخرها. والثانية أن يجئ رويه بالحركات الثلاث وبالسكون، والثالثة أنه لزم مع كل روي فيه شئ لا يلزم. وقد جاء الديوان من أحد عشر ألف بيت، في مائة وثلاثة عشر فصلاً. وقد جاء الديوان مثقلاً بالغريب واستعمال المصطلحات.
أما ديوانه (سقط الزند) فيضم أكثر شعر صباه وشيئاً من شعر الكهولة. ويحوي الديوان أغراضاً مختلفة من أهمها المدح، والفخر، والوصف، والغزل، والرثاء. فمن شعره في الغزل:
يا ساهر البرق أيقظ راقد السَّمُرِ لعلَّ بالجزع أعواناً على السهر
وإن بخلت عن الأحياء كلهم فاسق المواطر حيناً من بني مطرِ
ويا أسيرة حجيلها أرى سفهاً حمل الجليّ لمن أعيا عن النظرا
ما سرت إلا وطيف منك يتبعني سرى أمامي وتأويباً على أثري.
ومن أجود ما قال في الرثاء الدالية التي أبّن بها أبا حمزة الفقيه الحنفي، ومنها:
غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باكِ ولا ترنّم شاد
وشبيه صوت النّعي إذا قيس بصوت البشير في كل ناد
أبكت تلكم الحمامة أم غنّت على فرع غصنها الميّاد
إنّ حزناً في ساعة الموت أضعاف سرور ساعة الميلاد
أما الدرعيات: فهي قصائد وصف بها المعري الدرع، طبعت ملحقة بسقط الزند، ومن أشهر هذه الدرعيات:
عليك السابغات فإنهنهّ يدافعن الصوارم والأسنّة
ومن شهد الوغى وعليه درعُ تلقاها بنفس مطمئنة
أبدى المعري ارتيابه في كثير مما يوجد في الأديان والفرق. فعاب على النصارى قولهم بصلب المسيح، وعلى اليهود كثرة الأكاذيب في التوراة، وعاب على المجوس عبادة ما لا يعقل.
ومدح النبيّ- صلى الله عليه وآله وسلم- بقصيدة في اللزوميات:
دعاكم إلى خير الأمور محمّد وليس العوالي في القنا كالسوافل
ألف أبو العلاء مؤلفات نثرية من اشهرها: "رسالة الغفران"، و"رسالة الملائكة"، و"الفصول والغايات".
توفي المعري عام 449هـ/1057م.
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
محرك الديزل ومستقبل توليد الطاقة الكهربائية
محرك الديزل هو محرك احتراق داخلي اخترعه المهندس الالماني رودلف ديزل عام 1892 وذلك بعد خمسة اعوام من اعمال البحث والتطوير. لقد كان محرك الديزل منذ نشأته الاولى، وعلى امتداد القرن العشرين بأسره، حلا جذابا للكثير من التطبيقات الصناعية المدنية والعسكرية، حيث رأى فيه رجال الاعمال ضالتهم المنشودة في الحصول على مصدر للطاقة عملي، وموثوق، ورخيص الكلفة. والان وفي ضوء المتغيرات الكثيرة التي لحقت بقطاع الطاقة على امتداد القرن، فان هذا المحرك سيجتاز الخط الفاصل بين القرنين العشرين والحادي والعشرين وهو اكثر تفاؤلا بمستقبله في خدمة الانسان. ان محرك الديزل يستطيع ان يلعب دورا رئيسيا في محطات توليد الطاقة المستقبلية. ولكن قبل ان يحدث ذلك لابد من تطوير محركات الديزل بحيث يتم التحكم بغازات العادم المنطلقة منها، بالاضافة الى التصدي الى التحديات الشديدة والكثيرة التي تواجه صانعي هذا النوع من المحركات.
ومع ان محرك الديزل، شأنه شأن محرك البنزين، مستعمل في السيارات منذ عقود كثيرة، الا ان الاختلافات بين المحركين عديدة، وهذه الاختلافات هي التي أهلت وتؤهل محرك الديزل الى دور حضاري متميز في القرن القادم. ان محرك الديزل على عكس محرك البنزين المستعمل في السيارات الصغيرة، لا يشعل الوقود اعتمادا على طاقة حرارية خارجية، مثل شمعات الاشتعال وما تتطلبه من دارة كهربائية ذات جهد عال لتأمين الشرارة وتقطيعها بواسطة البلاتين، ولكنه يستعمل الحرارة المتولدة عن انضغاط الهواء لاشعال خليطة الهواء - الوقود في اسطوانته.
وبغية الوصول الى درجة الحرارة العالية اللازمة للاحتراق فإن نسبة الانضغاط اللازمة في محركات الديزل يجب ان تكون عالية تصل الى 1:16 وهي النسبة الاكثر استعمالا. وعند نسبة الانضغاط هذه فإن درجة الحرارة ترتفع الى 500 درجة مئوية كما يرتفع الضغط الى 40كلغ سم2، علما بان نسبة انضغاط الهواء في محرك البنزين العادي تقع في المجال 4:1 و10:1.
التشغيل
محرك الديزل يمكن ان يكون اما بدورة ذات اربعة اشواط او ذات شوطين. بالنسبة للدورة ذات الاشواط الاربعة فإن المكبس يتحرك أولا نحو الاسفل بينما تكون فتحة الدخول مفتوحة (مرحلة الامتصاص). وهذه المرحلة تؤدي الى امتلاء الاسطوانة بالهواء ثم تنغلق فتحة دخول الهواء، وعندما يبتدىء المكبس مرحلة الصعود الى الاعلى حيث يضغط الهواء في الاسطوانة (شوط الانضغاط) وقبل ان يصل المكبس الى ذروة ارتفاعه يتم حقن الوقود عبر فوهة خاصة. عندها يمتزج الوقود مع الهواء المضغوط ويشتعل المزيج بتأثير درجة الحرارة الناتجة عن الانضغاط الشديد. وهكذا يندفع المكبس بشدة نحو الاسفل بتأثير انفجار مزيج الهواء فى الوقود (شوط التمدد او شوط الطاقة). بعدها يرتفع المكبس من جديد حيث يكون صمام الطرد مفتوحا هذه المرة حيث يدفع امامه غازات الاحتراق بأسرها (شوط التفريغ). وهكذا تبدأ العملية من جديد باستقدام هواء جديد بينما يبدأ المكبس شوطا جديدا للامتصاص.
ان محرك الديزل ذا الشوطين مماثل لنظيره ذي الاشواط الاربعة باستثناء ان غازات الافلات تطرد من الاسطوانة بواسطة طارد خاص عندما يكون المكبس في وضعية الحجم الاعظمي تقريبا. وفي الوقت ذاته فان مروحة الطرف تقدم امدادا جديدا من الهواء لمزجه مع الوقود عندما يصل المكبس الى وضعية الحجم الاعظمي. في هذا المحرك فان الاحتراق يحدث كل دورة، بينما يحدث كل دورتين بالنسبة للمحرك رباعي الاشواط، كما ان معظم محركات الديزل الكبيرة تستعمل الدورة ذات الشوطين.
رسم يوضح الأشواط الأربعة في محرك الديزل
ان تشغيل محركات الديزل اقتصادية نظرا لأن هذه المحركات تستخدم وقودا ارخص من البنزين وهي تقدم طاقة اكبر. كما انها ابسط ميكانيكيا وهي ليست بحاجة الى نظام الاشعال المعقد ولا تحتاج الى الكاربويتور (المفحم) الموجود في محركات الاحتراق الداخلي العادية. الا انها اثقل - لأن جدران الاسطوانة اسمك كي تكون اقوى لتتحمل الضغط العالي المطلوب - فهي تستعمل عموما لتزويد السيارات بالطاقة. وهي تلاقي تطبيقا واسعا مع ذلك في الشاحنات الضخمة، والاتوبيسات، عربات الجر في القطارات، والسفن، وفي المعدات الصناعية ذات الاداء العنيف حيث تتطلب الامور استطاعات تصل الى 5000 حصان بخاري. وفي هذه الحالة فانها الأكفأ أداء من المحركات الأخرى.
لقد مضى اكثر من قرن منذ ان نجح رودلف ديزل بابتكار المحرك المعروف باسمه، ذي الاستطاعات المتدرجة، القادر على استعمال انواع الوقود المحلية المتوفرة. وقد شكل هذا الاختراع نقطة التفاف مصيرية حاسمة في مجال استعمال الطاقة عموما، والكهرباء خصوصا، في الصناعة.
ولكن ديزل كان سيصعب عليه التعرف على محركه اليوم، على الجيل الجديد من محركات الديزل. فمحرك الديزل الآن لا يزال اكثر انواع المحركات كفاءة ضمن جميع انواع محركات الاحتراق الداخلي، والشيء الذي تغير هو سلسلة التطويرات والتحسينات في تكنولوجيا هذا المحرك في غضون هذا القرن، مع حقن الوقود وعنفات (توربينات) الدورة المشتركة التي ادت الى زيادة المردود بشكل كبير في الوقت الذي انقصت ضمنه كمية الغازات الضارة المنطلقة الى الجو. واصبحت محركات الديزل المشتركة مع الغاز المحركات الرئيسية في سوق محطات توليد الطاقة، مع حصة مشتركة في السوق تبلغ حوالي 10% من محطات التوليد جميعها التي تبنى سنويا حول العالم.
وبما ان المجتمع الحديث يعتمد كليا وبشكل مستمر على الطاقة الكهربائية فان مجموعة مختلفة من الصانعين تنتج الان انواعا من الديزل في تشكيلة واسعة من احجام المحركات وذلك لتلبية احتياجات متنوعة بشكل هائل من التطبيقات المؤقتة والدائمة على السواء. ونظرا لمردود المحرك، ووثوقيته، وتكاليفه التأسيسية المنخفضة، فان محركات الديزل الصغيرة (ذات الاستطاعة الاقل من 1 ميغاوات) والمتوسطة (باستطاعة تتراوح بين 1 - 30 ميغاوات) تستعمل غالبا في الدول النامية من اجل اغراض التغذية الكهربائية الرئيسية، وكذلك في العالم المتقدم كمصدر داعم للاستطاعة او كبديل منافس للاستطاعة المستجرة من الشبكة العامة (القومية). ولكن يرى بعضهم في الدول المتقدمة ان هناك امكانية كبيرة لاستعمال محرك الديزل في توليد الحمولة الأساسية.
ان مجموعات التوليد المتوسطة والكبيرة ذات الاستطاعة الاكبر من 30 ميغاوات المصممة من اجل توليد الكهرباء يمكن ان يبلغ مردودها 50 - 55 بالمائة. كما ان وحدات الديزل الكبيرة قابلة للمقارنة (حسب سعر وحدة الكيلووات) مع محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم الحجري. وتتميز بالعمر الطويل وتقدم حلا بديلا اقتصاديا في التطبيقات حيث لا يمكن اللجوء الى انشاء محطات للتوليد كبيرة.
محطات الديزل الكهربائية
كانت معامل توليد الكهرباء بواسطة محركات الديزل هي المعامل السائدة في سوريا الى عهد قريب. ولا تزال معظم البلدان الصغيرة والقرى تعتمد اعتمادا كليا على محركات الديزل في توليد الكهرباء. كما ان المعامل الصناعية في سوريا كانت تستخدم مجموعات الديزل الكهربائية لتوليد القدرة اللازمة لأغراضها الصناعية. وقد بدأ استخدام محطات التوليد البخارية في كل من دمشق وحمص وحلب بعد ان زادت الاستطاعة المطلوبة عن الحدود العملية التي تصلح لها مجموعات الديزل. وبعد ان تم استكمال شبكة التوتر العالي التي تصل المدن السورية بعضها ببعض، فان الاعتمادات على محركات الديزل قلت بالتدريج، كما هي الحال الان في البلدان الصناعية. وسوف تبقى لمجموعات الديزل الكهربائية اهميتها في المناطق البعيدة التي سيتأخر ربطها بالشبكة العامة.
وعلى النطاق العالمي العام تستخدم محركات الديزل في توليد الكهرباء على الاشكال التالية:
1 - وحدات توليد متنقلة يمكن تحريكها من مكان الى اخر حيثما تكون القدرة الكهربائية ضرورية.
2 - وحدات احتياطية لا تعمل في الاحوال العادية، تجهز بها المنشآت التي يسبب انقطاع الكهرباء عنها خطرا او خسارة لا تعوض، كالمستشفيات وبرادات الاغذية وغيرها. وهذه المجموعات تنطلق للحركة تلقائيا فور حدوث عطل ما في الشبكة الكهربائية العامة.
3 - وحدات توليد رئيسية في المحطات الخاصة بالبلدان الصغيرة او المصانع او المؤسسات الاخرى المستقلة، التي لا تستطيع ان تستمد القدرة من شبكة الارتباط العامة.
وعندما تستخدم محركات الديزل في معامل التوليد الثابتة فانها تتصل مع المولدات الكهربائية وتتراوح السرعة المستعملة بين 250 - 1500 دورة في الدقيقة. وهي تحتاج عادة الى مولدات كهربائية كبيرة القطر من النوع ذي الاقطاب البارزة وطول محوري قصير. ان المجموعات البطيئة ثقيلة لكنها متينة وهذا ما يجعل هذه المجموعات مفضلة لتوليد الكهرباء في المحطات المركزية على الرغم مما تتطلبه هذه المجموعات من رأس مال كبير، يزيد كثيرا على تكاليف المجموعات السريعة.
كما ان محرك الديزل من افضل انواع المحركات لتوليد الكهرباء في الاستطاعات التي تصل حتى 5000 حصان، وهناك العديد من المزايا التي يتمتع بها هذا المحرك، كمحرك رئيسي في معامل التوليد وهي:
1 - الكلفة المنخفضة نسبيا لوقود محركات الديزل.
2 - سرعة اقلاعه وأخذ الحمل كاملا في أقل من دقيقة.
3 - المردود العالي للمحركات مهما كانت استطاعاتها.
4 - بساطة تكوين المعمل.
5 - عدم الحاجة الى مقادير كبيرة من الماء.
ومن الناحية الأخرى هناك مساوىء لاستخدام محركات الديزل في توليد الكهرباء منها:
1 - الكلفة العالية للتجهيزات التأسيسية بالنسبة للكيلوواط.
2 - مساحة المعمل اللازمة تصبح كبيرة.
3 - كما أن رأس المال المطلوب يصبح باهظا عندما تزيد الاستطاعة، بحيث ان هناك حدا اقتصاديا يقف عنده استخدام هذه المحركات، وتحدد هذه الاستطاعة الاجمالية في المحطة الواحدة عادة بمقدار 15 - 20 ميغاوات.
محرك الديزل هو محرك احتراق داخلي اخترعه المهندس الالماني رودلف ديزل عام 1892 وذلك بعد خمسة اعوام من اعمال البحث والتطوير. لقد كان محرك الديزل منذ نشأته الاولى، وعلى امتداد القرن العشرين بأسره، حلا جذابا للكثير من التطبيقات الصناعية المدنية والعسكرية، حيث رأى فيه رجال الاعمال ضالتهم المنشودة في الحصول على مصدر للطاقة عملي، وموثوق، ورخيص الكلفة. والان وفي ضوء المتغيرات الكثيرة التي لحقت بقطاع الطاقة على امتداد القرن، فان هذا المحرك سيجتاز الخط الفاصل بين القرنين العشرين والحادي والعشرين وهو اكثر تفاؤلا بمستقبله في خدمة الانسان. ان محرك الديزل يستطيع ان يلعب دورا رئيسيا في محطات توليد الطاقة المستقبلية. ولكن قبل ان يحدث ذلك لابد من تطوير محركات الديزل بحيث يتم التحكم بغازات العادم المنطلقة منها، بالاضافة الى التصدي الى التحديات الشديدة والكثيرة التي تواجه صانعي هذا النوع من المحركات.
ومع ان محرك الديزل، شأنه شأن محرك البنزين، مستعمل في السيارات منذ عقود كثيرة، الا ان الاختلافات بين المحركين عديدة، وهذه الاختلافات هي التي أهلت وتؤهل محرك الديزل الى دور حضاري متميز في القرن القادم. ان محرك الديزل على عكس محرك البنزين المستعمل في السيارات الصغيرة، لا يشعل الوقود اعتمادا على طاقة حرارية خارجية، مثل شمعات الاشتعال وما تتطلبه من دارة كهربائية ذات جهد عال لتأمين الشرارة وتقطيعها بواسطة البلاتين، ولكنه يستعمل الحرارة المتولدة عن انضغاط الهواء لاشعال خليطة الهواء - الوقود في اسطوانته.
وبغية الوصول الى درجة الحرارة العالية اللازمة للاحتراق فإن نسبة الانضغاط اللازمة في محركات الديزل يجب ان تكون عالية تصل الى 1:16 وهي النسبة الاكثر استعمالا. وعند نسبة الانضغاط هذه فإن درجة الحرارة ترتفع الى 500 درجة مئوية كما يرتفع الضغط الى 40كلغ سم2، علما بان نسبة انضغاط الهواء في محرك البنزين العادي تقع في المجال 4:1 و10:1.
التشغيل
محرك الديزل يمكن ان يكون اما بدورة ذات اربعة اشواط او ذات شوطين. بالنسبة للدورة ذات الاشواط الاربعة فإن المكبس يتحرك أولا نحو الاسفل بينما تكون فتحة الدخول مفتوحة (مرحلة الامتصاص). وهذه المرحلة تؤدي الى امتلاء الاسطوانة بالهواء ثم تنغلق فتحة دخول الهواء، وعندما يبتدىء المكبس مرحلة الصعود الى الاعلى حيث يضغط الهواء في الاسطوانة (شوط الانضغاط) وقبل ان يصل المكبس الى ذروة ارتفاعه يتم حقن الوقود عبر فوهة خاصة. عندها يمتزج الوقود مع الهواء المضغوط ويشتعل المزيج بتأثير درجة الحرارة الناتجة عن الانضغاط الشديد. وهكذا يندفع المكبس بشدة نحو الاسفل بتأثير انفجار مزيج الهواء فى الوقود (شوط التمدد او شوط الطاقة). بعدها يرتفع المكبس من جديد حيث يكون صمام الطرد مفتوحا هذه المرة حيث يدفع امامه غازات الاحتراق بأسرها (شوط التفريغ). وهكذا تبدأ العملية من جديد باستقدام هواء جديد بينما يبدأ المكبس شوطا جديدا للامتصاص.
ان محرك الديزل ذا الشوطين مماثل لنظيره ذي الاشواط الاربعة باستثناء ان غازات الافلات تطرد من الاسطوانة بواسطة طارد خاص عندما يكون المكبس في وضعية الحجم الاعظمي تقريبا. وفي الوقت ذاته فان مروحة الطرف تقدم امدادا جديدا من الهواء لمزجه مع الوقود عندما يصل المكبس الى وضعية الحجم الاعظمي. في هذا المحرك فان الاحتراق يحدث كل دورة، بينما يحدث كل دورتين بالنسبة للمحرك رباعي الاشواط، كما ان معظم محركات الديزل الكبيرة تستعمل الدورة ذات الشوطين.
رسم يوضح الأشواط الأربعة في محرك الديزل
ان تشغيل محركات الديزل اقتصادية نظرا لأن هذه المحركات تستخدم وقودا ارخص من البنزين وهي تقدم طاقة اكبر. كما انها ابسط ميكانيكيا وهي ليست بحاجة الى نظام الاشعال المعقد ولا تحتاج الى الكاربويتور (المفحم) الموجود في محركات الاحتراق الداخلي العادية. الا انها اثقل - لأن جدران الاسطوانة اسمك كي تكون اقوى لتتحمل الضغط العالي المطلوب - فهي تستعمل عموما لتزويد السيارات بالطاقة. وهي تلاقي تطبيقا واسعا مع ذلك في الشاحنات الضخمة، والاتوبيسات، عربات الجر في القطارات، والسفن، وفي المعدات الصناعية ذات الاداء العنيف حيث تتطلب الامور استطاعات تصل الى 5000 حصان بخاري. وفي هذه الحالة فانها الأكفأ أداء من المحركات الأخرى.
لقد مضى اكثر من قرن منذ ان نجح رودلف ديزل بابتكار المحرك المعروف باسمه، ذي الاستطاعات المتدرجة، القادر على استعمال انواع الوقود المحلية المتوفرة. وقد شكل هذا الاختراع نقطة التفاف مصيرية حاسمة في مجال استعمال الطاقة عموما، والكهرباء خصوصا، في الصناعة.
ولكن ديزل كان سيصعب عليه التعرف على محركه اليوم، على الجيل الجديد من محركات الديزل. فمحرك الديزل الآن لا يزال اكثر انواع المحركات كفاءة ضمن جميع انواع محركات الاحتراق الداخلي، والشيء الذي تغير هو سلسلة التطويرات والتحسينات في تكنولوجيا هذا المحرك في غضون هذا القرن، مع حقن الوقود وعنفات (توربينات) الدورة المشتركة التي ادت الى زيادة المردود بشكل كبير في الوقت الذي انقصت ضمنه كمية الغازات الضارة المنطلقة الى الجو. واصبحت محركات الديزل المشتركة مع الغاز المحركات الرئيسية في سوق محطات توليد الطاقة، مع حصة مشتركة في السوق تبلغ حوالي 10% من محطات التوليد جميعها التي تبنى سنويا حول العالم.
وبما ان المجتمع الحديث يعتمد كليا وبشكل مستمر على الطاقة الكهربائية فان مجموعة مختلفة من الصانعين تنتج الان انواعا من الديزل في تشكيلة واسعة من احجام المحركات وذلك لتلبية احتياجات متنوعة بشكل هائل من التطبيقات المؤقتة والدائمة على السواء. ونظرا لمردود المحرك، ووثوقيته، وتكاليفه التأسيسية المنخفضة، فان محركات الديزل الصغيرة (ذات الاستطاعة الاقل من 1 ميغاوات) والمتوسطة (باستطاعة تتراوح بين 1 - 30 ميغاوات) تستعمل غالبا في الدول النامية من اجل اغراض التغذية الكهربائية الرئيسية، وكذلك في العالم المتقدم كمصدر داعم للاستطاعة او كبديل منافس للاستطاعة المستجرة من الشبكة العامة (القومية). ولكن يرى بعضهم في الدول المتقدمة ان هناك امكانية كبيرة لاستعمال محرك الديزل في توليد الحمولة الأساسية.
ان مجموعات التوليد المتوسطة والكبيرة ذات الاستطاعة الاكبر من 30 ميغاوات المصممة من اجل توليد الكهرباء يمكن ان يبلغ مردودها 50 - 55 بالمائة. كما ان وحدات الديزل الكبيرة قابلة للمقارنة (حسب سعر وحدة الكيلووات) مع محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم الحجري. وتتميز بالعمر الطويل وتقدم حلا بديلا اقتصاديا في التطبيقات حيث لا يمكن اللجوء الى انشاء محطات للتوليد كبيرة.
محطات الديزل الكهربائية
كانت معامل توليد الكهرباء بواسطة محركات الديزل هي المعامل السائدة في سوريا الى عهد قريب. ولا تزال معظم البلدان الصغيرة والقرى تعتمد اعتمادا كليا على محركات الديزل في توليد الكهرباء. كما ان المعامل الصناعية في سوريا كانت تستخدم مجموعات الديزل الكهربائية لتوليد القدرة اللازمة لأغراضها الصناعية. وقد بدأ استخدام محطات التوليد البخارية في كل من دمشق وحمص وحلب بعد ان زادت الاستطاعة المطلوبة عن الحدود العملية التي تصلح لها مجموعات الديزل. وبعد ان تم استكمال شبكة التوتر العالي التي تصل المدن السورية بعضها ببعض، فان الاعتمادات على محركات الديزل قلت بالتدريج، كما هي الحال الان في البلدان الصناعية. وسوف تبقى لمجموعات الديزل الكهربائية اهميتها في المناطق البعيدة التي سيتأخر ربطها بالشبكة العامة.
وعلى النطاق العالمي العام تستخدم محركات الديزل في توليد الكهرباء على الاشكال التالية:
1 - وحدات توليد متنقلة يمكن تحريكها من مكان الى اخر حيثما تكون القدرة الكهربائية ضرورية.
2 - وحدات احتياطية لا تعمل في الاحوال العادية، تجهز بها المنشآت التي يسبب انقطاع الكهرباء عنها خطرا او خسارة لا تعوض، كالمستشفيات وبرادات الاغذية وغيرها. وهذه المجموعات تنطلق للحركة تلقائيا فور حدوث عطل ما في الشبكة الكهربائية العامة.
3 - وحدات توليد رئيسية في المحطات الخاصة بالبلدان الصغيرة او المصانع او المؤسسات الاخرى المستقلة، التي لا تستطيع ان تستمد القدرة من شبكة الارتباط العامة.
وعندما تستخدم محركات الديزل في معامل التوليد الثابتة فانها تتصل مع المولدات الكهربائية وتتراوح السرعة المستعملة بين 250 - 1500 دورة في الدقيقة. وهي تحتاج عادة الى مولدات كهربائية كبيرة القطر من النوع ذي الاقطاب البارزة وطول محوري قصير. ان المجموعات البطيئة ثقيلة لكنها متينة وهذا ما يجعل هذه المجموعات مفضلة لتوليد الكهرباء في المحطات المركزية على الرغم مما تتطلبه هذه المجموعات من رأس مال كبير، يزيد كثيرا على تكاليف المجموعات السريعة.
كما ان محرك الديزل من افضل انواع المحركات لتوليد الكهرباء في الاستطاعات التي تصل حتى 5000 حصان، وهناك العديد من المزايا التي يتمتع بها هذا المحرك، كمحرك رئيسي في معامل التوليد وهي:
1 - الكلفة المنخفضة نسبيا لوقود محركات الديزل.
2 - سرعة اقلاعه وأخذ الحمل كاملا في أقل من دقيقة.
3 - المردود العالي للمحركات مهما كانت استطاعاتها.
4 - بساطة تكوين المعمل.
5 - عدم الحاجة الى مقادير كبيرة من الماء.
ومن الناحية الأخرى هناك مساوىء لاستخدام محركات الديزل في توليد الكهرباء منها:
1 - الكلفة العالية للتجهيزات التأسيسية بالنسبة للكيلوواط.
2 - مساحة المعمل اللازمة تصبح كبيرة.
3 - كما أن رأس المال المطلوب يصبح باهظا عندما تزيد الاستطاعة، بحيث ان هناك حدا اقتصاديا يقف عنده استخدام هذه المحركات، وتحدد هذه الاستطاعة الاجمالية في المحطة الواحدة عادة بمقدار 15 - 20 ميغاوات.
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
نشأة النقود وتطوّرها
(كانَ النّاسُ أُمّةً واحدَةً فبعثَ اللهُ النبيِّينَ مُبشِّرينَ ومُنذرينَ وأنزلَ مَعهُم الكِتابَ بالحقِّ لِيحكُمَ بينَ النّاسِ فيما اختلفوا فيهِ وما اختلفَ فيهِ إلاّ الّذينَ أُوتوهُ من بعدِ ما جاءتهُم البيِّناتُ بَغْياً بينَهُم فهدى اللهُ الّذينَ آمنوا لِما اختلفوا فيهِ من الحقِّ بإذنِهِ واللهُ يَهدي مَن يَشاءُ إلى صِراط مُسْتَقيم ). (البقرة / 213)
تؤرِّخ هذه الآية، كما أفاد بعض المفسرين، أمثال الفقيه الفيلسوف المفكِّر السيّد محمّد حسين الطباطبائي، والفقيه الشهيد المفكِّر الكبير السيّد محمّد باقر الصدر، تؤرِّخ نشأة المجتمع البشري الأولى، وتوضِّح أنّ الإنسان مُنذ وجوده على هذه الأرض مرَّ بثلاث مراحل هي :
1. مرحلة الحياة الفطرية التي كانت تسيّرها الفطرة، وهي مرحلة سلام ووئام، فلم يكن هناك خلاف معاشي، ولا صراع على ما يحتاجه الإنسان، فكل واحد منهم يجد كفايته من الطعام والشراب والمأوى من غير مزاحم في عالم الطبيعة; شأنه شأن الطيور والأسماك والحيوانات الأخرى في هذا المجال.
2. مرحلة الخلاف والنزاع والصراع على الحاجات المادية من الطعام والشراب والحيوانات المدجَّنة والمسخرة لخدمة الإنسان والسيطرة على الآخرين... الخ.
3. مرحلة بعثة الأنبياء، لرفع الاختلاف المادي، وتبليغ الرسالة الإلهية، وبناء المجتمع على أساس القانون الذي ينظم الملكية ويؤسس السلطة السياسية، ويعرِّف الناس بخالق الوجود.
وهكذا يحدِّد القرآن الرأي الإسلامي في نشأة الصراع على الحاجات المادية، ومجيء الرسالات الإلهية لحل عقدة الصراع وتنظيم الملكية الذي صاحبته عملية التبادل بين السلع لإشباع الحاجة، أو للادخار الاحتياطي والاقتناء. ومن المسلَّمات التاريخية لدى الباحثين المختصين أن عمليات تبادل السلع بين الأشخاص كانت تجري على طريقة المقايضة (أي مبادلة سلعة بسلعة أخرى). ولم يدخل الوسيط النقدي كمعادل بين السلع إلاّ بعد تطوّر الحياة الفكرية والاقتصادية للإنسان، فحلَّ بشكل واسع في عمليات البيع والشراء بدلاً من المقايضة لاسباب اقتضاها تطور الحياة المدنية والاقتصادية، أهمّها صعوبة نقل السلع المراد استبدالها بسلع أخرى، وصعوبة خزن السلع وحفظها من التلف، وصعوبة تجزئتها ; فصارت السلع والخدمات والحقوق والمنافع تعادل وتبادل بالنقد.
ولم يعرف الإنسان النقود إلاّ بعد تطور الحياة المدنية والاقتصادية، ونشوء الحاجة إلى وسيط سهل الحمل والتجزئة والخزن والمعادلة في عمليات البيع والشراء.
ويذكر القرآن في قصة أهل الكهف وجود النقود والسوق التجارية، التي يتم فيها التبادل عن طريق النقود في القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملك الروماني، كما أفاد المفسرون ذلك ; وأن هذه النقود كانت هي السبب في انكشافها ; لأنها كانت قد سُكَّت قبل ثلاثة قرون حين عرضت في السوق، وقد تغيرت رموزها ونقوشها. فقد كشف القرآن هذه المعلومة الاقتصادية من خلال عرض القصة بقوله :
(... فابعثوا أحَدكُم بوَرِقِكُم هذه إلى المدينةِ فلْيَنْظُر أ يُّها أزكى طعاماً فليأتِكُم برزق مِنهُ ولْيَتَلَطَّف ولا يُشْعِرَنَّ بكُم أحَداً ). (الكهف / 19)
والوَرِق هي الدراهم ـ أو الدراهم الفضية، فإنّ الفضة تسمّى وَرِقاً أيضاً. وسياق القصّة يفيد أنّ ظهور النقود له تأريخ سابق على هذه المرحلة لانّ النقود الرومانية هذه كانت نقوداً متطوِّرة، وعليها نقوش وصور ; تمّ اكتشاف زمنها وصفاتها حين دخول صاحب الكهف إلى السوق للشراء.
وفي قصّة يوسف الذي عاش قبل الميلاد بأكثر من ثلاثة آلاف سنة، نقرأ أنه اشتري بدراهم معدودة (أي بنقود)، وليس ضرورياً أن يكون اسم النقود التي اشتري بها هو الدراهم.
غير أنّ القرآن استعمل الدرهم اسماً مستعاراً للنقد، أو ربّما عادلها بما يساويها من النقد المتداول عند العرب في عصر الدعوة والوحي.
قال تعالى : (وَشَرَوْهُ بثمن بَخْس دراهمَ مَعْدودة ) (يوسف / 20)، وكلمة معدودة هي قرينة على أنه اشتري حقيقة بنقد، وليس بسلعة تقدّر بنقد قليل. وهذا التصريح القرآني هو أحد الوثائق التي تلقي الضوء على مرحلة من مراحل وجود النقد واستخدامه في مصر والجزيرة العربية.
وتفيد الدراسات التاريخية أن أوّل وسيط استعمل في عمليات البيع والشراء هو المعادن، وقد كانت تستعمل على شكل سبائك معدنية كما تستعمل النقود اليوم.
«فاستعمل الحديد في إسبرطة، والبرنز في روما، والنحاس في الصين، ثمّ الفضة والذهب. ولقد استعملت الفضة منذ عام 2255 قبل المسيح في الصين بشكل مجوهرات، وكادت تبقي النقد المعدني الرئيسي حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث تمّ استبدالها بالذهب، واستعملت المعادن، بادئ ذي بدء بشكل سبائك، وكان يترتّب وزنها وتقدير قيمتها بمناسبة كل صفقة تجارية، ثمّ ما لبثت السلطات العامّة أن تدخّلت وحدّدت الأوزان والمعايير وصادقت عليها بوسمها بعلامة رسمية، وبعد هذه المرحلة تحولت السبائك إلى قطع نقود تماثل النقد المستعمل في يومنا هذا. لقد ساد كل من الذهب والفضة عبر التاريخ، كمعادن نقدية، ومردّ ذلك إلى قيمتها النوعية العالية وبالأحرى القيمة بالنسبة لوحدة الوزن وإلى عدم تغيرهما نسبياً، وإلى سهولة تجزئتهما».
ويذكر الدكتور حافظ يقظان:
أنّ «أوّل مملكة سكّت لها نقداً خاصاً هي مملكة (ليديا) التي تقع في المنطقة الجنوبية الغربية من آسيا الصغرى، وذلك في القرن السابع قبل الميلاد»، ثمّ تلتها أثينا في ضرب النقود الخاصة بها ; وهكذا استقرّ العمل بالنقد المعدني قروناً عديدة عبر مراحل متعددة من التاريخ الحضاري للإنسان.
فكانت المعادن هي وحدة القياس المعادل بين السلع، وبواسطتها تحدد قيم الأشياء، لذلك اصطلح فقهاء الإسلام على تسمية النقدين (الذهب والفضة) بالأثمان. وبناءً على ذلك عرّفوا الصرف بأنه : «مبادلة الأثمان بالأثمان» أي بيع النقود بالنقود (الذهبية والفضية) ; لان النقود عندهم أثمان ووحدة قياس للبيع، وليست كالأموال الأخرى، التي تدخل في عمليات البيع كثمن ومثمن.
وهذه النظرية الاقتصادية جديرة بالسيطرة على حفظ قيمة النقد واستقرار السوق ; لثبوت قيمتها الذاتية بالنسبة لتقلّبات أسعار الأشياء الأخرى.
وظائف النقود
لقد كان اكتشاف الإنسان للنقد بمختلف مراحله حدثاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، ساهم مساهمة واسعة في تبادل السلع والمنافع والخدمات، وتسهيل إشباع الحاجات، وتعميق التواصل بين أفراد المجتمع وشعوب العالم.وعلى مرِّ العصور تطوّرت وظائف النقد، وتجاوزت مهمّة الوسيط في التبادل (وحدة القياس)، حتى صارت له وظائف عديدة أخرى ركّزها الباحثون الاقتصاديون بآلاتي :
1. تستخدم النقود كوسيلة للمبادلة، لسهولة حملها وقابليتها للتجزئة.
2. تسلك النقود كمقياس لقيم الأشياء.
3. تساهم النقود مساهمة فعّالة في الحصول على السلع والخدمات والمنافع بيسر وسهولة.
4. تستخدم النقود كأداة لاداء الديون والتحويل.
5. تقوم النقود بدور حفظ الثروة، فهي أفضل وسيلة للادِّخار، لعدم قابليتها للتلف، ولان قيمتها تعتبر ثابتة نسبياً، فهي أداة ادِّخار، ومستودع للقيم.
تلك هي الوظائف الأساسية للنقد ; غير أن ظلم الإنسان، وسوء تصرّفه الاقتصاديّ، وتلاعبه بقيمة النّقد ووظيفته الطبيعية في الحياة الاقتصادية، وخضوع النّقد لتقلبات اقتصادية وسياسية بسبب تلك التصرّفات الجشعة والظّالمة، حوّلته إلى أداة استغلال، وإخلال في موازنة الحياة الاقتصادية، واضطراب في الأجور والأسعار والخدمات.
لذا فإنّ النظام الإسلامي حرّم تجميد النقد (الاكتناز) والتلاعب بالأسعار، والزم الدولة بتوجيه الحياة الاقتصادية، والتخطيط لها انطلاقاً من قاعدة «لا ضَرر ولا ضِرار» التي ثبّتها الرسول الكريم محمّد (ص)، ودفعاً للظلم والفساد الاجتماعي، وليقوم النقد بدوره الطبيعي وبوظيفته الخدمية في المجتمع.
النقود في الإسلام
لقد عرف العرب قبل الإسلام النقود، واستخدموها في المبادلات والاعواض للسلع والخدمات، فكانوا يستعملون الذهب والفضة نقدين في المعاملة. وكانت عملتهم الذهبية هي الدينار، وأما عملتهم الفضية فهي الدرهم.وكان مصدر الدينار الذهبي والدرهم الفضي دولة الروم القيصرية آنذاك.
وقد سجّل أحمد بن علي المقريزي المتوفّى سنة (845 هـ ) تلك الظاهرة الاقتصادية بقوله :
«وكانت نقود العرب في الجاهلية التي تدور بينها، الذهب والفضة لا غير، ترد إليها من الممالك، دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم، ودراهم فضة على نوعين : سوداء وافية، وطبرية عنقاء...» (1).
وحين بعث الله سبحانه نبيه محمداً (ص) برسالة الهدى، أقرَّ تلك العملة في التداول والمبادلات والمعوضات وأداء الحقوق والديون والتكاليف المالية.
واستمرّ المسلمون يستعملون الدينار والدرهم الرومانيّين في عهد الرسول (ص) وأبي بكر من بعده، غير أن عمر بن الخطاب قام في السنة الثامنة من خلافته بأجراء تغيير في النقود الإسلامية، فضرب الدراهم الفضية على الطريقة الكروية، وأضاف إلى بعضها (لا إله إلاّ الله وحده) وفي بعضها (محمّد رسول الله) وفي بعضها (الحمد لله) وفي بعضها (عمر)، كما أصدر عثمان بن عفان دراهم خاصة في خلافته وجعل نقشها ( الله أكبر ).
وقد توالت التعديلات على العملة وإصدار أنواع مختلفة منها في العهود الإسلامية المتعاقبة.
وتفيد بعض المصادر: «أنّ أوّل من أمر بضرب السكّة الإسلامية على الفضّة عليّ (ع) بالبصرة سنة (40) من الهجرة»
ولعلّ أخطر تغيير حدث في العملة الإسلامية هو التغيير الذي حدث في عهد عبدالملك بن مروان، عندما حدث خلاف بين ملك الروم وبين الخليفة الأموي ; وكانت النقود الرومانية هي النقود المستعملة في البيع وسائر المعاوضات، فهدّد ملك الروم الخليفة الأموي أنّه سيكتب على النقود التي تضرب في بلاده ويتداولها المسلمون شتم النبي محمّد (ص)، فأحسّ عبدالملك بن مروان بالحرج، وتعقيد الموقف، وحاول الخروج من المأزق الاقتصادي هذا، فلم يهتد إلى طريقة منقذة، فأشار عليه بعض من استشارهم بأن يستدعي الامام (الباقر) محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) من المدينة المنوّرة، ويعرض عليه هذه المشكلة الاقتصادية.
فكتب الخليفة الأموي إلى عامله على المدينة المنوّرة، بأن يطلب من الأمام محمّد بن علي الباقر (ع) التوجّه إلى دمشق ولقاء الخليفة الأموي، فتقدّم الأمام والتقى عبدالملك بن مروان، وبحث تلك المشكلة الاقتصادية الخطيرة، فأشار الأمام على الحاكم الأموي أن يتم استبدال النقد الرومي بنقد إسلامي، وتصنع النقود في بلاد المسلمين، وتقطع العلاقة الاقتصادية هذه معهم، وتُحرر بلاد المسلمين وسمعتهم من الضغوط الرومانية، وحدّد له الكيفية والوزن، فاقترح الأمام الباقر (ع) أن توضع سورة التوحيد على أحد وجهي الدرهم، وذكر الرسول محمّد (ص) على الوجه الآخر، وأن يوضع على مدار الدرهم والدينار اسم البلد الذي يصنع فيه والسنّة التي يُضرب فيها .
النّقد الورقي
لقد كان اختراع النقود كوسيلة للتداول ومعادلة السلع عملاً اقتصادياً كبيراً. وكما يذكر الاقتصاديون فانّ النقود قد مرّت عِبر عدّة مراحل خلال نشوئها وتطوّرها.
ومن أبرزها مرحلتين هما :
1. المرحلة المعدنيّة : وهي مرحلة النقد المعدني واستقراره في الذهب والفضّة، أو في الذهب وحده.
2. مرحلة النقد الورقي : وهي آخر مراحل تطوّر النقد. وفي هذه المرحلة اختفى النقد الذهبي (بعد الحرب العالمية الأولى) وحلّ محلّه النقد الورقي الذي تسبّب بأزمات التضخّم واضطراب الحياة الاقتصادية.
وعُرِّف النقد الورقي من قِبَل بعض الاقتصاديين بآلاتي : «النقود الورقية هي عبارة عن العلائم النقدية التي تصدرها الدولة، وتحلّ محل الذهب، وتمثِّله في وظيفته كوسيلة للتداول وكوسيلة للدفع. إنّ النقد الورقي لا يملك عمليّاً أي قيمة خاصّة، ولا يمكنه بالتالي أن يقوم بوظيفة مقياس بقيمة البضائع».
نشوء النقد الورقي
إنّ دراسة تطوّر النقد تشير إلى أنّ هناك أسباباً بدائية لنشوء هذا النقد ثمّ تدرّجه في التطوّر مواكباً النمو والتعقيد الاقتصادي الهائل والحاجة الاقتصادية لتغطية نفقات الدول، فكان لهذا النوع من العملات نتائجه وآثاره الضارّة على الاقتصاد كما كانت له فوائده الاقتصادية أيضاً.
وتشير الدراسات التاريخية لنشوء النقد أنّ الصين كانت أوّل بلد طبع النقود الورقية، كما يُذكر أيضاً أنّ النقد الورقي صدر لاوّل مرّة في أمريكا عام 1690 م وفي روسيا عام 1769 م.
لقد كانت الفكرة الاُولى لنشوء النقد الورقي قد ولدت بين التجّار الذين يتنقّلون من بلد إلى بلد ويحملون نقودهم الذهبية والفضية معهم، فكانت عرضة للضياع والسرقة، فاستعاضوا عنها بوثائق خطِّيّة تُثبت مقدار ملكيّتهم. فكانت تمثِّل البديل الورقي البدائي للعملة المعدنية (الذهب والفضّة) وشهادة بقدرة حاملها على دفع المقدار المثبّت على متنها.
وكانت تلك كالورقة تدفع إلى التاجر الذي تشترى منه بضاعة، وهو بدوره يستطيع أن يتسلّم المبلغ المثبّت على هذه الورقة من الشخص المودع عنده مال التاجر المشتري، ثمّ تطوّر استعمال هذه الأوراق، فصار بالإمكان دفعها إلى أي بائع أو مشتري بشكل متداول ليكون المرجع النهائي في القبض هو المركز المودع فيه المال.
وقد أوضح الدكتور حافظ يقظان ذلك بقوله :
«وبالواقع كانت هذه (الوثائق الورقية) بمثابة شهادة من شخص مشهود له بحُسن السيرة في موطنه، فكان من شأن مثل هذا الشخص من خلال عمله أن يقوم بدور مصرف إصدار بدائي يشهد بأنّ التاجر فلان قد أودع لديه مبلغاً من المال برسم الدفع للبائع المعني عند الطلب، وكانت تلك الرسائل بمثابة المرحلة الاُولى في سياق التطوّر النقدي والمصرفي، ومع تقادم الزمن تطوّرت تلك الرسائل، واكتسبت الوثائق صفة النقود المقبولة في كل مكان».
ومن المعروف اقتصادياً أنّ النقود الورقية المتداولة ألان لم تعد قابلة للتحويل إلى ذهب أو فضّة عند طلب حاملها بما يساوي القيمة الاسميّة المثبّتة عليها ; بل هي نقود تعتمد على ثقة المتداولين لها بالجهة المصدِّرة (الدولة أو البنك المركزي). فهي نقود تعهّدية من قبل الجهة المصدِّرة، كما تعتمد على ثقة المتداول لها بتلك الجهة.
ويعتمد إصدارها على أسس اقتصادية وقانونية وسلطوية، وتوضيحها كآلاتي :
«إلاّ أنّ إصدارها يكون مقابل مبالغ من الذهب، أو كميات من السبائك الذهبية المرصدة، لدى مؤسسة النقد العالمي، أو مقابل ضمانات مقبولة تقدِّمها الدولة المصدِّرة، أو مقابل الاثنين معاً. وقد تكون مثل هذه الأوراق بمثابة أمر رسمي من السلطة يفرض على الشعب النقدية، وجعل تداول الأوراق، والثقة بقدرة الدولة المالية أمراً الزامياً، إلاّ أنّ قبول هذه الأوراق يبقى ضمن حدود الدولة المعنيّة، فتعتبر من الناحية الواقعية نقوداً محليّة، إذ ليس بإمكان الدولة فرض قبولها، والتداول بها خارج حدودها الإقليمية، بل تتمكّن الدولة من جعلها أداة للمضاربات المالية، بواسطة إبدالها بقطع نادرة ; على أمل جني الأرباح في المستقبل عند ارتفاع قيمة تلك القطع».
وهكذا فانّ الأوراق النقدية بعضها يملك رصيداً ذهبياً، أو ضمانات مقبولة تقدِّمها الدولة لدى مؤسّسة النقد العالمي.
وبعضها لا يملك مثل هذا الرصيد أو الضمانات، بل هي مجرّد أوراق إلزامية تصدرها الدولة في حدودها الإقليمية وتجعل الثقة بها وتداولها أمراً إلزاميا، فذا تكون نقوداً محليّة ; لانّ أوامر الدولة لا تكسبها إلزامية الثقة خارج حدودها، وتبقى الدولة ضامنة لهذا النقد، فمتى ما أرادت إسقاط هذا النقد فعليها أن تعوِّض حاملي هذه النقود نقوداً عن النوع الأول تتّفق وما تحدِّد الدولة لها من قيمة.
وهكذا يتّضح أنّ لهذه العملة قيمة تتعهّد بها الدولة من غير أن يكون لها وجود فعلي، وأنّ الثقة بهذه القيمة وقبول هذا النقد يقوم على إلزام الدولة بتداولها ; لذا فانّ هذا الإلزام لا يتعدّى حدودها، وتبقى ملزمة بالوفاء بالتزاماتها تجاه حامل هذه الورقة في حال إسقاط هذه العملة.
والأساس الاقتصادي السليم الذي تعتمد الدولة في تقدير حجم النقد الورقي الذي تصدره هو أن يكون مساوياً لما لديها من موجودات عينية وخدمات مقبولة اقتصادياً. وكلّما كان حجم النقود الورقية مساوياً لما لدى الدولة من موجودات مادية وخدمات، كان وضع النقود الاقتصادي طبيعياً وسليماً. أمّا إذا ازدادت كميات النقود الورقية على ما يقابلها من موجودات عينية وخدمات، فعندئذ تهبط قيمة هذه النقود وقوّتها الشرائية فيحصل ما يسمّى بالتضخّم النقدي.
الأساس الفقهي لمشروعيّة النقد الورقي في الإسلام
اعتمد التشريع الإسلامي الأساس المعدني في إصدار النقود والتعامل بها، وخصوصاً (الذهب والفضة) اللذين سمّيا بمصطلح الفقهاء بـ (الأثمان)، واستعمل مصطلح الصرف كمصطلح خاص لبيع الأثمان بعضها ببعض، وبذا فرّق بين بيع السلع بعضها ببعض. أو بيعها بالنقود، وبين بيع النقدين (الذهب والفضة) بعضهما ببعض من تعاريف الفقهاء ننقل تعريف الشهيد الأول ; قال :
«الصّرف وهو بيع الأثمان بمثلها»، «وهي الذهب والفضة» .
ثمّ استرسل الشهيد الأول يوضح أفكاراً اقتصادية ذات علاقة بموضوع البحث فقال :
«ويشترط فيه التقابض في المجلس، أو اصطحابهما إلى القبض، أو رضاه بما في ذمّته قبضاً بوكالته في القبض فيما اشتراه في ذمته نقداً آخر».
إنّ دراسة أحكام المعاوضات المالية والرِّبا والزكاة والخمس وغيرها من أحكام التشريع المالي، توضِّح لنا أن الشريعة الإسلامية قد اعتبرت النقد الشرعي هو الذهب والفضة. وقد حدّد المسلمون الأوزان والمقادير والأحكام الدقيقة لضبط العملة، وتنظيم مقاديرها، ونظام التبادل بها وتداولها، واعتبروا الدينار الذهبي والدرهم الفضي وحدة قياس نقدية; وعلى ذلك بنيت التكاليف المالية والمسؤوليات ذات العلاقة بمقدار النقد. ننقل من هذه الأحكام : «فصل في زكاة النقدين : وهما الذهب والفضة... وأن يكونا مسكوكين بسكة المعاملة، سواء أكان بسكّة الإسلام أو الكفر بكتابة أو غيرها...».
فالفقه الإسلامي والتشريع المالي في الإسلام يعتبران الذهب والفضة هما النقد الشرعي، وعليهما مدار الحياة المالية، غير أن الفقه المالي ونظام العملة في الإسلام قد اتسع لقبول النقد الورقي المبني على الثقة، علماً بأن النقد الورقي الذي يتداوله الناس يُقسم إلى ثلاثة أقسام :
1. قسم من النقود لها ما يقابلها من الموجودات المالية في خزانة الدولة، بتغطية كاملة من (الذهب والفضة أو الممتلكات الاخرى والمستندات العائدة للدولة التي يمكن أن تحول إلى ذهب أو فضة).
2. قسم من النقود والأوراق المالية ليس لها تغطية كاملة، بل إنّ ما تملكه الدولة يغطِّي نسبة منها، كأن تكون 80 % مثلاً، فتكون النسبة الأخرى 20 % أوراقاً تعهدية مضمونة من قبل الدولة، وهذا يعني أن كل ورقة نقدية هي خاضعة لهذه النسبة من التغطية الحقيقية.
3. قسم من النقود لا يملك تغطية مالية، بل أصدرته الدولة، وتعهدت به، وإن الثقة بالدولة وقدرتها على الأداء هي مصدر قبول النقد الورقي بشتّى أنواعه.
وعند دراسة وتحليل الأصول التشريعية لهذا القبول يمكننا أن نرجعها إلى ثلاثة أصول تشريعية من تشريعات المال في الفقه الإسلامي وهي :
1. الدين.
2. الحوالة.
3. بيع الدّين.
(كانَ النّاسُ أُمّةً واحدَةً فبعثَ اللهُ النبيِّينَ مُبشِّرينَ ومُنذرينَ وأنزلَ مَعهُم الكِتابَ بالحقِّ لِيحكُمَ بينَ النّاسِ فيما اختلفوا فيهِ وما اختلفَ فيهِ إلاّ الّذينَ أُوتوهُ من بعدِ ما جاءتهُم البيِّناتُ بَغْياً بينَهُم فهدى اللهُ الّذينَ آمنوا لِما اختلفوا فيهِ من الحقِّ بإذنِهِ واللهُ يَهدي مَن يَشاءُ إلى صِراط مُسْتَقيم ). (البقرة / 213)
تؤرِّخ هذه الآية، كما أفاد بعض المفسرين، أمثال الفقيه الفيلسوف المفكِّر السيّد محمّد حسين الطباطبائي، والفقيه الشهيد المفكِّر الكبير السيّد محمّد باقر الصدر، تؤرِّخ نشأة المجتمع البشري الأولى، وتوضِّح أنّ الإنسان مُنذ وجوده على هذه الأرض مرَّ بثلاث مراحل هي :
1. مرحلة الحياة الفطرية التي كانت تسيّرها الفطرة، وهي مرحلة سلام ووئام، فلم يكن هناك خلاف معاشي، ولا صراع على ما يحتاجه الإنسان، فكل واحد منهم يجد كفايته من الطعام والشراب والمأوى من غير مزاحم في عالم الطبيعة; شأنه شأن الطيور والأسماك والحيوانات الأخرى في هذا المجال.
2. مرحلة الخلاف والنزاع والصراع على الحاجات المادية من الطعام والشراب والحيوانات المدجَّنة والمسخرة لخدمة الإنسان والسيطرة على الآخرين... الخ.
3. مرحلة بعثة الأنبياء، لرفع الاختلاف المادي، وتبليغ الرسالة الإلهية، وبناء المجتمع على أساس القانون الذي ينظم الملكية ويؤسس السلطة السياسية، ويعرِّف الناس بخالق الوجود.
وهكذا يحدِّد القرآن الرأي الإسلامي في نشأة الصراع على الحاجات المادية، ومجيء الرسالات الإلهية لحل عقدة الصراع وتنظيم الملكية الذي صاحبته عملية التبادل بين السلع لإشباع الحاجة، أو للادخار الاحتياطي والاقتناء. ومن المسلَّمات التاريخية لدى الباحثين المختصين أن عمليات تبادل السلع بين الأشخاص كانت تجري على طريقة المقايضة (أي مبادلة سلعة بسلعة أخرى). ولم يدخل الوسيط النقدي كمعادل بين السلع إلاّ بعد تطوّر الحياة الفكرية والاقتصادية للإنسان، فحلَّ بشكل واسع في عمليات البيع والشراء بدلاً من المقايضة لاسباب اقتضاها تطور الحياة المدنية والاقتصادية، أهمّها صعوبة نقل السلع المراد استبدالها بسلع أخرى، وصعوبة خزن السلع وحفظها من التلف، وصعوبة تجزئتها ; فصارت السلع والخدمات والحقوق والمنافع تعادل وتبادل بالنقد.
ولم يعرف الإنسان النقود إلاّ بعد تطور الحياة المدنية والاقتصادية، ونشوء الحاجة إلى وسيط سهل الحمل والتجزئة والخزن والمعادلة في عمليات البيع والشراء.
ويذكر القرآن في قصة أهل الكهف وجود النقود والسوق التجارية، التي يتم فيها التبادل عن طريق النقود في القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملك الروماني، كما أفاد المفسرون ذلك ; وأن هذه النقود كانت هي السبب في انكشافها ; لأنها كانت قد سُكَّت قبل ثلاثة قرون حين عرضت في السوق، وقد تغيرت رموزها ونقوشها. فقد كشف القرآن هذه المعلومة الاقتصادية من خلال عرض القصة بقوله :
(... فابعثوا أحَدكُم بوَرِقِكُم هذه إلى المدينةِ فلْيَنْظُر أ يُّها أزكى طعاماً فليأتِكُم برزق مِنهُ ولْيَتَلَطَّف ولا يُشْعِرَنَّ بكُم أحَداً ). (الكهف / 19)
والوَرِق هي الدراهم ـ أو الدراهم الفضية، فإنّ الفضة تسمّى وَرِقاً أيضاً. وسياق القصّة يفيد أنّ ظهور النقود له تأريخ سابق على هذه المرحلة لانّ النقود الرومانية هذه كانت نقوداً متطوِّرة، وعليها نقوش وصور ; تمّ اكتشاف زمنها وصفاتها حين دخول صاحب الكهف إلى السوق للشراء.
وفي قصّة يوسف الذي عاش قبل الميلاد بأكثر من ثلاثة آلاف سنة، نقرأ أنه اشتري بدراهم معدودة (أي بنقود)، وليس ضرورياً أن يكون اسم النقود التي اشتري بها هو الدراهم.
غير أنّ القرآن استعمل الدرهم اسماً مستعاراً للنقد، أو ربّما عادلها بما يساويها من النقد المتداول عند العرب في عصر الدعوة والوحي.
قال تعالى : (وَشَرَوْهُ بثمن بَخْس دراهمَ مَعْدودة ) (يوسف / 20)، وكلمة معدودة هي قرينة على أنه اشتري حقيقة بنقد، وليس بسلعة تقدّر بنقد قليل. وهذا التصريح القرآني هو أحد الوثائق التي تلقي الضوء على مرحلة من مراحل وجود النقد واستخدامه في مصر والجزيرة العربية.
وتفيد الدراسات التاريخية أن أوّل وسيط استعمل في عمليات البيع والشراء هو المعادن، وقد كانت تستعمل على شكل سبائك معدنية كما تستعمل النقود اليوم.
«فاستعمل الحديد في إسبرطة، والبرنز في روما، والنحاس في الصين، ثمّ الفضة والذهب. ولقد استعملت الفضة منذ عام 2255 قبل المسيح في الصين بشكل مجوهرات، وكادت تبقي النقد المعدني الرئيسي حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث تمّ استبدالها بالذهب، واستعملت المعادن، بادئ ذي بدء بشكل سبائك، وكان يترتّب وزنها وتقدير قيمتها بمناسبة كل صفقة تجارية، ثمّ ما لبثت السلطات العامّة أن تدخّلت وحدّدت الأوزان والمعايير وصادقت عليها بوسمها بعلامة رسمية، وبعد هذه المرحلة تحولت السبائك إلى قطع نقود تماثل النقد المستعمل في يومنا هذا. لقد ساد كل من الذهب والفضة عبر التاريخ، كمعادن نقدية، ومردّ ذلك إلى قيمتها النوعية العالية وبالأحرى القيمة بالنسبة لوحدة الوزن وإلى عدم تغيرهما نسبياً، وإلى سهولة تجزئتهما».
ويذكر الدكتور حافظ يقظان:
أنّ «أوّل مملكة سكّت لها نقداً خاصاً هي مملكة (ليديا) التي تقع في المنطقة الجنوبية الغربية من آسيا الصغرى، وذلك في القرن السابع قبل الميلاد»، ثمّ تلتها أثينا في ضرب النقود الخاصة بها ; وهكذا استقرّ العمل بالنقد المعدني قروناً عديدة عبر مراحل متعددة من التاريخ الحضاري للإنسان.
فكانت المعادن هي وحدة القياس المعادل بين السلع، وبواسطتها تحدد قيم الأشياء، لذلك اصطلح فقهاء الإسلام على تسمية النقدين (الذهب والفضة) بالأثمان. وبناءً على ذلك عرّفوا الصرف بأنه : «مبادلة الأثمان بالأثمان» أي بيع النقود بالنقود (الذهبية والفضية) ; لان النقود عندهم أثمان ووحدة قياس للبيع، وليست كالأموال الأخرى، التي تدخل في عمليات البيع كثمن ومثمن.
وهذه النظرية الاقتصادية جديرة بالسيطرة على حفظ قيمة النقد واستقرار السوق ; لثبوت قيمتها الذاتية بالنسبة لتقلّبات أسعار الأشياء الأخرى.
وظائف النقود
لقد كان اكتشاف الإنسان للنقد بمختلف مراحله حدثاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، ساهم مساهمة واسعة في تبادل السلع والمنافع والخدمات، وتسهيل إشباع الحاجات، وتعميق التواصل بين أفراد المجتمع وشعوب العالم.وعلى مرِّ العصور تطوّرت وظائف النقد، وتجاوزت مهمّة الوسيط في التبادل (وحدة القياس)، حتى صارت له وظائف عديدة أخرى ركّزها الباحثون الاقتصاديون بآلاتي :
1. تستخدم النقود كوسيلة للمبادلة، لسهولة حملها وقابليتها للتجزئة.
2. تسلك النقود كمقياس لقيم الأشياء.
3. تساهم النقود مساهمة فعّالة في الحصول على السلع والخدمات والمنافع بيسر وسهولة.
4. تستخدم النقود كأداة لاداء الديون والتحويل.
5. تقوم النقود بدور حفظ الثروة، فهي أفضل وسيلة للادِّخار، لعدم قابليتها للتلف، ولان قيمتها تعتبر ثابتة نسبياً، فهي أداة ادِّخار، ومستودع للقيم.
تلك هي الوظائف الأساسية للنقد ; غير أن ظلم الإنسان، وسوء تصرّفه الاقتصاديّ، وتلاعبه بقيمة النّقد ووظيفته الطبيعية في الحياة الاقتصادية، وخضوع النّقد لتقلبات اقتصادية وسياسية بسبب تلك التصرّفات الجشعة والظّالمة، حوّلته إلى أداة استغلال، وإخلال في موازنة الحياة الاقتصادية، واضطراب في الأجور والأسعار والخدمات.
لذا فإنّ النظام الإسلامي حرّم تجميد النقد (الاكتناز) والتلاعب بالأسعار، والزم الدولة بتوجيه الحياة الاقتصادية، والتخطيط لها انطلاقاً من قاعدة «لا ضَرر ولا ضِرار» التي ثبّتها الرسول الكريم محمّد (ص)، ودفعاً للظلم والفساد الاجتماعي، وليقوم النقد بدوره الطبيعي وبوظيفته الخدمية في المجتمع.
النقود في الإسلام
لقد عرف العرب قبل الإسلام النقود، واستخدموها في المبادلات والاعواض للسلع والخدمات، فكانوا يستعملون الذهب والفضة نقدين في المعاملة. وكانت عملتهم الذهبية هي الدينار، وأما عملتهم الفضية فهي الدرهم.وكان مصدر الدينار الذهبي والدرهم الفضي دولة الروم القيصرية آنذاك.
وقد سجّل أحمد بن علي المقريزي المتوفّى سنة (845 هـ ) تلك الظاهرة الاقتصادية بقوله :
«وكانت نقود العرب في الجاهلية التي تدور بينها، الذهب والفضة لا غير، ترد إليها من الممالك، دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم، ودراهم فضة على نوعين : سوداء وافية، وطبرية عنقاء...» (1).
وحين بعث الله سبحانه نبيه محمداً (ص) برسالة الهدى، أقرَّ تلك العملة في التداول والمبادلات والمعوضات وأداء الحقوق والديون والتكاليف المالية.
واستمرّ المسلمون يستعملون الدينار والدرهم الرومانيّين في عهد الرسول (ص) وأبي بكر من بعده، غير أن عمر بن الخطاب قام في السنة الثامنة من خلافته بأجراء تغيير في النقود الإسلامية، فضرب الدراهم الفضية على الطريقة الكروية، وأضاف إلى بعضها (لا إله إلاّ الله وحده) وفي بعضها (محمّد رسول الله) وفي بعضها (الحمد لله) وفي بعضها (عمر)، كما أصدر عثمان بن عفان دراهم خاصة في خلافته وجعل نقشها ( الله أكبر ).
وقد توالت التعديلات على العملة وإصدار أنواع مختلفة منها في العهود الإسلامية المتعاقبة.
وتفيد بعض المصادر: «أنّ أوّل من أمر بضرب السكّة الإسلامية على الفضّة عليّ (ع) بالبصرة سنة (40) من الهجرة»
ولعلّ أخطر تغيير حدث في العملة الإسلامية هو التغيير الذي حدث في عهد عبدالملك بن مروان، عندما حدث خلاف بين ملك الروم وبين الخليفة الأموي ; وكانت النقود الرومانية هي النقود المستعملة في البيع وسائر المعاوضات، فهدّد ملك الروم الخليفة الأموي أنّه سيكتب على النقود التي تضرب في بلاده ويتداولها المسلمون شتم النبي محمّد (ص)، فأحسّ عبدالملك بن مروان بالحرج، وتعقيد الموقف، وحاول الخروج من المأزق الاقتصادي هذا، فلم يهتد إلى طريقة منقذة، فأشار عليه بعض من استشارهم بأن يستدعي الامام (الباقر) محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) من المدينة المنوّرة، ويعرض عليه هذه المشكلة الاقتصادية.
فكتب الخليفة الأموي إلى عامله على المدينة المنوّرة، بأن يطلب من الأمام محمّد بن علي الباقر (ع) التوجّه إلى دمشق ولقاء الخليفة الأموي، فتقدّم الأمام والتقى عبدالملك بن مروان، وبحث تلك المشكلة الاقتصادية الخطيرة، فأشار الأمام على الحاكم الأموي أن يتم استبدال النقد الرومي بنقد إسلامي، وتصنع النقود في بلاد المسلمين، وتقطع العلاقة الاقتصادية هذه معهم، وتُحرر بلاد المسلمين وسمعتهم من الضغوط الرومانية، وحدّد له الكيفية والوزن، فاقترح الأمام الباقر (ع) أن توضع سورة التوحيد على أحد وجهي الدرهم، وذكر الرسول محمّد (ص) على الوجه الآخر، وأن يوضع على مدار الدرهم والدينار اسم البلد الذي يصنع فيه والسنّة التي يُضرب فيها .
النّقد الورقي
لقد كان اختراع النقود كوسيلة للتداول ومعادلة السلع عملاً اقتصادياً كبيراً. وكما يذكر الاقتصاديون فانّ النقود قد مرّت عِبر عدّة مراحل خلال نشوئها وتطوّرها.
ومن أبرزها مرحلتين هما :
1. المرحلة المعدنيّة : وهي مرحلة النقد المعدني واستقراره في الذهب والفضّة، أو في الذهب وحده.
2. مرحلة النقد الورقي : وهي آخر مراحل تطوّر النقد. وفي هذه المرحلة اختفى النقد الذهبي (بعد الحرب العالمية الأولى) وحلّ محلّه النقد الورقي الذي تسبّب بأزمات التضخّم واضطراب الحياة الاقتصادية.
وعُرِّف النقد الورقي من قِبَل بعض الاقتصاديين بآلاتي : «النقود الورقية هي عبارة عن العلائم النقدية التي تصدرها الدولة، وتحلّ محل الذهب، وتمثِّله في وظيفته كوسيلة للتداول وكوسيلة للدفع. إنّ النقد الورقي لا يملك عمليّاً أي قيمة خاصّة، ولا يمكنه بالتالي أن يقوم بوظيفة مقياس بقيمة البضائع».
نشوء النقد الورقي
إنّ دراسة تطوّر النقد تشير إلى أنّ هناك أسباباً بدائية لنشوء هذا النقد ثمّ تدرّجه في التطوّر مواكباً النمو والتعقيد الاقتصادي الهائل والحاجة الاقتصادية لتغطية نفقات الدول، فكان لهذا النوع من العملات نتائجه وآثاره الضارّة على الاقتصاد كما كانت له فوائده الاقتصادية أيضاً.
وتشير الدراسات التاريخية لنشوء النقد أنّ الصين كانت أوّل بلد طبع النقود الورقية، كما يُذكر أيضاً أنّ النقد الورقي صدر لاوّل مرّة في أمريكا عام 1690 م وفي روسيا عام 1769 م.
لقد كانت الفكرة الاُولى لنشوء النقد الورقي قد ولدت بين التجّار الذين يتنقّلون من بلد إلى بلد ويحملون نقودهم الذهبية والفضية معهم، فكانت عرضة للضياع والسرقة، فاستعاضوا عنها بوثائق خطِّيّة تُثبت مقدار ملكيّتهم. فكانت تمثِّل البديل الورقي البدائي للعملة المعدنية (الذهب والفضّة) وشهادة بقدرة حاملها على دفع المقدار المثبّت على متنها.
وكانت تلك كالورقة تدفع إلى التاجر الذي تشترى منه بضاعة، وهو بدوره يستطيع أن يتسلّم المبلغ المثبّت على هذه الورقة من الشخص المودع عنده مال التاجر المشتري، ثمّ تطوّر استعمال هذه الأوراق، فصار بالإمكان دفعها إلى أي بائع أو مشتري بشكل متداول ليكون المرجع النهائي في القبض هو المركز المودع فيه المال.
وقد أوضح الدكتور حافظ يقظان ذلك بقوله :
«وبالواقع كانت هذه (الوثائق الورقية) بمثابة شهادة من شخص مشهود له بحُسن السيرة في موطنه، فكان من شأن مثل هذا الشخص من خلال عمله أن يقوم بدور مصرف إصدار بدائي يشهد بأنّ التاجر فلان قد أودع لديه مبلغاً من المال برسم الدفع للبائع المعني عند الطلب، وكانت تلك الرسائل بمثابة المرحلة الاُولى في سياق التطوّر النقدي والمصرفي، ومع تقادم الزمن تطوّرت تلك الرسائل، واكتسبت الوثائق صفة النقود المقبولة في كل مكان».
ومن المعروف اقتصادياً أنّ النقود الورقية المتداولة ألان لم تعد قابلة للتحويل إلى ذهب أو فضّة عند طلب حاملها بما يساوي القيمة الاسميّة المثبّتة عليها ; بل هي نقود تعتمد على ثقة المتداولين لها بالجهة المصدِّرة (الدولة أو البنك المركزي). فهي نقود تعهّدية من قبل الجهة المصدِّرة، كما تعتمد على ثقة المتداول لها بتلك الجهة.
ويعتمد إصدارها على أسس اقتصادية وقانونية وسلطوية، وتوضيحها كآلاتي :
«إلاّ أنّ إصدارها يكون مقابل مبالغ من الذهب، أو كميات من السبائك الذهبية المرصدة، لدى مؤسسة النقد العالمي، أو مقابل ضمانات مقبولة تقدِّمها الدولة المصدِّرة، أو مقابل الاثنين معاً. وقد تكون مثل هذه الأوراق بمثابة أمر رسمي من السلطة يفرض على الشعب النقدية، وجعل تداول الأوراق، والثقة بقدرة الدولة المالية أمراً الزامياً، إلاّ أنّ قبول هذه الأوراق يبقى ضمن حدود الدولة المعنيّة، فتعتبر من الناحية الواقعية نقوداً محليّة، إذ ليس بإمكان الدولة فرض قبولها، والتداول بها خارج حدودها الإقليمية، بل تتمكّن الدولة من جعلها أداة للمضاربات المالية، بواسطة إبدالها بقطع نادرة ; على أمل جني الأرباح في المستقبل عند ارتفاع قيمة تلك القطع».
وهكذا فانّ الأوراق النقدية بعضها يملك رصيداً ذهبياً، أو ضمانات مقبولة تقدِّمها الدولة لدى مؤسّسة النقد العالمي.
وبعضها لا يملك مثل هذا الرصيد أو الضمانات، بل هي مجرّد أوراق إلزامية تصدرها الدولة في حدودها الإقليمية وتجعل الثقة بها وتداولها أمراً إلزاميا، فذا تكون نقوداً محليّة ; لانّ أوامر الدولة لا تكسبها إلزامية الثقة خارج حدودها، وتبقى الدولة ضامنة لهذا النقد، فمتى ما أرادت إسقاط هذا النقد فعليها أن تعوِّض حاملي هذه النقود نقوداً عن النوع الأول تتّفق وما تحدِّد الدولة لها من قيمة.
وهكذا يتّضح أنّ لهذه العملة قيمة تتعهّد بها الدولة من غير أن يكون لها وجود فعلي، وأنّ الثقة بهذه القيمة وقبول هذا النقد يقوم على إلزام الدولة بتداولها ; لذا فانّ هذا الإلزام لا يتعدّى حدودها، وتبقى ملزمة بالوفاء بالتزاماتها تجاه حامل هذه الورقة في حال إسقاط هذه العملة.
والأساس الاقتصادي السليم الذي تعتمد الدولة في تقدير حجم النقد الورقي الذي تصدره هو أن يكون مساوياً لما لديها من موجودات عينية وخدمات مقبولة اقتصادياً. وكلّما كان حجم النقود الورقية مساوياً لما لدى الدولة من موجودات مادية وخدمات، كان وضع النقود الاقتصادي طبيعياً وسليماً. أمّا إذا ازدادت كميات النقود الورقية على ما يقابلها من موجودات عينية وخدمات، فعندئذ تهبط قيمة هذه النقود وقوّتها الشرائية فيحصل ما يسمّى بالتضخّم النقدي.
الأساس الفقهي لمشروعيّة النقد الورقي في الإسلام
اعتمد التشريع الإسلامي الأساس المعدني في إصدار النقود والتعامل بها، وخصوصاً (الذهب والفضة) اللذين سمّيا بمصطلح الفقهاء بـ (الأثمان)، واستعمل مصطلح الصرف كمصطلح خاص لبيع الأثمان بعضها ببعض، وبذا فرّق بين بيع السلع بعضها ببعض. أو بيعها بالنقود، وبين بيع النقدين (الذهب والفضة) بعضهما ببعض من تعاريف الفقهاء ننقل تعريف الشهيد الأول ; قال :
«الصّرف وهو بيع الأثمان بمثلها»، «وهي الذهب والفضة» .
ثمّ استرسل الشهيد الأول يوضح أفكاراً اقتصادية ذات علاقة بموضوع البحث فقال :
«ويشترط فيه التقابض في المجلس، أو اصطحابهما إلى القبض، أو رضاه بما في ذمّته قبضاً بوكالته في القبض فيما اشتراه في ذمته نقداً آخر».
إنّ دراسة أحكام المعاوضات المالية والرِّبا والزكاة والخمس وغيرها من أحكام التشريع المالي، توضِّح لنا أن الشريعة الإسلامية قد اعتبرت النقد الشرعي هو الذهب والفضة. وقد حدّد المسلمون الأوزان والمقادير والأحكام الدقيقة لضبط العملة، وتنظيم مقاديرها، ونظام التبادل بها وتداولها، واعتبروا الدينار الذهبي والدرهم الفضي وحدة قياس نقدية; وعلى ذلك بنيت التكاليف المالية والمسؤوليات ذات العلاقة بمقدار النقد. ننقل من هذه الأحكام : «فصل في زكاة النقدين : وهما الذهب والفضة... وأن يكونا مسكوكين بسكة المعاملة، سواء أكان بسكّة الإسلام أو الكفر بكتابة أو غيرها...».
فالفقه الإسلامي والتشريع المالي في الإسلام يعتبران الذهب والفضة هما النقد الشرعي، وعليهما مدار الحياة المالية، غير أن الفقه المالي ونظام العملة في الإسلام قد اتسع لقبول النقد الورقي المبني على الثقة، علماً بأن النقد الورقي الذي يتداوله الناس يُقسم إلى ثلاثة أقسام :
1. قسم من النقود لها ما يقابلها من الموجودات المالية في خزانة الدولة، بتغطية كاملة من (الذهب والفضة أو الممتلكات الاخرى والمستندات العائدة للدولة التي يمكن أن تحول إلى ذهب أو فضة).
2. قسم من النقود والأوراق المالية ليس لها تغطية كاملة، بل إنّ ما تملكه الدولة يغطِّي نسبة منها، كأن تكون 80 % مثلاً، فتكون النسبة الأخرى 20 % أوراقاً تعهدية مضمونة من قبل الدولة، وهذا يعني أن كل ورقة نقدية هي خاضعة لهذه النسبة من التغطية الحقيقية.
3. قسم من النقود لا يملك تغطية مالية، بل أصدرته الدولة، وتعهدت به، وإن الثقة بالدولة وقدرتها على الأداء هي مصدر قبول النقد الورقي بشتّى أنواعه.
وعند دراسة وتحليل الأصول التشريعية لهذا القبول يمكننا أن نرجعها إلى ثلاثة أصول تشريعية من تشريعات المال في الفقه الإسلامي وهي :
1. الدين.
2. الحوالة.
3. بيع الدّين.
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
نشأة النقود وتطوّرها
(كانَ النّاسُ أُمّةً واحدَةً فبعثَ اللهُ النبيِّينَ مُبشِّرينَ ومُنذرينَ وأنزلَ مَعهُم الكِتابَ بالحقِّ لِيحكُمَ بينَ النّاسِ فيما اختلفوا فيهِ وما اختلفَ فيهِ إلاّ الّذينَ أُوتوهُ من بعدِ ما جاءتهُم البيِّناتُ بَغْياً بينَهُم فهدى اللهُ الّذينَ آمنوا لِما اختلفوا فيهِ من الحقِّ بإذنِهِ واللهُ يَهدي مَن يَشاءُ إلى صِراط مُسْتَقيم ). (البقرة / 213)
تؤرِّخ هذه الآية، كما أفاد بعض المفسرين، أمثال الفقيه الفيلسوف المفكِّر السيّد محمّد حسين الطباطبائي، والفقيه الشهيد المفكِّر الكبير السيّد محمّد باقر الصدر، تؤرِّخ نشأة المجتمع البشري الأولى، وتوضِّح أنّ الإنسان مُنذ وجوده على هذه الأرض مرَّ بثلاث مراحل هي :
1. مرحلة الحياة الفطرية التي كانت تسيّرها الفطرة، وهي مرحلة سلام ووئام، فلم يكن هناك خلاف معاشي، ولا صراع على ما يحتاجه الإنسان، فكل واحد منهم يجد كفايته من الطعام والشراب والمأوى من غير مزاحم في عالم الطبيعة; شأنه شأن الطيور والأسماك والحيوانات الأخرى في هذا المجال.
2. مرحلة الخلاف والنزاع والصراع على الحاجات المادية من الطعام والشراب والحيوانات المدجَّنة والمسخرة لخدمة الإنسان والسيطرة على الآخرين... الخ.
3. مرحلة بعثة الأنبياء، لرفع الاختلاف المادي، وتبليغ الرسالة الإلهية، وبناء المجتمع على أساس القانون الذي ينظم الملكية ويؤسس السلطة السياسية، ويعرِّف الناس بخالق الوجود.
وهكذا يحدِّد القرآن الرأي الإسلامي في نشأة الصراع على الحاجات المادية، ومجيء الرسالات الإلهية لحل عقدة الصراع وتنظيم الملكية الذي صاحبته عملية التبادل بين السلع لإشباع الحاجة، أو للادخار الاحتياطي والاقتناء. ومن المسلَّمات التاريخية لدى الباحثين المختصين أن عمليات تبادل السلع بين الأشخاص كانت تجري على طريقة المقايضة (أي مبادلة سلعة بسلعة أخرى). ولم يدخل الوسيط النقدي كمعادل بين السلع إلاّ بعد تطوّر الحياة الفكرية والاقتصادية للإنسان، فحلَّ بشكل واسع في عمليات البيع والشراء بدلاً من المقايضة لاسباب اقتضاها تطور الحياة المدنية والاقتصادية، أهمّها صعوبة نقل السلع المراد استبدالها بسلع أخرى، وصعوبة خزن السلع وحفظها من التلف، وصعوبة تجزئتها ; فصارت السلع والخدمات والحقوق والمنافع تعادل وتبادل بالنقد.
ولم يعرف الإنسان النقود إلاّ بعد تطور الحياة المدنية والاقتصادية، ونشوء الحاجة إلى وسيط سهل الحمل والتجزئة والخزن والمعادلة في عمليات البيع والشراء.
ويذكر القرآن في قصة أهل الكهف وجود النقود والسوق التجارية، التي يتم فيها التبادل عن طريق النقود في القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملك الروماني، كما أفاد المفسرون ذلك ; وأن هذه النقود كانت هي السبب في انكشافها ; لأنها كانت قد سُكَّت قبل ثلاثة قرون حين عرضت في السوق، وقد تغيرت رموزها ونقوشها. فقد كشف القرآن هذه المعلومة الاقتصادية من خلال عرض القصة بقوله :
(... فابعثوا أحَدكُم بوَرِقِكُم هذه إلى المدينةِ فلْيَنْظُر أ يُّها أزكى طعاماً فليأتِكُم برزق مِنهُ ولْيَتَلَطَّف ولا يُشْعِرَنَّ بكُم أحَداً ). (الكهف / 19)
والوَرِق هي الدراهم ـ أو الدراهم الفضية، فإنّ الفضة تسمّى وَرِقاً أيضاً. وسياق القصّة يفيد أنّ ظهور النقود له تأريخ سابق على هذه المرحلة لانّ النقود الرومانية هذه كانت نقوداً متطوِّرة، وعليها نقوش وصور ; تمّ اكتشاف زمنها وصفاتها حين دخول صاحب الكهف إلى السوق للشراء.
وفي قصّة يوسف الذي عاش قبل الميلاد بأكثر من ثلاثة آلاف سنة، نقرأ أنه اشتري بدراهم معدودة (أي بنقود)، وليس ضرورياً أن يكون اسم النقود التي اشتري بها هو الدراهم.
غير أنّ القرآن استعمل الدرهم اسماً مستعاراً للنقد، أو ربّما عادلها بما يساويها من النقد المتداول عند العرب في عصر الدعوة والوحي.
قال تعالى : (وَشَرَوْهُ بثمن بَخْس دراهمَ مَعْدودة ) (يوسف / 20)، وكلمة معدودة هي قرينة على أنه اشتري حقيقة بنقد، وليس بسلعة تقدّر بنقد قليل. وهذا التصريح القرآني هو أحد الوثائق التي تلقي الضوء على مرحلة من مراحل وجود النقد واستخدامه في مصر والجزيرة العربية.
وتفيد الدراسات التاريخية أن أوّل وسيط استعمل في عمليات البيع والشراء هو المعادن، وقد كانت تستعمل على شكل سبائك معدنية كما تستعمل النقود اليوم.
«فاستعمل الحديد في إسبرطة، والبرنز في روما، والنحاس في الصين، ثمّ الفضة والذهب. ولقد استعملت الفضة منذ عام 2255 قبل المسيح في الصين بشكل مجوهرات، وكادت تبقي النقد المعدني الرئيسي حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث تمّ استبدالها بالذهب، واستعملت المعادن، بادئ ذي بدء بشكل سبائك، وكان يترتّب وزنها وتقدير قيمتها بمناسبة كل صفقة تجارية، ثمّ ما لبثت السلطات العامّة أن تدخّلت وحدّدت الأوزان والمعايير وصادقت عليها بوسمها بعلامة رسمية، وبعد هذه المرحلة تحولت السبائك إلى قطع نقود تماثل النقد المستعمل في يومنا هذا. لقد ساد كل من الذهب والفضة عبر التاريخ، كمعادن نقدية، ومردّ ذلك إلى قيمتها النوعية العالية وبالأحرى القيمة بالنسبة لوحدة الوزن وإلى عدم تغيرهما نسبياً، وإلى سهولة تجزئتهما».
ويذكر الدكتور حافظ يقظان:
أنّ «أوّل مملكة سكّت لها نقداً خاصاً هي مملكة (ليديا) التي تقع في المنطقة الجنوبية الغربية من آسيا الصغرى، وذلك في القرن السابع قبل الميلاد»، ثمّ تلتها أثينا في ضرب النقود الخاصة بها ; وهكذا استقرّ العمل بالنقد المعدني قروناً عديدة عبر مراحل متعددة من التاريخ الحضاري للإنسان.
فكانت المعادن هي وحدة القياس المعادل بين السلع، وبواسطتها تحدد قيم الأشياء، لذلك اصطلح فقهاء الإسلام على تسمية النقدين (الذهب والفضة) بالأثمان. وبناءً على ذلك عرّفوا الصرف بأنه : «مبادلة الأثمان بالأثمان» أي بيع النقود بالنقود (الذهبية والفضية) ; لان النقود عندهم أثمان ووحدة قياس للبيع، وليست كالأموال الأخرى، التي تدخل في عمليات البيع كثمن ومثمن.
وهذه النظرية الاقتصادية جديرة بالسيطرة على حفظ قيمة النقد واستقرار السوق ; لثبوت قيمتها الذاتية بالنسبة لتقلّبات أسعار الأشياء الأخرى.
وظائف النقود
لقد كان اكتشاف الإنسان للنقد بمختلف مراحله حدثاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، ساهم مساهمة واسعة في تبادل السلع والمنافع والخدمات، وتسهيل إشباع الحاجات، وتعميق التواصل بين أفراد المجتمع وشعوب العالم.وعلى مرِّ العصور تطوّرت وظائف النقد، وتجاوزت مهمّة الوسيط في التبادل (وحدة القياس)، حتى صارت له وظائف عديدة أخرى ركّزها الباحثون الاقتصاديون بآلاتي :
1. تستخدم النقود كوسيلة للمبادلة، لسهولة حملها وقابليتها للتجزئة.
2. تسلك النقود كمقياس لقيم الأشياء.
3. تساهم النقود مساهمة فعّالة في الحصول على السلع والخدمات والمنافع بيسر وسهولة.
4. تستخدم النقود كأداة لاداء الديون والتحويل.
5. تقوم النقود بدور حفظ الثروة، فهي أفضل وسيلة للادِّخار، لعدم قابليتها للتلف، ولان قيمتها تعتبر ثابتة نسبياً، فهي أداة ادِّخار، ومستودع للقيم.
تلك هي الوظائف الأساسية للنقد ; غير أن ظلم الإنسان، وسوء تصرّفه الاقتصاديّ، وتلاعبه بقيمة النّقد ووظيفته الطبيعية في الحياة الاقتصادية، وخضوع النّقد لتقلبات اقتصادية وسياسية بسبب تلك التصرّفات الجشعة والظّالمة، حوّلته إلى أداة استغلال، وإخلال في موازنة الحياة الاقتصادية، واضطراب في الأجور والأسعار والخدمات.
لذا فإنّ النظام الإسلامي حرّم تجميد النقد (الاكتناز) والتلاعب بالأسعار، والزم الدولة بتوجيه الحياة الاقتصادية، والتخطيط لها انطلاقاً من قاعدة «لا ضَرر ولا ضِرار» التي ثبّتها الرسول الكريم محمّد (ص)، ودفعاً للظلم والفساد الاجتماعي، وليقوم النقد بدوره الطبيعي وبوظيفته الخدمية في المجتمع.
النقود في الإسلام
لقد عرف العرب قبل الإسلام النقود، واستخدموها في المبادلات والاعواض للسلع والخدمات، فكانوا يستعملون الذهب والفضة نقدين في المعاملة. وكانت عملتهم الذهبية هي الدينار، وأما عملتهم الفضية فهي الدرهم.وكان مصدر الدينار الذهبي والدرهم الفضي دولة الروم القيصرية آنذاك.
وقد سجّل أحمد بن علي المقريزي المتوفّى سنة (845 هـ ) تلك الظاهرة الاقتصادية بقوله :
«وكانت نقود العرب في الجاهلية التي تدور بينها، الذهب والفضة لا غير، ترد إليها من الممالك، دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم، ودراهم فضة على نوعين : سوداء وافية، وطبرية عنقاء...» (1).
وحين بعث الله سبحانه نبيه محمداً (ص) برسالة الهدى، أقرَّ تلك العملة في التداول والمبادلات والمعوضات وأداء الحقوق والديون والتكاليف المالية.
واستمرّ المسلمون يستعملون الدينار والدرهم الرومانيّين في عهد الرسول (ص) وأبي بكر من بعده، غير أن عمر بن الخطاب قام في السنة الثامنة من خلافته بأجراء تغيير في النقود الإسلامية، فضرب الدراهم الفضية على الطريقة الكروية، وأضاف إلى بعضها (لا إله إلاّ الله وحده) وفي بعضها (محمّد رسول الله) وفي بعضها (الحمد لله) وفي بعضها (عمر)، كما أصدر عثمان بن عفان دراهم خاصة في خلافته وجعل نقشها ( الله أكبر ).
وقد توالت التعديلات على العملة وإصدار أنواع مختلفة منها في العهود الإسلامية المتعاقبة.
وتفيد بعض المصادر: «أنّ أوّل من أمر بضرب السكّة الإسلامية على الفضّة عليّ (ع) بالبصرة سنة (40) من الهجرة»
ولعلّ أخطر تغيير حدث في العملة الإسلامية هو التغيير الذي حدث في عهد عبدالملك بن مروان، عندما حدث خلاف بين ملك الروم وبين الخليفة الأموي ; وكانت النقود الرومانية هي النقود المستعملة في البيع وسائر المعاوضات، فهدّد ملك الروم الخليفة الأموي أنّه سيكتب على النقود التي تضرب في بلاده ويتداولها المسلمون شتم النبي محمّد (ص)، فأحسّ عبدالملك بن مروان بالحرج، وتعقيد الموقف، وحاول الخروج من المأزق الاقتصادي هذا، فلم يهتد إلى طريقة منقذة، فأشار عليه بعض من استشارهم بأن يستدعي الامام (الباقر) محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) من المدينة المنوّرة، ويعرض عليه هذه المشكلة الاقتصادية.
فكتب الخليفة الأموي إلى عامله على المدينة المنوّرة، بأن يطلب من الأمام محمّد بن علي الباقر (ع) التوجّه إلى دمشق ولقاء الخليفة الأموي، فتقدّم الأمام والتقى عبدالملك بن مروان، وبحث تلك المشكلة الاقتصادية الخطيرة، فأشار الأمام على الحاكم الأموي أن يتم استبدال النقد الرومي بنقد إسلامي، وتصنع النقود في بلاد المسلمين، وتقطع العلاقة الاقتصادية هذه معهم، وتُحرر بلاد المسلمين وسمعتهم من الضغوط الرومانية، وحدّد له الكيفية والوزن، فاقترح الأمام الباقر (ع) أن توضع سورة التوحيد على أحد وجهي الدرهم، وذكر الرسول محمّد (ص) على الوجه الآخر، وأن يوضع على مدار الدرهم والدينار اسم البلد الذي يصنع فيه والسنّة التي يُضرب فيها .
(كانَ النّاسُ أُمّةً واحدَةً فبعثَ اللهُ النبيِّينَ مُبشِّرينَ ومُنذرينَ وأنزلَ مَعهُم الكِتابَ بالحقِّ لِيحكُمَ بينَ النّاسِ فيما اختلفوا فيهِ وما اختلفَ فيهِ إلاّ الّذينَ أُوتوهُ من بعدِ ما جاءتهُم البيِّناتُ بَغْياً بينَهُم فهدى اللهُ الّذينَ آمنوا لِما اختلفوا فيهِ من الحقِّ بإذنِهِ واللهُ يَهدي مَن يَشاءُ إلى صِراط مُسْتَقيم ). (البقرة / 213)
تؤرِّخ هذه الآية، كما أفاد بعض المفسرين، أمثال الفقيه الفيلسوف المفكِّر السيّد محمّد حسين الطباطبائي، والفقيه الشهيد المفكِّر الكبير السيّد محمّد باقر الصدر، تؤرِّخ نشأة المجتمع البشري الأولى، وتوضِّح أنّ الإنسان مُنذ وجوده على هذه الأرض مرَّ بثلاث مراحل هي :
1. مرحلة الحياة الفطرية التي كانت تسيّرها الفطرة، وهي مرحلة سلام ووئام، فلم يكن هناك خلاف معاشي، ولا صراع على ما يحتاجه الإنسان، فكل واحد منهم يجد كفايته من الطعام والشراب والمأوى من غير مزاحم في عالم الطبيعة; شأنه شأن الطيور والأسماك والحيوانات الأخرى في هذا المجال.
2. مرحلة الخلاف والنزاع والصراع على الحاجات المادية من الطعام والشراب والحيوانات المدجَّنة والمسخرة لخدمة الإنسان والسيطرة على الآخرين... الخ.
3. مرحلة بعثة الأنبياء، لرفع الاختلاف المادي، وتبليغ الرسالة الإلهية، وبناء المجتمع على أساس القانون الذي ينظم الملكية ويؤسس السلطة السياسية، ويعرِّف الناس بخالق الوجود.
وهكذا يحدِّد القرآن الرأي الإسلامي في نشأة الصراع على الحاجات المادية، ومجيء الرسالات الإلهية لحل عقدة الصراع وتنظيم الملكية الذي صاحبته عملية التبادل بين السلع لإشباع الحاجة، أو للادخار الاحتياطي والاقتناء. ومن المسلَّمات التاريخية لدى الباحثين المختصين أن عمليات تبادل السلع بين الأشخاص كانت تجري على طريقة المقايضة (أي مبادلة سلعة بسلعة أخرى). ولم يدخل الوسيط النقدي كمعادل بين السلع إلاّ بعد تطوّر الحياة الفكرية والاقتصادية للإنسان، فحلَّ بشكل واسع في عمليات البيع والشراء بدلاً من المقايضة لاسباب اقتضاها تطور الحياة المدنية والاقتصادية، أهمّها صعوبة نقل السلع المراد استبدالها بسلع أخرى، وصعوبة خزن السلع وحفظها من التلف، وصعوبة تجزئتها ; فصارت السلع والخدمات والحقوق والمنافع تعادل وتبادل بالنقد.
ولم يعرف الإنسان النقود إلاّ بعد تطور الحياة المدنية والاقتصادية، ونشوء الحاجة إلى وسيط سهل الحمل والتجزئة والخزن والمعادلة في عمليات البيع والشراء.
ويذكر القرآن في قصة أهل الكهف وجود النقود والسوق التجارية، التي يتم فيها التبادل عن طريق النقود في القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملك الروماني، كما أفاد المفسرون ذلك ; وأن هذه النقود كانت هي السبب في انكشافها ; لأنها كانت قد سُكَّت قبل ثلاثة قرون حين عرضت في السوق، وقد تغيرت رموزها ونقوشها. فقد كشف القرآن هذه المعلومة الاقتصادية من خلال عرض القصة بقوله :
(... فابعثوا أحَدكُم بوَرِقِكُم هذه إلى المدينةِ فلْيَنْظُر أ يُّها أزكى طعاماً فليأتِكُم برزق مِنهُ ولْيَتَلَطَّف ولا يُشْعِرَنَّ بكُم أحَداً ). (الكهف / 19)
والوَرِق هي الدراهم ـ أو الدراهم الفضية، فإنّ الفضة تسمّى وَرِقاً أيضاً. وسياق القصّة يفيد أنّ ظهور النقود له تأريخ سابق على هذه المرحلة لانّ النقود الرومانية هذه كانت نقوداً متطوِّرة، وعليها نقوش وصور ; تمّ اكتشاف زمنها وصفاتها حين دخول صاحب الكهف إلى السوق للشراء.
وفي قصّة يوسف الذي عاش قبل الميلاد بأكثر من ثلاثة آلاف سنة، نقرأ أنه اشتري بدراهم معدودة (أي بنقود)، وليس ضرورياً أن يكون اسم النقود التي اشتري بها هو الدراهم.
غير أنّ القرآن استعمل الدرهم اسماً مستعاراً للنقد، أو ربّما عادلها بما يساويها من النقد المتداول عند العرب في عصر الدعوة والوحي.
قال تعالى : (وَشَرَوْهُ بثمن بَخْس دراهمَ مَعْدودة ) (يوسف / 20)، وكلمة معدودة هي قرينة على أنه اشتري حقيقة بنقد، وليس بسلعة تقدّر بنقد قليل. وهذا التصريح القرآني هو أحد الوثائق التي تلقي الضوء على مرحلة من مراحل وجود النقد واستخدامه في مصر والجزيرة العربية.
وتفيد الدراسات التاريخية أن أوّل وسيط استعمل في عمليات البيع والشراء هو المعادن، وقد كانت تستعمل على شكل سبائك معدنية كما تستعمل النقود اليوم.
«فاستعمل الحديد في إسبرطة، والبرنز في روما، والنحاس في الصين، ثمّ الفضة والذهب. ولقد استعملت الفضة منذ عام 2255 قبل المسيح في الصين بشكل مجوهرات، وكادت تبقي النقد المعدني الرئيسي حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث تمّ استبدالها بالذهب، واستعملت المعادن، بادئ ذي بدء بشكل سبائك، وكان يترتّب وزنها وتقدير قيمتها بمناسبة كل صفقة تجارية، ثمّ ما لبثت السلطات العامّة أن تدخّلت وحدّدت الأوزان والمعايير وصادقت عليها بوسمها بعلامة رسمية، وبعد هذه المرحلة تحولت السبائك إلى قطع نقود تماثل النقد المستعمل في يومنا هذا. لقد ساد كل من الذهب والفضة عبر التاريخ، كمعادن نقدية، ومردّ ذلك إلى قيمتها النوعية العالية وبالأحرى القيمة بالنسبة لوحدة الوزن وإلى عدم تغيرهما نسبياً، وإلى سهولة تجزئتهما».
ويذكر الدكتور حافظ يقظان:
أنّ «أوّل مملكة سكّت لها نقداً خاصاً هي مملكة (ليديا) التي تقع في المنطقة الجنوبية الغربية من آسيا الصغرى، وذلك في القرن السابع قبل الميلاد»، ثمّ تلتها أثينا في ضرب النقود الخاصة بها ; وهكذا استقرّ العمل بالنقد المعدني قروناً عديدة عبر مراحل متعددة من التاريخ الحضاري للإنسان.
فكانت المعادن هي وحدة القياس المعادل بين السلع، وبواسطتها تحدد قيم الأشياء، لذلك اصطلح فقهاء الإسلام على تسمية النقدين (الذهب والفضة) بالأثمان. وبناءً على ذلك عرّفوا الصرف بأنه : «مبادلة الأثمان بالأثمان» أي بيع النقود بالنقود (الذهبية والفضية) ; لان النقود عندهم أثمان ووحدة قياس للبيع، وليست كالأموال الأخرى، التي تدخل في عمليات البيع كثمن ومثمن.
وهذه النظرية الاقتصادية جديرة بالسيطرة على حفظ قيمة النقد واستقرار السوق ; لثبوت قيمتها الذاتية بالنسبة لتقلّبات أسعار الأشياء الأخرى.
وظائف النقود
لقد كان اكتشاف الإنسان للنقد بمختلف مراحله حدثاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، ساهم مساهمة واسعة في تبادل السلع والمنافع والخدمات، وتسهيل إشباع الحاجات، وتعميق التواصل بين أفراد المجتمع وشعوب العالم.وعلى مرِّ العصور تطوّرت وظائف النقد، وتجاوزت مهمّة الوسيط في التبادل (وحدة القياس)، حتى صارت له وظائف عديدة أخرى ركّزها الباحثون الاقتصاديون بآلاتي :
1. تستخدم النقود كوسيلة للمبادلة، لسهولة حملها وقابليتها للتجزئة.
2. تسلك النقود كمقياس لقيم الأشياء.
3. تساهم النقود مساهمة فعّالة في الحصول على السلع والخدمات والمنافع بيسر وسهولة.
4. تستخدم النقود كأداة لاداء الديون والتحويل.
5. تقوم النقود بدور حفظ الثروة، فهي أفضل وسيلة للادِّخار، لعدم قابليتها للتلف، ولان قيمتها تعتبر ثابتة نسبياً، فهي أداة ادِّخار، ومستودع للقيم.
تلك هي الوظائف الأساسية للنقد ; غير أن ظلم الإنسان، وسوء تصرّفه الاقتصاديّ، وتلاعبه بقيمة النّقد ووظيفته الطبيعية في الحياة الاقتصادية، وخضوع النّقد لتقلبات اقتصادية وسياسية بسبب تلك التصرّفات الجشعة والظّالمة، حوّلته إلى أداة استغلال، وإخلال في موازنة الحياة الاقتصادية، واضطراب في الأجور والأسعار والخدمات.
لذا فإنّ النظام الإسلامي حرّم تجميد النقد (الاكتناز) والتلاعب بالأسعار، والزم الدولة بتوجيه الحياة الاقتصادية، والتخطيط لها انطلاقاً من قاعدة «لا ضَرر ولا ضِرار» التي ثبّتها الرسول الكريم محمّد (ص)، ودفعاً للظلم والفساد الاجتماعي، وليقوم النقد بدوره الطبيعي وبوظيفته الخدمية في المجتمع.
النقود في الإسلام
لقد عرف العرب قبل الإسلام النقود، واستخدموها في المبادلات والاعواض للسلع والخدمات، فكانوا يستعملون الذهب والفضة نقدين في المعاملة. وكانت عملتهم الذهبية هي الدينار، وأما عملتهم الفضية فهي الدرهم.وكان مصدر الدينار الذهبي والدرهم الفضي دولة الروم القيصرية آنذاك.
وقد سجّل أحمد بن علي المقريزي المتوفّى سنة (845 هـ ) تلك الظاهرة الاقتصادية بقوله :
«وكانت نقود العرب في الجاهلية التي تدور بينها، الذهب والفضة لا غير، ترد إليها من الممالك، دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم، ودراهم فضة على نوعين : سوداء وافية، وطبرية عنقاء...» (1).
وحين بعث الله سبحانه نبيه محمداً (ص) برسالة الهدى، أقرَّ تلك العملة في التداول والمبادلات والمعوضات وأداء الحقوق والديون والتكاليف المالية.
واستمرّ المسلمون يستعملون الدينار والدرهم الرومانيّين في عهد الرسول (ص) وأبي بكر من بعده، غير أن عمر بن الخطاب قام في السنة الثامنة من خلافته بأجراء تغيير في النقود الإسلامية، فضرب الدراهم الفضية على الطريقة الكروية، وأضاف إلى بعضها (لا إله إلاّ الله وحده) وفي بعضها (محمّد رسول الله) وفي بعضها (الحمد لله) وفي بعضها (عمر)، كما أصدر عثمان بن عفان دراهم خاصة في خلافته وجعل نقشها ( الله أكبر ).
وقد توالت التعديلات على العملة وإصدار أنواع مختلفة منها في العهود الإسلامية المتعاقبة.
وتفيد بعض المصادر: «أنّ أوّل من أمر بضرب السكّة الإسلامية على الفضّة عليّ (ع) بالبصرة سنة (40) من الهجرة»
ولعلّ أخطر تغيير حدث في العملة الإسلامية هو التغيير الذي حدث في عهد عبدالملك بن مروان، عندما حدث خلاف بين ملك الروم وبين الخليفة الأموي ; وكانت النقود الرومانية هي النقود المستعملة في البيع وسائر المعاوضات، فهدّد ملك الروم الخليفة الأموي أنّه سيكتب على النقود التي تضرب في بلاده ويتداولها المسلمون شتم النبي محمّد (ص)، فأحسّ عبدالملك بن مروان بالحرج، وتعقيد الموقف، وحاول الخروج من المأزق الاقتصادي هذا، فلم يهتد إلى طريقة منقذة، فأشار عليه بعض من استشارهم بأن يستدعي الامام (الباقر) محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) من المدينة المنوّرة، ويعرض عليه هذه المشكلة الاقتصادية.
فكتب الخليفة الأموي إلى عامله على المدينة المنوّرة، بأن يطلب من الأمام محمّد بن علي الباقر (ع) التوجّه إلى دمشق ولقاء الخليفة الأموي، فتقدّم الأمام والتقى عبدالملك بن مروان، وبحث تلك المشكلة الاقتصادية الخطيرة، فأشار الأمام على الحاكم الأموي أن يتم استبدال النقد الرومي بنقد إسلامي، وتصنع النقود في بلاد المسلمين، وتقطع العلاقة الاقتصادية هذه معهم، وتُحرر بلاد المسلمين وسمعتهم من الضغوط الرومانية، وحدّد له الكيفية والوزن، فاقترح الأمام الباقر (ع) أن توضع سورة التوحيد على أحد وجهي الدرهم، وذكر الرسول محمّد (ص) على الوجه الآخر، وأن يوضع على مدار الدرهم والدينار اسم البلد الذي يصنع فيه والسنّة التي يُضرب فيها .
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
النّقد الورقي
لقد كان اختراع النقود كوسيلة للتداول ومعادلة السلع عملاً اقتصادياً كبيراً. وكما يذكر الاقتصاديون فانّ النقود قد مرّت عِبر عدّة مراحل خلال نشوئها وتطوّرها.
ومن أبرزها مرحلتين هما :
1. المرحلة المعدنيّة : وهي مرحلة النقد المعدني واستقراره في الذهب والفضّة، أو في الذهب وحده.
2. مرحلة النقد الورقي : وهي آخر مراحل تطوّر النقد. وفي هذه المرحلة اختفى النقد الذهبي (بعد الحرب العالمية الأولى) وحلّ محلّه النقد الورقي الذي تسبّب بأزمات التضخّم واضطراب الحياة الاقتصادية.
وعُرِّف النقد الورقي من قِبَل بعض الاقتصاديين بآلاتي : «النقود الورقية هي عبارة عن العلائم النقدية التي تصدرها الدولة، وتحلّ محل الذهب، وتمثِّله في وظيفته كوسيلة للتداول وكوسيلة للدفع. إنّ النقد الورقي لا يملك عمليّاً أي قيمة خاصّة، ولا يمكنه بالتالي أن يقوم بوظيفة مقياس بقيمة البضائع».
نشوء النقد الورقي
إنّ دراسة تطوّر النقد تشير إلى أنّ هناك أسباباً بدائية لنشوء هذا النقد ثمّ تدرّجه في التطوّر مواكباً النمو والتعقيد الاقتصادي الهائل والحاجة الاقتصادية لتغطية نفقات الدول، فكان لهذا النوع من العملات نتائجه وآثاره الضارّة على الاقتصاد كما كانت له فوائده الاقتصادية أيضاً.
وتشير الدراسات التاريخية لنشوء النقد أنّ الصين كانت أوّل بلد طبع النقود الورقية، كما يُذكر أيضاً أنّ النقد الورقي صدر لاوّل مرّة في أمريكا عام 1690 م وفي روسيا عام 1769 م.
لقد كانت الفكرة الاُولى لنشوء النقد الورقي قد ولدت بين التجّار الذين يتنقّلون من بلد إلى بلد ويحملون نقودهم الذهبية والفضية معهم، فكانت عرضة للضياع والسرقة، فاستعاضوا عنها بوثائق خطِّيّة تُثبت مقدار ملكيّتهم. فكانت تمثِّل البديل الورقي البدائي للعملة المعدنية (الذهب والفضّة) وشهادة بقدرة حاملها على دفع المقدار المثبّت على متنها.
وكانت تلك كالورقة تدفع إلى التاجر الذي تشترى منه بضاعة، وهو بدوره يستطيع أن يتسلّم المبلغ المثبّت على هذه الورقة من الشخص المودع عنده مال التاجر المشتري، ثمّ تطوّر استعمال هذه الأوراق، فصار بالإمكان دفعها إلى أي بائع أو مشتري بشكل متداول ليكون المرجع النهائي في القبض هو المركز المودع فيه المال.
وقد أوضح الدكتور حافظ يقظان ذلك بقوله :
«وبالواقع كانت هذه (الوثائق الورقية) بمثابة شهادة من شخص مشهود له بحُسن السيرة في موطنه، فكان من شأن مثل هذا الشخص من خلال عمله أن يقوم بدور مصرف إصدار بدائي يشهد بأنّ التاجر فلان قد أودع لديه مبلغاً من المال برسم الدفع للبائع المعني عند الطلب، وكانت تلك الرسائل بمثابة المرحلة الاُولى في سياق التطوّر النقدي والمصرفي، ومع تقادم الزمن تطوّرت تلك الرسائل، واكتسبت الوثائق صفة النقود المقبولة في كل مكان».
ومن المعروف اقتصادياً أنّ النقود الورقية المتداولة ألان لم تعد قابلة للتحويل إلى ذهب أو فضّة عند طلب حاملها بما يساوي القيمة الاسميّة المثبّتة عليها ; بل هي نقود تعتمد على ثقة المتداولين لها بالجهة المصدِّرة (الدولة أو البنك المركزي). فهي نقود تعهّدية من قبل الجهة المصدِّرة، كما تعتمد على ثقة المتداول لها بتلك الجهة.
ويعتمد إصدارها على أسس اقتصادية وقانونية وسلطوية، وتوضيحها كآلاتي :
«إلاّ أنّ إصدارها يكون مقابل مبالغ من الذهب، أو كميات من السبائك الذهبية المرصدة، لدى مؤسسة النقد العالمي، أو مقابل ضمانات مقبولة تقدِّمها الدولة المصدِّرة، أو مقابل الاثنين معاً. وقد تكون مثل هذه الأوراق بمثابة أمر رسمي من السلطة يفرض على الشعب النقدية، وجعل تداول الأوراق، والثقة بقدرة الدولة المالية أمراً الزامياً، إلاّ أنّ قبول هذه الأوراق يبقى ضمن حدود الدولة المعنيّة، فتعتبر من الناحية الواقعية نقوداً محليّة، إذ ليس بإمكان الدولة فرض قبولها، والتداول بها خارج حدودها الإقليمية، بل تتمكّن الدولة من جعلها أداة للمضاربات المالية، بواسطة إبدالها بقطع نادرة ; على أمل جني الأرباح في المستقبل عند ارتفاع قيمة تلك القطع».
وهكذا فانّ الأوراق النقدية بعضها يملك رصيداً ذهبياً، أو ضمانات مقبولة تقدِّمها الدولة لدى مؤسّسة النقد العالمي.
وبعضها لا يملك مثل هذا الرصيد أو الضمانات، بل هي مجرّد أوراق إلزامية تصدرها الدولة في حدودها الإقليمية وتجعل الثقة بها وتداولها أمراً إلزاميا، فذا تكون نقوداً محليّة ; لانّ أوامر الدولة لا تكسبها إلزامية الثقة خارج حدودها، وتبقى الدولة ضامنة لهذا النقد، فمتى ما أرادت إسقاط هذا النقد فعليها أن تعوِّض حاملي هذه النقود نقوداً عن النوع الأول تتّفق وما تحدِّد الدولة لها من قيمة.
وهكذا يتّضح أنّ لهذه العملة قيمة تتعهّد بها الدولة من غير أن يكون لها وجود فعلي، وأنّ الثقة بهذه القيمة وقبول هذا النقد يقوم على إلزام الدولة بتداولها ; لذا فانّ هذا الإلزام لا يتعدّى حدودها، وتبقى ملزمة بالوفاء بالتزاماتها تجاه حامل هذه الورقة في حال إسقاط هذه العملة.
والأساس الاقتصادي السليم الذي تعتمد الدولة في تقدير حجم النقد الورقي الذي تصدره هو أن يكون مساوياً لما لديها من موجودات عينية وخدمات مقبولة اقتصادياً. وكلّما كان حجم النقود الورقية مساوياً لما لدى الدولة من موجودات مادية وخدمات، كان وضع النقود الاقتصادي طبيعياً وسليماً. أمّا إذا ازدادت كميات النقود الورقية على ما يقابلها من موجودات عينية وخدمات، فعندئذ تهبط قيمة هذه النقود وقوّتها الشرائية فيحصل ما يسمّى بالتضخّم النقدي.
الأساس الفقهي لمشروعيّة النقد الورقي في الإسلام
اعتمد التشريع الإسلامي الأساس المعدني في إصدار النقود والتعامل بها، وخصوصاً (الذهب والفضة) اللذين سمّيا بمصطلح الفقهاء بـ (الأثمان)، واستعمل مصطلح الصرف كمصطلح خاص لبيع الأثمان بعضها ببعض، وبذا فرّق بين بيع السلع بعضها ببعض. أو بيعها بالنقود، وبين بيع النقدين (الذهب والفضة) بعضهما ببعض من تعاريف الفقهاء ننقل تعريف الشهيد الأول ; قال :
«الصّرف وهو بيع الأثمان بمثلها»، «وهي الذهب والفضة» .
ثمّ استرسل الشهيد الأول يوضح أفكاراً اقتصادية ذات علاقة بموضوع البحث فقال :
«ويشترط فيه التقابض في المجلس، أو اصطحابهما إلى القبض، أو رضاه بما في ذمّته قبضاً بوكالته في القبض فيما اشتراه في ذمته نقداً آخر».
إنّ دراسة أحكام المعاوضات المالية والرِّبا والزكاة والخمس وغيرها من أحكام التشريع المالي، توضِّح لنا أن الشريعة الإسلامية قد اعتبرت النقد الشرعي هو الذهب والفضة. وقد حدّد المسلمون الأوزان والمقادير والأحكام الدقيقة لضبط العملة، وتنظيم مقاديرها، ونظام التبادل بها وتداولها، واعتبروا الدينار الذهبي والدرهم الفضي وحدة قياس نقدية; وعلى ذلك بنيت التكاليف المالية والمسؤوليات ذات العلاقة بمقدار النقد. ننقل من هذه الأحكام : «فصل في زكاة النقدين : وهما الذهب والفضة... وأن يكونا مسكوكين بسكة المعاملة، سواء أكان بسكّة الإسلام أو الكفر بكتابة أو غيرها...».
فالفقه الإسلامي والتشريع المالي في الإسلام يعتبران الذهب والفضة هما النقد الشرعي، وعليهما مدار الحياة المالية، غير أن الفقه المالي ونظام العملة في الإسلام قد اتسع لقبول النقد الورقي المبني على الثقة، علماً بأن النقد الورقي الذي يتداوله الناس يُقسم إلى ثلاثة أقسام :
1. قسم من النقود لها ما يقابلها من الموجودات المالية في خزانة الدولة، بتغطية كاملة من (الذهب والفضة أو الممتلكات الاخرى والمستندات العائدة للدولة التي يمكن أن تحول إلى ذهب أو فضة).
2. قسم من النقود والأوراق المالية ليس لها تغطية كاملة، بل إنّ ما تملكه الدولة يغطِّي نسبة منها، كأن تكون 80 % مثلاً، فتكون النسبة الأخرى 20 % أوراقاً تعهدية مضمونة من قبل الدولة، وهذا يعني أن كل ورقة نقدية هي خاضعة لهذه النسبة من التغطية الحقيقية.
3. قسم من النقود لا يملك تغطية مالية، بل أصدرته الدولة، وتعهدت به، وإن الثقة بالدولة وقدرتها على الأداء هي مصدر قبول النقد الورقي بشتّى أنواعه.
وعند دراسة وتحليل الأصول التشريعية لهذا القبول يمكننا أن نرجعها إلى ثلاثة أصول تشريعية من تشريعات المال في الفقه الإسلامي وهي :
1. الدين.
2. الحوالة.
3. بيع الدّين.
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
يتبع النقود نشأتها وتطورها
وسنعرض فيما يلي رأي الفقه الإسلامي ونظريته في قبول النقد الورقي، وقيمة هذا النقد وما يترتّب عليه من الآثار القانونية والتكاليف المالية المترتبة على النقود المعدنية، بدراسة وتحليل تلك الأصول الفقهية كآلاتي :
1. الدَّين : «وهو مال كلي ثابت في ذمّة شخص لشخص آخر لمدّة أو لأجل محدّد».
2. الحوالة : «وهي التعهد بالمال من المشغول بمثله، ويشترط فيها رضا الثلاثة، فيتحول فيها المال كالضمان، ويصح ترامي الحوالة ودَورُها... والحوالة بغير جنس الحق»«ويصح أن يحيل على من ليس عليه دين» .
3. بيع الدَّين : «ويصح بيعه بحال لا بمؤجَّل».
«لا بأس أن يبيع الإنسان ماله على غيره من الديون نقداً، ويكره أن يبيع ذلك نسيئة، ولا يجوز بيعه بدين آخر مثله».
من دراسة وتحليل تلك الأسس الفقهية الثلاثة، بالإضافة إلى ما قدّمنا من تعريف موجز بنظرية النقد الورقي وتحليله الاقتصادي، نستنتج أن المصرف الذي يصدر النقد الورقي والأوراق المالية، إنّما يجري في عمله هذا على أساس أنّه مدين لحامل الورقة النقدية بمقدار
قيمتها المدوّنة عليها، وأنّ حامل هذه الورقة له أن يدخل في عملية المبادلات المالية، أو أي أسلوب من أساليب نقل الملكية، ويحوِّل الطرف الآخر على المصرف ; ولمتسلِّم هذه الورقة أن يدخل في المعاملات المالية المختلفة، ويحيل الطرف المستحق على المصرف ; وهكذا يستمر الترامي في الحوالة، ويبقى المصرف ضامناً للدائن بأن يدفع له ما في ذمته من ذهب مساو لما تشهد به الورقة النقدية أو المالية، وقد تلاشى هذا النظام كما أوضحنا آنفاً. وبالإضافة إلى هذين الأساسين فهناك أساس فقهي آخر وهو (بيع الدّين)، فقد أجاز الفقه الإسلامي للدّائن أن يبيع دينه على أي طرف شاء.
وبما أنّ حامل الورقة النقدية أو المالية يملك ديناً في ذمّة البنك، فمن حقّه أن يبيعه على طرف ثالث، ويصير المصرف مديناً لذلك الطرف.
وهكذا يشخص أمامنا مبدآن ماليّان من الناحية الفقهيّة هما :
1. إنّ الورق النقدي يعني شهادة اثبات للدّين العائد لحاملها على البنك الذي أصدرها.
2. جواز تداول هذا الدّين. وانّ تداول هذا الدّين من طرف الى طرف آخر يقوم على أساسين هما :
أ ـ مبدأ الحوالة.
ب ـ بيع الدّين بدين حال.
وإنّ البنك في كلتا الحالتين ضامن وملزم بدفع ما في ذمته لحامل الورقة النقدية، سواء أكان الأساس هو بيع الدّين أو الحوالة.
وينبغي التذكير هنا بأنّ الضمان بغير معنى الالتزام بدفع الدّين أو الحوالة التي ضمن البنك قبولها وتسديدها، لا يصح أن يكون أساساً فقهياً مفسراً لإصدار النقد الورقي المتداول، ذلك لان الضمان بالمعنى الفقهي الآخر هو عبارة عن : «نقل المال عن ذمّة المضمون عنه إلى ذمّة الضّامن للمضمون له» ـ أي غير المدين ـ والبنك الذي أصدر الأوراق النقدية ليس جهة ثالثة بريئة، بل هو طرف مدين.
وسائل تحقيق الدّين والحوالة على البنك :
إنّ النقد الورقي الذي تحتكر الدولة إصداره ينتقل إلى الآخرين عن عدّة طرق هي :
أ ـ الإجارة : فالدولة تستأجر الموظفين والعاملين في مؤسساتها، كما تستأجر الشركات والمقاولين والأعيان المختلفة، كالدور والأراضي... الخ.
فتدفع لكل هذه الأطراف كميات ضخمة من النقود الورقية التي يقومون بإدخالها إلى مجال التبادل والمعاوضة، وغيرها من وسائل نقل الملكية، كالهبة والميراث والنفقة... الخ.
ب ـ الشراء : والطريقة الأخرى التي يتم بها نقل الأوراق النقدية من الدولة المصدرة له إلى الأطراف الأخرى هو عمليات الشراء، فالدولة تشتري من الأسواق المحلية والعالمية كميات ضخمة من الأسلحة
والمصانع والأدوات والأبنية والأراضي والمواد الغذائية والوقود... الخ، وتدفع عملات ورقية إلى السوق المحلية، وأحياناً إلى السوق الخارجية، عندما تكون عملتها قوية ذات مركز اقتصادي مُطمئن.
ج ـ الهبات والمساعدات والتعهّدات المالية : فإنّ الدولة تدفع إلى أشخاص وجهات عديدة هبات ومساعدات، أو تترتّب عليها التزامات مالية فتدفعها نقداً ورقياً، وهكذا ينتقل النقد الورقي إلى تلك الأطراف، وتصبح الدولة مدينة ومتعهِّدة بأداء الدّين لحاملي النقود الورقية.
وعند العودة إلى تاريخ حلول النقد الورقي محل النقد المعدني، يتّضح لنا أن الدولة استبدلت العملات الذهبية والفضية بنقود ورقية بهذه الطرق تدريجياً، بالإضافة إلى استبدالها عن طريق الشراء الصيرفي حتى اختفى النقد المعدني (الذهبي والفضي) من التداول، وحلّ محلّه النقد الورقي.
مبدأ المعادلة والإلزام
لقد توارى من الناحية القانونية والاقتصادية مبدأ مديونية الجهة المصدِّرة للعملة الورقية لحاملها التي تقدِّر القيمة الاسمية المسجّلة عليها، وتتعهّد بدفع الرصيد المعادل ; وحلّ محلّه نظام آخر لإصدار العملة وتحديد قيمتها، فلقد اعتمدت الدول مبدأ آخر لإصدار العملات غير مبدأ الرصيد المقابل للعملة الورقية والمحفوظ من قبل الدولة.
وهذا المبدأ هو مبدأ تقدير الثروة الوطنية بكاملها بالسلع والموجودات العينية والإمكانات الخدمية والمنافع التي تملكها الأمة، وإصدار العملة الورقية على أساس معادلة كميات النقود الورقية بممتلكات الآمة تلك، وبذا لم يكن للعملة الورقية التي يملكها الأشخاص رصيد منفرد يعادلها، ولا يوجد تعهّد بسداد مبلغ محدّد على أساس المديونية لحاملها، بل تقوم على أساس المعادلة بين كمية النقود الورقية وبين الثروة الوطنية.
وامتلاك النقود الورقية يمكِّن حاملها من تملّك جزء من تلك الثروة الوطنية. أي أنّ الحصول على النقود الورقية هو حصول على ما يعادله من الثروة الوطنية من سلع وخدمات وفق نظام آليّة السوق، وهكذا تكون
قيمة العملة هو ما يساويها في السوق، وهي بدورها سلعة تخضع لتقلّبات الأسعار ومستوى الوضع الاقتصادي العام والظروف والعوامل المؤثِّرة به، وتفسيره الفقهي يقوم على آلاتي :
1. حفظ المصلحة عن طريق تنظيم الحياة الاقتصادية والتخلّص من الفوضى ودفع الضرر. وبذا يكون هذا العمل مشروعاً ومقبولاً من الناحية الشرعية.
2. في حالة وجود دولة قائمة على أساس الإسلام، فلتلك الدولة الولاية وحق الإلزام بأي تنظيم اقتصادي في مجال الاقتصاد تراه الإصلاح لادارة الحياة الاقتصادية وحفظ مصالح الآمة. سواءً كان هذا النظام أو غيره لظروف آنيّة أو ستراتيجية.
أي أنّ ملاك المشروعية هو المصلحة المتمثِّلة بحفظ النظام والتخلّص من الفوضى. وهذه المصلحة ملزمة في كلا الحالين، سواء اُشخصت من الدولة الشرعية وألزمت عن طريق ولايتها، أو اشخصت من قِبَل الدولة غير الشرعية والخبراء الاقتصاديين.
التضخّم النقدي وعلاجه في الاسلام
التضخّم : مصطلح اقتصادي يعني الارتفاع العام في مستوى أسعار السلع والخدمات بشكل متواصل ومستمر، أما القفزات الموسمية في الأسعار فلا تعني تضخماً نقدياً. أي أنّ التضخّم يعني انخفاض قيمة العملة مقابل السلع والخدمات، وهبوط القوّة الشرائية لها. ويشكل التضخم النقدي مشكلة اقتصادية كبرى من أبرز آثارها عجز الطبقات الفقيرة عن اشباع حاجاتها; لهبوط قيمة النقد الشرائية بالاضافة إلى تدهور سعر العملة وتعرضها للانهيار وفقدان الثقة بها.
وإنّ أبرز أسباب التضخّم هي :
1. إصدار الدولة كميات من النقد الورقي لتغطية نفقاتها، فتزداد بذلك كمية النقد الورقي المتداولة في السوق من غير أن يكون لها رصيد مقابل; وتكون عندئذ نسبة الهبوط في سعر العملة في هذه الحالة بنسبة إضافة المقادير الجديدة من العملة الورقية التي لا تملك رصيداً.
فلو افترض أن الدولة تملك رصيداً مقداره خمسين مليار دينار وأصدرت ما يساويه من النقود الورقيّة، ثمّ ازدادت نفقات الدولة بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية، أو التوسّع في الانفاق فلجأت إلى طبع خمسة مليارات من الدنانير التي لا تملك المقابل المالي، فإنّ نسبة التضخّم أي الانخفاض في سعر الدينار في هذه الحال تكون :
555 = 111 = 9 % تقريباً.
2. والسبب الثاني من أسباب التضخم هو قلة السلع المعروضة، وازدياد الطلب والحاجة إلى السلع فيرتفع بذلك سعر السلعة، أي تنخفض قيمة العملة مقابل السلع، وتضعف قدرتها الشرائية، فتكون نسبة التضخّم بنسبة الارتفاع في قيمة السلعة.
فالسلعة التي كانت قيمتها في الوضع الطبيعي من غير حصول تضخم مائة دينار مثلاً، وأصبح سعرها بعد قلة السلع المعروضة في السوق (120) ديناراً، فإنّ هذا يعني حصول انخفاض في قيمة النقد يساوي 20 % أي إنّ التضخّم يساوي 20 %.
ولقلّة السلع في السوق أسباب عديدة منها عدم قدرة المؤسسات الانتاجية على تلبية حاجة السوق في البلد، أو اعتماد البلد على الاستيراد الخارجي، وتحكم الدول والشركات المنتجة في تصدير السلع إليه، كما يحدث في حال فرض الحصار على ذلك البلد في ظروف الحرب، أو لأسباب سياسية للضغط على تلك الدولة وإضعاف قدراتها أو ممارسة التجّار للاحتكار وإخفاء السلع ورفع الأسعار بدافع الجّشع والنّهم الماليّ.
ونجد التشريع الإسلامي ـ المتمثِّل بالأحكام الثابتة، أو التي تصدرها الدّولة ـ قد عالج التضخّم النقدي بتحريمه الاحتكار، وإلزام الدولة بمنع التجّار وملاّك السلع التي يحتاجها الناس من احتكارها;
ليزداد عرض السلع في السوق فتنخفض الأسعار، وبذا ترتفع قيمة العملة مقابل السلع (أي تنخفض نسبة التضخّم); كما ألزم الدولة (المتمثِّلة بوليّ الامر) بإلزام الباعة بتخفيض الأسعار عند ارتفاع الأسعار بالشكل المخلّ، وتحديدها إذا دعت الضرورة الاقتصادية إلى ذلك، كما سنوضّحه في عرضنا للاحتكار والتسعير.
ولا ننسى دعوة الإسلام إلى العمل والإنتاج، والسعي في الأرض من أجل الكسب وطلب الرزق الذي يشكِّل عاملاً أساساً آخر من عوامل مكافحة التضخّم النقدي (الغلاء) عن طريق توفير كميّات وفيرة من السلع ; بالإضافة إلى دعوته الأخلاقية وتربيته الإيمانية وتحريمه الإسراف والتبذير وحثّه على الاقتصاد في النفقة، ممّا يقلِّل الطّلب على السلع، وفرضه الزكاة في الغلاّت والأنعام التي توفِّر السلع للمستهلك خارج السوق التجارية، فتساهم تلك الممارسات الاقتصادية في تخفيض الطلب الذي يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
وسنعرض فيما يلي رأي الفقه الإسلامي ونظريته في قبول النقد الورقي، وقيمة هذا النقد وما يترتّب عليه من الآثار القانونية والتكاليف المالية المترتبة على النقود المعدنية، بدراسة وتحليل تلك الأصول الفقهية كآلاتي :
1. الدَّين : «وهو مال كلي ثابت في ذمّة شخص لشخص آخر لمدّة أو لأجل محدّد».
2. الحوالة : «وهي التعهد بالمال من المشغول بمثله، ويشترط فيها رضا الثلاثة، فيتحول فيها المال كالضمان، ويصح ترامي الحوالة ودَورُها... والحوالة بغير جنس الحق»«ويصح أن يحيل على من ليس عليه دين» .
3. بيع الدَّين : «ويصح بيعه بحال لا بمؤجَّل».
«لا بأس أن يبيع الإنسان ماله على غيره من الديون نقداً، ويكره أن يبيع ذلك نسيئة، ولا يجوز بيعه بدين آخر مثله».
من دراسة وتحليل تلك الأسس الفقهية الثلاثة، بالإضافة إلى ما قدّمنا من تعريف موجز بنظرية النقد الورقي وتحليله الاقتصادي، نستنتج أن المصرف الذي يصدر النقد الورقي والأوراق المالية، إنّما يجري في عمله هذا على أساس أنّه مدين لحامل الورقة النقدية بمقدار
قيمتها المدوّنة عليها، وأنّ حامل هذه الورقة له أن يدخل في عملية المبادلات المالية، أو أي أسلوب من أساليب نقل الملكية، ويحوِّل الطرف الآخر على المصرف ; ولمتسلِّم هذه الورقة أن يدخل في المعاملات المالية المختلفة، ويحيل الطرف المستحق على المصرف ; وهكذا يستمر الترامي في الحوالة، ويبقى المصرف ضامناً للدائن بأن يدفع له ما في ذمته من ذهب مساو لما تشهد به الورقة النقدية أو المالية، وقد تلاشى هذا النظام كما أوضحنا آنفاً. وبالإضافة إلى هذين الأساسين فهناك أساس فقهي آخر وهو (بيع الدّين)، فقد أجاز الفقه الإسلامي للدّائن أن يبيع دينه على أي طرف شاء.
وبما أنّ حامل الورقة النقدية أو المالية يملك ديناً في ذمّة البنك، فمن حقّه أن يبيعه على طرف ثالث، ويصير المصرف مديناً لذلك الطرف.
وهكذا يشخص أمامنا مبدآن ماليّان من الناحية الفقهيّة هما :
1. إنّ الورق النقدي يعني شهادة اثبات للدّين العائد لحاملها على البنك الذي أصدرها.
2. جواز تداول هذا الدّين. وانّ تداول هذا الدّين من طرف الى طرف آخر يقوم على أساسين هما :
أ ـ مبدأ الحوالة.
ب ـ بيع الدّين بدين حال.
وإنّ البنك في كلتا الحالتين ضامن وملزم بدفع ما في ذمته لحامل الورقة النقدية، سواء أكان الأساس هو بيع الدّين أو الحوالة.
وينبغي التذكير هنا بأنّ الضمان بغير معنى الالتزام بدفع الدّين أو الحوالة التي ضمن البنك قبولها وتسديدها، لا يصح أن يكون أساساً فقهياً مفسراً لإصدار النقد الورقي المتداول، ذلك لان الضمان بالمعنى الفقهي الآخر هو عبارة عن : «نقل المال عن ذمّة المضمون عنه إلى ذمّة الضّامن للمضمون له» ـ أي غير المدين ـ والبنك الذي أصدر الأوراق النقدية ليس جهة ثالثة بريئة، بل هو طرف مدين.
وسائل تحقيق الدّين والحوالة على البنك :
إنّ النقد الورقي الذي تحتكر الدولة إصداره ينتقل إلى الآخرين عن عدّة طرق هي :
أ ـ الإجارة : فالدولة تستأجر الموظفين والعاملين في مؤسساتها، كما تستأجر الشركات والمقاولين والأعيان المختلفة، كالدور والأراضي... الخ.
فتدفع لكل هذه الأطراف كميات ضخمة من النقود الورقية التي يقومون بإدخالها إلى مجال التبادل والمعاوضة، وغيرها من وسائل نقل الملكية، كالهبة والميراث والنفقة... الخ.
ب ـ الشراء : والطريقة الأخرى التي يتم بها نقل الأوراق النقدية من الدولة المصدرة له إلى الأطراف الأخرى هو عمليات الشراء، فالدولة تشتري من الأسواق المحلية والعالمية كميات ضخمة من الأسلحة
والمصانع والأدوات والأبنية والأراضي والمواد الغذائية والوقود... الخ، وتدفع عملات ورقية إلى السوق المحلية، وأحياناً إلى السوق الخارجية، عندما تكون عملتها قوية ذات مركز اقتصادي مُطمئن.
ج ـ الهبات والمساعدات والتعهّدات المالية : فإنّ الدولة تدفع إلى أشخاص وجهات عديدة هبات ومساعدات، أو تترتّب عليها التزامات مالية فتدفعها نقداً ورقياً، وهكذا ينتقل النقد الورقي إلى تلك الأطراف، وتصبح الدولة مدينة ومتعهِّدة بأداء الدّين لحاملي النقود الورقية.
وعند العودة إلى تاريخ حلول النقد الورقي محل النقد المعدني، يتّضح لنا أن الدولة استبدلت العملات الذهبية والفضية بنقود ورقية بهذه الطرق تدريجياً، بالإضافة إلى استبدالها عن طريق الشراء الصيرفي حتى اختفى النقد المعدني (الذهبي والفضي) من التداول، وحلّ محلّه النقد الورقي.
مبدأ المعادلة والإلزام
لقد توارى من الناحية القانونية والاقتصادية مبدأ مديونية الجهة المصدِّرة للعملة الورقية لحاملها التي تقدِّر القيمة الاسمية المسجّلة عليها، وتتعهّد بدفع الرصيد المعادل ; وحلّ محلّه نظام آخر لإصدار العملة وتحديد قيمتها، فلقد اعتمدت الدول مبدأ آخر لإصدار العملات غير مبدأ الرصيد المقابل للعملة الورقية والمحفوظ من قبل الدولة.
وهذا المبدأ هو مبدأ تقدير الثروة الوطنية بكاملها بالسلع والموجودات العينية والإمكانات الخدمية والمنافع التي تملكها الأمة، وإصدار العملة الورقية على أساس معادلة كميات النقود الورقية بممتلكات الآمة تلك، وبذا لم يكن للعملة الورقية التي يملكها الأشخاص رصيد منفرد يعادلها، ولا يوجد تعهّد بسداد مبلغ محدّد على أساس المديونية لحاملها، بل تقوم على أساس المعادلة بين كمية النقود الورقية وبين الثروة الوطنية.
وامتلاك النقود الورقية يمكِّن حاملها من تملّك جزء من تلك الثروة الوطنية. أي أنّ الحصول على النقود الورقية هو حصول على ما يعادله من الثروة الوطنية من سلع وخدمات وفق نظام آليّة السوق، وهكذا تكون
قيمة العملة هو ما يساويها في السوق، وهي بدورها سلعة تخضع لتقلّبات الأسعار ومستوى الوضع الاقتصادي العام والظروف والعوامل المؤثِّرة به، وتفسيره الفقهي يقوم على آلاتي :
1. حفظ المصلحة عن طريق تنظيم الحياة الاقتصادية والتخلّص من الفوضى ودفع الضرر. وبذا يكون هذا العمل مشروعاً ومقبولاً من الناحية الشرعية.
2. في حالة وجود دولة قائمة على أساس الإسلام، فلتلك الدولة الولاية وحق الإلزام بأي تنظيم اقتصادي في مجال الاقتصاد تراه الإصلاح لادارة الحياة الاقتصادية وحفظ مصالح الآمة. سواءً كان هذا النظام أو غيره لظروف آنيّة أو ستراتيجية.
أي أنّ ملاك المشروعية هو المصلحة المتمثِّلة بحفظ النظام والتخلّص من الفوضى. وهذه المصلحة ملزمة في كلا الحالين، سواء اُشخصت من الدولة الشرعية وألزمت عن طريق ولايتها، أو اشخصت من قِبَل الدولة غير الشرعية والخبراء الاقتصاديين.
التضخّم النقدي وعلاجه في الاسلام
التضخّم : مصطلح اقتصادي يعني الارتفاع العام في مستوى أسعار السلع والخدمات بشكل متواصل ومستمر، أما القفزات الموسمية في الأسعار فلا تعني تضخماً نقدياً. أي أنّ التضخّم يعني انخفاض قيمة العملة مقابل السلع والخدمات، وهبوط القوّة الشرائية لها. ويشكل التضخم النقدي مشكلة اقتصادية كبرى من أبرز آثارها عجز الطبقات الفقيرة عن اشباع حاجاتها; لهبوط قيمة النقد الشرائية بالاضافة إلى تدهور سعر العملة وتعرضها للانهيار وفقدان الثقة بها.
وإنّ أبرز أسباب التضخّم هي :
1. إصدار الدولة كميات من النقد الورقي لتغطية نفقاتها، فتزداد بذلك كمية النقد الورقي المتداولة في السوق من غير أن يكون لها رصيد مقابل; وتكون عندئذ نسبة الهبوط في سعر العملة في هذه الحالة بنسبة إضافة المقادير الجديدة من العملة الورقية التي لا تملك رصيداً.
فلو افترض أن الدولة تملك رصيداً مقداره خمسين مليار دينار وأصدرت ما يساويه من النقود الورقيّة، ثمّ ازدادت نفقات الدولة بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية، أو التوسّع في الانفاق فلجأت إلى طبع خمسة مليارات من الدنانير التي لا تملك المقابل المالي، فإنّ نسبة التضخّم أي الانخفاض في سعر الدينار في هذه الحال تكون :
555 = 111 = 9 % تقريباً.
2. والسبب الثاني من أسباب التضخم هو قلة السلع المعروضة، وازدياد الطلب والحاجة إلى السلع فيرتفع بذلك سعر السلعة، أي تنخفض قيمة العملة مقابل السلع، وتضعف قدرتها الشرائية، فتكون نسبة التضخّم بنسبة الارتفاع في قيمة السلعة.
فالسلعة التي كانت قيمتها في الوضع الطبيعي من غير حصول تضخم مائة دينار مثلاً، وأصبح سعرها بعد قلة السلع المعروضة في السوق (120) ديناراً، فإنّ هذا يعني حصول انخفاض في قيمة النقد يساوي 20 % أي إنّ التضخّم يساوي 20 %.
ولقلّة السلع في السوق أسباب عديدة منها عدم قدرة المؤسسات الانتاجية على تلبية حاجة السوق في البلد، أو اعتماد البلد على الاستيراد الخارجي، وتحكم الدول والشركات المنتجة في تصدير السلع إليه، كما يحدث في حال فرض الحصار على ذلك البلد في ظروف الحرب، أو لأسباب سياسية للضغط على تلك الدولة وإضعاف قدراتها أو ممارسة التجّار للاحتكار وإخفاء السلع ورفع الأسعار بدافع الجّشع والنّهم الماليّ.
ونجد التشريع الإسلامي ـ المتمثِّل بالأحكام الثابتة، أو التي تصدرها الدّولة ـ قد عالج التضخّم النقدي بتحريمه الاحتكار، وإلزام الدولة بمنع التجّار وملاّك السلع التي يحتاجها الناس من احتكارها;
ليزداد عرض السلع في السوق فتنخفض الأسعار، وبذا ترتفع قيمة العملة مقابل السلع (أي تنخفض نسبة التضخّم); كما ألزم الدولة (المتمثِّلة بوليّ الامر) بإلزام الباعة بتخفيض الأسعار عند ارتفاع الأسعار بالشكل المخلّ، وتحديدها إذا دعت الضرورة الاقتصادية إلى ذلك، كما سنوضّحه في عرضنا للاحتكار والتسعير.
ولا ننسى دعوة الإسلام إلى العمل والإنتاج، والسعي في الأرض من أجل الكسب وطلب الرزق الذي يشكِّل عاملاً أساساً آخر من عوامل مكافحة التضخّم النقدي (الغلاء) عن طريق توفير كميّات وفيرة من السلع ; بالإضافة إلى دعوته الأخلاقية وتربيته الإيمانية وتحريمه الإسراف والتبذير وحثّه على الاقتصاد في النفقة، ممّا يقلِّل الطّلب على السلع، وفرضه الزكاة في الغلاّت والأنعام التي توفِّر السلع للمستهلك خارج السوق التجارية، فتساهم تلك الممارسات الاقتصادية في تخفيض الطلب الذي يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
العناصر الغذائية
المواد الكربوهيدراتية:
هي أي من مكونات الأغذية التي تتحلل إلى غلوكوز ، وهو نوع من السكر تستخدمه الخلايا لاكتساب الطاقة. ويستفاد من احتراق الكربوهيدرات في الجسم من أجل توليد الطاقة والتدفئة والنشاط بالقدر الذي يحتاجه الجسم، أما الزائد منها فيختزن في الكبد. وهناك نوعان من الكاربوهيدرات
1. النوع البسيط: موجود في السكر، العسل، وقطع الحلوى مثلاً
2. النوع المعقد: موجود في الخضار، البطاطا، الخبز، المعجنات والأرز.
وينبغي أن تدخل الكاربوهيدرات المعقدة في أساس حميتك الغذائية
المواد الدهنية:
عنصر هام جدا للطاقة فيستفيد منها الجسم مباشرة أو يدخرها لحين الحاجة علما بأن امتصاص الدهن لا يتم إلا بعد تحويله في الأمعاء الى أحماض دهنية وإذا زاد مقدار المواد الدهنية عن حاجة الجسم عندئذ يمكن أن تتراكم عوضا عن احتراقها وذلك في أماكن مختلفة من الجسم أهمها الأنسجة الشحمية وربما تتراكم في بطانات الأوعية الدموية. ويجدر التنويه هنا إلى أن الدهون تعتبر أساسية للحياة والصحة الجيدة. بيد أنها مؤذية ومضرة عندما تتناول الكثير منها.
ما هي مصادر الدهون؟
1. الدهون الحيوانية: اللحوم والحليب، الزبدة، وصفار البيض
2. الدهون النباتية: الزيتون، الذرة، القطن، الفستق السوداني، السمسم، فول الصويا، دوار الشمس، الجوز، اللوز...الخ
هذا ولا يمكن تحديد الكمية اللازمة للأشخاص بصورة صحيحة ولكنه يمكن القول بأن الشخص السليم البالغ يلزمه من الدهون على الوجه التقريبي من 15-35 غراما أو أكثر في اليوم الواحد، وذلك بحسب الطاقة التي يحرقها الجسم نتيجة الجهد من الحركات الجسمانية، وأما الذين في دور النقاهة والأطفال فيلزمهم استهلاك مواد دهنية زيادة عن غيرهم.
ما هي أنواع الدهون؟
إن للدهون ثلاثة أنواع من حيث تركيبها الكيماوي وهي:
1. دهون بسيطة
2. دهون مركبة
3. دهون مشتقة من البسيطة والمركبة
ولكل منها فوائده الخاصة به لذلك فالدهن الحيواني لا يغني لوحده عن الدهن النباتي علما بأن الدهون هي أكثر المواد الغذائية إمدادا للجسم بالطاقة تليها البروتينات ثم الكربوهيدرات ومن الملاحظ بأن الدهون (دهن حيواني، سمن، زيت) إذا سخنت لدرجة عالية من الحرارة فإنه يتغير تركيبها الكيماوي ويتحول إلى مركبات سامة لذلك يستحسن عدم إستعمالها للقلي وعلى الخصوص تكرار القلي بنفس الدهن المحمي سابقا حيث يتضاعف ضرره مرات ومرات (قد يكون عاملا لمرض تصلب الشرايين والسرطان).
ملحوظة: ثبت علميا بأن زيت القطن قد يسبب العنة عند الذكور بعدما لوحظ بأن الحيوانات التي كانت تتناول غذائها من أغصان نبات القطن الجاف حصلت عند ذكورها عنة.
البروتينات:
له أهمية عظيمة من حيث القيمة الحيوية لاحتوائه على الأحماض الأمينية الحيوية المفيدة للنمو والصحة وهي أنسب المواد الغذائية لبناء الأنسجة. فالبروتينات هي أساسية لتكوين العضلات ، أي الجزء الأكثر فعالية في الجسم لحرق السعرات الحرارية. وتوجد البروتينات في اللحوم ، مشتقات الحليب ، وبمقادير أقل في الحبوب والخضار. وعليك أن تتغذى بالبروتينات بشكل كاف ، ولكن حذار الأغذية الغنية بالبروتين فغالباً ما تكون نسبة الدهون فيها عالية.
ما هي أنواع البروتين ومصادرها؟
أهم أنواع البروتين هو بروتين اللحوم الذي يمد الجسم بجميع أنواع الأحماض الأمينية. أما البروتينات النباتية التي توجد في القمح والذرة والأرز والفول...الخ فهي أقل منفعة لأن كل صنف من النبات ينفرد بأنواع خاصة من الأحماض الأمينية أو يفتقر إليها. علما بأن الجسم لا يستطيع إختزان الأحماض الأمينية، لذلك يجب تموين الجسم بها باستمرار.
ما هي الأعراض المبكرة لنقص البروتينات؟
1. فقدان الوزن بسرعة
2. التعب
3. القلق
4. إنخفاض المقاومة للأمراض
5. أما فقدانه عند الأطفال فيسبب بطء النمو، اسهالات
وإذا استمر هذا النقص فإنه قد يؤدي الى أعراض مختلفة من اصابات في الكبد والى أورام، وإلى اختلال هورموني يؤدي الى عدم كفاية التبول، وغير ذلك.
ولا يغيب عن البال بأن فائدة البروتين تتوقف على طريقة تجهيزه للأكل فقد يؤدي التحمير (القلي) مثلا إلا الإقلال من فائدته إضافة الى جعل البروتين أعسر هضما وكلما كان الهضم تاما استفاد الجسم من الأحماض الأمينية الموجودة فيه. إن المقدار اللازم لاحتياج الانسان يوميا من البروتين الحيواني والنباتي بصورة وسطية هي غرام واحد لكل كيلو غرام من وزن الجسم على ان تكون كمية البروتين الحيواني لا تقل عن ثلث مجموع الكمية من البروتين اللازم للجسم علما بأن الشيوخ والصغار هم بحاجة أكبر من البروتين وهذا ينطبق على الذكور والإناث. ان بروتين الحليب والبيض يقارب بروتين اللحم ولكن الحليب والبيض فقيرين بالبروتين مقارنة باللحوم ومن العسير جدا تأمين احتياج الإنسان من هذا البروتين عن طريق هذه الأغذية.
أملاح المعادن:
للمعادن شأن كبير في دوام حياة الإنسان علما بأن جسم الإنسان يتركب من عناصر مختلفة من معادن وأشباه المعادن. لذلك فهو بحاجة مستمرة إلى تلك العناصر الضرورية ولا سبيل الى تدارك احتياجاته إلا من الهواء والماء والغذاء وما يمكن ان يصنعه من نفسه.
ما هي فوائد أملاح المعادن؟
1. حفظ كثافة الدم والإفرازات والسوائل
2. تنظيم التفاعلات الكيميائية في الجسم
3. المحافظة على محتويات القناة الهضمية من التخمر والتعفن
4. مساعدة الجسم في بناء الأنسجة من عظام، أسنان، غضاريف وعضلات
5. إكساب السوائل خاصية الإنتشار في الجسم والحفاظ على ضغطها
6. إكساب الدم خاصية التجلط عند اللزوم
7. تكوين المادة الصباغية في الدم (هيموغلوبين).
8. إكساب المرونة للأنسجة
وغير ذلك من الخصائص التي لا يمكن حصرها من أجل المحافظة على سلامة الجسم، فالكالسيوم والفوسفور، والمغنيزيوم مثلا عناصر ضرورية لتكوين العظام والأسنان عدا عن فوائدها المختلفة في الجسم. كما يعتمد في تركيب الخلايا الحية للعضلات والأنسجة المختلفة وكريات الدم الحمراء وغيرها على وجود الحديد والكبريت، والفوسفور...الخ. ولا بد لتكوين سوائل الجسم الداخلية من وجود الأملاح المعدنية القابلة للذوبان كأملاح الصوديوم والبوتاسيوم.
كما أن العضلات والأعضاء المختلفة لا تؤدي وظائفها على الوجه الأكمل، إلا في حال وجود مقادير معينة من هذه العناصر، وقد تبين من البحوث الفيزيولوجية بأن حرمان الجسم منها حرمانا تاما لمدة شهر كامل، يجعل الوفاة حتمية حتى لو كان الجسم يحصل على غذائه من جميع العناصر الأخرى. أما إذا حرم الجسم من تناول أحد الأملاح كليا أو جزئيا فان الجسم قد يتداركه ذاتيا ان أمكنه ذلك كحرمانه من مادة الكالسيوم العضوية مثلا تعمل على إنتزاع هذا العنصر من العظام والأسنان أو يصاب الأنسان ببعض الأعراض الدالة على هذا النقص.
ماهي أهم هذه الأملاح؟
أهم هذه الأملاح هي
الصوديوم عنصر الصوديوم موجود في الطبيعة كمركبات عديدة منها كلور الصوديوم (ملح الطعام) إن هذا الملح ضرورة من ضروريات الحياة فهو يشكل جزءا من مادة البروتوبلازما الحيوية في خلايا الكائنات الحية كما أن وجوده لازم بكمية معينة في جميع السوائل الداخلية الحيوية لاستمرار الحياة حتى إذا انخفضت الكمية اللازمة للجسم أو أوشكت جاء الإنذار ينادي بتدارك هذا الخطر لتزويد الجسم بهذا العنصر.
ولما كان الإنسان يفقد قسما منه عن طريق الإفرازات المطروحة من الجسم صار لزاما تعويض ما فقد عن طريق الطعام المحتوي على الملح أو بتناول الملح ذاته على أن يلتزم باستهلاك هذه المادة بالمقدار اللازم.
إن الملح موجود في الطبيعة بمناجمه الخاصة، لكنه يوجد أيضا في اللحوم والأسماك، اللبن، الخضروات، وفي الخبز المحتوي على الملح بحسب الطرق المتبعة في صنعه ويحتاج الإنسان البالغ يوميا الى حوالي عشر غرامات أو أكثر من ملح الطعام وهي كمية قد يفقدها الجسم بالإفرازات العرقية خلال ثلاث ساعات أثناء بذل المجهود الشاق وتحت أشعة الشمس، لذلك يجب الإنتباه بتزويد الجسم بالكمية اللازمة وتناول كمية إضافية حين التعرض للأعمال المجهدة والطقس الحار لتدارك ما يفقده الجسم بسبب هذه الإفرازات المحتوية على مادة الملح.
المواد الكربوهيدراتية:
هي أي من مكونات الأغذية التي تتحلل إلى غلوكوز ، وهو نوع من السكر تستخدمه الخلايا لاكتساب الطاقة. ويستفاد من احتراق الكربوهيدرات في الجسم من أجل توليد الطاقة والتدفئة والنشاط بالقدر الذي يحتاجه الجسم، أما الزائد منها فيختزن في الكبد. وهناك نوعان من الكاربوهيدرات
1. النوع البسيط: موجود في السكر، العسل، وقطع الحلوى مثلاً
2. النوع المعقد: موجود في الخضار، البطاطا، الخبز، المعجنات والأرز.
وينبغي أن تدخل الكاربوهيدرات المعقدة في أساس حميتك الغذائية
المواد الدهنية:
عنصر هام جدا للطاقة فيستفيد منها الجسم مباشرة أو يدخرها لحين الحاجة علما بأن امتصاص الدهن لا يتم إلا بعد تحويله في الأمعاء الى أحماض دهنية وإذا زاد مقدار المواد الدهنية عن حاجة الجسم عندئذ يمكن أن تتراكم عوضا عن احتراقها وذلك في أماكن مختلفة من الجسم أهمها الأنسجة الشحمية وربما تتراكم في بطانات الأوعية الدموية. ويجدر التنويه هنا إلى أن الدهون تعتبر أساسية للحياة والصحة الجيدة. بيد أنها مؤذية ومضرة عندما تتناول الكثير منها.
ما هي مصادر الدهون؟
1. الدهون الحيوانية: اللحوم والحليب، الزبدة، وصفار البيض
2. الدهون النباتية: الزيتون، الذرة، القطن، الفستق السوداني، السمسم، فول الصويا، دوار الشمس، الجوز، اللوز...الخ
هذا ولا يمكن تحديد الكمية اللازمة للأشخاص بصورة صحيحة ولكنه يمكن القول بأن الشخص السليم البالغ يلزمه من الدهون على الوجه التقريبي من 15-35 غراما أو أكثر في اليوم الواحد، وذلك بحسب الطاقة التي يحرقها الجسم نتيجة الجهد من الحركات الجسمانية، وأما الذين في دور النقاهة والأطفال فيلزمهم استهلاك مواد دهنية زيادة عن غيرهم.
ما هي أنواع الدهون؟
إن للدهون ثلاثة أنواع من حيث تركيبها الكيماوي وهي:
1. دهون بسيطة
2. دهون مركبة
3. دهون مشتقة من البسيطة والمركبة
ولكل منها فوائده الخاصة به لذلك فالدهن الحيواني لا يغني لوحده عن الدهن النباتي علما بأن الدهون هي أكثر المواد الغذائية إمدادا للجسم بالطاقة تليها البروتينات ثم الكربوهيدرات ومن الملاحظ بأن الدهون (دهن حيواني، سمن، زيت) إذا سخنت لدرجة عالية من الحرارة فإنه يتغير تركيبها الكيماوي ويتحول إلى مركبات سامة لذلك يستحسن عدم إستعمالها للقلي وعلى الخصوص تكرار القلي بنفس الدهن المحمي سابقا حيث يتضاعف ضرره مرات ومرات (قد يكون عاملا لمرض تصلب الشرايين والسرطان).
ملحوظة: ثبت علميا بأن زيت القطن قد يسبب العنة عند الذكور بعدما لوحظ بأن الحيوانات التي كانت تتناول غذائها من أغصان نبات القطن الجاف حصلت عند ذكورها عنة.
البروتينات:
له أهمية عظيمة من حيث القيمة الحيوية لاحتوائه على الأحماض الأمينية الحيوية المفيدة للنمو والصحة وهي أنسب المواد الغذائية لبناء الأنسجة. فالبروتينات هي أساسية لتكوين العضلات ، أي الجزء الأكثر فعالية في الجسم لحرق السعرات الحرارية. وتوجد البروتينات في اللحوم ، مشتقات الحليب ، وبمقادير أقل في الحبوب والخضار. وعليك أن تتغذى بالبروتينات بشكل كاف ، ولكن حذار الأغذية الغنية بالبروتين فغالباً ما تكون نسبة الدهون فيها عالية.
ما هي أنواع البروتين ومصادرها؟
أهم أنواع البروتين هو بروتين اللحوم الذي يمد الجسم بجميع أنواع الأحماض الأمينية. أما البروتينات النباتية التي توجد في القمح والذرة والأرز والفول...الخ فهي أقل منفعة لأن كل صنف من النبات ينفرد بأنواع خاصة من الأحماض الأمينية أو يفتقر إليها. علما بأن الجسم لا يستطيع إختزان الأحماض الأمينية، لذلك يجب تموين الجسم بها باستمرار.
ما هي الأعراض المبكرة لنقص البروتينات؟
1. فقدان الوزن بسرعة
2. التعب
3. القلق
4. إنخفاض المقاومة للأمراض
5. أما فقدانه عند الأطفال فيسبب بطء النمو، اسهالات
وإذا استمر هذا النقص فإنه قد يؤدي الى أعراض مختلفة من اصابات في الكبد والى أورام، وإلى اختلال هورموني يؤدي الى عدم كفاية التبول، وغير ذلك.
ولا يغيب عن البال بأن فائدة البروتين تتوقف على طريقة تجهيزه للأكل فقد يؤدي التحمير (القلي) مثلا إلا الإقلال من فائدته إضافة الى جعل البروتين أعسر هضما وكلما كان الهضم تاما استفاد الجسم من الأحماض الأمينية الموجودة فيه. إن المقدار اللازم لاحتياج الانسان يوميا من البروتين الحيواني والنباتي بصورة وسطية هي غرام واحد لكل كيلو غرام من وزن الجسم على ان تكون كمية البروتين الحيواني لا تقل عن ثلث مجموع الكمية من البروتين اللازم للجسم علما بأن الشيوخ والصغار هم بحاجة أكبر من البروتين وهذا ينطبق على الذكور والإناث. ان بروتين الحليب والبيض يقارب بروتين اللحم ولكن الحليب والبيض فقيرين بالبروتين مقارنة باللحوم ومن العسير جدا تأمين احتياج الإنسان من هذا البروتين عن طريق هذه الأغذية.
أملاح المعادن:
للمعادن شأن كبير في دوام حياة الإنسان علما بأن جسم الإنسان يتركب من عناصر مختلفة من معادن وأشباه المعادن. لذلك فهو بحاجة مستمرة إلى تلك العناصر الضرورية ولا سبيل الى تدارك احتياجاته إلا من الهواء والماء والغذاء وما يمكن ان يصنعه من نفسه.
ما هي فوائد أملاح المعادن؟
1. حفظ كثافة الدم والإفرازات والسوائل
2. تنظيم التفاعلات الكيميائية في الجسم
3. المحافظة على محتويات القناة الهضمية من التخمر والتعفن
4. مساعدة الجسم في بناء الأنسجة من عظام، أسنان، غضاريف وعضلات
5. إكساب السوائل خاصية الإنتشار في الجسم والحفاظ على ضغطها
6. إكساب الدم خاصية التجلط عند اللزوم
7. تكوين المادة الصباغية في الدم (هيموغلوبين).
8. إكساب المرونة للأنسجة
وغير ذلك من الخصائص التي لا يمكن حصرها من أجل المحافظة على سلامة الجسم، فالكالسيوم والفوسفور، والمغنيزيوم مثلا عناصر ضرورية لتكوين العظام والأسنان عدا عن فوائدها المختلفة في الجسم. كما يعتمد في تركيب الخلايا الحية للعضلات والأنسجة المختلفة وكريات الدم الحمراء وغيرها على وجود الحديد والكبريت، والفوسفور...الخ. ولا بد لتكوين سوائل الجسم الداخلية من وجود الأملاح المعدنية القابلة للذوبان كأملاح الصوديوم والبوتاسيوم.
كما أن العضلات والأعضاء المختلفة لا تؤدي وظائفها على الوجه الأكمل، إلا في حال وجود مقادير معينة من هذه العناصر، وقد تبين من البحوث الفيزيولوجية بأن حرمان الجسم منها حرمانا تاما لمدة شهر كامل، يجعل الوفاة حتمية حتى لو كان الجسم يحصل على غذائه من جميع العناصر الأخرى. أما إذا حرم الجسم من تناول أحد الأملاح كليا أو جزئيا فان الجسم قد يتداركه ذاتيا ان أمكنه ذلك كحرمانه من مادة الكالسيوم العضوية مثلا تعمل على إنتزاع هذا العنصر من العظام والأسنان أو يصاب الأنسان ببعض الأعراض الدالة على هذا النقص.
ماهي أهم هذه الأملاح؟
أهم هذه الأملاح هي
الصوديوم عنصر الصوديوم موجود في الطبيعة كمركبات عديدة منها كلور الصوديوم (ملح الطعام) إن هذا الملح ضرورة من ضروريات الحياة فهو يشكل جزءا من مادة البروتوبلازما الحيوية في خلايا الكائنات الحية كما أن وجوده لازم بكمية معينة في جميع السوائل الداخلية الحيوية لاستمرار الحياة حتى إذا انخفضت الكمية اللازمة للجسم أو أوشكت جاء الإنذار ينادي بتدارك هذا الخطر لتزويد الجسم بهذا العنصر.
ولما كان الإنسان يفقد قسما منه عن طريق الإفرازات المطروحة من الجسم صار لزاما تعويض ما فقد عن طريق الطعام المحتوي على الملح أو بتناول الملح ذاته على أن يلتزم باستهلاك هذه المادة بالمقدار اللازم.
إن الملح موجود في الطبيعة بمناجمه الخاصة، لكنه يوجد أيضا في اللحوم والأسماك، اللبن، الخضروات، وفي الخبز المحتوي على الملح بحسب الطرق المتبعة في صنعه ويحتاج الإنسان البالغ يوميا الى حوالي عشر غرامات أو أكثر من ملح الطعام وهي كمية قد يفقدها الجسم بالإفرازات العرقية خلال ثلاث ساعات أثناء بذل المجهود الشاق وتحت أشعة الشمس، لذلك يجب الإنتباه بتزويد الجسم بالكمية اللازمة وتناول كمية إضافية حين التعرض للأعمال المجهدة والطقس الحار لتدارك ما يفقده الجسم بسبب هذه الإفرازات المحتوية على مادة الملح.
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
يتبع العناصر الغذائية
ما هي أضرار الإفراط بتناول الملح؟
ينتج داء السكري عن تصلب والتهاب البنكرياس (أي الغدة التي تفرز مادة الأنسولين بالقدر اللازم للجسم لكي تحافظ على مقدار مستوى السكر في الدم واحتراق ما يزيد عن حاجة الجسم). وان التهاب وتصلب البنكرياس قد يكون بسبب الإفراط في تناول الملح والسكر الصناعي. كما أن الإصابات المبكرة في الشرايين (ارتفاع ضغط الدم) والشيخوخة المبكرة سببها الإفراط بتناول الملح وكثيرون من علماء التغذية يعتقدون بأن الإفراط في تناول الملح يحدث التصلب والخمول كما أن المخ والعضلات والعيون والأجهزة التناسلية وغيرها تفقد مرونتها وتصبح عرضة للتكلس بسبب ذلك.
الأطباء يمنعون مرضاهم من تناول ملح الطعام لوجود معدن الصوديوم فيه وما ينطبق على ملح الطعام ينطبق على كل مادة يوجد فيها هذا المعدن مثل ثاني كربونات الصوديوم، كبريتات الصوديوم (المسهل) ساليسيلات الصوديوم، والخبز المحتوي على الملح.
البوتاسيوم عنصر البوتاسيوم ضروري للأعصاب والقلب والشرايين والعضلات كما أن له شأنا كبيرا في تعديل الأحماض الضارة بالجسم لكن الإفراط فيه قد يؤدي إلى مضايقات ومضار الإنسان في غنى عنها. إن الإفراط في تناول عنصري البوتاسيوم والصوديوم قد يؤدي إلى نقص أملاح معدنية أخرى مما يفتقر إليها الجسم.
وبكلمة وجيزة فان عنصر البوتاسيوم له أهمية عنصر الصوديوم فكما أن ملح الطعام موجود في السوائل الطبيعية المختلفة في الجسم كذلك فإن عنصر البوتاسيوم موجود في خلايا العضلات وكريات الدم وغيرها.
أين يوجد عنصر البوتاسيوم؟
عنصر البوتاسيوم موجود في الأطعمة المختلفة كاللحوم واللبن والبيض والخضروات والفواكه والحبوب. مقدار أملاح الصوديوم والبوتاسيوم الموجودة في بعض المواد الغذائية (ملغ في كل مائة غرام):
بوتاسيوم صوديوم
325-400 50-110 اللحوم
100 130 البيض
110-150 20-50 الحليب
500 300 الشعير
460 30 القمح الجاف
160 30 البنادورة
170 0 الكوسا
750-1000 40 تقريبا البقول
يظهر من الجدول بأن الخضروات فقيرة بالصوديوم وغنية بالبوتاسيوم وأكثر ما تحتويه من عنصر البوتاسيوم هو الكراث (البراصيا) إذ يصل احتوائه منه الى 300 ملغ ثم الجزر والسبانخ.إن نقع الخضروات في الماء كثيرا يقلل من قيمتها الغذائية لفقدان أملاحها وانحلالها في ماء الغسيل، كما أن عملية الطبخ قد تفقدها جزأ من عنصر البوتاسيوم الذي ينحل في ماء الطبخ.
لذلك يجب علينا أن نقلل ما أمكن من كمية الماء المعد للطبخ مع عدم إهمال المرق الذي يحتوي على عديد من الأملاح المنحلة فيه ومن هذه الأملاح عنصر البوتاسيوم. فمثلا الجزر، البصل، اللفت، البطاطا، اليقطين، السبانخ يفقد 70% أما القرنبيط، البازلاء، الفاصوليا الخضراء تفقد 60% والذرة، الملفوف، الملفوف الحمراء، الشمندر، البنادورة تفقد 50% فالإعتدال مطلوب في جميع الأمور.
ملحوظة: إن وجود الصوديوم والبوتاسيوم في اللحم يتفاوت بحسب جنس الحيوان علما بأن إحشاء الحيوان تحتوي على كمية أوفر.
الحديد عنصر الحديد من العناصر الهامة في بناء جسم الإنسان فهو يدخل في تركيب المادة الصباغية الحمراء المكونة للدم (الهيموغلوبين hemoglobin) التي تنقل مولد الحموضة (الأكسوجين) من الرئة الى أنسجة الجسم المختلفة. مادة الأكسوجين يتم بواسطتها إحراق المواد الغذائية لتوليد الحرارة اللازمة للجسم. كما أن الحديد يدخل في تركيب كافة خلايا الجسم ويلعب دورا هاما في النمو والإفرازات ونقصه في الجسم يسبب فقر الدم.
ما هي مصادره الغذائية؟
توجد أملاح الحديد في أكثر أنواع الخضروات كالبصل والباندورة، والبقول وبصورة خاصة يوجد في الخضروات الورقية كالسبانخ، والبقدونس، والكرفس، والخس وما شابهها، ويوجد أيضا في الفواكه كالموز والمشمش والعنب والتين والبلح وفي البذور واللوز، جوز الهند واللحوم وصفار البيض وغيرها.
ومما هو جدير بالذكر أن الجسم يستطيع أن يستفيد من عنصر الحديد الموجود في البصل والموز بمعدل 90% بينما لا يستفيد من عنصر الحديد الموجود في المواد الغذائية الأخرى بأكثر من 60%، ومن الملاحظ بأن البرتقال يزيد من فعالية امتصاص عنصر الحديد فيجدر بالمصابين بفقر الدم ان يتناولوا البرتقال مع الغذاء المحتوي على مادة الحديد لزيادة الإستفادة علما بأن مشروب الشاي يعاكس مفعول البرتقال (أي يقلل من امتصاص الحديد).
الكالسيوم الكالسيوم عنصر هام جدا ويكفي أن نقول بأن بناء العظام والأسنان يعتمد على هذا العنصر لذلك فالصغار هم بأمس الحاجة إليه لبناء عظامهم ويظهر التشوه في النمو حال افتقارهم لهذا العنصر. كما أن الأم الحامل بحاجة ماسة الى كمية إضافية من هذا العنصر لأن الجنين يستمد غذاءه من الأم وبخاصة في أواخر شهر الحمل وأيضا المرضع.
إن افتقار الجسم لهذه المادة يسبب نخر الأسنان وتقوس العظام والكساح وانحطاط في قوة العضلات وتشنجها وآلام عصبية وغير ذلك مما يؤثر على الصغار والكبار على السواء. ومن جهة أخرى فان وجود مادة الكالسيوم في الدم ضروري لعملية التخثر في حالة النزف، لأن الكالسيوم ينشط الخميرة الخاصة التي تعرف باسم (ترومبين) وهي خميرة التخثر إضافة الى ضرورة الكلس لخلايا الجسم لمساعدته على أداء وظائفه على الوجه الأكمل وبخاصة الجهاز الهضمي والجهاز الدوري وان تأثيره واضح على انقباض عضلات القلب.
ما هي مصادره؟
الحليب (وهو في الجبن أوفر)، السردين (لأنه يؤكل مع عظامه) .
محتوى الكالسيوم (مجم) نوع الطعام الكمية
721 جبن شيدر 100 جم
118 حليب غير منزوع الدسم 100 مل
122 حليب نصف دسم 100 مل
124 حليب منزوع الدسم 100 مل
73 جبن مزارع (حلوم) 100 جم
160 لبن زبادي 150 جم
461 سردين (معلب) 100 جم
160 سبانخ 100 جم
40 بروكولي (زهرة خضراء) 100 جم
61 فول سوداني 100 جم
33 (شريحة) خبز أبيض 30 جم
16 (شريحة) خبز من دقيق كامل 30 جم
45 بصلة مطهوة 100 جم
10 عصير برتقال 100 جم
ما هي الاحتياجات اليومية للكالسيوم؟
الـكـمـيـة (مجم/ يوميا) الـفـئـة
800 الأطفال
1200 المراهقون
1000 النساء أقل من 40 سنة
1500 النساء فوق 40 سنة
1000 الرجال أقل من 60 سنة
1200 النساء والرجال فوق 60 سنة
1200 النساء الحوامل والمرضعات
الفوسفور ان للفوسفور أهمية قصوى إلى جانب أهميته في تكوين العظام والأسنان، كما أنه يلعب دورا هاما في النمو وفي العمليات التي تستخلص الطاقة من العناصر الغذائية، وأنه ضروري لتثبيت تركيب سوائل الجسم الضرورية للحياة ويدخل في تركيب الأنسجة المختلفة ويساعد على ترسب مادة الكالسيوم في العظام وهو المغذي للمخ كما أنه عنصر هام أساسي في تركيب بلازما الدم فهو المقوي للذاكرة والمنشط للأعصاب.
ما هي مصادر الفوسفور؟
إن أغنى مصادره الغذائية هي النخاع، البيض، النخالة، ثم الحليب والكبد والكلى والسمك.
المغنيسيوم تكاد لا تخلو أي خلية من المغنيزيوم ويرتبط نشاطه الى حد كبير بتركيز الكالسيوم الموجود في الخلايا. تتجلى أهمية المغنيزيوم في تنشيط الخمائر التي يتم بها تكوين الغليكوز وأهميته في نمو الخلايا وتكاثرها.
ما هي مصادره؟
الأجزاء النباتية الخضراء وفي البندق واللوز والمشمش والتمور.
اليود يوجد اليود في بعض الأجزاء من الجسم إلا أنه يوجد بكثرة في الغدة الدرقية وإذا قل هذا العنصر فيها سبب تضخمها. إن عنصر اليود منشط للقوى والقلب ويساعد الجسم على طرح النفايات السامة التي تتولد من المواد البروتينية التي تمتصها جدران الأمعاء وتسير مع الدم وتؤدي إلى تصلب الشرايين. كما ان له دورا هاما في مساعدة الجسم على المقاومة ضد الأمراض، فهو يجلو الفكر ويبعث على الراحة ويكافح التوتر العصبي والأرق.
ما هي مصادره؟
بصفة عامة يوجد في الأغذية البحرية، كما يوجد في الملح البحري ويوجد بكميات جزئية جدا في الفجل الأسود، الهليون، الجزر، البنادورة، السبانخ.
الفلورين يدخل عنصر الفلورين في تركيب الميناء الصلبة التي تغطي الأسنان ويحافظ على صحتها. وكذلك يدخل في تركيب عظام السلسلة الشوكية.
ما هي مصادره؟
في الخس و قشور الفواكه وصفار البيض والأسماك وملح الطعام الغير نقي.
الفيتامينات:
اكتشفت الفيتامينات بعد الاستدلال على منافعها فهي عبارة عن مواد عضوية كيماوية ذات أهمية عظيمة في المحافظة على حالة الجسم الصحية، وهي مواد يصعب تفسيرها بالمعنى الصحيح. ويرجع ظهور الفيتامينات في عالم التغذية إلى الفترة الواقعة بين عامي 1820-1910 عندما أتضح للعلماء أن أمراض البري بري والإسقربوط والكساح ما هي الا أمراض تولدت عن سوء التغذية من نقص مواد معينة. إن كلمة فيتامين أطلقها العلامة فانك سنة 1912 إسما لهذه المواد العضوية وتشتمل كلمة فيتامين على مقطعين (فيتا) و (مين)، وأن اللفظ في مجموعه يدل على أنها الامينات الضرورية للحياة. لكن البحث والتحليل أثبت أن تركيب الفيتامينات الحقيقي لا ينتهي الى الأمينات وما الفيتامينات إلا عدة مركبات أخرى متباينة رمز إليها بالحروف الهجائية (أ) A، (ب) B، (ج) C، (د) D، الخ. وقد استخدمت الحروف الأبجدية الأروبية للدلالة عليها بسبب عدم معرفة تركيبها الكيماوي في بادىء الأمر. وكانت الدراسات المتعلقة بهذه الفيتامينات ترمي إلى شيء واحد جوهري وهو معرفة هذه الخواص، ولقد أمكن اكتشاف التركيب الكيماوي لهذه الفيتامينات بعد وضع هذه الأسماء الأبجدية. إن الفيتامينات تنقسم إلى مجموعتين:
1. المجموعة الأولى تذوب في الدهون وتشتمل على الفيتامينات (أ) A، (د) D، (هـ) E، (ك) K.
2. المجموعة الثانية تذوب في الماء وتشتمل على فتامين (ج) C وأسرة فتامين (ب) B.
وعلى الرغم من التقدم العظيم الذي احرزه العلم في أبحاث الفيتامينات فان هنالك بعض الأمور التي ما زالت غامضة والتي هي بحاجة إلى الكشف والبيان كما أنه لابد من أنواع جديدة من الفيتامينات التي ستكتشف كي يستفاد منها في معالجة بعض الأمراض.
ما هو منشأ الفيتامينات؟
إن منشأ الفيتامينات نباتي لكنها توجد في أعضاء الحيوان حيث تنتقل إليه عن طريق التغذية بالنبات. كما ان فيتامين (أ) و (د) ينشأ ويتكون في كبد الحوت من جراء طعامه بالعضويات البحرية النباتية المنتشرة في البحار.
والعلم الحديث قد صنع الفيتامينات المكثفة المصنعة والمتنوعة وبشكل دوائي للذين لا يتيسر لهم التغذية من الطبيعة لعدم وجود بعض النباتات التي تحتوي تلك العناصر في بلادهم لكن اللذين يتغذون باستمرار وفق المجموعات الغذائية الأساسية لا حاجة لهم لأن يهتموا بالفيتامينات الدوائية إذ توجد في غذائهم الكميات الكافية من أنواع الفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
ما هي أضرار الإفراط بتناول الملح؟
ينتج داء السكري عن تصلب والتهاب البنكرياس (أي الغدة التي تفرز مادة الأنسولين بالقدر اللازم للجسم لكي تحافظ على مقدار مستوى السكر في الدم واحتراق ما يزيد عن حاجة الجسم). وان التهاب وتصلب البنكرياس قد يكون بسبب الإفراط في تناول الملح والسكر الصناعي. كما أن الإصابات المبكرة في الشرايين (ارتفاع ضغط الدم) والشيخوخة المبكرة سببها الإفراط بتناول الملح وكثيرون من علماء التغذية يعتقدون بأن الإفراط في تناول الملح يحدث التصلب والخمول كما أن المخ والعضلات والعيون والأجهزة التناسلية وغيرها تفقد مرونتها وتصبح عرضة للتكلس بسبب ذلك.
الأطباء يمنعون مرضاهم من تناول ملح الطعام لوجود معدن الصوديوم فيه وما ينطبق على ملح الطعام ينطبق على كل مادة يوجد فيها هذا المعدن مثل ثاني كربونات الصوديوم، كبريتات الصوديوم (المسهل) ساليسيلات الصوديوم، والخبز المحتوي على الملح.
البوتاسيوم عنصر البوتاسيوم ضروري للأعصاب والقلب والشرايين والعضلات كما أن له شأنا كبيرا في تعديل الأحماض الضارة بالجسم لكن الإفراط فيه قد يؤدي إلى مضايقات ومضار الإنسان في غنى عنها. إن الإفراط في تناول عنصري البوتاسيوم والصوديوم قد يؤدي إلى نقص أملاح معدنية أخرى مما يفتقر إليها الجسم.
وبكلمة وجيزة فان عنصر البوتاسيوم له أهمية عنصر الصوديوم فكما أن ملح الطعام موجود في السوائل الطبيعية المختلفة في الجسم كذلك فإن عنصر البوتاسيوم موجود في خلايا العضلات وكريات الدم وغيرها.
أين يوجد عنصر البوتاسيوم؟
عنصر البوتاسيوم موجود في الأطعمة المختلفة كاللحوم واللبن والبيض والخضروات والفواكه والحبوب. مقدار أملاح الصوديوم والبوتاسيوم الموجودة في بعض المواد الغذائية (ملغ في كل مائة غرام):
بوتاسيوم صوديوم
325-400 50-110 اللحوم
100 130 البيض
110-150 20-50 الحليب
500 300 الشعير
460 30 القمح الجاف
160 30 البنادورة
170 0 الكوسا
750-1000 40 تقريبا البقول
يظهر من الجدول بأن الخضروات فقيرة بالصوديوم وغنية بالبوتاسيوم وأكثر ما تحتويه من عنصر البوتاسيوم هو الكراث (البراصيا) إذ يصل احتوائه منه الى 300 ملغ ثم الجزر والسبانخ.إن نقع الخضروات في الماء كثيرا يقلل من قيمتها الغذائية لفقدان أملاحها وانحلالها في ماء الغسيل، كما أن عملية الطبخ قد تفقدها جزأ من عنصر البوتاسيوم الذي ينحل في ماء الطبخ.
لذلك يجب علينا أن نقلل ما أمكن من كمية الماء المعد للطبخ مع عدم إهمال المرق الذي يحتوي على عديد من الأملاح المنحلة فيه ومن هذه الأملاح عنصر البوتاسيوم. فمثلا الجزر، البصل، اللفت، البطاطا، اليقطين، السبانخ يفقد 70% أما القرنبيط، البازلاء، الفاصوليا الخضراء تفقد 60% والذرة، الملفوف، الملفوف الحمراء، الشمندر، البنادورة تفقد 50% فالإعتدال مطلوب في جميع الأمور.
ملحوظة: إن وجود الصوديوم والبوتاسيوم في اللحم يتفاوت بحسب جنس الحيوان علما بأن إحشاء الحيوان تحتوي على كمية أوفر.
الحديد عنصر الحديد من العناصر الهامة في بناء جسم الإنسان فهو يدخل في تركيب المادة الصباغية الحمراء المكونة للدم (الهيموغلوبين hemoglobin) التي تنقل مولد الحموضة (الأكسوجين) من الرئة الى أنسجة الجسم المختلفة. مادة الأكسوجين يتم بواسطتها إحراق المواد الغذائية لتوليد الحرارة اللازمة للجسم. كما أن الحديد يدخل في تركيب كافة خلايا الجسم ويلعب دورا هاما في النمو والإفرازات ونقصه في الجسم يسبب فقر الدم.
ما هي مصادره الغذائية؟
توجد أملاح الحديد في أكثر أنواع الخضروات كالبصل والباندورة، والبقول وبصورة خاصة يوجد في الخضروات الورقية كالسبانخ، والبقدونس، والكرفس، والخس وما شابهها، ويوجد أيضا في الفواكه كالموز والمشمش والعنب والتين والبلح وفي البذور واللوز، جوز الهند واللحوم وصفار البيض وغيرها.
ومما هو جدير بالذكر أن الجسم يستطيع أن يستفيد من عنصر الحديد الموجود في البصل والموز بمعدل 90% بينما لا يستفيد من عنصر الحديد الموجود في المواد الغذائية الأخرى بأكثر من 60%، ومن الملاحظ بأن البرتقال يزيد من فعالية امتصاص عنصر الحديد فيجدر بالمصابين بفقر الدم ان يتناولوا البرتقال مع الغذاء المحتوي على مادة الحديد لزيادة الإستفادة علما بأن مشروب الشاي يعاكس مفعول البرتقال (أي يقلل من امتصاص الحديد).
الكالسيوم الكالسيوم عنصر هام جدا ويكفي أن نقول بأن بناء العظام والأسنان يعتمد على هذا العنصر لذلك فالصغار هم بأمس الحاجة إليه لبناء عظامهم ويظهر التشوه في النمو حال افتقارهم لهذا العنصر. كما أن الأم الحامل بحاجة ماسة الى كمية إضافية من هذا العنصر لأن الجنين يستمد غذاءه من الأم وبخاصة في أواخر شهر الحمل وأيضا المرضع.
إن افتقار الجسم لهذه المادة يسبب نخر الأسنان وتقوس العظام والكساح وانحطاط في قوة العضلات وتشنجها وآلام عصبية وغير ذلك مما يؤثر على الصغار والكبار على السواء. ومن جهة أخرى فان وجود مادة الكالسيوم في الدم ضروري لعملية التخثر في حالة النزف، لأن الكالسيوم ينشط الخميرة الخاصة التي تعرف باسم (ترومبين) وهي خميرة التخثر إضافة الى ضرورة الكلس لخلايا الجسم لمساعدته على أداء وظائفه على الوجه الأكمل وبخاصة الجهاز الهضمي والجهاز الدوري وان تأثيره واضح على انقباض عضلات القلب.
ما هي مصادره؟
الحليب (وهو في الجبن أوفر)، السردين (لأنه يؤكل مع عظامه) .
محتوى الكالسيوم (مجم) نوع الطعام الكمية
721 جبن شيدر 100 جم
118 حليب غير منزوع الدسم 100 مل
122 حليب نصف دسم 100 مل
124 حليب منزوع الدسم 100 مل
73 جبن مزارع (حلوم) 100 جم
160 لبن زبادي 150 جم
461 سردين (معلب) 100 جم
160 سبانخ 100 جم
40 بروكولي (زهرة خضراء) 100 جم
61 فول سوداني 100 جم
33 (شريحة) خبز أبيض 30 جم
16 (شريحة) خبز من دقيق كامل 30 جم
45 بصلة مطهوة 100 جم
10 عصير برتقال 100 جم
ما هي الاحتياجات اليومية للكالسيوم؟
الـكـمـيـة (مجم/ يوميا) الـفـئـة
800 الأطفال
1200 المراهقون
1000 النساء أقل من 40 سنة
1500 النساء فوق 40 سنة
1000 الرجال أقل من 60 سنة
1200 النساء والرجال فوق 60 سنة
1200 النساء الحوامل والمرضعات
الفوسفور ان للفوسفور أهمية قصوى إلى جانب أهميته في تكوين العظام والأسنان، كما أنه يلعب دورا هاما في النمو وفي العمليات التي تستخلص الطاقة من العناصر الغذائية، وأنه ضروري لتثبيت تركيب سوائل الجسم الضرورية للحياة ويدخل في تركيب الأنسجة المختلفة ويساعد على ترسب مادة الكالسيوم في العظام وهو المغذي للمخ كما أنه عنصر هام أساسي في تركيب بلازما الدم فهو المقوي للذاكرة والمنشط للأعصاب.
ما هي مصادر الفوسفور؟
إن أغنى مصادره الغذائية هي النخاع، البيض، النخالة، ثم الحليب والكبد والكلى والسمك.
المغنيسيوم تكاد لا تخلو أي خلية من المغنيزيوم ويرتبط نشاطه الى حد كبير بتركيز الكالسيوم الموجود في الخلايا. تتجلى أهمية المغنيزيوم في تنشيط الخمائر التي يتم بها تكوين الغليكوز وأهميته في نمو الخلايا وتكاثرها.
ما هي مصادره؟
الأجزاء النباتية الخضراء وفي البندق واللوز والمشمش والتمور.
اليود يوجد اليود في بعض الأجزاء من الجسم إلا أنه يوجد بكثرة في الغدة الدرقية وإذا قل هذا العنصر فيها سبب تضخمها. إن عنصر اليود منشط للقوى والقلب ويساعد الجسم على طرح النفايات السامة التي تتولد من المواد البروتينية التي تمتصها جدران الأمعاء وتسير مع الدم وتؤدي إلى تصلب الشرايين. كما ان له دورا هاما في مساعدة الجسم على المقاومة ضد الأمراض، فهو يجلو الفكر ويبعث على الراحة ويكافح التوتر العصبي والأرق.
ما هي مصادره؟
بصفة عامة يوجد في الأغذية البحرية، كما يوجد في الملح البحري ويوجد بكميات جزئية جدا في الفجل الأسود، الهليون، الجزر، البنادورة، السبانخ.
الفلورين يدخل عنصر الفلورين في تركيب الميناء الصلبة التي تغطي الأسنان ويحافظ على صحتها. وكذلك يدخل في تركيب عظام السلسلة الشوكية.
ما هي مصادره؟
في الخس و قشور الفواكه وصفار البيض والأسماك وملح الطعام الغير نقي.
الفيتامينات:
اكتشفت الفيتامينات بعد الاستدلال على منافعها فهي عبارة عن مواد عضوية كيماوية ذات أهمية عظيمة في المحافظة على حالة الجسم الصحية، وهي مواد يصعب تفسيرها بالمعنى الصحيح. ويرجع ظهور الفيتامينات في عالم التغذية إلى الفترة الواقعة بين عامي 1820-1910 عندما أتضح للعلماء أن أمراض البري بري والإسقربوط والكساح ما هي الا أمراض تولدت عن سوء التغذية من نقص مواد معينة. إن كلمة فيتامين أطلقها العلامة فانك سنة 1912 إسما لهذه المواد العضوية وتشتمل كلمة فيتامين على مقطعين (فيتا) و (مين)، وأن اللفظ في مجموعه يدل على أنها الامينات الضرورية للحياة. لكن البحث والتحليل أثبت أن تركيب الفيتامينات الحقيقي لا ينتهي الى الأمينات وما الفيتامينات إلا عدة مركبات أخرى متباينة رمز إليها بالحروف الهجائية (أ) A، (ب) B، (ج) C، (د) D، الخ. وقد استخدمت الحروف الأبجدية الأروبية للدلالة عليها بسبب عدم معرفة تركيبها الكيماوي في بادىء الأمر. وكانت الدراسات المتعلقة بهذه الفيتامينات ترمي إلى شيء واحد جوهري وهو معرفة هذه الخواص، ولقد أمكن اكتشاف التركيب الكيماوي لهذه الفيتامينات بعد وضع هذه الأسماء الأبجدية. إن الفيتامينات تنقسم إلى مجموعتين:
1. المجموعة الأولى تذوب في الدهون وتشتمل على الفيتامينات (أ) A، (د) D، (هـ) E، (ك) K.
2. المجموعة الثانية تذوب في الماء وتشتمل على فتامين (ج) C وأسرة فتامين (ب) B.
وعلى الرغم من التقدم العظيم الذي احرزه العلم في أبحاث الفيتامينات فان هنالك بعض الأمور التي ما زالت غامضة والتي هي بحاجة إلى الكشف والبيان كما أنه لابد من أنواع جديدة من الفيتامينات التي ستكتشف كي يستفاد منها في معالجة بعض الأمراض.
ما هو منشأ الفيتامينات؟
إن منشأ الفيتامينات نباتي لكنها توجد في أعضاء الحيوان حيث تنتقل إليه عن طريق التغذية بالنبات. كما ان فيتامين (أ) و (د) ينشأ ويتكون في كبد الحوت من جراء طعامه بالعضويات البحرية النباتية المنتشرة في البحار.
والعلم الحديث قد صنع الفيتامينات المكثفة المصنعة والمتنوعة وبشكل دوائي للذين لا يتيسر لهم التغذية من الطبيعة لعدم وجود بعض النباتات التي تحتوي تلك العناصر في بلادهم لكن اللذين يتغذون باستمرار وفق المجموعات الغذائية الأساسية لا حاجة لهم لأن يهتموا بالفيتامينات الدوائية إذ توجد في غذائهم الكميات الكافية من أنواع الفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
بارك الله فيك اختي هديل مجهود يستحق التقدير
واتمنى من اختنا ام اسامة
ان تقوم بتصنيف هذه البحوث حسب تخصصاتها
في مواضيع مستقلة
لكي يتسنى لطلبتنا الكرام الاستفادة منها
وجزيتي خيرا اختي هديل
واتمنى من اختنا ام اسامة
ان تقوم بتصنيف هذه البحوث حسب تخصصاتها
في مواضيع مستقلة
لكي يتسنى لطلبتنا الكرام الاستفادة منها
وجزيتي خيرا اختي هديل
ام مريم- مبتدئ
- عدد الرسائل : 70
العمر : 57
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 09/07/2008
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
بارك الله فيك هديل على المجهود الذي تبدلينه في المنتدى
رد: الموسوعة البحثية ( بحوث علمية + بحوث أدبية )
جزاك الله خيرا اختي هديل
وبارك في جهدك الذي تيذلينه
وبارك في جهدك الذي تيذلينه
بنت الاوراس- عضوة برونزية
- عدد الرسائل : 1254
العمر : 54
التقييم : 6
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 16/06/2008
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 3 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى