واجب المرأة فى الإسلام
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
واجب المرأة فى الإسلام
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )
حينما خلق الله آدم – عليه السلام – لم يشأ أن يتركه وحيداً ينعم بالجنة بل خلق له من نفسه سكناً له وشريكاً يساعده على إدراك لذة النعيم فكانت أُمنا حواء وحينما نزلا إلى الأرض لم تترُكهُ فشاركته حلو الحياة ومرها وتعاونت معه على تكوين الأُسرة الأولى التى كان منها هذا العالم كُله .. فرسالة المرأة جاءت مُتممة ومُكملة لرسالة الرجُل على الأرض لا تستغنى أحدهم عن الأُخرى فى عمارة الأرض .
وإذا كان الله – سُبحانه وتعالى – قد وهب كُلاً من الجنسين خصائص مُميزه له ، وسلحهُ بأسلحة تُناسب مُهمتهُ ، فإن ذلك لا يعنى أن يستغنى أحدُهما عن الآخر ولا يعنى طُغيان جنس بخصائصهُ ومُميزاته على الجنس الآخر ، فلكُل منهُما مجال يُحسن العمل فيه .. وطريق يأمن السير فيه إلى الغاية المرجوة .
وإذا كانت المرأة فى بعض أطوار التاريخ القديم تم إغفال حقها وأُنكرت رسالتها وعُوملت مُعاملة قاسية أساسها الأنانية والنظرة القائمة لها كمخلوق له أسلحة قوية نفاذة تستطيع بها أن تميل بالجنس الآخر إلى حيث لا يكون الخير ، فإن الإسلام بتشريعه العادل ونظرته المُنصفة وتنظيمه الدقيق للحياة فى شتى مجالاتها قضى على الرواسب الجاهلية والأوضاع الشاذة التى كانت توضع فيها المرأة وابرز لها حقوقاً وأوجب على الرجل نحوها التزامات ما استطاعت المرأة أن تظفر بها فى أرقى التشريعات الوضعية .
وإذا كان الإسلام قد خصص بعض الميادين للرجل وبعضها للمرأة فما كان ذلك سوى لكى يُكمل بعضهما الآخر كُلاً فى مهامه وواجباته كى تستقيم الحياة وتكون بأجمل وجه وقد كان الغرب يرسمون بخيالهم مُجتمع فاضل لا يعرف الخطايا ومُنضبط وأسموه ( المدينة الفاضلة ) وها هو الإسلام يُحى الخيال على أرض الواقع ويصنع الحياة الفاضلة فى ظل تشريعاته وأهدافه السامية التى لم يرقى إليها بشر ولا أى تشريع إنسانى ..
وهُنا أُحب أن أذكُر أن أُم سلمة – رضى الله عنها – قالت للحبيب – صلى الله عليه وسلم - : ( يا رسول الله يغزو الرجال ولا يغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فلو كُنا رجالاً لغزونا وأخذنا من الميراث مثل ما أخذوا ) فأنزل الله تعالى : {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }النساء32 ..
سُبحان الله ؛ إن فضل الجهاد ليس له حدود فهو أعظم شرف يحمل وسامهُ المُجاهد المُخلص النية لله وحدهُ ، وبالرغم من ذلك فالمرأة فى حُسن إدارتها للمنزل وقيامها بواجبها الطبيعى المُخصص لها لا تقل شاناً عن الرجُل الواقف فى الميدان شاهراً سيفه ضد الأعداء لحماية الإسلام والمُسلمين ، فهى مصدر الأمن والسعادة الذى يلجأ إليها الرجُل من بعد يوم عمل شاق وجهاد فى الحياة من أجل أن يوفر لها ولأولادها الحياة الكريمة ، ويُفسر هذا حديث الحبيب – صلى الله عليه وسلم – حينما أرسلن المُسلمات أسماء بنت يزيد بن السكن ( وكانت تُسمى خطيبة النساء ) إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت : ( بأبى أنت وأمى يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك ، أن الله – عز وجل – بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بكِ وبإلهك ، وإنا معشر النساء محصورات ، قواعد بيوتكم حاملات أولادكم ، وانتم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل عن ذلك الجهاد فى سبيل الله – عز وجل - ، وإن أحدكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم ، أنشارككم فى هذا الأجر ؟ فالتفت النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى أصحابه بوجهه ثم قال : هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها فى أمر دينها ؟ فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا ، فالتفت النبى – صلى الله عليه وسلم – إليها ثم قال : أفهمى أيتها المرأة ، وأعلمى من خلفكِ من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته وأتباعها موافقته تعدل ذلك .
ويتبين لنا من ذلك الحديث الجميل الطيب الذى تدمع له العيون وتطمئن به القلوب أن على المرأة واجباً لا يقل عن واجب الرجل فى أعظم أعماله البطولية وهى الجهاد فى سبيل الله – جل وعلا – فلولاها ما استطاع هو أن يترك أولاده ويخرج إلى الميدان ولولاها ما اعد له ما يحتاجه وهو فى كفاحه ونضاله من غذاء وكساء وما وراء ذلك من أعمال .
أذن فإن على المرأة واجب يسير جنباً إلى جنب مع واجب الرجل ، والميدان الذى يتناسب مع مواهبها واستعدادها فللمرأة من المميزات والخواص ما تتسم به عن الرجل فلا يجب أن يزج بها فى مجال هى ليست أهل له كما فعل الغرب بالمرأة وجعلها شرطية تُطارد المُجرمين ومهندسة مُنشئات تقف بجوار العمال وأيضاً أخضعها للقتال بجانب الرجال .
والمجتمع الإسلامى الأول فى بدء تكوينه وضع الرجل مع المرأة فى مقام التكليف بكل الأعمال التى ترسى قواعد المجتمع وتزيل الرواسب الماضية وتمكن المبادىْ الجديدة ، فشمرت المرأة عن ساعد الجد وشدت راحلتها وهاجرت مع الرجل إلى الحبشة ثم إلى المدينة وتحملت معه تحديات قريش فى الشُعب بحصاره الشديد وفى الإيذاء المُتكرر الذى لم تراع فيه الحرمات ، وخاضت معه المعركة دفاعاً عن دينها فتحمل المرضى وتسقى العطشى وتُضمد الجرحى ، وظهر ذلك جلياً فى أُحُد وفى كافة المعارك الإسلامية من أجل الله ورسوله ونشر دين الله القيّم ، فإن المرأة فى ظل الإسلام لها رسالتها الخطيرة وواجبها المقدس وتستطيع وهى مُتربعة على عرش مملكتها أن تورد إلى ميادين النضال المُختلفة أبطالاً شُجعاناً كما قال الشاعر :
قُم أبن الأُمهات على أساس *** ولا تبن الحصون ولا القلاعا
فهُن يدلن للقصب المذاكى *** وهُن يلدن للغاب السباعا
فتستطيع أن تسهم إسهاماً إيجابياً فى المعركة الإقتصادية بحُسن تدبيرها لمنزلها ورعاية أولادها رعاية جديه تهتم بالجواهر وتزهد فى المظاهر ، وتؤثر الأهم على المُهم وتدخر ليوم الحاجة ما تواجه به مُفاجآت المُستقبل وتجتاز به المآزق الحرجة والعقبات التى تعترض الطريق .
وتستطيع أن تُسهم بقوة فى المعركة الحربية بالتنشئة الواعية الحازمة والتوجيه الحكيم الصائب ، وحراسة القلعة الداخلية من عوادى الفتن والإشاعات ونقل الأسرار والمُشاركة بالمعركة بما يتناسب مع تكوينها وعاطفتها ، فهى تستطيع أن تكون كرفيدة الأسلمية وقد أُعدت لها خيمة فى مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – تستقبل فيها الجرحى وتُمرض المرضى فى معركة الأحزاب وقُريظة ، وتستطيع أن تكون كأُم سليم وقد كانت فى حُنين مُتسلحة بخنجر سُئلت عنه فقالت : أبقر به بطن من يقربنى من الأعداء ، فتستطيع أن تكون كغير هؤلاء من سيدات الإسلام اللائي أبلين بلاء حسناً فى الحروب وتخليص الأسرى وتعميق المعانى البطولية فى نفوس الشباب .
تستطيع المرأة المُسلمة أن تُسهم بقدر كبير فى المعركة الثقافية ضد الجهل وفى المعركة الصحية ضد المرض وبخاصة فى مُحيط أُسرتها المحدودة الذى يتطلب عقلاً ذكياً ومعرفة واعية ومفاهيم صحيحة للإشراف على النشىء المُتطلع إلى القيادة والتوجيه والمُحتاج إلى التقويم والتهذيب ولحل المشاكل التى تعترض طريق الأُسرة بما أوتيت من علم وما تملك من خبرة وللإشراف الصحى بأصوله الصحيحة وقواعده الثابتة بعيداً عن الخُرافات والترهات والشعوذة والتدجيل ، تستطيع المرأة هذا وأكثر منه المُهم فى ذلك كُله إخلاصها فى أداء الواجب وحصره فى خدمة الدين والقيام بواجباتها التى شرعها الله تعالى لها وعدم التعلق بالشكليات والمظاهر أو الاهتمام بالكماليات والسفاسف .
قال الله تعالى : ( انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) التوبة41
فكُل جُهد يُبذل من الجنسين له حسابه الكامل وتقديره العادل كما أخبرنا الحق تبارك وتعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) آل عمران 195
أسئل الله - جل وعلا - أن يُيسر لنا الخير أينما كان وأن يُجنبنا الشر أينما كان
ويوفقنا لما يحبه ويرضاه .. آمين .. والحمدلله رب العالمين
حينما خلق الله آدم – عليه السلام – لم يشأ أن يتركه وحيداً ينعم بالجنة بل خلق له من نفسه سكناً له وشريكاً يساعده على إدراك لذة النعيم فكانت أُمنا حواء وحينما نزلا إلى الأرض لم تترُكهُ فشاركته حلو الحياة ومرها وتعاونت معه على تكوين الأُسرة الأولى التى كان منها هذا العالم كُله .. فرسالة المرأة جاءت مُتممة ومُكملة لرسالة الرجُل على الأرض لا تستغنى أحدهم عن الأُخرى فى عمارة الأرض .
وإذا كان الله – سُبحانه وتعالى – قد وهب كُلاً من الجنسين خصائص مُميزه له ، وسلحهُ بأسلحة تُناسب مُهمتهُ ، فإن ذلك لا يعنى أن يستغنى أحدُهما عن الآخر ولا يعنى طُغيان جنس بخصائصهُ ومُميزاته على الجنس الآخر ، فلكُل منهُما مجال يُحسن العمل فيه .. وطريق يأمن السير فيه إلى الغاية المرجوة .
وإذا كانت المرأة فى بعض أطوار التاريخ القديم تم إغفال حقها وأُنكرت رسالتها وعُوملت مُعاملة قاسية أساسها الأنانية والنظرة القائمة لها كمخلوق له أسلحة قوية نفاذة تستطيع بها أن تميل بالجنس الآخر إلى حيث لا يكون الخير ، فإن الإسلام بتشريعه العادل ونظرته المُنصفة وتنظيمه الدقيق للحياة فى شتى مجالاتها قضى على الرواسب الجاهلية والأوضاع الشاذة التى كانت توضع فيها المرأة وابرز لها حقوقاً وأوجب على الرجل نحوها التزامات ما استطاعت المرأة أن تظفر بها فى أرقى التشريعات الوضعية .
وإذا كان الإسلام قد خصص بعض الميادين للرجل وبعضها للمرأة فما كان ذلك سوى لكى يُكمل بعضهما الآخر كُلاً فى مهامه وواجباته كى تستقيم الحياة وتكون بأجمل وجه وقد كان الغرب يرسمون بخيالهم مُجتمع فاضل لا يعرف الخطايا ومُنضبط وأسموه ( المدينة الفاضلة ) وها هو الإسلام يُحى الخيال على أرض الواقع ويصنع الحياة الفاضلة فى ظل تشريعاته وأهدافه السامية التى لم يرقى إليها بشر ولا أى تشريع إنسانى ..
وهُنا أُحب أن أذكُر أن أُم سلمة – رضى الله عنها – قالت للحبيب – صلى الله عليه وسلم - : ( يا رسول الله يغزو الرجال ولا يغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فلو كُنا رجالاً لغزونا وأخذنا من الميراث مثل ما أخذوا ) فأنزل الله تعالى : {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }النساء32 ..
سُبحان الله ؛ إن فضل الجهاد ليس له حدود فهو أعظم شرف يحمل وسامهُ المُجاهد المُخلص النية لله وحدهُ ، وبالرغم من ذلك فالمرأة فى حُسن إدارتها للمنزل وقيامها بواجبها الطبيعى المُخصص لها لا تقل شاناً عن الرجُل الواقف فى الميدان شاهراً سيفه ضد الأعداء لحماية الإسلام والمُسلمين ، فهى مصدر الأمن والسعادة الذى يلجأ إليها الرجُل من بعد يوم عمل شاق وجهاد فى الحياة من أجل أن يوفر لها ولأولادها الحياة الكريمة ، ويُفسر هذا حديث الحبيب – صلى الله عليه وسلم – حينما أرسلن المُسلمات أسماء بنت يزيد بن السكن ( وكانت تُسمى خطيبة النساء ) إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت : ( بأبى أنت وأمى يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك ، أن الله – عز وجل – بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بكِ وبإلهك ، وإنا معشر النساء محصورات ، قواعد بيوتكم حاملات أولادكم ، وانتم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل عن ذلك الجهاد فى سبيل الله – عز وجل - ، وإن أحدكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم ، أنشارككم فى هذا الأجر ؟ فالتفت النبى – صلى الله عليه وسلم – إلى أصحابه بوجهه ثم قال : هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها فى أمر دينها ؟ فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا ، فالتفت النبى – صلى الله عليه وسلم – إليها ثم قال : أفهمى أيتها المرأة ، وأعلمى من خلفكِ من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته وأتباعها موافقته تعدل ذلك .
ويتبين لنا من ذلك الحديث الجميل الطيب الذى تدمع له العيون وتطمئن به القلوب أن على المرأة واجباً لا يقل عن واجب الرجل فى أعظم أعماله البطولية وهى الجهاد فى سبيل الله – جل وعلا – فلولاها ما استطاع هو أن يترك أولاده ويخرج إلى الميدان ولولاها ما اعد له ما يحتاجه وهو فى كفاحه ونضاله من غذاء وكساء وما وراء ذلك من أعمال .
أذن فإن على المرأة واجب يسير جنباً إلى جنب مع واجب الرجل ، والميدان الذى يتناسب مع مواهبها واستعدادها فللمرأة من المميزات والخواص ما تتسم به عن الرجل فلا يجب أن يزج بها فى مجال هى ليست أهل له كما فعل الغرب بالمرأة وجعلها شرطية تُطارد المُجرمين ومهندسة مُنشئات تقف بجوار العمال وأيضاً أخضعها للقتال بجانب الرجال .
والمجتمع الإسلامى الأول فى بدء تكوينه وضع الرجل مع المرأة فى مقام التكليف بكل الأعمال التى ترسى قواعد المجتمع وتزيل الرواسب الماضية وتمكن المبادىْ الجديدة ، فشمرت المرأة عن ساعد الجد وشدت راحلتها وهاجرت مع الرجل إلى الحبشة ثم إلى المدينة وتحملت معه تحديات قريش فى الشُعب بحصاره الشديد وفى الإيذاء المُتكرر الذى لم تراع فيه الحرمات ، وخاضت معه المعركة دفاعاً عن دينها فتحمل المرضى وتسقى العطشى وتُضمد الجرحى ، وظهر ذلك جلياً فى أُحُد وفى كافة المعارك الإسلامية من أجل الله ورسوله ونشر دين الله القيّم ، فإن المرأة فى ظل الإسلام لها رسالتها الخطيرة وواجبها المقدس وتستطيع وهى مُتربعة على عرش مملكتها أن تورد إلى ميادين النضال المُختلفة أبطالاً شُجعاناً كما قال الشاعر :
قُم أبن الأُمهات على أساس *** ولا تبن الحصون ولا القلاعا
فهُن يدلن للقصب المذاكى *** وهُن يلدن للغاب السباعا
فتستطيع أن تسهم إسهاماً إيجابياً فى المعركة الإقتصادية بحُسن تدبيرها لمنزلها ورعاية أولادها رعاية جديه تهتم بالجواهر وتزهد فى المظاهر ، وتؤثر الأهم على المُهم وتدخر ليوم الحاجة ما تواجه به مُفاجآت المُستقبل وتجتاز به المآزق الحرجة والعقبات التى تعترض الطريق .
وتستطيع أن تُسهم بقوة فى المعركة الحربية بالتنشئة الواعية الحازمة والتوجيه الحكيم الصائب ، وحراسة القلعة الداخلية من عوادى الفتن والإشاعات ونقل الأسرار والمُشاركة بالمعركة بما يتناسب مع تكوينها وعاطفتها ، فهى تستطيع أن تكون كرفيدة الأسلمية وقد أُعدت لها خيمة فى مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – تستقبل فيها الجرحى وتُمرض المرضى فى معركة الأحزاب وقُريظة ، وتستطيع أن تكون كأُم سليم وقد كانت فى حُنين مُتسلحة بخنجر سُئلت عنه فقالت : أبقر به بطن من يقربنى من الأعداء ، فتستطيع أن تكون كغير هؤلاء من سيدات الإسلام اللائي أبلين بلاء حسناً فى الحروب وتخليص الأسرى وتعميق المعانى البطولية فى نفوس الشباب .
تستطيع المرأة المُسلمة أن تُسهم بقدر كبير فى المعركة الثقافية ضد الجهل وفى المعركة الصحية ضد المرض وبخاصة فى مُحيط أُسرتها المحدودة الذى يتطلب عقلاً ذكياً ومعرفة واعية ومفاهيم صحيحة للإشراف على النشىء المُتطلع إلى القيادة والتوجيه والمُحتاج إلى التقويم والتهذيب ولحل المشاكل التى تعترض طريق الأُسرة بما أوتيت من علم وما تملك من خبرة وللإشراف الصحى بأصوله الصحيحة وقواعده الثابتة بعيداً عن الخُرافات والترهات والشعوذة والتدجيل ، تستطيع المرأة هذا وأكثر منه المُهم فى ذلك كُله إخلاصها فى أداء الواجب وحصره فى خدمة الدين والقيام بواجباتها التى شرعها الله تعالى لها وعدم التعلق بالشكليات والمظاهر أو الاهتمام بالكماليات والسفاسف .
قال الله تعالى : ( انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) التوبة41
فكُل جُهد يُبذل من الجنسين له حسابه الكامل وتقديره العادل كما أخبرنا الحق تبارك وتعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) آل عمران 195
أسئل الله - جل وعلا - أن يُيسر لنا الخير أينما كان وأن يُجنبنا الشر أينما كان
ويوفقنا لما يحبه ويرضاه .. آمين .. والحمدلله رب العالمين
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
رد: واجب المرأة فى الإسلام
:fleurs: :afia:
بنت الاوراس- عضوة برونزية
- عدد الرسائل : 1254
العمر : 54
التقييم : 6
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 16/06/2008
رد: واجب المرأة فى الإسلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
samia1- مشرفة فضية
- عدد الرسائل : 1133
العمر : 104
المكان : المغرب
التقييم : 0
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى